العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخـرة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 26-09-2007, 10:50 PM   #11
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الإدعـــــــاء

لا أحد يعلم، لماذا ينظر الناس بعدم ارتياح لهذا المصطلح، رغم أنه في عينة من الوقت يبدو وكأنه يخفي وراءه أهدافا نبيلة .. فالادعاء العام هو ما يمثل نظام الحكم في فرض القانون، وممثل الإدعاء العام هو الذي يستجوب ويطالب بأقصى العقوبات بمن يقع بين يديه من مجرمين أو مشروع مجرمين ..

وفي أبواب المحاكم والدوائر الرسمية، تجد أشخاصا يجلسون وأمامهم مناضد، تم رص الكثير من الأوراق غير المصقولة بعناية وغير المرتاحة من كثر تقليبها بين فترة وأخرى بواسطة أصابع (مُدَعِي) يزعم أنه يستطيع تكييف أي قضية، وعرضها أمام المسئولين بعدة سطور غير مهمة، لكنها تكتسب أهميتها من (حمى بال) من يطلبها، فإنه يصبح أسيرا لهذا الدعي الذي يستوجبه : اسمك .. أمك .. فصيلة دمك .. رقمك الوطني .. ما هي أكلتك المفضلة! الخ .. ويكتب بخط قبيح، يكتسب أهميته من ذعر صاحب (الاستدعاء) .. ثم يطلب من هذا المسكين أن يناوله أجره الذي يساوي ألف مرة قيمة الورقة التافهة وحبرها الجاف!

وفي جلسات النقاش، تصطدم بأشخاص، أصواتهم عالية، لا يتركون المجال لمن يجلس معهم أن يتحدث، وإن تحدث فإن هذا المدعي سيقاطعه قبل أن يكمل جملته (أعرف هذا أعرفه!) .. ليأخذ نوبة أخرى من (الزعيق) والحديث الممل .. ولا ينسى أن يحسم أمر حديثه بعبارات يبتدئ بها الحديث مثل : (إن لم يعمل الناس كذا فاقرأ عليهم السلام) .. وأحيانا يحاول تقسيم حديثه للاسترسال فيقول: المسألة تقسم الى أربعة أقسام فيذكر اثنتين منها ولن يستطيع تكملة الأربعة حتى لو استعان بصديق أو بالجمهور .. فيضطر لحذف اثنتين! وأحيانا يحدد أن الموضوع يقسم الى ثلاثة أقسام .. وتحل البركة في تلك الأقسام فتصبح ستة، فيضطر لتقسيمها الى (أ ، ب) .. لماذا؟ لأنه دعي ومدعي وآفاق ..

إن من يتفحص (بؤبؤي) عيني أي مدعي، سيجدهما لا حدود لدوائرها، ويتهيأ لمن يركز فيها، أنها أكثر من دائرة تم لصقها على بعض بعدم إتقان .. وأحيانا تبدو ملامح تعبير عيني المدعي غير متجانستين، فعين ودودة طيبة، وعين شريرة تشتم من تنظر إليه ..

إنه الإدعاء والعياذ بالله .. إنه أخطر ألف مرة من الجهل ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-10-2007, 09:42 PM   #12
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

سَلبَطَة :

لنستعرض هذه النتف من المشاهد التي تدلل على المصطلح :

القاضي للمشتكي: ولماذا أخذ منك النقود؟
المشتكي : سَلبَطَة يا سيدنا القاضي ..
********
الأول يسأل الآخر : لماذا هذه العشيرة تصر على ترشيح فلان للبرلمان؟
الآخر: سَلبَطَة .. يعتقدون أنه لا يمكن أحد أن يقوم بمنافسته ..
***
الأول يسأل الآخر: هل تعرف لماذا غزت أمريكا العراق؟
الآخر : سلبطة .. ليس لهم أي حق ولا أي مبرر ..

لنرى من أين جاء هذا المصطلح والذي يعني البلطجة والعنتكة وأخذ القوي لمال الضعيف .. واحتلال العدو أرض الغير دون وجه حق ..

