نقد جزء المنتقى من مسموعات أبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي
نقد جزء المنتقى من مسموعات أبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي
المؤلف: أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الثقفي
المتوفي: 523 هـ
1 - أن الشيخ الإمام أبا محمود أسعد بن أبي طاهر بن أبي غانم الثقفي أخبركم إجازة من أصفهان، قال: أنبأ الشيخ أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الثقفي قراءة عليه قال: أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الثاني، أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب، ثنا أبو زرعة- هو عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي -، وعبد الله بن الحسين - هو المصيصي -قالا: ثنا محمد بن بكار، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة - رضي الله عنه -، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لكل نبي حوضا يتباهون به، أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة.
والخطأ وجود حوض واحد للنبى (ص)وهو يخالف أن كل مسلم له حوضان أى عينان مصداق لقوله بسورة الرحمن "ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
والخطأ تباهى الرسل (ص)على بعضهم فى القيامة وهو ما يخالف أن الله ينزع من صدور المسلمين جميعا الغل والتباهى هو نتيجة غل بالتأكيد وفى هذا قال تعالى :
" ونزعنا ما فى صدورهم من غل "
2 - أخبرنا أبو منصور عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الرحمن الخطيب قراءة عليه سنة إحدى وأربعين وأربع مائة، أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن مندويه سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن الحسن بن موسى، ثنا أبو القاسم بن هارون بن إسحاق الهمداني، ثنا شعيب، ثنا أبي، عن هشام، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بمن حرم على النار غدا؟ كل هين لين قريب سهل."
الخطأ أن سكان الجنة كل هين لين قريب سهل وهو ما يخالف أنه هناك جانب غليظ شديد كما قال تعالى واصفا المسلمين:
"أشداء على الكفار"
وقال :
"جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم"
3 - أخبرنا عبد الرزاق بن أحمد، أنبأ عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا عبد الله بن عبد الحكم، ثنا بكر بن مضر، عن جعفر، عن صالح، عن عطاء بن خباب مولى بني الديل، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا قائد المسلمين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر، وأنا أول شافع وأول شفيع ولا فخر.
الخطأ الأول أن محمد(ص) قائد المسلمين جميعا وهو ما يخالف أن المسلمين لهم قادة كثر حيث بكب أمة قائد أى شهيد كما قال تعالى :
"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"
والخطأ الثانى اعتبار الشافع غير الشفيع على أساس أنهما اثنين وليس واحد
4 - أخبرنا عبد الرزاق بن أحمد، أنبأ عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا سعيد بن شرحبيل، أنبأ ليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا [رسول الله صلى الله عليه وسلم] فقال: رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي، يقول أحدهما لصاحبه: اضرب له مثلا فقال: اسمع سمعت أذنك، واعقل عقل قلبك، إنما مثلك ومثل أمتك مثل ملك اتخذ دارا، ثم بنى فيها بيتا، ثم جعل فيها مائدة، ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه، فمنهم من أجاب الرسول، ومنهم من تركه، فالله هو الملك، والدار هي الإسلام، والبيت الجنة، وأنت يا محمد الرسول؛ من أجابك دخل الإسلام، ومن دخل الإسلام دخل الجنة، ومن دخل الجنة أكل ما فيها."
"الحديث من الممكن أن يكون قد قيل فالمثل معناه صحيح ثم قال عن الأحاديث الأربعة:
"حديث المباهاة في ورود الأمم على الحياض وشرف حوض النبي صلى الله عليه وسلم من الغرائب وله نظائر لا نعلم أنا كتبناه إلا من حديث أهل الشام، عن أهل البصرة تفرد به محمد بن بكار بن بلال قاضي دمشق عن سعيد بن بشير، قال: بعض الحفاظ من أهل جرجان: بصري نزل دمشق، وقال ابن أبي حاتم: سعيد بن بشير مولى بني نصر، دمشقي شامي، وكان أبوه بشير شريكا لأبي عروبة فأقدم ابنه سعيد البصرة فبقى بالبصرة يطلب الحديث مع سعيد بن أبي عروبة فلهذا أكثر عن قتادة.
وحديث " ألا أخبركم ممن يحرم على النار " عزيز الإسناد مشهور المتن من مفاريد أهل بغداد وهشام الراوي، عن محمد بن المنكدر هو ابن عروة بن الزبير، والراوي عن هشام هو عبد الله بن ثابت بن مصعب الزبيري، والراوي عن عبد الله ابنه مصعب.
وحديث " أنا قائد المرسلين ولا فخر " من المشاهير، وترجمة عطاء بن حباب، عن عطاء بن أبي رباح صيغة من مفاريد أهل مصر، عن أهل مكة.
وحديث " مثل النبي صلى الله عليه وسلم ومثل أمته " من غرائب الصحيح، أخرجه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله - في كتابه من حديث أبي الحارث الليث بن سعد المصري، ذكر ذلك من حديث قتيبة بن سعيد أبي رجاء البغلاني عنه، ولا يعلم لسعيد بن أبي هلال عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - في الصحيح غير هذا الحديث.
5 - أخبرا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم قالا: أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، أخبره أن أباه سعدا - رضي الله عنه - قال: وجعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وجعا أشفقت منه على نفسي، فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، فقلت: يا رسول الله , قد بلغ بي ما ترى من الوجع، وأنا ذو مال كثير، ولا يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، قال سعد: فقلت يا رسول الله، أتصدق بنصف مالي؟ قال: لا، الثلث، والثلث كثير، قال: والله ما قال تصدق به غير أنه قال: الثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله، إلا أجرت فيها، حتى ما تجعل في في امرأتك , قال: فقلت: يا رسول الله , أأخلف بعد أصحابي؟ قال: إنك لن تخلف بعدهم، فتعمل عملا ينبغي به وجه الله - عز وجل - إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك أن تخلف حتى ينفع الله بك أقواما , ويضر بك آخرين، اللهم امض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: لكن البائس سعد بن خولة، يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم , أن مات بمكة."
والخطأ الأول هو أن الداعى يدعو بإمضاء الهجرة ويخالف هذا أنها مضت وتحققت بمجرد وصول المهاجرين للمدينة وبقاءهم فيها لمدة والسؤال هل الوجود فى المدينة واجب بعد إسلام أهل مكة ووقوعها فى أيدى المسلمين ؟قطعا لا
والخطأ الثانى أن الداعى يدعو بعدم ردهم على أعقابهم أى بعدم ردهم إلى مكة ويخالف هذا رجوع النبى (ص)والمهاجرين لأهلهم بمكة مصداق لقوله تعالى "بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا"
والخطأ الثالث هو الرثاء لسعد بموته بمكة والسؤال لماذا حزن الرسول(ص)وقد نهاه الله عن الحزن فقال "ولا تحزن "ولماذا يحزن على موت إنسان بأشرف بقاع الأرض أليس هذا جنونا ؟
6 - أخبرنا أبو طاهر، وأبو الفتح قالا: أنبأ أبو بكر، ثنا محمد بن الحسن، ثنا حرملة بن يحيى، أنبأ ابن وهب، عن ابن شهاب، أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه – رضي الله عنه – أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين تيب عليه: إني أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك بعض مالك، خير لك."
الحديث معناه صحيح وهو وجوب ابقاء المسلم بعض ماله كى ينفق على نفسه وأسرته فلا يجوز التخلى عن كل المال
7 - أخبرنا أبو طاهر، وأبو الفتح، قالا: أنبأ أبو بكر، ثنا محمد بن الحسن، ثنا حرملة، أنبأ ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تنابزوا، وكونوا عباد الله إخوانا لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام.
معنى الحديث صحيح وهو النهى عن التباغض والحسد والتنابز ووجوب الخوة وحرمة الهجر وهو خصام المسلم للمسلم فوق ثلاث أيام
8 - أخبرنا أبو طاهر، وأبو الفتح قالا: أنبأ أبو بكر، ثنا محمد، ثنا حرملة، أنبأ ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدثني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المرأة كالضلع إذا ذهبت تقيمها كسرتها، وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج."
الحديث معناه صحيح وهو أن المرأة تصاب فى أثناء الحيض والولادة والنفاس بآلام جسدية تؤثر على قرارات النساء فى تلك الفترات ومن ثم يجب على الرجال تحملهن فى تلك الفترات كما تتحملهن النساء فى فترات صحتهن
9 - أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أنبأ محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن بركة بن الفرداج إملاء، حدثني عمران بن بكار، ثنا أبو المغيرة، ثنا سليمان بن أرقم، حدثني الحسن، عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو في المدينة -: اللهم بارك لنا في هذه الدابة التى أيقظتنا للصلاة. يعنى البرغوث."
الخطأ الدعوة للبرغوث بالبركة فالبراغيث ليس منها فائدة إلا تذكير الناس بقدرة الله عليهم
ثم قال فى الأحاديث السابقة :
|