نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها
نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها
صاحب المقال هو Mark – Sudan وهو يدور عن عشق الضحية لجلادها والمتلازمة معروفة من الزمن القديم وفيها قيل المثل :
" القط لا يحب إلا خناقه "
والمقصود أن الإنسان يطيع من يكثر من ايذائه وهذا ظاهر واضح من خلال حب الشعوب لحكامها الذين يسرقونها ويقتلونهم ويفرضون عليهم الضرائب ويسجنونهم لأن الحكام يوهمون شعوبهم أنهم يخلصونهم من أعدائهم الذين يطلقون عليهم مثلا السحرة كما أطلق فرعون على موسى(ص) فقال :
"أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى"
أو يطلقون عليهم الإرهابيين كما الحادث من عقود أو يطلقون عليهم الاخوان المخربون كما هو فى الحالة المصرية حيث نجح النظام فى تكريه الناس فيهم من خلال أنهم سيحرمونهم من التدخين ومن تناول المخدرات ومن الرقص والغناء ومشاهدة التلفاز وأنهم سيبيعون قناة السويس وسيناء وغيرها ويرفعون الأسعار ومن خلال أفعال غيرهم من السلفيين من أتباع النظام الذين كانوا يوحون إليهم بارتكاب جرائم كالزنى أو اصدار فتاوى كجماع الميتة ثم ينشرونها على الجمهور ليقولوا أن هؤلاء هم من سيحكمونكم وهذا كلام كان يقال على لسان الضباط والجنود خاصة للمجرمين وكل من يرتكب الحرام ويعرفونه وهم من خرجوا فى 30 يونيه ومعهم بعض المغفلين من المثقفين وهو كابوس الذى عايشناه وما زال
وهناك مثل أخر وهو :
" ضرب الحبيب زى أكل الزبيب "
وهو تعبير أخر عن نفس المعنى ولا أدرى لماذا نأخذ التسميات من الغرب ونحن عندنا معارفة سابقة بتلك الأمور
استهل الرجل مقاله بسؤال وأجاب عليه مباشرة فقال :
"هل يعقل انه يحب المرء معذبه او مغتصبه؟ .. نعم ممكن!
متلازمة ستوكهولم والتي يطلق عليها ايضا مصطلح "رابطة الأسر" هي ظاهرة نفسية تجتاح 8% من ضحايا الاختطاف أو أولئك الذين تعرضوا خلال حياتهم لأي نوع من الاساءة من قبل معتدي لفترة ما في حياتهم كزوجة مثلا تعيش مع رجل عنيف يقوم بضربها وايذائها دوما او جندي برتبة صغيرة يتعرض الى تدريبات عسكرية قاسية من قبل ضابط برتبة اعلى ... وأبسط ما تكون في شكل علاقة بين مختطف وأسيره الذي يتعرض للتخويف والتعذيب بصورة متقطعة ومتناوبة ولكن ليس بالضرورة حدوث اختطاف لنشوء مثل هذا الارتباط العاطفي الشاذ بين جاني ومجنى عليه.
قد تنبت هذه العلاقة في اي نوع من حالات الاضطهاد مثل الاطفال المعتدى عليهم والمنتمون للطوائف الدينية المتطرفة ضحايا اغتصاب المحارم سجناء المعتقلات كما حدث مع بعض اليهود الذين ساندوا هتلر في ثلاثينات القرن الماضي ونادوا بالقضاء على اليهود في المانيا النازية."
