العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 19-04-2008, 11:36 PM   #1
جاسم محمد صالح
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: العراق
المشاركات: 24
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جاسم محمد صالح
إفتراضي أطفالنا الموهوبون كيف نعرفهم ؟

أطفالنا الموهوبون كيف نعرفهم ؟



الباحث المؤرخ
جاسم محمد صالح
gassim2008@gmail.com

لكي نعرف أطفالنا وننمي فيهم قدراتهم الدفينة ، لابد لنا أن نفهمهم فهما جيدا، وان نلم أولا بمعرفة أوليات وأسس تلك القدرات التي نسعى لتنميتها لدى أبنائنا الأطفال.

الموهبة أولا :

لمعرفة الطفل الموهوب لابد لنا أن نقيس قدراته مع قدرات من هم بسنه وبعمره العقلي وان لهذا الطفل الموهوب قدرات تختلف عن غيره من حيث القدرة على الحفظ والاسترجاع وكذلك على التعبير والتصور والخيال .

يبدو الطفل الموهوب مختلفا عن أقرانه الأطفال العاديين ، ويظهر ذلك الاختلاف جليا من خلال استعماله لأدوات الرسم و كيفية الإمساك بالكتب والدفاتر والأقلام , وحتى في طريقة وضعها في الحقيبة وكيفية حمل الحقيبة , وتعامله مع أقرانه وأمه وأبيه والأقارب ومن طريقة وكيفية الرد على أسئلتهم ,كل هذه المعلومات ستفتح لنا المجال واسعا لان نرصد قدرات الطفل الموهوب ونضعه في خانة الأطفال الموهوبين .

إن رعاية الطفل الموهوب من خلال وضعه في صفوف خاصة وتلقّيه لعناية متميزة و حصوله على رعاية تتناسب وقدراته ستضاعف موهبته وتجعله يحافظ على مركز الصدارة والتميّز في الصف , وتتيح له في الوقت نفسه فرصا واسعة للنشاط القيادي ومصاحبته لأقرانه الموهوبين وكذلك الابتعاد كليا عن مشاكسات الأطفال العاديين ، إضافة إلى خلق روح التنافس والرضا النفسي , وكذلك فسح المجال له لممارسة ثقافاته خارج الدوام المدرسي وبالشكل الذي يرغب به ويسد حاجاته المتنوعة لمصادر المعرفة والثناء.


الإبداع ثانيا :

من المعلوم أن السلسلة تتشكّل من عدة حلقات متداخلة ومترابطة ، فالموهبة التي تم رصدها تقودنا في الوقت نفسه إلى رصد الإبداع , فالطفل لا يكون مبدعا إلا إذا كان موهوبا، وعملية رعاية الموهبة هي الأخرى تخلق من الموهوب طفلا مبدعا , والحالة التي تجعلنا نعرف أن الطفل الموهوب أصبح مبدعا هي استمراره في الحفاظ على قدرات الموهبة, مع قدرته على ديمومتها ونموها بالاتجاه الأفضل مع تمكنه من الإنتاج الإبداعي الذي يتصف بالجد والابتكار وحسب عقلية الطفل وقدراته وفق تفكيره .
لابد لنا أن نعرف حقيقةً أن الطفل المبدع لم يأتِ من وادي عبقر الأسطوري وولد ولادة من اللاشيء , وإنما هو طفل نمّينا فيه قدراته ومواهبه وفجّرنا فيه معامل الذكاء والاستعدادات الوراثية الكامنة فيه ونمطية السلوك الاجتماعي والإلهام التخيلي، وهذه الحقائق كلها تقودنا إلى ان نؤمن بجملة حقائق ذات صلة بموضوعنا الذي نحن بصدده منها:

1- ان كل طفل موهوب يمتلك قدرة على الإبداع, وان اختلفت هذه القدرات وتفاوتت من طفل
الى آخر .

2- ان تفجير القدرات الإبداعية لدى الطفل الموهوب تتعلق في كثير من الأحيان ببعض العوامل الوراثية والدوافع الشخصية والبيئية للطفل الموهوب , وان كانت هذه العوامل الوراثية في كثير من الأحيان لا تقود الى تفجير حالات الإبداع كلها لدى الطفل إلا إذا تداخلت معها عوامل أخرى ذاتية...وغير ذاتية كالبيئة والوضع الاجتماعي والاقتصادي وحتى النفسي.

3- ان الحالات الإبداعية لدى الأطفال تظهر بوضوح في كثير من المجالات ,وتحديدا مجال المعرفة، لكن الإبداع بالنسبة للطفل الموهوب شخصيا لا يظهر إلا في مجال إبداعي واحد , ونادرا ما نراه يظهر في مجالين أو أكثر.

4- ان جميع القدرات التي تشكل التفكير الإبداعي للطفل هي في حد ذاتها أنواع مختلفة من المهارات الفعلية للتنمية والتدريب والممارسة السلوكية اليومية , وان الآباء والمربين لهم القدرة إذا كانوا بمستوى المسؤولية على توجيه هذه القدرات والتحكم فيها , وفي كثير من الأحيان تعديلها وتبديلها بالاتجاه الأفضل والذي يشكل أكثر فائدة للموهوب، لهذا توجّب علينا ان نربي الإبداع فيه وتعزيزه وتقديم السند العلمي له .

ان الإبداع كائن حي لا ينمو عفويا من تلقاء نفسه ولا يتطور بالاتجاه الذي نطمح إليه ونريده ، إلا إذا وفرنا له البيئة الاجتماعية من عوامل التربية ومقوماتها ونفسح له المجال واسعا لدخول حقل الإبداع , فالبيئة التي نتعاون على توفيرها له تساعدنا على الإبداع وتنمية الموهبة الإبداعية الكامنة وقيادتها نحو الإنتاج الإبداعي والمعرفي ، وهذا كله لا يتأثر إلا من وجود وعي تربوي , يُعنَى ببناء شخصية الطفل المبدع بناء سليما وقادرا على توفير المناخ الملائم لهذا النمو، وهذا يقودنا أيضا الى متابعة الإبداع ورصده في المراحل التي تسبق المرحلة الدراسية , كأن تكون رياض الأطفال مثلا.

هنا تظهر الحاجة الملحة الى مربين تربويين بمستوى المسؤولية , يعرفون الموهبة ويفهمون الإبداع ... ومطلعون في الوقت نفسه على وسائل وأسس التعامل معها , من حيث الاحتواء أولا والتنمية ثانيا .

و بعد كل هذا , لابد هنا ان نفرق بين الإبداع الفردي والإبداع الجماعي, من خلال النظرة التربوية ، فالإبداع الفردي غالبا ما يكون في الأمور الأدبية إذ يتمكن الطفل المبدع في هذا المجال من توظيف قدراته الجمالية والمعرفية والتخيلية واللغوية في كل ما يتعلق بأمور الأدب ومن حيث اختيار واستعمال الأدوات الفنية وتوظيفها بالاتجاه المطلوب ، أما الإبداع الجماعي فإننا نراه يظهر
الصور المرفقة
 
جاسم محمد صالح غير متصل  
غير مقروءة 21-04-2008, 02:29 AM   #2
nihad
عضوة شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 2,083
إفتراضي

من مكامن نقاط ضعف مجتمعنا اهمالها لهذه البذرة المميزة اللتي تنمو وتترعرع دون عناية خاصة ..مقال رائع سيدي الفاضل...
نرجو منكم المزيد للافادة
وجزاك الله عنا خير الجزاء
__________________

nihad غير متصل  
غير مقروءة 22-04-2008, 10:59 PM   #3
عاشق جبران
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2007
المشاركات: 87
إفتراضي

استاذي الكريم

بارك الله فيك .

معلومات لا شك قيمة ومفيدة لأولياء الأمور للإنتباه لقدرات أولادهم

وتقييمهم وتصنيفهم .

وهنا لا بد من الاهتمام الأسري والتربوي للرقي بأولادنا واعطائهم الحق

الكامل في التنفيس عن انفسهم والسماح لهم باظهار مهاراتهم الابداعية

كل حسب هوايته ورغبته في الابداع .

مرة اخرى بارك الله فيك.

ولا حرمنا الله من ابداعاتك .

لك الاحترام والتقدير.

دمت برضا الرحمن
__________________
عاشق جبران غير متصل  
غير مقروءة 27-04-2008, 10:47 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي أحسنت وجزاك الله خيرًا

عزيزي الباحث الأستاذ محمد جاسم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد ،
أشكرك من سويداء قلبي على هذه المواضيع التي هي من صميم واقعنا الحياتي وبلا مبالغة فإن موضوعين من موضوعاتك أهم من كل ما نراه في منتدى (الخيبة السياسية).. حقيقة كل ما ذكرت صحيح للغاية أزيد على ما قلت َ :

*مشكلة تكمن أمام المواهب الحقيقية تتجلى في الأنماط الأسرية الخاطئة والتي لا تعي معنى الموهبة وتخلط بين الموهبة والهواية أو (التسلية) وبالتالي يغيب تنظيم الأولويات بشكل سليم في هذه الأسر . إضافة إلى أنها لا تنظر إلى الإنسان على أنه الغاية من العملية التربوية كما يرى برنارد راسل ولكنها تنظر إلى الإنسان بقدر ما يحققه من قيمة اقتصادية ولا تعرف أن الموهبة الحقيقية بمرور الوقت تتطور إلى مردود اقتصادي كبير .
*على ذكر البيئة والوراثة كعاملين أساسيين في تنمية الموهبة ومستوى الذكاء .. يرى العلماء أن الوراثة مسؤولة -بإذن الله- عن تسعين بالمئة من الذكاء بينما العشرة في المئة الأخرى تعود إلى التنشئة والبيئة .. الغريب والمصيب بالغم هو أن دراسة قام بها الأستاذ الدكتور الراحل فؤاد أبو حطب عالم النفس المصري وصاحب نظرية في التنظيم العقلي خلصت إلى نتيجة أن نِسَب َ ذكاء الطلاب تقل بدخولهم المدارس نظرًا للنمط الدراسي المتبع وأن أكثر من 90 % يفكرون من خلال النصف الأيسر من المخ ، بل المعلمون كذلك .
القضية لها شقان الشق الأول هو الأسرة ونظرتها إلى الإنسان والشق الثاني هو الدولة ووعيها بما تشكله القدرة العقلية من أداة لتغيير المجتمع ككل -اقتصاديًا على الأقل - وفي نهاية الأمر لا أجد إلا أن أقول للأذكياء والعباقرة والمخترعين في عالمنا الثالث (العربي ومصر تحديدًا ) : قدرك أن تكون ذكيًا ..أحسن الله عزاءك .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل  
غير مقروءة 05-05-2008, 09:37 PM   #5
No peacE
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 7
إرسال رسالة عبر MSN إلى No peacE إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى No peacE
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا أؤيد الرأي بأنه كثير من المواهب ضاعت نتيجة اهمال الأهل وعدم العناية والثقة بقدرات أبنائنا.

,لكن أقول أيضا ما الفائدة، حتى لو اعتنينا بهذه المواهب ونميناها للأسف يأتي المجتمع ويدمر هذه الموهبة، وهذا نراه واضحا من خلال هجرة العقول العربية إلى الخارج.

لا حول ولا قوة الا بالله
__________________


عاشت الأمة . . . فلسطين عربية
اللهم ارحم المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
No peacE غير متصل  
غير مقروءة 05-05-2008, 11:31 PM   #6
انوار عبدالمولى
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 28
إفتراضي

ما يؤسفنى أن أدكياء العالم العربى والإسلام نبدوا وضطهدوا من دولهم وأختاروا الهجرة وهو ما نطلق عليه هجرة العقول وبها تضيع ثروة أممنا... أستادى الفاضل سامحنى إن قلت أن دولنا لا تهتم بالموهوبين ..ولا تلى العناية لطفولتنا أو دعائم المجتمع لأن بها تقوم وتنهض الشعوب وبدونها تعيش حالة التخلف والإنحطاط ...فحالة التعليم نعرفها فى أوطاننا ..والتصدع الأسرى والوضع الإقتصادى بادى للعيان إدن فقدان الثربة والماء النقى لايسمح بترعرع بذور صالحة ..مضافا إليها غياب الدرسات والإختبارات العلمية لتشخيص الحالات ووضع اليد على مكامن الداء لإجاد الدواء ...إدن الطفولة بصفة عامة والموهوبة خاصة تعيش التهميش ولا مبالات ..زهورا متفتحة تذبل..فى تناثر وتبعثر قيام إجتماعية ..أطفال الشوارع عرضة لضياع نتيجة لزواج منبطق من فتاوى ضالة فمصر متلا عرضت على محاكمها سنة 2006 ..16 ألف حالات أطفال لإلحاق النسب نتيجة لما ذكر ...كما أن حالات من الأطفال دون سن الرشد الجنائي موهوبون وأدكاء ..أحداث يعرضون على المحاكم لقتراف فعل مخالف للقانون وجزء منهم يوجد داخل الإصلاحيات عايشت هاته الفيئة إنها لعالم غريب قدفته أمواج مجتمع متفكك إلى الهاوية.. الموضوع متشعب وله زويا مختلفة وجميعنا نتحمل المسؤلية
وأخيرا لايسعنى إلا أن أشكر الأستاد الفاضل عن الموضوع ونود منه أن ينير جوانبه المختلفة بشموع من حقائق وخبايا مجتمعاتنا مع الشكر والتقدير
انوار عبدالمولى غير متصل  
غير مقروءة 06-05-2008, 01:42 AM   #7
djelidmohamed
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
المشاركات: 6
إفتراضي

بارك الله فيكم على هده المواضيع الرائعة
djelidmohamed غير متصل  
غير مقروءة 06-05-2008, 03:15 PM   #8
fadail
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11
إفتراضي

بارك الله فيك استادنا الكريم عاى هده المعلومات القيمة ونتمنى ان مثل هده العقول النابغة من الاطفال الموهوبين ان تجد من يوجهها الاتجاه السليم حتى لا يكون عرضة للانحراف وتقبلو مني جزيل الاحترام والتقدير اختكم فضائل
fadail غير متصل  
غير مقروءة 06-05-2008, 03:23 PM   #9
الدكتور الهاشمي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 1
إفتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والى الامام ان شاء الله
الدكتور الهاشمي غير متصل  
غير مقروءة 06-05-2008, 05:21 PM   #10
رفقه بغدادي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 122
إفتراضي

إن رعاية الموهوبين مهمة المجتمع قبل أن تكون مهمة المدرسة أو الدولة ، لذا فانه يجب على الوالدين التعرف على المبادئ الرئيسة في علم رعاية الموهوبين حتى يتسنى لهما القيام بواجباتهما نحو الأمانة الملقاة على عاتقهما نحو أبنائهما ، والذين قد يكون أحدهم من الموهوبين ولكنه لايكتشف إلا بعد فترة طويلة أو قد لايكتشف أبداً ،وإذا كنا مطالبين أن نتعرف على شخصية الموهوب فيجب أن نقف على تعريف للطالب الموهوب ، وهو في رأيي : الشخص الذي يمتلك قدرة واستعداداً طبيعياً للبراعة والابتكار في فن أو نحوه ، وفي رأي جماعة من المربين : هو الذي يتصف بالامتياز المستمر في أي ميدان هام من ميادين الحياة ، بينما يرى ( شخص ) أن مصطلح موهوب يستخدم لوصف الفرد الذي يظهر مستوى أدائه استعداداً متميزاً في بعض المجالات التي تحتاج إلى قدرات خاصة سواء أكانت علمية ( رياضة ، كيميائية ، طبية ، هندسية ... ) أم فنية ( رسم ، تمثيل ..) أم عملية ( ميكانيكا ، زراعة ، تجارة ..) وليس بالضرورة أن يتميز هذا الفرد بمستوى عالٍ من الذكاء ، بل قد يكون متوسط الذكاء ، ولا يشترط أيضاً أن يتميز بمستوى تحصيل دراسي عام مرتفع بصورة ملحوظة بالنسبة لأقرانه . وعليه فإن فئة الموهوبين من الطلاب في مدارسنا ومجتمعنا ثروة وطنية وكنز لا ينضب ، بل وعامل من عوامل نهضة بلادنا في شتى المجالات ، فعن طريقهم – بعد الله - يتم استثمار وتطوير ثروات البلاد وازدهارها ؛ ولذا فإن أي عمل ثقافي أو حضاري يقوم أساساً على الفكر والجهد البشري ، ثم بعد ذلك على الثروة المادية ، كما أن أثمن ما في الثروة البشرية وأجزلها عائد لإمكانات الموهوبين ، فهم بما وهبهم الله من تفوق عقلي وقدرات خاصة على الفهم والتطبيق والتوجيه والقيادة والإبداع أقدر العناصر البشرية على إحداث التقدم وقيادة التنمية والتصدي لمعوقاتها وحل مشكلاتها فهذه الفئة التي تتمتع بمواهب وقدرات عقلية متميزة يجب أن تستغل في مدارسنا استغلالاً تربوياً أمثل ، ويتوقف ذلك على جدية العمل وآلية التنفيذ في سبيل اكتشاف الموهوبين وتوفير البرامج الملائمة لهم والتي تفي باحتياجاتهم . وإذا كان الأمر في تلك الخطورة والأهمية فكيف يتم لمعلم أن يتعرف على طالب موهوب في مدرسته فيكتشفه ؟ وقبل الإجابة على هذا السؤال يجب التنويه إلى نقطة أراها مهمة ، وهي : أنه يخطئ الكثيرون عندما يعتقدون انه يمكن التعرف على الموهوب من خلال نتائجه في مقياس واحد فقط ، حيث أن هذا لا يتيح الفرصة لجميع الأفراد على التعبير عن الموهبة التي وهبهم الله إياها ، خاصة تلك المواهب المتخصصة و الدقيقة جداً ، ولقد أثبتت الأبحاث العلمية أهمية أسلوب المحكات المتعددة ( أي استخدام عدد من المقاييس معا للتعرف على جوانب الموهبة لدى الموهوب قبل الحكم على أحقية الطالب لخدمات الموهوب من عدمه) ؛ ولذا فإنه يمكن الاستدلال على موهبة طالب من خلال عدة أساليب منها : الأول : رأي الوالدين : فيجب الأخذ بالاعتبار رأي والدي الطفل والسؤال عن سلوكه في المنزل فهما أعرف الناس به منذ الصغر . الثاني : رأي المعلمين : فالمعلم يلتقي بالطفل في مراحل دراسته الأولية في اليوم أكثر من خمس ساعات يتعرف من خلالها على سلوكه ، ومدى تقبله للمعلومة ، ويستطيع بعد ذلك أن يقيس مستواه التحصيلي والمعرفي . الثالث : اختبار التحصيل الدورية : وهذه مهمة يقوم بها معلم الصف أو المعلم في أي مرحلة من المراحل الدراسية بصفة دورية ، وقد يقام ذلك الاختبار دون سابق علم من الطالب . الرابع : مقاييس الذكاء ، الخامس : النبوغ في أحد المهارات الابتكارية ( الفنية ، والعلمية ، والمهنية ) . ومما يجدر التنبه له أنه قد تواجه الطالب الموهوب بعض من المشكلات في بيئته المدرسية وبين زملائه في الصف ، ومن أهمها مايلي : 1) استخدام فنيات ومحكات غير كافية مثل تقديرات المعلمين ، والاختبارات المدرسية للكشف عن الطلاب الموهوبين ، لأن هذه الأدوات لا تعد كافية لتحقيق هذا الغرض وفي أحيان أخرى قد لا تعد مناسبة . 2) عدم ملاءمة المناهج الدراسية والأساليب التعليمية لرعاية الموهوبين ، فيفشل كثير من الطلاب الموهوبين في تطوير جانب كبير من استعداداتهم بسبب المعوقات والضغوط التي تنجم عن عدم انسجامهم مع المناهج والأساليب التعليمية وألية تنفيذها وأساليب تقويمها في المدارس ، فهي لا تتناسب ومقدراتهم كما لا تتيح لهم فرص الدراسة المستقلة ، ولا تستثير حبهم للاستطلاع وشغفهم للبحث وإجراء التجارب . 3) قصور فهم المعلم للطلاب الموهوبين وحاجاتهم : فتطوير البرامج الدراسية بدرجة تحقق المتطلبات الأساسية لتنمية استعدادات الموهوبين يعد شرطاً ضرورياً لرعايتهم ، لكنه لا يعد كافياً ما لم يكن هناك معلم كفء للعمل مع هذه الفئات من الطلاب ، فالمعلم هو عماد العملية التعليمية وأساسها ، وهو الذي يهيئ المناخ الذي من شأنه إما أن يقوي من ثقة الطالب بنفسه أو يزعزعها ، يشجع اهتماماته أو يحبطها ، ينمي مقدراته أو يهملها يقدح ابداعيته أو يخمد جذوتها ، يستثير تفكيره أو يكفه ، يساعده على التحصيل والإنجاز أو يعطله . 4) عدم توافر أخصائيين نفسيين مدرسين في الوقت الراهن يقومون بتطبيق الاختبارات والمقاييس النفسية كاختبارات الذكاء واختبارات التفكير الابتكاري ، واختبارات القدرات والاستعدادات الخاصة ، والتي تعاني هي أيضاً من مشكلة عدم تقنينها على البيئة السعودية . 5) عدم وجود تعريف موحد للطالب الموهوب :حيث نجد أن هناك اختلافاً كبيراً في المسميات بين العاملين في الميدان التربوي لمصطلح موهوب إذ يطلق عليه عدة مسميات مختلفة منها متفوق ، نابغة ، عبقري ، مبتكر ، ذكي ، مبدع لامع ... إلخ ، كما أن هناك اختلافاً في الطرق المستخدمة في تحديد هؤلاء الطلاب الموهوبين لدى المتخصصين ، فمنهم من يعتمد على الوصف الظاهري للسمات الشخصية كوسيلة لتحديد الموهوب ، ومنهم من يعتمد على معاملات الذكاء ، وفريق ثالث يستخدم مستوى التحصيل الدراسي ، وفريق رابع يعتمد على محكات متعددة تبعاً لتعدد القدرات الخاصة . 6) عدم إعطاء الطالب الحرية التامة في اختيار النشاط الذي يرغبه ويتوافق مع ميوله وهواياته . 7) إهمال إنتاج الطلاب وإبداعاتهم وعدم إبرازها والإشادة بها ، وعدم توفر الحوافز التشجيعية للطلاب بالشكل اللازم سواءً على مستوى المدارس أم المناطق . 8) عدم توافر مقرات وأماكن خاصة بكل نشاط يمارس فيها الطلاب النشاط وذلك بسبب عدم وضع النشاط في الاعتبار عند تخطيط المدارس وكذلك بسبب المباني المستأجرة . 9) عدم توافر الأدوات والآلات اللازمة للقيام بالأنشطة الفنية والمهنية كأدوات الرسم والكهرباء والسباكة والميكانيكا . 10) إن تخصيص حصة واحدة للنشاط أو حتى للتخطيط للنشاط في الأسبوع غير كافية . 11) إن مطالبة المدرسين بتنفيذ النشاط أثناء اليوم الدراسي دون تخصيص أوقات معينة ولفت نظر المدرسين لها عن طريق التعاميم والاجتماعات مطلب غير كاف . 12) قلة البرامج المعدة مسبقاً من قبل إدارات التعليم والتي تهدف للكشف عن الطلاب الموهوبين واقتصارها على التربية الفنية أو الإلقاء والتعبير . 13) عدم قدرة المعلمين الرواد في الأنشطة المختلفة على التخطيط لاكتشاف الطلاب الموهوبين وابتكار البرامج المناسبة ، بسبب عدم إيمانهم أو عدم مطالبتهم بذلك أو قلة خبرتهم أو جهلهم بالأهداف ، ففاقد الشيء لايعطيه . 14) عدم إشراك الطلاب فعلياً في عملية التخطيط والتنظيم لبرامج النشاط بسبب الاهتمام بالأمور الشكلية والكتابية في النشاط ، وبسبب فقدان الثقة بين الطالب والمشرف على النشاط في الأنشطة الطلابية المختلفة . أخي ولي الأمر : ماذا تفعل لو كان في منزلك ابن موهوب ؟ يجب أن تعلم أن المنزل هو البيئة الأولى لرعاية الموهوب ، والوالدان هما أول من يستطيع التعرف على الموهوب ومن ثَم تقديم الخدمات الملائمة لموهبته تلك ، ولذا يقترح عليك عدة أمور منها : 1- أعط الموهوب مرونة كافية ضمن وقت محدد: فيجب تنظيم الوقت داخل المنزل من حيث وضع جدول يومي يتم من خلاله تحديد وقت للتعرف على علوم جديدة ، و وقت لممارسة المواهب و الأنشطة ، وآخر لمناشط عديدة ، وذلك لكسر الروتين اليومي الممل ، أو تكرار الأنشطة اليومية المملة خاصة لشخصية ترغب في التجديد و التطوير يومياً ، كما يجب إيضاح أهمية تجنب الجدول المزدحم الذي يؤدي إلى زيادة الضغوط على الموهوب ، بل إننا نحرص على الجدول المتنوع و ليس المزدحم . 2- تحاشى العقاب : إن التعزيز و العقاب أسلوبان هامان في تربية الأبناء . ولعل ذلك يشمل الموهوبين الذين يمتازون بالحساسية المفرطة. لذا يجب تحاشي العقاب بشتى أنواعه كالبدني واللفظي والحركي . 3- السيطرة السلوكية ضمن الأخلاقيات الحسنة: لقد حث ديننا الإسلامي على أهمية السيطرة السلوكية ضمن أخلاقيات سامية جدا . وأنها لمناسبة جيدة لتذكير الموهوب بأهم أساليب السيطرة السلوكية خاصة في مواجهة مجتمع قد لا يدرك ماهية الموهبة إضافة إلى أهمية حفظ و ذكر الأذكار اليومية و المحافظة على الورد اليومي للمسلم خاصة إن كان موهوبا . 4- التعزيز الإيجابي: التعزيز مفيد و مشجع للنفس . لكن معظم الآباء قد بالغ في ذلك حيث تم التركيز على المعززات الملموسة و خاصة المادية ، التي قد تتجاوز المعقول . إننا بحاجة إلى دعم المعززات غير المادية مثل المعززات النفسية و اللفظية وخاصة اللجوء إلى الدعوات والمأثور من الأحاديث و الآيات القرآنية لما لهما من وقع إيجابي وعميق في النفس المسلمة . 5- بناء العلاقة الأخوية المبنية على الاحترام المتبادل: فالموهوب يحتاج إلى شخصية متفتحة قادرة على فهم دقائق التفاصيل خاصة بالنسبة للمواضيع التي يصعب على الآخرين إدراكها . لذا فان العلاقة يجب و أن تتخطى مرحلة الأب و ابنه إلى أكثر من أخ و أخيه ، لقد دلت الأبحاث إن الموهوب بئر عميق لا يبوح بما في خلده إلا لمن يثق فيه بشكل كامل . 6- الاتصال بالمسئولين في الإدارة العامة لرعاية الموهوبين أو مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين للوقوف على آخر الخدمات المتوفرة و المقدمة رسمياً . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والى الامام ان شاء الله
__________________


منار11
فلسطين
رفقه بغدادي غير متصل  
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .