أنَّ هذا التحـوُّل هو الذي أوصل الحزب الحاكم في تركيا إلى سدة الحكـم ، فأخذت تركيـا حينئذ تلتفـت إلى دورها في العالم الإسلامي ، وتشعر بمسؤولياتها تجاهـه ، راغبة في سد الفراغ الذي أحدثه تخـلُّف أنظمة الحكم العربية ، وتبعيّتهـا المخزيـة للسياسة الأمريكية ، مما حولها إلى ركام هائل من قمامة الذل ، والمهانـة ، وأسخـط شعوبها عليها .
وهذا التوجُّه التركي هو فرصة حضارية هائلة ، يجب إهتبالها ، بإلـقاء التحيـة لتركيا لكي تكثف حضورها في العالم الإسلامي على شتـَّى المستويات ، ثقافيا ، وإقتصاديا ، وعسكريا ، وسياسيا .
ذلك أنَّ الإنتصارات الحضارية الكبرى ، لاسيما فـي مثـل المشهد العالمي الحالي المعقـَّد ، والذي يزداد تعقيدا كلّ لحظة نعيشهـا ، ويتآمر فيه المحور الصهيوغربي على الأمّة الإسلامية ، لايمكن أن يتم إلاَّ عبـر تحالفات كبيـرة تضعف تأثـير هذا المحور الصهيوغربي على منطقتنا ، بمزاحمتـه ، وإعاقة نفوذه ، مترادفاً ـ بلاريب ـ مع إستنزاف هذا المحـور الشيطاني الآيل للسقوط ، بخط المقاومة المنتشر في أمّتنا من باكستان إلى غزة.
ولهذا فإني أدعو إلى عقـد مؤتمـر نخبوي كبير تحت عنوان :
العلاقات التركية مع العالم الإسلامي والدور التركي المنشـود .
يحضره كافة أطياف النخب المثقفة ، والمدارس الفكرية ، المناهضة للمشروع الصهيوغربي ، ليكون إنطلاقة تمـدُّ اليـد لتركيا الإسلامية السنيّة العائدة بقـوة ، والتي أثبت ماضيها قدرتها على صنع ، وقيادة الإمبراطوريات التي تقود العالم .
والله الموفق وهو حسبنا نعم الوكيل ، نعم المولى ، ونعم النصيـر .
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 15/01/2010