لو قمنا (على طريقتنا) بتفكيك المصطلح .. سنجده مكون من قسمين: الأول هو (سل) والثاني (بطة) .. وهو مرض شبيه بانفلونزا الطيور .. يصيب البط بالذات .. وكون الناس يشتهون البط ويسمون الفتيات أحيانا باسم البطة .. ويسمون صنف من السيارات باسم (البطة) .. فإنهم ما أن يروا (بطة) سرعان ما يقتربون منها ليكونوا على تماس معها ..

فالانبهار بالمحتالين، الذين يتقنون تزيين أنفسهم ليبدون كالبط في جذبهم لمن يشتهيهم .. يجعل الناس سرعان ما يقتربون منهم للتعامل والإصغاء وهذا يجعلهم يقومون بمصافحتهم وتقبيلهم في بعض الأحيان حتى ينتقل ميكروب (السلبطة) للمتعاملين ويصبحون فرائس سهلة للمحتالين ..

أليس هذا ما يحدث لمن يرغب بالربح السريع، ويكشف عن قدرته المالية للمحتال الذي سرعان ما يستولي على كل ما تملكه ضحيته ..وما يحدث مع الدول النامية التي تركن للغرب، وتسلمه أسرارها و مفاتيح كنوزها عن رضا ليستولي في النهاية على ما تملك ..

وبالتالي تصيح الضحية وتقول : إنها (سَلبَطَة) .. وأظن أنها بقدر ما هي صفة رذيلة وسيئة عند المحتال .. فحالتها أكثر (رذالة) عند من يُمَكِن المحتال من ممارسة (السَلبَطَة) عليه ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-11-2007, 12:05 PM   #13
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

التلبيد (زم)

التلبيدزم Telbeedesim

طبعا عندما كتبتها وضع (مصحح اللغة) خطين أحمرين تحت اللفظ العربي والإنجليزي على السواء .. فهو مصطلح منحوت، أو نظرية قائمة ولكنها لا تدرس في المدارس وليس لها مبشرين .. ..

فالتلبيدزم آتية من جذر لبد ، وهي تعني الكمون والكمون هنا ليس صنف البهارات المعروف ، بل من كمن أي نصب كمين لمن يريد اصطياده .. وأحيانا يقال بالأخبار ( تعرض موكب فلان لكمين ) ..

لنعد الى التلبيد (زم) .. فتلبدت السماء بالغيوم .. أي اختفت السماء عن عيون ناظريها بسبب الغيوم .. فهي ملبدة ..

وأحيانا تذهب الى أحد البنائين ليبني لك بيتا ، وتحاول أن تستفسر عن الأسعار وغيرها .. فيبتسم البناء ويقول : ( ما راح نختلف ) و ( من العُب الى الجِيبة ) ونحن أخوان الخ .. وعند المحاسبة ، تتصاعد نقاط الاختلاف من السهلة الى الأصعب حتى تصبح مشكلة بل أزمة بل قضية كبرى .. هذا بسبب لجوء مقاول البناء الى نظرية التلبيدزم ..

وهذا يحدث مع الخياط و الزوجة و المطعم الخ .. كله بسبب التلبيدزم ..

وأحيانا تلجأ إليها دوريات المرور، فتنصب جهاز (رادار) لمراقبة من يتجاوز السرعة المقررة من السواق، فيكتشف السواق الذين يأتون من الجهة المعاكسة، فيعطون إشارات من مصابيح سياراتهم لمن يقابلهم من السواق، حتى ينتبه ويأخذ حذره كي لا يتعرض لعقوبة المخالفة.. فانتبهت الشرطة للسواق الذين ينبهون غيرهم ففرضت عليهم غرامات لسلوكهم هذا الذي يفسد عليهم كمائنهم أو ساحات (تلبيدهم) ..

