حديث فى سورة الفيل
حديث فى سورة الفيل
سميت بهذا الاسم لذكر الفيل بقوله "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل".والسورة ليس لها أى علاقة بالأحاديث التى نقلت فى تفسيرها لأن السورة لم يذكر التالى فيها :
وجود أبرهة الحبشى
الكعبة
وجود أفيال وجيش جرار أتى من اليمن لمكة
السورة ألفاظها ظاهرة لا يوجد فيها أى شىء من ذلك وهى :
" ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول "
يسأل الله نبيه (ص)ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل والمراد ألم تدرى كيف صنع إلهك بأهل الفيل؟
ويجيب على السؤال بسؤال الغرض منه إعلامه بفعل الله مع أصحاب الفيل :
ألم يجعل كيدهم فى تضليل والمراد ألم يجعل تدبيرهم فى تدمير؟
ويبين له أنه أرسل عليهم طيرا أبابيل والمراد بعث على أصحاب الفيل طيورا أفرادا ترميهم بحجارة من سجيل والمراد تقذفهم بصخر مهلك من طين فكانت نتيجة القذف أن جعلهم كعصف مأكول أى كورق محطم ممضوغ مهشم والخطاب للنبى(ص)
إذا السورة تتحدث عن قوم اشتهروا بعبادة الفيل كما اشتهر قوم شعيب(ص) بعبادة الآيكة وهى الشجرة
وتحكى كتب التفاسير حكايات لا علاقة لها بالسورة منها كما فى كتاب الدر المنثور فى التفسير :
"وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن عثمان بن المغيرة بن الأخنس قال : كان من حديث أصحاب الفيل أن أبرهة الأشرم الحبشي كان ملك اليمن وأن ابنته أكسوم بن الصباح الحميري خرج حاجا فلما انصرف من مكة نزل في كنيسة بنجران فغدا عليها ناس من أهل مكة فأخذوا ما فيها من الحلي وأخذوا متاع أكسوم فانصرف إلى جده مغضبا فبعث رجلا من أصحابه يقال له شهر بن معقود على عشرين ألفا من خولان والأشعريين فساروا حتى نزلوا بأرض خثعم فتنحت خثعم عن طريقهم فلما دنا من الطائف خرج إليه ناس من بني خثعم ونصر وثقيف فقالوا :
ما حاجت إلى طائفنا وإنما هي قرية صغيرة ولكنا ندلك على بيت بمكة يعبد وحرز من لجأ إليه من ملكه تم له ملك العرب فعليك به ودعنا منك فأتا حتى إذا بلغ المغمس وجد إبلا لعبد المطلب مائة ناقة مقلدة فأنتهبها بين أصحابه فلما بلغ ذلك عبد المطلب جاءه وكان جميلا وكان له صديق من أهل اليمن يقال له ذو عمرو فسأله أن يرد عليه إبله فقال :
إني لا أطيق ذلك ولكن إن شئت أدخلتك على الملك فقال عبد المطلب افعل ، فأدخله عليه فقال له : إن لي إليك حاجة ، قال : قضيت كل حاجة تطلبها ، قال : أنا في بلد حرام وفي سبيل بين أرض العرب وأرض العجم وكانت مائة ناقة لي مقلدة ترعى بهذا الوادي بين مكة وتهامة عليها عير أهلها وتخرج إلى تجارتنا وتتحمل من عدونا عدا عليها جيشك فأخذوها وليس مثلك يظلم من جاوره ، فالتفت إلى ذي عمرو ثم ضرب بإحدى يديه على الأخرى عجبا فقال :
لو سألني كل شيء أحوزه أعطيته إياه أما إبلك فقد رددنا إليك ومثلها معها فما يمنعك أن تكلمني في بنيتكم هذه وبلدكم هذه
فقال له عبد المطلب : أما بنيتنا هذه وبلدنا هذه فإن لهما ربا إن شاء أن يمنعها منعهما ولكني إنما أكلمك في مالي فأمرعند ذلك بالرحيل وقال : لتهد من الكعبة ولتنهبن مكة فانصرف عبد المطلب وهو يقول :
لا هم إن المرء يمنع رحله فامنع حلالك *لا يغلبن صليبهم ومحالهم عدوا محالك فإذا فعلت فربما تحمى فأمر ما بدالك * فإذا فعلت فإنه أمر تتم به فعالك
وغدوا غدا بجموعهم والفيل كي يسبوا عيالك * فإذا تركتهم وكعبتا فوا حربا هنالك
فلما توجه شهر وأصحاب الفيل وقد أجمعوا ما أجمعوا طفق كلما وجهوه أناخ وبرك فإذا صرفوه عنها من حيث أتى أسرع السير فلم يزل كذلك حتى غشيهم الليل وخرجت عليهم طير من البحر لها خراطيم كأنها البلس شبيهة بالوطواط حمر وسود فلما رأوها أشفقوا منها وسقط في أيديهم فرمتهم بحجارة مدحرجة كالبنادق تقع على رأس الرجل فتخرج من جوفه فلما أصبحوا من الغد أصبح عبد المطلب ومن معه على جبالهم فلم يروا أحدا غشيهم فبعث ابنه على فرس له سريع ينظر ما لقوا فإذا هم مشدخين جميعا فرجع يرفع رأسه كاشفا عن فخذه فلما رأى ذلك أبوه قال :
إن ابن أفرس العرب وما كشف عن فخذه إلا بشيرا أو نذيرا فلما دنا من ناديهم قالوا ما وراءك قال : هلكوا جميعا ، فخرج عبد المطلب وأصحابه فأخذوا أموالهم
وقال عبد المطلب شعرا في المعنى :
أنت منعت الجيش والأفيالا * وقد رعو بمكة الأفيالا
وقد خشينا منهم القتالا * وكل أمر منهم معضالا
* شكرا وحمدا لك ذا الجلالا
فانصرف شهر هاربا وحده فأول منزل نزله سقطت يده اليمنى ثم نزل منزلا آخر فسقطت رجله اليمنى فأتى منزله وقومه وهو جسد لا أعضاء له فأخبرهم الخبر ثم فاضت نفسه وهم ينظرون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال : جاء أصحاب الفيل حتى نزلوا الصفاح فأتاهم عبد المطلب فقال : إن هذا بيت الله لم يسلط عليه أحد ، قالوا : لا نرجع حتى نهدمه وكانوا لا يقدمون فيلهم إلا تأخر فدعا الله الطير الأبابيل فأعطاها حجارة سودا عليهم الطين فلما حاذتهم رمتهم فما بقي منه أحد إلا أخذته الحكة فكان لا يحك إنسان منهم جلده إلا تساقط لحمه.
|