القلب جوّ الشرنقه
عايش في حضن المستحيل
لسّاه عليل وسط الدمار
سكناه دموع تطرح عويل
يادي الزمان ارحل بقي
خلينا نرسي ع الدليل
إن كنا من أهل الديار
أو جم جدودنا رحّالين
عايشين نفكر في انتظار
وعقولنا عايشه مبعزقه
محتاره توزن بين نارين
إما تعيش ساكت ذليل
ياتروح تموت في أي غار
كفايه عشت ف دفلقه
مرت عليك طول السنين
يظهر نسيت تبقي انت مين
انت اللي جيت ومعاك شقا
جاي ف زمن كله انهيار
شوف الحياره نهار وليل
وبطون جعانه تروح لمين
وعيون سكاره مبحلقه
حتي الجنين عايش حزين
مسكين وعايش ف انكسار
خايف يكون حظه قليل
يعيش حياته ف المرار
يلبس قضيه ملفقة
يتمني لو يفضل سجين
جوّ الرّحم عايش أمين
وحياته تبقي مزوّقه
من غير مذله أو أنين
ياخلق قولوا إحنا مين
خليتوا حالنا ف مزنقه
حتي الطيور صابها الصعار
م الجوع ونسيت زقزقه
الشمس ناويه ع الرحيل
في الغرب عايشه موفقه
حتي الشيطان بلـّغ فرار
من كتر حبسه ف الكمين
وكفايه إن الليل طويل
ممكن تكون طيب أمين
والتهمه جاهزه مزوقه
بسرعه تسكن في الكرار
يشهد عليك واحد عليل
وجماعة تانيه كدابين
تشهد تجيلك مشنقه
وال إمته ينسونا الكبار
لناس ما بتردش جميل
رب العباد ناصر معين
قادر كريم يخلق نهار
يرد حق المظلومين
يحمينا من شر الدّوار
ينصف عباده المخلصين
قصيدتك هذه فيها قفزة كبيرة للغاية على صعيدي التركيب والجانب التصويري .
فالذي يميز هذه القصيدة أخي الحبيب هو قلة أو عدم وجود أخطاء في هذين الجانبين . وهذا جعلني
أقرأ القصيدة وأنا مستمتع بها وأشعر أن التركيز فيها زاد بشكل كبير للغاية .
ربما يكون من الضروري بعد ذلك أن تتمرّن على الاختزال ، لأن القصيدة بما فيها من جمال يصفق لك الجميع عليه تحتاج إلى قدر أكبر من الاختصار حتى لا يرهَق المستمع بما يقرأ .
القلب جوّ الشرنقه عايش في حضن المستحيل لسّاه عليل وسط الدمار سكناه دموع تطرح عويل يادي الزمان ارحل بقي خلينا نرسي ع الدليل
كان تعبيرك عن التقييد من خلال المطلع الأول القلب جوا الشرنقة موحيًا بجانب شكلي بهيج لكن بعد ذلك وصلت إلى جانب أكثر حزنًا وضيقًا وهو عايش في حضن المستحيل . هذاالاستدراك يجعل الصدمة هي العنوان الأول للقصيدة من خلال صورة الانحباس في أحضان المستحيل .والقلب إذا كان مصدر المشاعر والأماني فإن هذه المشاعر والأماني كلها تصير مستحيلاً .عليل وسط الدمار كان تعبيرًا عن الانهيار النفسي والضعف كأن بنايات النفس تهدمت وهذه صورة جميلة ،لكن تعبير دموع تطرح عويل تعبير عادي . نعم الدموع من الممكن أن يكون صاحبها صامتًا لكن التعبير كان شبه تقريري لأن العلاقة بين الدموع والعويل علاقة واضحة ومنطقية وليس في هذا التعبير ابتكار أو مفارقة أو شيء من ذلك .
وعقولنا عايشه مبعزقه محتاره توزن بين نارين إما تعيش ساكت ذليل ياتروح تموت في أي غار كفايه عشت ف دفلقه
تعبير العقول عايشة مبعزقه كان تعبيرًا جميلاً عن شدة التشتت حتى كأن العقل شيء قابل للتجزئة.هذه العلاقة بين الدال والمدلول في إطار الدلالة العكسية كانت عنصرًا إيجابيًا في النص .
كذلك توزن بين نارين ، وهو تعبير عن إحاطة الحزن وهو صدى لكلمة المستحيل والتي لايكون فيها خيار ثالث وكان الشعور بالتحول من القافية لقافية أخرى وعمل تقفية داخلية من عناصر الخبرة المكتسبة الجديدة داخل القصيدة . وصدقني تعبير توزن بين نارين كان من أجمل التعبيرات التي قرأتها منذ مدة طويلة وكذلك تعبير في قصيدة سابقة معناه شجر يطرح ديابه ...والموت في أي غار كان تعبيرًا عن الإهانة بعد الموت ليكون الإنسان هو ذلك الإنسان المهان حيًا وميتًا .
مرت عليك طول السنين يظهر نسيت تبقي انت مين انت اللي جيت ومعاك شقا جاي ف زمن كله انهيار شوف الحياره نهار وليل
هذا الجزء عادي للغاية وكان يمكن اختزاله بتعبيرات أكثر تركيزًا لكنه ليس فيه عيب عروضي ولا أسلوبي ولا تصويري لأنه لا تصوير فيها وهذا يعكس توازنًا بين الجانب التصويري والتقريري.
وبطون جعانه تروح لمين
تعبير رائع للغاية عن شدة الفقر إذ يغدو الإنسان مجرد بطن فحسب .تجسيد مميز فيه استعارة صورة البطن للتعبير عن الإنسان علاقة الجزء بالكل كما يقول البلاغيون القدامى وعيون سكاره مبحلقه
تناقض صوري لكنه أقل من قبل السكران لا تكون عينه محملقة بل تكون مغمضة تقريبًا . حتي الجنين عايش حزين مسكين وعايش ف انكسار خايف يكون حظه قليل يعيش حياته ف المرار يلبس قضيه ملفقة يتمني لو يفضل سجين جوّ الرّحم عايش أمين وحياته تبقي مزوّقه من غير مذله أو أنين
هذا الجزء مميز للغاية يذكرني بإحدى نظريات تفسير سبب بكاء الطفل عند اللحظة الأولى وهو أن الطفل في رحم الأم يعيش حياة رغدة فيها كل ما يريد .ورغم أن الجنين في بطن أمه لا وعي له إلا
أن تعبيرك لخوفه كان عنصر إجادة .إذ الطفل يخشى أن تُلفّق له قضية .وهذا تعبير عن شدة الظلم والطغيان .
حتي الطيور صابها الصعار
م الجوع ونسيت زقزقه
الشمس ناويه ع الرحيل
في الغرب عايشه موفقه
هذا التعبير أيضًا امتداد للتعبير السابق عن الطفل وكان وجوده إضافة جيدة ليكون الطغيان له صفة من العمومية وتجعله هو الذي لا يعرف المستحيل !
مكن تكون طيب أمين
والتهمه جاهزه مزوقه
بسرعه تسكن في الكرار
يشهد عليك واحد عليل
وجماعة تانيه كدابين
تشهد تجيلك مشنقه
هذا الجزء فيه سرد زائد ويمكن اختصاره لكنه أيضًا ليس فيه خطأ منطقي ولا تصوير معيب .ومن الممكن أن نفلسف أسباب الإسهاب بأنه إفضاء يتناسب مع الحالة النفسية لكن ذلك لا يبرر طول القصيدة بالكَمّ .
كذلك النهاية :
رب العباد ناصر معين قادر كريم يخلق نهار يرد حق المظلومين يحمينا من شر الدّوار ينصف عباده المخلصين
والتي يبدو أنك استعجلت فيها إيجاد الحل والمخرج وكانت نهاية عادية ليس فيها إدهاش او مفارقة لكنها -رغم كل ذلك- لا تنقص من قيمة العمل والقفزات التي تحققت فيه واتساق القافية على مراحل مختلفة ،ووجود تعبيرات أكثر ابتكارية .ربما أستطيع القول الآن أن الذي ينقضك هو أن تتسم بطول النفَس خاصة في المراحل الأخيرة من القصيدة. أرجو لك التوفيق أخي العزيز ودمت مبدعًا دائمًا .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال
السلام عليكم .. مجرد رأي
أخي الفاضل .. المشرقي الاسلامي
احترامي وتقديري
واشكرك علي اهتمامك , ومروك الرائع ، وتعليقك الدقيق
والأكيد أنني المستفيد من هذه الدراسه
لذا
من الصعب عليّ أن أوفيك حقك
أكرر الشكر لحضرتك
وللجميع تحياتي
..........الشمس نـاويه ع الرحيــل
النمط الخطي