ويحدثنا الرجل عن كيفية اكتشاف الغرب متلازمة ضرب الحبيب الذى كالزبيب أو حب القط لخناقه وتسميتها بتسمية متلازمة استوكهولم من خلال قص الحكاية التالية:
"لكن من أين أتت هذه التسمية؟
عملية السطو على بنك كريديتبانكين 1973:
اطلق هذا الاسم نيلز بيجروت المختص بعلم الجرائم والامراض النفسية والمستشار النفسي لشرطة مدينة ستوكهولم بالسويد حينما اجرى تقييما نفسيا لضحايا جريمة اختطاف وسطو مسلح على بنك كريديتبانكين بمدينة ستوكهولم بالسويد في العام 1973م حينما وجد الشرطة تعاطفا غريبا من نوعه بين الضحايا من موظفي البنك الذين تم احتجازهم كرهائن لستة أيام وبين اللصوص المعتدين، فالرهائن رفضوا مساعدة الشرطة وقاموا بالدفاع عن مختطفيهم بعد انتهاء الازمة .. حتى ان الشرطة اضطرت لإطلاق غاز مسيل للدموع من خلال القبو للسيطرة على الجميع بالسواء!
الجدير بالذكر ان الحالة بالأساس تم ذكرها وتعريفها من قبل فرانك اوكبيرغ اخصائي علم النفس للمساعدة في التعامل مع حالات الرهائن ولكنها اشتهرت وبهذا الاسم فقط بعد الحادثة اعلاه."
وطرح الرجل سؤالا عن الخالة الغريبة من التعاطف بين المجرم والضحية فأجاب فقال:
"لكن ما سبب حدوث هذه الحالة الغريبة؟ ..
مشاعر ايجابية تجاه المعتدي
وضع الاجابة لهذه الظاهرة وفسرها علم النفس التطوري والمستشارون المختصين يعلم النفس. فصاغوا لها اطارا من عدة أسباب تتمحور أساسا حول الظروف التي تنشأ نتيجة هذا النوع من العلاقات القهرية. فالتعايش ومحاولة التماهي والقبول بالواقع هو أحد سبل البقاء لدى الضحية كأن تلجأ الضحية مسلوبة الارادة والمغلوبة على أمرها إلى إظهار التعاطف مع الجاني للحفاظ على حياتها كما كانت تفعل سبايا الحروب في العصور الغابرة فتراها تعيش وتخلص في ولائها للقبيلة التي قامت بسبيها وقتلت ذويها وأهلها أو كما في شعور الضحية برأفة الجاني عليها حينما يتوقف عن تعذيبها لبعض الوقت فكأنما تكرم عليها او شعر بالعطف تجاهها ولذلك أعفاها من الألم الجسدي .. مع انه لا يمتلك أصلا حق ايذاءها او رفع العقوبة عنها. أو أن تكون حالة دفاعية لا ارادية من الضحية المرعوبة من مختطفها فتمتثل لأوامره لتفادي تعرضها للخطر في حال لم تفعل أو أن تؤمن الضحية بأفكار المعتدي وتصرفاته حتى لا تعود تعتبرها تهديدا لها وتستطيع التعايش معها."
بالطبع حالة التعاطف من خلال اعتبار موظفى المصرف ضحايا والمعتدين مجرمين لا تفسر الحادثة فالبادى أن من فسروها فهموها خطأ لأن دفاع من سموهم الضحايا جاء بعد قبض الشرطة على المعتدين أو المجرمين ومن ثم لا يمكن أن يكون الدافع هو الخوف من المعتدى أو المجرم وإنما ما حدث غير ذلك وهو :
أن المهاجمين قاموا بمعاملتهم معاملة حسنة وفيما يبدو أنهم إما وعدوهم أن يعطونهم جزء من الغنيمة فيما بعد وإما أنهم ذكروا أسباب وجيهة تبيح لهم السرقة كعلاج مرضى أو انقاذ أحد من شىء ما
وذكر الرجل المتلازمة المضادة والتى سماها متلازمة ليما وهى تعاطف المعتدى مع الضحية فقال :
"أحيانا قد يكون السبب هو تعاطف المعتدي نفسه فعليا مع الضحية (متلازمة ليما) فيعاملها برقة واحترام ولا يقدم على تعذيبها بل وقد يعمل على تخليصها من أسرها في بعض الاحيان .. والسبب هو مشكلة ما تمر بحياته دفعته للإقدام على هذه الخطوة وبعد شرح دوافعه لضحيته تتفهم هذه الاخيرة نواياه وتقف إلى جانبه ..
