يعتقد الكثيرون أن الأيام سوف تذهب بحماس نحو إنهاء الإنقسام كاستحقاق للتجربة الصعبة التي تمر بها الحركة والحكم الذي أقامته في قطاع غزة منذ إنقلابها الدموي على السلطة الفلسطينية في حزيران 2007. وينطلق هذا الاعتقاد من القول بأن حركة حماس هي مكون من مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية، وبالتالي أنها تنظر إلى الإنقسام بأنه مس بالنضال الوطني الفلسطيني وتفؤيض لأهدافه المتمثلة في بناء الدولة المستفلة وعاصمتها القدس وحل عادل لقضية الاجئين الفلسطيتيين.
الحقيقة أن فهم موقف حماس من قضية إنهاء الإنقسام الفلسطيني، يتطلب ابتداءا فحص موقف حماس من موضوع الإستقلال الوطني، وخاصة في ظل لطرح الملتبس للقضية الوطنية الفلسطينية في أدبيات الحركة وبياناتها. وهنا لا بد من سرد الملاحظات التالية كخطزة للوصول إلى تخمين موقف حماس من قضية إتهاء الإنقسام كشرط ضروري للسير قدما في تحقيق أهداف النضال الوطني.
1- تأكيد حركة حماس على تصوير القضية الفلسطينية على أنها واحدة من ساحات الصراع بين الحق و الباطل، هذا الصراع الممتد من بداية الخلق ختى قيامته.
2- تأكيد حركة حماس على أنهاء الجناح السياسي للإخوان المسلمين في فلسطين، وبالتالي فهي ملتزمة بأجندات الإخوان المسلمين وارتباطاتهم ومشاريعهم في المنطقة والعالم.
3- التشكيك في الجركة الفلسطينية ومشاريعها السياسية، والسخرية في أكثر من مناسبة من فكرة الدولة الفلسطينية، بل وعدم إخقاء العداء لها في ضوء تجربتهم المريرة مع الجولة الوطنية في العالم العربي.
4- إقدام حركة حماس على إنقلابها على السلطة الوطنية الفلسطينية لم يكن مجرد وليد تداعي لأحداث الصراع الداخلي مه حركة فتح، إنما جاء وليد ترتيبات تجاوزت الساحة الفلطينية الداخلية، لتشمل قوى الإخوان المسلمين وأنظمة عربية وإسلامية بعينه بالإضافة إلى ترتيبات خاصة مع إسرائيل عبر وسيط عربي معروف.
5- النشاط المحوم الذي تقوم به ذات الجهات المساندة للإنقسام الفلسطيني لإكساب حماس نوعا من شرعية الأمر الواقع من خلال حملات "كسر الحصار".
6- من خلال الحديث عن قرب مع مستويات قيادية مختلفة من قيادات حماس وانصارها يستطيع المرء ان هؤلاء ينظرون إلى الإنقلاب على أنه إنجاز سياسي على الأرض تحرزه ما يسمومنها الحركة الإسلامية، وأن القضية التي ينبغي العمل عليها هي فك الحصار، وأنهم على يقين من النصر في معركة فك الحصار والأمر يحتاج إلى مزيد من الصبر، طبعا على سواد الشعب الفلسطيني أن يصبر وهم في المحصلة يجنون ثمار صبر الشعب تثبيتا لإمارتهم في غزة وعائدات اقتصادية تتدفق على جيوبهم سواء من مساعدات تمر بشتى السبل إلى جيوبهم أو من خلال احتكار كافة الأنشطو التجارية في غزة تحت الحصار.
7- يلاحظ أن قادة حماس في مرحلة ما بعد أزمة أسطول الحرية لم يخفوا ضيقهم بالمطالبة بتوقيع الوثية المصرية للمصالحة، واعلنوا في أكثر من مناسبة عن إصرارهم على فك الحصار سابقا على إنهاء الإنقسام. ويبدو أنه تولد لديهم مزيد من الثقة بأن المجتمع الدولي سوف يسعى هذه المرة جادا لفك الحصار، وبالتالي التعمل مع شرعية الأمر الواقع الذي تمثله حكومة حماس في قطاع غزة. وبهذا يعملون على صيغة لقك الحصار تعمل على تعميق الإنقسام، تلك الصيغة التي تدرك حماس أنها تناسب أطراق مؤثرة، وإسرائيل هي واحدة من هذه الأطراف.
في ضوء هذا الفهم لطبيعة تعاطي حماس مع قضية إنهاء الإنقسام الفلسطيني، ألا يجدر بالقيادة الفلسطينية البحث عن سياسات أكثر نجاعة من سياسة محاولة إقناع اللص بأنه سارق وعليه أن يعيد ما سرق.... أليس كذلك؟
أخي محمد دحلان... حماس لن تنهي الإنقسام... فما العمل؟
النمط الخطي
