نظرات فى كتاب الفلك والمراصد الفلكية في مصر الفاطمية الإسلامية
نظرات فى كتاب الفلك والمراصد الفلكية في مصر الفاطمية الإسلامية
المؤلف مسلم شلتوت والكتاب يدور حول علم الفلك فترة موجودة فى كتب التاريخ تسمى الدولة الفاطمية فى مصر وفائدة علم الفلك هى :
معرفة تكوين الكون فى كتاب الله والاستفادة من رصد القمر فى تحديد بدايات الشهور كما قال تعالى :
" يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج"
والاستفادة من تحديد مواقع النجوم للسفر فى البر والبحر دون ضلال وتيه فيها كما قال تعالى :
" وعلامات وبالنجم هم يهتدون "
ومن ثم لا توجد أى فوائد خارج ما ذكره الله تعالى فى كتابه
تحدث شلتوت عن فضل العرب على الغرب فى علم الفلك فى مقدمته فقال :
مقدمة:
"لا مراء في أن أثر العرب في النهضة الأوربية واضح لا يجحده إلا مكابر..وعلى سبيل المثال فإن ابن رشد (1126 ـ 1198م) أعظم وآخر فلاسفة العرب، لقد قال بأفكاره لكي يكتب لها الدوام والخلود، إنها أفكار عقلانية تنويرية في أساسها وفي أهدافها،.. ..ويعزى لبني موسى القول بالجاذبية العمومية بين الأجرام السماوية مما يربطها بعضها ببعض. وأن الجاذبية الأرضية عقل الأجسام تقع على الأرض، ويعد سارتون كتاب الصوفي في الكواكب الثابتة أحد الكتب الرئيسية التي اشتهرت في الفلك عند المسلمين.
وقد وضع عبد الرحمن الصوفي مؤلف عن النجوم الثوابت به خرائط مصورة جمع فيها أكثر من ألف نجم، ورسمها كوكبات في صورة الأناسى والحيوان، ولازال أسماء بعضها مستعملا حتى الوقت الحاضر مثل الدب الأكبر، والدب الأصفر، والحوت، والعقرب.
وكان هناك من المفكرين العرب من لم يكونوا من المؤمنين بالتنجيم، كالكندي والفارابي وابن سينا، فيذهب ابن سينا إلى أن قول المنجمين بأثر الكواكب على الناس من خير وشر، إنما هو قول هراء، وقد أخذوه تقليدا من غير برهان ولا قياس.
ويقول ابن طفيل بوحدة القوانين والأنظمة الكونية، وشمولها فيما يسيطر على النبات والماء والهواء والجماد، يسيطر على الحيوان والإنسان، وعلى سائر الموجودات، وإن العالم بجملته كشئ واحد، يتحرك في دائرة من القوانين والأنظمة."
وهذا الكلام هو كلام يتم تكرار ذكره فى الكتب سواء عندنا أو عند غيرنا فكله يذكره فضله على غيره مع أن هذا العلم كان موجودا صحيحا وبدون مراصد أو آلات منذ آدم (ص) ولكن كل قوم ينسبون الفضل بالعلم إليهم وليس إلى الله الذى علم آدم الأسماء كلها
وذكر شلتوت تقسيم الأعداء التاريخ التقنى عند المنطقة من خلال كتب التاريخ فقال :
"وقد قسم المستشرقون تاريخ العلوم العربية على النحو التالي:
أ ـ المرحلة الأولى: 750م.
ب ـ مرحلة النقل: 750 ـ 900م.
جـ ـ العصر الذهبي: 900 ـ 1200م.
د ـ عصر الانحطاط: 1200م وما بعدها.
وقد أوحى هذا التقسيم المعروف بأن العرب، بحلول العصر الذهبي 900ـ 1200م تقريبا، أخذوا يعتمدون مصادرهم ومنابع علومهم الخاصة ويتقدمون بأنفسهم، والواقع أنهم كانوا يعتمدون مصادرهم منذ كانوا يترجمون، لأنهم ما كانوا يترجمون من أجل الترجمة إنما كانوا يترجمون وفقا للمقتضيات البحثية الأصلية.