احيانا تظهر هذه المتلازمة بشكل أو بآخر في العلاقات الجنسية المضطربة كالسادية والماسوشية حيث ترتبط المتعة باعطاء او تلقي الألم بالاتفاق بين الطرفين."
ويبدو أن متلازمة سرقة المصرف كانت هى المتلازمة المضادة وهى تعاطف المعتدى مع الضحية فى الظاهر كما حدث عندما قام أولاد يعقوب بإظهار حبهم ليوسف (ص) من خلال جعله يلعب معهم وأنه لو ضاع منهم فسيكون خسارة لهم وهو قوله تعالى :
" أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون قال إنى أخاف أن يأكله الذي وأنتم عنه غافلون قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون "
ومن ثم يمكن تسمية متلازمة ليما متلازمة اخوة يوسف (ص)
وتحدث الرجل عن أعراض أو صفات تلك المتلازمة فقال :
"سمات وأعراض متلازمة ستوكهولم
اختلف الباحثين في اراءهم بهذا الصدد ولكنهم اتفقوا على وجود أعراض أو صفات محددة إن توفرت في ضحية ما فأنها بمثابة تأكيد على أنها تعاني بشكل او بأخر من هذه المتلازمة واهم هذه الصفات والاعراض هي:
1.مشاعر ايجابية تجاه المعتدي وسلبية تجاه العائلة والاصدقاء والشرطة.
2.الوقوف في صف المعتدي قلبا وقالبا أي بفكرها وفعلها.
3.مشاعر ايجابية متبادلة من المعتدي للضحية نفسها أحيانا.
4.مساعدة الضحية للمعتدي وعدم قدرتها على القيام بأي سلوك يساعد على تحريرها من قبضته."
قطعا عملية الربط التى يسمونها المتلازمة إما ناتجة من خوف شديد وإما من التعود على الوضع كما حدث من بنى إسرائيل الذين كانوا يعبدون الأصنام وعندما أخرجهم موسى (ص) من عبادتهم لها بالحجة طلبوا منه العودة لها فقالوا :
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون"
وكرروا عبادة الأصنام فيما بعد من خلال عبادتهم للعجل الذهبى كما قال تعالى :
"قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامرى فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسى "
فالعملية هى عملية تعود على شىء خاصة ان عبادة الأصنام لا تجعلهم يتعبون فى حياتهم كما يعانون من طاعة الله التى تطلب منهم أعمال لم يتعودوا عليها
وإما ان المتلازمة ناتجة من عملية خداع نفسى ناتج من خداع الأخرين الجيد
وحدثنا الرجل عن حكايات شهيرة فى الغرب تكرر فيها تعاطف الضحية مع معذبها فقال :
"أشهر القضايا المرتبطة بظاهرة ستوكهولم
توجد عدة حالات لهذه المتلازمة ارتبطت بقضايا شهيرة ضجت بها وسائل الاعلام لفترة ما نذكر منها:
1. أليزابيث فريتزل:
الفتاة ذات الثمانية عشرة ربيعا التي حبسها والدها في قبو منزله الى ان بلغت الثانية والأربعين من عمرها .. قام باغتصابها وأنجبت منه سبع أطفال في خلال الاربعة وعشرين عاما التي حبست فيها عاش منهم أربعة معها في القبو الرطب المظلم والثلاثة الأخرين عاشوا بالاعلى مع والدها وأمها .. ولم يتم القاء القبض عليه إلا حينما احتاج أحد أطفالها لعناية طبية تستوجب دخوله المشفى.
2. كولين ستان
ستان كانت أنموذجا فعليا لمعنى كلمة متلازمة .. فقد حبست في تابوت بغرفة نوم زوجين تحت سرير نومهما لمدة سبعة اعوام كانت تقضي فيه ثلاثة وعشرون ساعة من يومها وساعة واحدة فقط في الخارج لقضاء حاجتها وتناول الطعام .. لقد استعبدها خاطفها جنسيا بمختلف الاشكال ومارس عليها كل انواع التعذيب ..
|