[FRAME="12 70"]
يا فـؤادى ، رحـم الله الهـوى
كان صرحا مـن خيـال فهـوى
أسقنى واشـرب علـى أطلالـه
وارو عنى طالمـا الدمـع روى
كيف ذاك الحـب أمسـى خبـرا
وحديثـا مـن أحاديـث الجـوى
وبساطا مـن ندامـى حلـم هـم
تـواروا أبـدا ، وهـو انطـوى
*****
يا رياحا ، ليس يهـدأ عصفهـا
نضب الزيت ومصباحـى انطفـا
وأنـا أقتـات مـن وهـم عفـا
وأوفى العمر لنـاس مـا وفـى
كـم تقلبـت عـلـى خنـجـره لا
الهوى مال ، ولا الجفن غفـا
واذا القلـب عـلـى غفـرانـه
كلمـا غـار بـه النصـل عفـا
*****
يا غراما كان منسيا فـى دمـى
قدرا كالمـوت ، أو فـى طعمـه
ماقضينـا ساعـة فـى عرسـه
وقضينـا العمـر فـى مأتـمـه
ما انتزاعى دمعـة مـن عينـه
واغتصابـى بسمـة مـن فمـه
ليت شعرى أيـن منـى مهربـى
أين يمضى هـارب مـن دمـه؟
*****
لسـت أنسـاك وقـد ناديتـنـى
بفـم عـذب المنـاداة رقـيـق
ويـد تمتـد نحـوى ، كـ يــد
من خلال الموج مـدت لغريـق
آه يــا قبـلـة أقـدامـى ، اذا
شكت الأقـدام أشـواك الطريـق
وبريقـا يظمـأ السـارى لــه
أين فى عينيـك ذيـاك البريـق
*****
لست أنسـاك ، وقـد أغريتنـى
بالذرى الشم ، فأدمنت الطمـوح
أنت روح فـى سمائـى ، وأنـا
لك أعلو ،فكأنـى محـض روح
يـا لهـا مـن قمـم كنـا بهـا
نتلاقـى ، وبسريـنـا نـبـوح
نستشف الغيـم مـن أبراجهـا
ونرى الناس ظلالا فى السفـوح
*****
أنت حسن فى ضحاه لـم يـزل
وأنـا عنـدى أحـزان الطـفـل
وبقايا الظل مـن ركـب رحـل
وخيوط النـور مـن نجـم أفـل
ألمـح الدنيـا بعيـنـى سـئـم
وأرى حولـى أشبـاح المـلـل
راقصات فـوق أشـلاء الهـوى
معولات فـوق اجـداث الأمـل
*****
ذهب العمـر هبـاء ، فاذهبـى
لـم يكـن وعـدك الا شبـحـا
صفحة قـد ذهـب الدهـر بهـا
أثبـت الحـب عليهـا ومـحـا
انظرى ضحكى ورقصى فرحـا
وأنـا أحـمـل قلـبـا ذبـحـا
ويرانى النـاس روحـا طائـراً
والجوى يطحنني طحن الرَحـي
*****
كنـت تمثـال خيالـى ، فهـوى
المـقـاديـر أرادت لايـــدى
يـا حيـاة اليـائـس المنـفـرد
يـا يبابـا مـا بـه مـن أحـدِ
يـا قفـاراً لافـحـات مابـهـا
مـن نجـى ٍ ، ياسكـون الأبـدِ
*****
أين من عينـى حبيـب ساحـر
فيـه نبـل وجــلالُ وحـيـاء
واثـق الخطـوةٍ يمشـى مَلََكـا
ظالم الحُسن ِ ، شهـى الكبريـاء
عبقُ السَحـر كأنفـاس الرُبـى
ساهمُ الطَرف كأحـلام المسـاء
مُشرقُ الطلعـةِ ، فـى منطقـهِ
لُغة ُ النـورِ ، وتعبيـر السمـاء
*****
أيـن منـى مجلـسُ أنـت بـه
فتنـة ُ تمـت سـنـاءً وسـنـا
وأنـا حــبُُُ ُ وقـلـبُُ ُ ودمُ ُ
وفـراشُُ ُ حائـرُ ُ منـك دنــا
ومـن الشـوق رسـول بينـنـا
ونديـمُُ ُ قـدم الـكـأس لـنـا
وسقانـا ، فانتفضـنـا لحـظـة
ً لغـبـارٍ آدمــى ٍ مَـسَـنـا
*****
[/FRAME]