الأخت العزيزة مخملية نواجه كثيرا من الأمور في حياتنا , لكن عندما نترافق مع القلم , نسأل أنفسنا .. لماذا نكتب ؟؟ ولمن نكتب ؟؟ فإذا كانت الكتابة لأنفسنا , لنكف العناء عنا ونكتب بأوراقنا ونقرأ ما نريد ونخبئها , لكن إذا كنا نكتب للهو , فهو لهو لا يزيد ولا ينقص , ولا نتحسس من اللهو إذا كنا أردنا , أما إذا كنا نكتب منطلقين من رسالة فكرية معينة , فهنا الوضع مختلف .. ومختلف جدا , أية رسالة , لماذا هي رسالة ؟
هي رسالة لأنها تحمل مضامين تحليلية وإصلاحية لخلل في واقع نراه , وتقدم الرؤى والبدائل للنقاش والحوار المبني على تبادل وجهات النظر , في البدء نخلق الأرضية وننطلق لنبشر برسالتنا وفكرنا ورؤانا , نعم نصادف الكثير من المعارضين , ونتحاور معهم , فكيف تكون رسالتنا رسالة إن لم نكن مؤمنين بها ومؤيدين لها ومدافعين عنها ومبررين لها , فإذا كنا نجنح للانسحاب , والاستسلام فهنا نحن نضرب عرض الحائط برسالتنا وكما لو أننا من الأساس لم نكن مقتنعين بها ..
أختي الكريمة , أعلم أن قصص التاريخ محببة , وخاصة قصص الأنبياء والرسل , كل هؤلاء جاءوا كمصلحين , رافضين لواقع سيء يرونه ويحملون رسالة تغيير للأصلح , كل هؤلاء حوربوا وأهينوا وعارضوهم ونبذوهم , إلا أنهم ثبتوا وقاوموا ودافعوا ونشروا فكرهم , دائما أضرب مثالا غير مثال الأنبياء وهو ماو تسي تونج , عند الحديث عن الصمود والتغيير , رجل بدأ لوحده وغير وجه الصين وقال الألف ميل يبدأ بخطوة , واستمر بغض النظر عن رأينا بفكره وعقيدته الماركسية .
أختي مخملية , فكري بما قلته لك هنا .. وقيسي عليه رأيك .. وثقي برحيلك أو بقائك كنتي ومازلتي وستظلين مثالاً يحتذى به .
|