وتقع فترة الحكم الفاطمي لمصر (969ـ1171م). (358 ـ 567هـ) في مرحلة العصر الذهبي لتاريخ العلوم العربية."
وبالقطع هذا التقسيم لتاريخ صفيح وتاريخ حديد وتاريخ ذهب هو كلام غير حقيقى لأن علم الفلك لم يتغير عبر التاريخ إلا لاستغلاله فى إضلال الناس ونهب أموالهم
وأخبرنا شلتوت بأن البحث ستناول أعمال ثلاثة علماء فى الفلك فى ذلك العصر فقال :
"وسنتناول في هذا البحث أعمال ثلاثة من أعظم الفلكيين العرب خلال الحكم الفاطمي وهم (ابن يونس المصري ـ حسن بن الهيثم ـ علي بن رضوان) حسب الترتيب الزمني لهم. كذلك سنتناول المراصد الفلكية الثلاث التي أقامها الفاطميون في القاهرة (مرصد مسجد فيله ـ مرصد مسجد الجيوشي ـ مرصد الوزير المأمون بباب النصر)."
وحدثنا الرجل عن البداية المعروفة فى كتب التاريخ لدولة الفاطميين فى مصر فقال :
"مصر الفاطمية:
خرج القائد جوهر الصقلي من قبل المعز لدين الله الفاطمي من شمال أفريقيا في فبراير سنة 969م، على رأس جيش يربو على مائة ألف، وسرعان ما وصل الإسكندرية التي دخلها دون عناء يذكر، ثم احتل الفسطاط في يوليو 969م. وخطط مدينة القاهرة، لتكون مقرا لملك الفاطميين، وسرعان ما بنى جوهر الجامع الأزهر بالقاهرة، ولم يكن الغرض من إنشائه أول الأمر إقامة الصلاة فقط، بل استهدف كذلك نشر الدعوة السياسية وتعليم اللغة العربية والدين، وتربية النشء. وسمي الأزهر، نسبة إلى فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون وهو أول مسجد أسس بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي.
ويعتبر الخليفة العزيز الفاطمي، أول من أوقف الجامع الأزهر على العلم وأول من أقام الدرس به عام 378هـ فتحول من جامع إلى جامعة ..وقد جدد بناء الأزهر وزاد فيه الحاكم بأمر الله، وأوقف عليه أوقاف ثابتة، كذلك جدد فيه العزيز بالله والمستنصر بالله وغيرهم من الخلفاء الفاطميين "
والتاريخ المذكور يشوبه فى الكتب روائح الكفر فاليهودى يعقوب بن كلس يعين رئيس الوزراء وهو من يحدد ما يدرس فى الأزهر بعد إسلامه وهو من يعين العلماء وأنا هنا لا أتكلم عن شيعية الدولة وإنما أتكلم عن غرائب التاريخ فيما يسمى مصر الحالية ويشبه تعيين نوبار الأرمينى النصرانى كرئيس لوزرائها وإدخاله إياها فى دوامة الديون والاحتلال البريطانى
نعود إلى شخصيات الكتاب وأولها ابن يونس فيذكر شلتوت التالى عنه:
"ابن يونس المصري:
هو أبا الحسن علي بن عبد الرحمن بن يونس، بن عبد الرحمن يونس، بن عبد الأعلى الصدفي المصري، ولد بمصر عام 341هـ وتوفي بها سنة 399هـ (1009م)... وقد قدر الفاطميون علمه وفضله فأجزلوا له العطاء وشجعوه على متابعة بحوثه في الهيئة (علم الفلك) والرياضيات وبنوا له مرصدا على جبل المقطم قرب الفسطاط، وجهزوه بكل ما يلزم من الآلات والأدوات، أمره العزيز الفاطمي أبو الحاكم بأمر الله بأن يصنع زيجا، فبدأ به في أواخر القرن العشر الميلادي، وأتمه في عهد الحاكم بأمر الله وسماه الزيج الحاكمي..
