قراءة فى مقال الشجرة الملعونة
قراءة فى مقال الشجرة الملعونة
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول وجود شجر ملعون وشجر مبارك ويركو بصفة خاصة على الشجرة الملعونة وقد استهل المقال بأن فى الأديان قصة عن السجرة المحرمة فقال :
"بحسب الأديان السماوية كانت هناك في الجنة شجرة محرمة على جدينا آدم وحواء أسمحوا لي بأن أنعتها بالملعونة فلولاها لما كنت أنا ولا أنتم نعيش على سطح هذا الجحيم الدنيوي الذي يسمى "الأرض" .. "
قطعا لا وجود لأديان سماوية فالدين السماوى واحد وهو الإسلام كما قال تعالى :
" إن الدين عند الله الإسلام"
الشجرة المحرمة لم يقل الله فى القرآن أى نوع هى ومن ثم لا يجب أن نشغل أنفسنا بها واتهم الرجل أمنا بأنها أول من اكلت من الشجرة فقال :
"من يدري لعلي كنت الآن عصفورا أزقق فوق أغصان الجنة بدلا من جلوسي المستمر خلف هذا الحاسوب البغيض! .. بأي حال جدتنا حواء سامحها الله أبت إلا أن تقطف وتأكل من تلك الشجرة ولعله ليس ذنبها بل ذنب إبليس فقد تصور لها بهيئة ثعبان يتدلى من أغصان تلك الشجرة وأغواها في أن تأكل منها فتناست جميع التحذيرات وأخذت "تفاحة" من تلك الشجرة وأكلت منها وقدمت الباقي لزوجها الذي لم يمانع على ما يبدو وأزدرد بقية التفاحة وكانت النتيجة طردهما من الجنة."
قطعا الذنب ليس ذنب إبليس وإنما الذنب ذنب الأبوين لأنهما من أكلا معا كما قال تعالى :
" فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا"
ومن ثم الذنب ذنب آدم(ص) وزوجه كما قال معترفين مقرين بالذنب مستغفرين منه تعالى :
"قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
وتحدث عن خرافة كون الشجرة هى شجرة التفاح مبينا أنه لا يوجد أى نص فى الكتب المقدسة عند أهل الأديان يقول بذلك فقال :
لكن مهلا من قال أن الشجرة كانت شجرة تفاح؟ .. لا اليهودية ولا المسيحية ولا الإسلام ذكروا نوع الشجرة أو نوع ثمارها .. فمن أين أتت قصة التفاحة؟ ..
في اليهودية والمسيحية كان اسم الشجرة هو شجرة معرفة الخير والشر كانت مغروسة في جنة عدن وقبل أن يأكلا منها - آدم وحواء - كان الشر بمعزل عن الخير لكن حين أكلا منها أختلط الخير بالشر في نفسيهما وكانت قبل ذلك خيرة فقط.
ولهذه الشجرة أهمية في المسيحية فهي منبع الخطيئة الأصلية أي الخطيئة التي ورثها البشر عن جديهما آدم وحواء حينما خالفا أوامر الرب وأكلا من الشجرة المحرمة ولهذا يقوم المسيحيون بتعميد أطفالهم لأن جميع البشر يولدون وهم يحملون جزءا من آثم تلك الخطيئة.
طبعا هذا تبسيط ساذج ومقتضب لمسألة فيها الكثير من الجدل والرد والبدل بين المذاهب والكنائس المختلفة لكننا أردنا اعطاء معلومة بسيطة ولسنا بصدد الخوض في التفاصيل.
في الإسلام لم يذكر القرآن الكريم شيئا عن نوع الشجرة الآيات صريحة وبينة بهذا الخصوص:
" ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين {19} فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين {20} وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين {21} فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطآن لكما عدو مبين {22} قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين {23} قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ""
قطعا الاسم موجود فى العهدين القديم والجديد ليس موجودا فى القرآن وهو شجرة معرفة الخير والشر وتحدث عن طرد الأبوين من الجنة بعد شعرا أنهما يريدان التبول والتبرز فقال :
"بعض المفسرين زعموا أن أدم وحواء لم يكونوا يتغوطان لكن حالما أكلا من الشجرة شعرا بألم في البطن ورغبا في التغوط وهو شعور لم يخالجهما من قبل ولكي لا تتحول الجنة إلى مرافق صحية تم طردهما منها فأرسلا إلى اكبر مرافق صحية عرفها الكون .. كوكب الأرض!."
وبين أن هذا الكلام خرافة والصحيح هو انكشاف جسميهما امام بعض ولذات قطعا من ورق شجر الجنة ليغطيا نفسيهما فقال :
" الصحيح أن ما اجمع عليه أغلب المفسرين هو أن المقصود بـ " بدت لهما سوءاتهما" ليس له علاقة قطعا بخروج الفضلات من الجسد بل المقصود هو نزع الكسوة والعري بمعنى أدق نزع الغشاوة عن العين أي أنهما رأيا وشعرا لأول مرة بجسديهما كما لم يريانه ويشعران به من قبل "
وضرب العطار مثلا بأن الإنسان فى طفولته لا يشعر بالخزى من التعرى لعدم وجود شهوة فيه ولكنه عندما يبلغ فتتكون الشهوة فيه يشعر بالخزى من التعرى وأن هذا ما حدث للأبوين فلم تكن فيهما شهوة ثم اصبحت فيهما وفى هذا قال :
"دعني أشبه لك المسألة وأقربها إلى ذهنك عزيزي القارئ في طفولتنا الأولى لم نكن نفهم معنى الجنس لم نجرب الشهوة هب أني في الرابعة من عمري شاهدت عورة بنت جيراننا التي كنت ألعب معها ماذا كان ذلك سيعني لي .. لا شيء! .. جسمي وعقلي كان طاهرا تماما ليس فيه ذرة شهوة لكن حين كبرت وتغلغلت الشهوة إلى أعماقي أصبح الأمر مختلفا فرؤية ذاك الذي رأيته في طفولتي أصبح يحولني إلى إنسان آخر وقد أقدم على فعل أمور مشينة. أظن هذا هو بالضبط ما حدث لأدم وحواء فقدا طهارتهما الروحية وأنا لا أرمي هنا إلى الجنس فقط كما قد يفهم البعض من كلامي لكن أشير إلى الشهوة بشكل عام شهوة الجنس والأكل والمال والتملك الشهوة التي قد تدفعنا للحسد والتآمر والاغتصاب والقتل الشهوة التي تسرق براءة طفولتنا وهي برأيي الشخصي - أي الشهوة وما تجره من شرور - خلاصة قصة آدم وحواء مهما اختلفت تفاصيلها من دين لآخر. "
قطعا ألأمر ليس كما قال العطار لأن شهوة الأكل كانت موجودة فيهما بدليل أكلهم من كل الشجر عدا الشجرة المحرمة ومن الممكن ان تكون فيهما شهوة الجنس ولكن بدون إنجاب
وتحدث عن مكان الشجرة المحرمة فى السماء أم الأرض فقال :
"هناك جدل آخر يتعلق بمكان الجنة التي كانت فيها تلك الشجرة هل هي جنة السماء أم جنة من جنان الأرض وإذا كانت على الأرض فأين مكانها؟ وأنا لا أود الخوض في هذا الجدل ولا يعنيني لأن الخوض فيه أشبه بالخوض في جدل أيهما خلق أولا؟ البيضة أم الدجاجة .. لكن استوقفني قول بعضهم بأن تلك الجنة جنة عدن كانت موجودة في بلاد ما بين النهرين أي العراق الحالي الذي يعيش فيه الحقير الفقير كاتب هذه الكلمات وأرى في ذلك طرفة فالحر عندنا يصل 50 درجة مئوية في فصل الصيف لعل الجو كان أفضل قبل آلاف السنين .. ما أدراني .. لكن لوكان الطقس آنذاك شبيها بالذي عندنا الآن وكان آدم وحواء يعيشان في تلك الجنة بدون مكيفات فأنا أشعر بالشفقة عليهما حقا!.
طبعا أنا هنا لا أسخر من أمور مقدسة لدى جميع الأديان لكني أسخر ممن يركز ويجادل في أمور فرعية ويتناسى اللب والجوهر كأن ترى شخصان يتعاركان حول مكان جنة عدن؟ وكل منهما يريد أن ينسبها لبلده أو المكان الذي رست فيه سفينة نوح أو ترى احدهم يجادل في هل كان آدم بلحية أم بدون لحية؟ ونوع الملابس أو الكسوة التي كان يرتديها؟ ونوع ثمار الشجرة المحرمة؟ .. الخ .. في الواقع المعنى الفلسفي لقصة آدم وحواء أبعد بكثير مما قد يفهمه الكثير من الناس الذين تعلقت عقولهم للأسف بالشكليات وغاب عنهم المغزى."
|