نقد مسند المقلين من الأمراء والسلاطين

[رضا البطاوى]

نقد مسند المقلين من الأمراء والسلاطين
جامع الروايات هو تمام بن محمد الدمشقي وموضوع الكتاب هو ذكر الروايات التى اشترك فى روايتها الذين تولوا الإمارة أو السلطنة ومن ام ذكرهم فى الكتاب لم يتولوا شىء ولم يكن لهم وجود من الأساس طبقا للقرآن الذى ينفى قيام دولة أمية ودولة بنى العباس نهائيا فدولة المسلمين لا تتحول لدولة كفر إلا فى عهد الخلف وعلى أقل تقدير يكون الجيل الرابع هو الفاسد ومعنى هذا أنها استمرت قرنين أو ثلاثة ولكنها قبل أن تكمل نصف قرن حسب التاريخ الكاذب تحولت للملك العضوض وترك أحكام الله وفى هذا قال تعالى
من حديث يوسف بن الحكم الثقفي أبي الحجاج
1 - أخبرتنا المسندة أم الهنا جويرية بنت أحمد بن أحمد بن الحسن الهكاري شفاها ، عن أبي الحسن علي بن محمد بن هارون التغلبي إجازة ، أنا المشايخ العلامة الإمامان العالمان أبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي بن أبي بكر القرطبي ، وأبو عبد الله محمد بن عمر بن عبد الكريم المالكي والفاضل المحدث أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي القاسم التونسي قراءة من لفظه القرطبي المذكور وأنا أسمع في يوم الجمعة بعد الصلاة رابع عاشر شوال سنة 633 بجامع المزة ظاهر دمشق قالوا : أنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي الخشوعي ، أنا الشيخ الأمين هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني قراءة عليه وأنا أسمع في ذي القعدة سنة 519 ، أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الصوفي الكتاني لفظا في رجب سنة 464 ، أنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي الحافظ رحمه الله قال : أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم ، وعبد الرحمن بن عمر بن راشد ، وإبراهيم بن سنان ، وجعفر بن بنت عدبس ، قالوا : ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ، وثنا سليمان بن داود بن علي الهاشمي ، ثنا إبراهيم بن سعد ، ثنا صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن محمد بن أبي سفيان ، عن يوسف بن الحكم ، عن إبراهيم بن سعد ، عن سعد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « من يرد هوان قريش أهانه الله عز وجل »
2 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان القرشي ، ثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ، ثنا إبراهيم بن سعد ، ثنا صالح بن كيسان ، عن الزهري ، حدثني محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي عن يوسف بن الحكم هو أبو الحجاج بن يوسف ، عن محمد بن سعد ، عن سعد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « من يرد هوان قريش أهانه الله »
الخطأ المشترك هو وجوب عدم إهانة قريش وهو يخالف مقاتلة النبى (ص)لقريش وقتله منهم وأسرهم وهى أكبر الإهانات كما أن الله أهان قريش بإنزال العذاب الممثل فى الدخان عليهم كما ورد بسورة الدخان "بل هم فى شك يلعبون فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون "كما أن الله وصفهم بالكفر فقال بسورة الفتح"هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام "ومن واجبات المسلمين قتالهم بسبب عدوانهم وظلمهم
ومن حديث الحجاج بن يوسف
3 - حدثني أبو علي محمد بن هارون بن شعيب ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي سويد البصري ، بالبصرة ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا همام ، عن سعيد بن أبي عروبة ، قال : كنت عند منبر الحجاج بن يوسف فسمعته يقول : حدثني سمرة بن جندب ، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : « الأذنان من الرأس »
4 - أخبرني محمد بن إبراهيم بن محمد البزاز ، حدثني أبو محمد عبد الله بن السري بن المتيمي الحافظ ، بحمص ، ثنا أبو يعلى حمزة بن داود بن سليمان بن الحكم بن سليمان بن الحكم بن الحجاج بن يوسف ، ثنا الحسين بن محمد أبو العباس الأنصاري ، ثنا أحمد بن سعيد الطبري ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا همام ، عن سعيد بن أبي عروبة ، قال : كنت إلى جانب منبر الحجاج فخطبنا فقال : حدثني سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : « الأذنان من الرأس » حديث آخر
الخطأ المشترك كون الأذنان من الرأس والرأس هى الشعر والأذنان لحم ولا يخرج منهم شعر كشعر الرأس ومن ثم فهما من لحم كالوجه وأما الرأس فشىء مخالف لهما