وقد رصد ابن يونس كسوف الشمس وخسوف القمر في القاهرة سنة 978م، وقد وصف في زيجه الحاكمي الطريقة التي أتبعها فلكيو العرب في عصر الخليفة المأمون العباسي في قياس محيط الأرض وهو الذي اخترع البندول، وبذلك يكون قد سبق جاليليو بعده بقرون، وكان يستعمل لحساب الفترات الزمنية أثناء الرصد كما استعمل في الساعات الدقاقة.
وقد برع ابن يونس في حساب المثلثات وأجاد فيها، وفاقت بحوثه فيها بحوث كثير من الرياضيين، وقد حل مسائل صعبة في المثلثات الكروية، واستعان في حلها، بالمسقط العمودي للكرة السماوية على كل من المستوى الأفقي ومستوى الزوال. وابتدع قوانين ومعادلات، كان لها قيمة كبرى قبل اكتشاف اللوغريتمات، إذ يمكن بواسطتها تحويل عمليات الضرب إلى عمليات جمع وفي هذا بعض التسهيل لحلول كثير من المسائل الطويلة المعقدة. ولذلك فإنه يعتبر بحق ممن مهدوا لاكتشاف اللوغاريتمات. وحتى عام 1800م نجد الفرنسي (لابلاس) يستفيد من كتب ابن يونس المصري في دراساته وأبحاثه"
وبناء على ما سبق نجد أن الرجل اخترع الساعة ذات الxxxxب أو البندول الرقاص ونجد أن علوم الرياضيات التى ينسبها الغرب لنفسه كانت موجودة عند القوم كما كانت موجودة عند من قبلهم والفارق كما يقولون اضافات
ثم تحدث عن ابن الهيثم فقال :
"حسن بن الهيثم في مصر الفاطمية:
حسن بن الهيثم (354ـ430هـ / 965ـ1038م). أحد علماء ثلاثة يزدهي بهم تاريخ العلم العربي والإسلامي وهم: ابن سيناء، وابن الهيثم، والبيروني. ..وقد عرفته أوروبا باسم الهازن، وهو تحريف الحسن، وهو الحسن بن الهيثم ولد في منتصف القرن الرابع الهجري (حوالي 354ـ965م) وعاش أول أمره في البصرة، ثم انتقل إلى القاهرة بدعوة من الخليفة الحاكم بأمر الله، وفيها عاش أغلب عمره وألف معظم كتبه، وظلت كتبه المرجع الذي يعتمد عليه أهل الصناعة في علم الضوء، حتى القرن السابع عشر الميلادي، وكان يسمى علم المناظير.
وكان لدى الحاكم بأمر الله ميل إلى الحكمة والفلسفة، وكانت له رغبة في تشجيع العلم والعلماء آوى كثير من أطباء عصره وأسس في القاهرة دار الحكمة. وعندما بلغه قول ابن الهيثم: لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملا يحفظ ماءه ويحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص، فقد بلغني أنه ينحدر من موقع عال، وهو في طرف الإقليم المصري فاشتاق الحاكم بأمر الله إلى رؤيته، ولعله أراد أيضا أن يأويه إليه، ويشمله بعطفه لكي يستأثر بفخر استظلاله برعايته وانتسابه إليه، فأرسل إليه مرغبا إياه في الحضور إلى مصر، وخرج الحاكم بأمر الله بنفسه لاستقباله خارج مدينة القاهرة، وأكرم وفادته، وأمر بإكرام مثواه، ولما أرسل ابن الهيثم على رأس بعثة هندسية بأدق المعاني الحديثة لهذه العبارة، وتتبع مجرى النيل من القاهرة إلى جنوب أسوان يدرسه ويعاينه، إلا أنه لم يجد الأمر متفقا وفكرته الهندسية التي خطرت له، لذلك عاد إلى القاهرة وهو في أشد حالات الخجل واعتذر للحاكم بأمر الله. أثار فشله هذا سخط الحاكم بأمر الله وسخريته، فعين ابن الهيثم في وظيفة إدارية لم تدخل إلى نفسه شيئا من السرور وشاء سوء طالعه أن يرتكب خطأ
|