(1)
"ليس الايمان بالتمنى و لكن هو ما وقر فى القلب و صدقه العمل"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
و لنبدأ من هنا فهنا هو الأهم فما تم هناك لم يكن الا نتيجة لما يحدث هنا
و أقصد ب (هنا) عالمنا الاسلامى و (هناك) العالم الغربى
لنسأل أنفسنا جميعا :
هل نحن حقا مسلمون؟؟؟!!
فنحن ولدنا مسلمين بالبطاقة الشخصية
و لكننا ابدا ما دخلنا الاسلام
فلو دخلناه حقا لعرفنا ان الاسلام ليس مجرد طقوس تؤدى فقط
و لذلك جعل سن التكليف هى سن بلوغ الرشد
و ليس ذلك الا ليفكر كل انسان الف مرة قبل ان ينتسب لهذا الدين
عندما كان الرجل يدخل الاسلام فى صدر الدعوة
كان يعلم ان الاسلام ليس مجرد أسم و شهادة
بل تبعات جسام يفرضها عليه هذا الدين
كان المسلم بعد ان يدخل الاسلام
لا يكتفى فقط بمجرد اداء بعض العبادات
و لكنه كان مثالا للشخص المسلم حقا الذى ينفذ كل تعاليم هذا الدين
و قد كان صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشى على الأرض
اتذكر صورة ذلك المجتمع المسلم فى صدر الاسلام و فيما تبعه من قرون
كان المسلم اذا نزلت آية تحرم حراما أو تحل حلالا كان أول الطائعين
بينما نحن نجد الف حجة وحجة للتهرب من احكام هذا الدين
فكيف انحسر مفهوم الاسلام فى نفوسنا الى هذا الحد؟
كيف انحسر من مفهوم شامل للحياة البشرية فى جميع اتجاهاتها بل مفهوم شامل للكون و الحياة و الانسان لكى يصبح مجرد عبادات تؤدى على نحو من الانحاء بل لا تؤدى اطلاقا لا بالنية و لا بغير النية ثم يظل يدور فى اخلادنا –مع ذلك- أننا مسلمون صادقو الاسلام؟؟
يقول الاستاذ / محمد قطب فى كتابه الرائع ( هل نحن مسلمون):
كيف انحسر مفهوم الاسلام من دستور شامل يحكم الحياة البشرية كلها و ينظمها : فيحكم اقتصادها و اجتماعياتها و ماديتها و روحانيتها
و سياستها و افكارها وومشاعرها و سلوكها العملى فى واقع الحياة
لكى يصبح مجرد مشاعر هائمة لا رصيد لها من الواقع .. مشاعر تدور فى نفس صاحبها – ان دارت – و هو يعيش فى مجتمع غير مسلم و لا يستنكر الحياة فيه و لا يحاول تغييره و تدور فى نفسه – ان دارت – و هو ذاته لا يسلك سلوك المسلمين فى حياته الخاصة و لا العامة
فتقاليده غير اسلامية و أفكاره غير اسلامية و تصوراته غير اسلامية
و سلوكه اليومى لا يمت للاسلام بصلة
سواء فى علاقة الفرد بالفرد أو الفرد بالجماعة أو الفرد بالدولة أو علاقة الرئيس بالمرءوس...
كبف انحسر من حياة كاملة قائمة على مبادئ الاسلام و أفكاره و مثله و سلوكه الواقعى تشمل الدنيا و الآخرة و الأرض و السماء و الحاكم و المحكوم و الرجل و المرأة و الأسرة و المجتمع لكى يصبح مجرد جزئيات مبعثرة لا رابط بينها و لا دلالة فيها كالرقعة الشائهة فى نسيج غير متناسق الاجزاء؟
كيف نبتت تلك الافكار العجيبة التى تقسم الاسلام مشاعر من ناحية و سلوكا عمليا من ناحية أخرى ثم تفصل بين هذة وتلك و تتصور أن المشاعر وحدها يمكن ان تكون اسلاما بمعزل عن السلوك؟؟!!