ومن الطريف في هذا المقام أن أحد الأصدقاء كان يعلق ذات يوم على موضوع مخالفات السواق، وكان وقتها أن (سنغافورة) قد ابتكرت طريقة للمخالفين بأن تجبرهم على تنظيف شوارع المدينة، حيث أنه لم تعد تنفع معهم الغرامات المالية ، فضحك وقال: هذا في سنغافورة .. أما عندنا فإن السائق الذي يوقف سيارته في وسط الشارع ويخفض زجاج نافذة سيارته ليقوم بمحاورة أحد الثقلاء أمثاله والذي يصطف الى جانبه، ويؤخرا السير عدة دقائق، بأنه لم يعد يهتم إذا كانت مخالفته خمسة أو عشرة دنانير، فاقترح أن تنتف شوارب المخالف بواسطة قباضيات توظفهم دائرة السير ..

ومن يدري؟ فإنه لو تطبق الدولة اقتراحه، لتعرضت الى هجوم كاسح بالصواريخ، تحت ذريعة انتهاك حقوق الشوارب! .. وقد يكون الناس مطمئنين لعدم المس بتلك الحقوق، فلذلك يقطعون الشوارع ويقيمون على تقاطعاتها سرادق وخيام ليحيوا أفراح أعراس أبنائهم أو نجاح إحدى بناتهم في الثانوية العامة .. هذا إذا كان لهم سند يخلصهم من تبعية تلك المخالفات، أما إذا كانوا من المواطنين التعساء فإنهم سيكونون ضحية ل (متلبد) استصرخ لهم أجهزة الأمن، ولن ينفعهم عندها ذكرهم لفهارس مثيلاتها من المخالفات ..

في المنتديات، يتلبد بعض المتفيقهين لغيرهم حتى يخطئ في معلومة ما أو خطأ نحوي حتى تنهال عليه الانتقادات والهجوم من كل جانب، المثنى يرفع بالألف و ينصب ويجر بالياء، وأنت قلت كذا وأخطأت بكذا، فيأخذ المسكين بتلمس أوضاعه ويتوارى عن الظهور، وقد لا يكرر فعلته في أي مكان، وكأن اللغة أصبحت شَرَكَاً لإيقاع المخطئين فيها .. ويبقى واحد من كل عشرة آلاف مواطن يتقن استعمال اللغة، ويكتسب جدارته من تلك الخاصية، ويأخذ بالحديث والتحليل والكلام نيابة عن كل الناس، ومن يدري؟ فقد يكون أقل الناس قدرة للتعبير عما يجول في خواطرهم!

إنها التلبيدزم
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-12-2007, 01:11 PM   #14
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الاستصغار ..

(استكبرها ولو عجرة ) مثل أو كلام يقال، لحب الناس بكل حصة كبيرة، فيريد تفاحة أو بطيخة كبيرة ويريد مساحة كبيرة من تركة، ويريد وظيفة كبيرة، يريد أن يصبح كبيرا .. وهنا تصبح صفة الاستكبار ملتصقة بمن يسعى لتكبير مساحة حصته سواء كانت الحصة مالا أو نفوذا .. ومن هنا قيل عن القوى الاستعمارية والإمبريالية قوى الاستكبار .. ويقال للذنب الفاحش (كبيرة) وجمعه كبائر ..

بالمقابل فإن الصغر و الصغيرة والصغائر هي عكس الكبر والكبيرة والكبائر، لكن الاستصغار في نظر المستكبرين هو ما يجعله حقيرا وضيعا تافها .. أما في نظر من يُطلَق عليهم تلك الصفة، فهو حكمة و عقلانية و واقعية .. فلذلك يتواصى المتواضعون بقولهم لمن قد يقع بخطأ ( صغرها تسقفها) أي اجعل غرفتك صغيرة أو سطح بيتك صغيرا تستطيع إتمامه والسكن فيه .. ويقولون لمن يرتكب خطأ من هذا النوع ( فحج فحجة كبيرة) أي قفز أو خطا خطوة كبيرة فسقط فانكسر ..

لكن هناك استثناءات بارزة في هذا التقسيم .. فمن يريد الزواج يبحث عن فتاة صغيرة وأنفها صغير .. والساعة الصغيرة أغلى ثمنا من ساعة الحائط الكبيرة، والقطائف (العصافيري) أي الصغيرة أغلى من القطائف الكبيرة (رغم أنها من نفس العجين) ..

قد تكون النظرة الأخيرة في البحث عن الصغير والصغيرة، هي من اختراع المستكبرين أنفسهم، فيريد فتاة صغيرة (ليربيها على يده!) أي ليضمن عدم اعتراضها على شيء، ويبحث عنها من بين عوائل الفقراء ليضمن غياب المناددة .. ويريد ساعة صغيرة ليستطيع حملها أولا، وحتى لا تغطي على أجزاء من جسمه العظيم، وهذا ما نراه في النياشين التي توضع على الصدر فهي من الصغر بمكان، رغم أن من يضعها هو من يشير بوضعها(في الغالب)، ولا أدري لماذا ينفخ من يتلقى النيشان صدره أثناء وضع النيشان. أما الأنف الصغير وحب الناس له فليس له عندي إلا تفسيرا واحدا وهو أن يضمن من يبحث عنه حصته من الأكسجين!

ومن هذا الباب نجد أن أمريكا تتحرش بدول صغيرة لتضمن قدرتها على تحقيق الانتصار عليها، فتهاجم بنما و جرينادا والعراق، وتتجنب مهاجمة الصين وروسيا ..

في حين لا يفتأ المستكبر أن يتباهى بقوته وذكر ضعف خصومه الصغار، ويلصق بهم أسوأ الصفات، فإنه يدعو الله ليلا نهارا أن يحفظ الصغار لأنهم الدلالة الوحيدة التي تثبت كبره!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-12-2007, 11:09 PM   #15
عنترنيت
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
الإقامة: السعودية
المشاركات: 866
إرسال رسالة عبر MSN إلى عنترنيت إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى عنترنيت
إفتراضي

ابن حوران اجدت

موضوع متعوب عليه يستحق التثبيت

تحياتي
__________________
antrnet2009@hotmail.com
عنترنيت غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-12-2007, 02:24 PM   #16
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أشكركم أخي على امتداحكم تلك المادة

احترامي و تقديري
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-12-2007, 02:25 PM   #17
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الفَروَنَة

الفرونة (بفتح الفاء و تسكين الراء) هو مصطلح يستخدمه البعض للثمار التي باطنها هش و خفيف كالشوندر والفجل والبطيخ وأحيانا البطاطس .. ولكن لا يبدو عليها ذلك عند الشراء فخارجها يبدو كثمرة جميلة متكاملة .. وما أن يقضمها الآكل أو يعمل سكينه فيها حتى يكتشف أنها (مفرونة) أو (فطوطة) كما يطلق عليها (أهل العراق) .. وقد يكون (أهل مصر) يستخدمون ذلك المصطلح، فقد سبق ورأيت مسلسلا ساخرا اسمه (فطوطة) ..

لكن كيف يتم للثمرة أن تكون بهذا الشكل؟ يعتقد المختصون أن تفاعلات كيميائية تحدث داخل الثمرة فتأكل نفسها! وهي ظاهرة معروفة، حيث في الخريف تسحب الأشجار متساقطة الأوراق محتويات الورقة الغذائية وتعيدها الى نفسها، فتبقي منها 17% (فقط) من موادها الغذائية لتسقط ورقة بنية خفيفة الوزن لا قيمة غذائية فيها ..

وأعتقد أن هذا يتم في الرجال أيضا، حيث يقال أن الرجل تكتمل رجولته عند الخامسة والثلاثين من عمره، وكل سنة إضافية يفقد 1% من رجولته، وعند وفاته متأخرا سيبقى به كما بقي في ورقة الشجرة الساقطة!

وهذه الظاهرة، تتم طوعا وبرضا الكائن الحي، فبعض العقارب تحمل أبناءها على ظهرها فتأكل الأبناء من جسم أمها حتى تنهيها، وأمها (فرحة) بذلك .. في حين أن الإنسان يرى ذويه يأكلونه وهم ليسوا على ظهره، ولكنه يستعيض بحمل همومهم على ظهره ..

