يقول سيدنا عمر ابن الخطاب لولا حب الوطن لخرب بلد السوء
و قال جالينوس يتروح العليل بنسيم أرضه كما تتروح الأرض الجدبة ببلل المطر
و فيل ان من علامة الرشد ان تكون النفس الى أوطانها مشتاقة و إلى مولدها تواقة
و قيل أحفظ أرضا أرسخك رضاعها و اصلحك غذاؤها و ارع حمى اكتنفك فناؤه
و قال بعض الحكماء عسرك فى بلدك خيرا من يسرك فى غربتك
و قيل لإعرابى ما الغبطة ؟ قال الكفاية و لزوم الاوطان و الجلوس مع الاخوان
و قيل لإعرابى كيف تصنع بالبادية اذا انتصف النهار و انتعل كل شئ ظله ؟ قال و هل العيش الا ذاك يمشى احدنا ميلا فيرففض عرقا كأنه الجمان ثم ينصب عصاه و يلقى عليها كساه و تقبل الرياح من كل جانب فكأنه فى إيوان كسرى
و قال الشاعر:
اذا ما ذكرت الثغر يوما فاضتت مدامعى..........و أضحى فؤادى نهبة للهماهم
حنينا الى أرض بها أخضر شاربى.......و نحلت بها عنى عقود التمائم
و ألطف قوم بالفتى أهل أرضه......و أرعاهم للمرء حق التقادم
و قال آخر:
أحن الى ارض الحجاز و حاجتى....خيام بنجد دونها الطرف يقصر
و ما نظرى من نحو نجد بنافعى ......أجل لا و لكنى على ذاك أنظر
ففى كل يوم نظرة ثم عبرة.....لعينيك يجرى ماؤها يتحدر
متى يستريح قلب فإما محاذر...........حزين و إما نازح يتذكر