5 - حدثني أحمد بن محمد بن أحمد العمروي ، ثنا أبو أحمد الحسين بن عبد الله بن سعيد النحوي ، ثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عبد الله بن بسطام ، ثنا ابن عائشة ، عن يوسف بن عطية ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : حدثت الحجاج ، بحديث العرينين قال : فلما كانت الجمعة قام يخطب فقال : تزعمون أني شديد العقوبة وهذا أنس حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم « أنه قطع أيدي رجال وأرجلهم وسمل أعينهم » قال أنس : فوددت أني مت قبل أن أحدثه حديث آخر"
رواية ناقصة فالرسول(ص) لا يقطع الأيدى والأرجل ويسمل العين هكذا دون وجود سبب عادل وهو أن من قطعهم مثلا وسمل أعينهم فعلوا هذا بأناس أخرين فكان قصاصا هذا إن كان حدث بالفعل وأما أحد جبابرة بنى أنية فى التاريخ المزعوم فكان يعذب وينكل طبقا للروايات بسبب المعارضة للمنكرات التى كانوا يرتكبونها
6 - أخبرني أبو العباس محمد بن أحمد بن علي بن هارون البردعي ، ثنا أبو بكر محمد بن عمر بن الحكم السلي ، ثنا أبو الحسن علي بن إسماعيل الدينوري ، ثنا أحمد بن عبد الحميد ، عن سيار ، عن جعفر ، عن مالك بن دينار ، قال : دخلت على الحجاج فقال لي : ألا أحدثك بحديث حسن عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ قلت : بلى حدثني ، قال : حدثني أبو بردة ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : « من كانت له إلى الله عز وجل حاجة فليدع بها دبر كل صلاة مفروضة » حديث آخر"
الخطا أن دعاء الحاجة يكون بعد الصلاة المغروضة وهو وهو ما يناقض أنه يكون فى أى وقت وبعد أى عمل كما حدث مثلا من موسى (ص) عند توجهه بمدين حيث قال تعالى" ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهدين سواء السبيل" وكمل يحدث عند الحرب حيث يدعو المسلمون المجاهدون كما فى قوله "ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين"
7 - حدثني أبو محمد عبد الله بن أيوب الحافظ ، حدثني أبو أحمد علي بن محمد المروزي ، ثنا محمد بن عبدك ، ثنا مصعب بن بشر ، ثنا المغيرة بن مسلم ، ثنا مسلم بن قتيبة بن مسلم ، قال : سمعت أبي يقول : خطبنا الحجاج بن يوسف فذكر القبر فما زال يقول : إنه بيت الوحدة وبيت الغربة حتى بكى وأبكى من حوله ، ثم قال : سمعت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان يقول : سمعت مروان يقول في خطبته : خطبنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال في خطبته : « ما نظر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى قبر ولا ذكره إلا بكى »
الخطأ بكاء النبى(ص) عند النظر لقبر أو عند ذكره وهو تخريف فالنبى(ص) لن يبكى على قبور الكفار وقبور المسلمين فى عصره كانت قليلة جدا كما انه مشغول بأمور الحكم والدعوة وسواها وهو بن يضيع وقته فى أمور ليس من خلفها فائدة والله نهاه عن الحزن على الكفار أحيا وأموات فقال " ولا تحزن عليهم "
من حديث أبي مسلم صاحب الدولة
8 - حدثنا عبد العزيز الكتاني ، حدثني أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري ، ثنا عبد الله بن محمد بن أيوب القطان ، أنا أبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حبيب المروزي بمرو ، ثنا أبو يوسف محمد بن عبدك ، ثنا مصعب بن بشر ، سمعت أبي يقول : قام رجل إلى أبي مسلم وهو يخطب فقال له : ما هذا السواد الذي أراه عليك ؟ قال : ثني أبو الزبير ، عن جابر بن عبد الله « أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء » وهذه ثياب الهيئة وثياب الدولة ، يا غلام اضرب عنقه . ومن حديثه أيضا"
هذه الرواية كسواها من الروايات فى فتح مكة تتناقض مع بعضها فمنها رواية تقول أنه دخلها وكان عليه المغفر وهو الخوذة بلغة العصر
9 - حدثني أبي رحمه الله ، ثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الصمد بن هشام الصدفي ، بمصر ثنا عبد الرحمن بن خالد بن نجيح ، حدثني أبي خالد بن نجيح ، ثنا عبد الله بن المنيب ، حدثني أبي ، عن أبي مسلم صاحب الدولة عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « من يرد هوان قريش أهانه الله عز وجل »
10 - حدثني محمد بن سليمان أبو بكر الربعي ، ثنا أبو الوليد عبد الملك ، عن محمود بن سميع الفقيه ، ثنا عبد الرحمن بن خالد بن نجيح أبو الحسن القرشي ، ثنا أبي خالد بن نجيح ، ثنا عبد الله بن المنيب ، عن أبي مسلم صاحب الدولة عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « من يرد هوان قريش أهانه الله عز وجل »
سبق مناقشة الرواية والغريب هنا أن الحجاج ليس من قريش فى الروايتين الأوليين وأبو مسلم فارسى فى الروايتين وهما يؤكدان على أمر يتعارض مع أقوامهم وهو أمر غريب يتعارض مع قتال الحجاج للقريشيين وهدمه الكعبة كما يزعمون فى التاريخ الكاذب كما يتعارض مع قتال أبو مسلم لبنى أمية القرشيين
ومن حديث نصر بن سيار أمير خراسان