ومصطلح أكل الذات متداول بين الناس .. فأحيانا تستمع لمحدثك وهو يقول: أكلت حالي من الندم! وهو بالتأكيد لم يكن يجلس على مائدة يضع فوطته على صدره وقد افترش (حاله) على المائدة ويطلب من النادل قليلا من الخل أو المايونيز ليضعه على ذاته وهو يأكلها!

كل ذلك لن يبعدنا عن صفة (الفرونة) (الفاقسة) التي نحن بصددها، فيوميا نصادف رجالا أو نساء لهم لمعة ومظهر الرجال والنساء الحقيقيون والحقيقيات، لكن سرعان ما نكتشف أن داخلهم (هش) و (مفرون) .. فقد يلبس أحدهم أفخر الملابس ويركب أفخر السيارات و يعطر نفسه بأزكى العطور .. ولكن عندما يتم حكه أو فحص عينة من تصرفاته فسرعان ما تنكشف طبيعته (المفرونة) ..

ورغم أنه ليس هناك (مواصفات قياسية) للرجل الحقيقي والمرأة الحقيقية، لكن هناك شبه اتفاق غير مكتوب على تلك المواصفات ..

ومع ذلك تجد الكثير من الناس من يفضلون الفجلة المفرونة ويمتدحونها، سيما إذا كان من يقدمها قد قلل الخيارات أمام من يمتدحها ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-01-2008, 09:58 AM   #18
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الاستعباد

عندما يقال :عبدت الدولة الطرق، فإنه يعني أنها جعلتها تحت خدمة من يمر فوقها فهي عبدته أو (أمته) أي تحت خدمته .. وقد يكون للون المواد المستخدمة في تعبيد الطرق في أيامنا هذه هو ما يجعل المرء يعتقد أن الاستعباد يقترن باللون الداكن، وهو خطأ كبير جدا، فلم يكن العبيد هم من ذوي البشرة السمراء القاتمة إلا في ذهنية بعض العنصريين، فالاستعباد كان في عهد حمورابي مثلا لأناس من نفس القوم عجزوا عن تسديد ديونهم أو ارتكبوا حماقات جعلت قوانين الدولة تدفعهم الى رتب أدنى هي مرتبة العبيد، وقد كان لهم في القوانين والشرائع حقوقا تختلف عن حقوق الأحرار، ففي شرائع حمورابي نصت إحدى المواد على أنه (من ضرب امرأة وأسقط ما في جوفها، عليه أن يدفع عشرة (شواقل) من الفضة إذا كانت حرة، وخمسة (شواقل) إذا كانت غير حرة. وفي اليونان ودول المدن القديمة كان الاستعباد لأناس من ذوي البشرة البيضاء، وعبيد الدولة الإسلامية في العصور الوسطى كانوا من ذوي البشرة الآسيوية، وكان الناس يتلطفون بتسميتهم فيطلقون عليهم اسم (مماليك) ولكن لخدماتهم الجليلة في الذود عن حياض الدولة، زالت عنهم الصفة المقترنة بالذاكرة كونهم عبيدا ..

وقد يكون الاعتقاد الخاطئ في أن العبد هو (حصرا) لذوي البشرة السمراء آت من أن مَن يُستعبد يُدفع الى منطقة (الظل) فلا صورة واضحة له، ولا قرار ولا صوت له، وهذا ما كان يحدث في ديمقراطية اليونان وروما، وحتى في بعض الديمقراطيات العربية القديمة في اليمن كدولة (كمنهو) ودولة (قتبان) حيث أن العبيد لا صوت لهم ولا حق لهم في المشاركة بالانتخاب .. وفي عصرنا الحديث فقد كان قبل عدة عقود التصويت يقتصر على من يملك سند تسجيل لبيت أو عقار، أما من يستأجر بيتا فلا حق له بالتصويت!

وإن كان العبد لا حق له في قول ما يعتقد، وليس له مكانا بين الأحرار، بعكس السيد الذي يقول ما يعتقد ويجبر العبيد على الإيمان بما يقول، فإننا سنجد أنفسنا أمام حالة غريبة جدا في عصرنا الحاضر، حيث لا نستطيع قول ما نعتقد إلا فيما يريده أسياد آخرون، فإن كان أحدنا ينضبط في قول ما يريده سيده المباشر، فإن السيد المباشر لن يستطيع القول أو التصرف إلا وفق إرادة سيد آخر قد نراه أو نخمن من هو، لكنه بالتالي لن يكون من قومنا لا (لسانا) ولا (لونا) ولا (دينا)، فهل يا ترى أصبحنا أمة عبيد؟
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-02-2008, 01:15 PM   #19
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

السقاعة

يتفق معك على سعر و على وقت تسديد الثمن، فتورد له بضاعة ويستلمها بالمواصفات المتفق عليها، ويأتي وقت المحاسبة، فيطلب منك منحه شهرا إضافيا في كتابة الشيك، وإن أحضر نقوده سيفاوضك من جديد على السعر رغم أن تلك المفاوضة انتهى وقتها مع التوريد، فتشرح له أن ذلك مخالفة أدبية في أعراف التجارة، لكنه يبتسم ابتسامة باهتة ويرجوك أن تخفض له السعر، هو يعلم أن ذلك مخالفة للأعراف، ولكنه يحسب قيمة التخفيض التي قد يحصل عليها، فقد يشتري بقيمتها جهاز تلفزيون أو بنطلونا أو 2 كغم من اللحم أو علبة سجائر أو علبة من المياه الغازية، ويتفحص تعابير وجهك، فيزيد من توسله وإلحاحه حتى يحصل على ما يريد، ولتقل عنه ما تشاء فهو يعرف أن ما يقوم به (سقاعة) ..

تجد أحدهم يدافع عن الأمريكان ووجودهم في بلده، معددا مساوئ عدم وجودهم بأنه لم يكن يعيش في أمان و دِعة، وتقول له إن هذا لا يتفق مع المروءة والشهامة، فيقول لك : ماذا نريد من المروءة والشهامة، إذا كنا سنحرم من اللقمة الدسمة والحرية في السفر وتبديد الأموال بالطريقة التي تحلو لنا، إن ذلك سيقيد حرياتنا، فتقول له أي حرية يلقاها نمر يقدم له مختلف أنواع اللحوم ليقوم بنمرة على مسرح؟ فيقول لك : لكن هذا النمر سيضمن حياته وأمنه أكثر مما يتعرض فيه للطامحين بجلده من الصيادين .. إنها سقاعة ..

يلحقها في شارع عام ويدحرج عليها عبارات بلهاء علها تنتبه إليه، هو يعرف أن ذلك لن يجعله يحرز أي نجاح في كسب ودها، وإن كسب ودها بهذه الطريقة فلا شك أنها ستكون أسقع منه ..

يوقف سيارته بمنتصف الطريق لينزل ويشتري بعض الفلافل أو ليعانق صديقا غاب عنه بضعة أيام، وقد يصطف صديقه بجانبه بسيارته ويفتحا حديثا، والسيارات خلفهما تطلق أجهزة التنبيه، فقد يلتفتا إلى من وراءه ويشيرا بيديهما أن يصبر هؤلاء المستعجلون قليلا، أو لا يلتفتا من أصله .. إنها السقاعة ..

إن للسقاعة فلسفة وطقوس استنبتتها الطبيعة من خلال ظواهر معروفة، فقد تجد دبا يمضي ستة أشهر يلتهم كل ما يجد بمتناول فكيه ليعد لنوم يصل الى ستة أشهر في جو (مسقع جدا) لينهض بعدها ليؤدي دورة حياته ..

ولا بد أن (أكلة المسقعة ) البائسة قد استوحت تكوينها من تلك الفلسفة..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .