نظرات فى مقال رموز ومعاني: ماذا تعرف عن الفوضوية؟
نظرات فى مقال رموز ومعاني: ماذا تعرف عن الفوضوية؟
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول حركة تسميها السلطات الحاكمة فى العالم الحركة الفوضوية لأنها تقوم على عكس مقولة السلطة والتى تميز بعض البشر على بقية الشعب وهى الأغلبية الساحقة بما تعطيهم من حقوق ليست لغيرهم
الحركة الفوضوية حسب تسمية السلطات هى :
حركة تسعى للعدل النام بين الأفراد وهو ما لا تريده أى حكومة أو سلطة قائمة لأن تحقيق العدالة التامة يفقد كل من بالسلطة المزايا التى يتمتع بها على حساب الاخرين
وتحدث العطار عن هدف الحركة فقال :
"الفوضوية حركة ضد جميع انواع السلطات والحكومات
هل يمكنك عزيزي القارئ تخيل الحياة في مجتمع لا تحكمه دولة، لا توجد فيه وزارات ولا مؤسسات حكومية، ليس هناك شرطة ولا جيش ولا محاكم ولا سجون ولا بنوك ولا شركات .. مجتمع يخلو تماما من كل ما يمكن أن يصنف ضمن خانة التسلط والاستبداد والتمييز .. أفراده سواسية كأسنان المشط، لا يوجد فيه حاكم ولا محكوم، وكل فرد يعيش حياته حرا كما يشاء ..
لكن أي مجتمع هذا الذي لا تحكمه سلطة ولا يسوده قانون؟ ..
أنه المجتمع الذي ينادي به الفوضوييون، أو بالأحرى اللاسلطوييون، ومازلت حناجرهم تصدح مطالبة بتحقيقه حتى يومنا هذا."
قطعا هذا التهيل هو لبعض الأفراد ولكنه تخيل وهمى فلا يوجد نجتمع بدون مؤسسات ولا مجتمع بدون أحكام تحدد المسئوليات
فحكاية الحرية التى يريدها هؤلاء الواهمون لا يمكن وجودها بتلك الطريقة لأن حياة أى فرد متعلقة بحياة غيره فمثلا حرية الشهوة الجنسية ستؤدى عند ممارسة المثلية لانقطاع النسل وشيوع ألأمراض ومثلا حرية ممارشة الشهوة مع حيوان ستؤدى إلى ايذاء الحبوان ومثلا حرية جماع أى امرأة أو أى رجل ستؤدى إلى عدم وجود نسب ومن ثم ضياع الأطفال الناتجين من ممارسة الزنى
الحرية مثلا فى حالة التعرى التام ستؤدى إلى مرض المتعرى بسبب تعرضه للشمس والبرد والمطر ومرضه يؤدى بالضرورة إلى تكليف أخرين برعايته
الحرية مثلا فى التخلى عن الأطفال سنؤدى إلى موت الأطفال أو نشردهم أو تعرضهم لذى من الأخرين خاصة المتحرشين والعصابات
وتحدث عن رفض أفراد الحركة لتسميتهم بالفوضويين فقال :
"رمز الفوضوية
في الواقع مصطلح "فوضوية" قد يبدو مضللا، فالفوضويون أنفسهم لا يقبلونه، ذلك أنهم لا يدعون إلى الفوضى، ولا يرغبون في القضاء على سلطات الحكومة لكي يحل محلها الاضطراب والفوضى، وإنما يريدون بناء مجتمعات تحكم وتدير نفسها ذاتيا عن طريق مؤسسات تفتقد الهرمية ويكون العمل فيها تطوعيا واختياريا. الفوضويون يؤمنون بالفرد، لا يوجد في نظرهم ما هو أسمى من الفرد، أما الحكومة وجميع القيود الاجتماعية الأخرى فهي بنظرهم مجرد سلطة غاشمة تسعى لتكبيل الفرد وكبح حريته. فالسلطة هي منبع الاستبداد، لم تخلق لخدمة الفرد أو حمايته، وإنما لخدمة حفنة من المستفيدين والمحتكرين من سياسيين ورأسماليين ورجال دين. وأن الظلم والطبقية والتمييز والأستغلال الناتج عن استبداد السلطة هو الذي يزرع العنف والشر في نفوس البشر، ولولاها لبقي الانسان على فطرته الطيبة."
وما نقله الكاتب عن أصحاب الحركة هو كلام صحيح فلا يمكن لعاقل أن يعيش فى مجتمع بلا نظام يحكمه فهم فقط يريدون القضاء على مزايا أفراد السلطة على غيرهم وهو مبدأ يحكم كل السلطات فى العالم
والعدل التام هو ما أمر الله به عندما قال :
"إنما المؤمنون اخوة"
فكل الاخوة لهم نفس الحقوق والواجبات كما بين الله أن كل فرد من الشعب هو مالك أى حاكم لنفسه بأحكام الله فقال :
" وجعلكم ملوكا"
وقام العطار بطرح السؤال عن كيفية إدارة المجتمع بلا سلطة وأجاب حسب وجهة أصحاب الحركة فقال :
"طبعا هنا قد يقول قائل:
كيف يمكن أن يدار المجتمع بدون حكومة أو سلطات؟ .. فحتى لو سلمنا بأن الفوضوية ستخلق حقا مجتمعا فاضلا ومثاليا، لكن ذلك لا يعني بالتأكيد اختفاء الجريمة تماما، فهناك أشخاص عنيفين ويستمتعون بإيذاء الاخرين نتيجة خلل جيني أو مشكلة عقلية .. فكيف سيتم التعامل مع هؤلاء في ظل غياب الشرطة وعدم وجود سجون؟! ..
بالمقاطعة والتقويم المجتمعي، الفوضوييون لا يقبلون بوجود سجون، ولا يسمحون بأن يسجن شخص أو يعدم، لكن بالمقابل يدعون لتقويم السلوك المنحرف عن طريق رد فعل مجتمعي رادع، مثلا لو قام رجل باغتصاب امرأة، فلن يعاقب بالسجن، بل ستكون عقوبته عدم تكلم النساء معه ومقاطعته وعزله تدريجيا عن المجتمع، ومراقبته تطوعيا وباستمرار من قبل أفراد اخرين في المجتمع لكي لا يكرر فعلته .. ونفس الأمر يمكن أن يطبق على جرائم أخرى .."
قطعا بعض ما طرحه أصحاب الحركة هو خطأ فادح فالتخلى عن العقوبات الرادعة كقتل القاتل أو قتل من يغتصب النساء سوف يؤدى إلى تكرار الحوادث ومن ثم من الممكن أن ينقرض أفراد ذلك المجتمع تماما طالما لا يوجد أمام القاتل شىء يردعه
وسوف تتكرر حوادث الاغتصاب والتحرش إلى ما لانهاية لعدم وجود رادع فعلى
|