كيف ومتى نحكم على سلوك الآخرين ...؟؟
هذا السؤال طالما شكّل عائقا أمام أي تواصل ناجح في فترات معينة
لأن الإجابة عليه تتطلب فهما لما قبل ذلك السلوك ، ودوافعه التي جعلت صاحبه يقوم به
ومن هنا كان لابد من إيضاح بعض النقاط التي " يجب " على الجميع فهمها قبل إصدار الأحكام على الآخرين ، لأن هذه النقاط هي ( الأساس ) الذي قام عليه الفعل المراد الحكم عليه
واسمحوا لي أن أقتبس بعض ما ورد في أحد موضوعاتي عن فرضيات البرمجة اللغوية العصبية
سأقتبس بعض ما ورد في (
دورة البرمجة اللغوية العصبية )
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الوافـــــي
الفرضية الثالثة
توجد نية إيجابية نهائية وراء كل سلوك
عندما أعتقل كرولي ( كان يطلق عليه ذا المسدسين ، وهو من أخطر المجرمين في نيويورك ، كان يقتل بمجرد قذفه بريشة طائر ) .
كان عاكفاً على كتابة خطاب إلى كل من يهمه الأمر ، جاء فيه " أن بين جوانحي قلب محير ولكنه رحيم قلباً لا يحمل ضغينة لأحد ولا يبغي شراً لمخلوق"
وقال " هذا هو جزاء دفاعي عن نفسي " .
الشرح :
على الرغم من أننا لا نوضح أو ندرك بعض ما نفعله إلا أن كل فعل له غرض معين لمن يقوم به ، وله نية إيجابية ؛ فإن أي فعل تراه أنه غير جيد أو بغيض سيكون له معنى لدى الشخص الذي يقوم به ، وله سبب لقيامه بهذا الأفعال التي قد لا نتقبلها .
وإذا رجعنا لخريطة هذا الشخص عن العالم فسوف نجد أن سلوكه يهدف لتحقيق هدف وبهذا التفسير سيكون تصرفه إيجابياً ومبنياً على نية حينة ، وقد نتمكن من إيجاد السلوك البديل الذي يحقق نفس هذه النوايا ولكن بتكلفة وخسائر أقل وبهذا سبق اعتراضنا ونكون أكثر مساندة ومساعدة للآخرين
الهدف :
من الضروري التفريق بين الشخص والسلوك ، لأن هذا الأمر سوف يساعد على معرفة القصد الإيجابي وراء السلوك .
|
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الوافـــــي
الفرضية الثامنة
يستخدم الناس أحسن اختيارهم في حدود الإمكانيات
المتاحة في وقت معين
الشرح :
إن أي قرارات أو مواقف قد يأخذها الإنسان في وقت معين ، هي مرهونة بمجموعة من الإدراكات ، والقيم البيئية العامة والنضج الفكري ، والحالة المزاجية في تلك الفترة ، والتي قد تتغير بعد ذلك بفعل الزمن أو المثير ، بسبب زيادة الخبرات والإمكانات وتغير الظروف المحيطة .
الهدف :
إن فهم هذه الفرضية والتعامل بحكمة معها سوف يجعل لنا قدرة فائقة في الاتصال بالآخرين ، وبتغيير قراراتهم ـ وذلك بإرشادهم إلي تغير مبررات هذه القرارات ، وهذا يجنبنا الندم على المواقف السابقة .
** إن أي قرار اتخذته في السابق كان أنسب القرارات في وقته بنسبة 95 % بناء على الظروف التي كانت تحيط بك في ذلك الوقت .
** أنك قد اكتسبت خبرات جديدة تؤهلك لكي تتخذ قرارات أفضل في المستقبل .
|
ولأمثل على الجزئية الأخيرة أقول
عندما يتزوج الرجل زوجته ، فإنه يراها في حينه أفضل نساء الأرض قاطبة
وإن أتى عشرين أو ثلاثين عاما من الزواج ، وقارنها بغيرها من الشابات ، ويتحسّر على أنه لم يتزوج هذه أو تلك ، فهو حينها يرتكب خطأ كبيرا في حق نفسه وفي حق الآخرين
ولأنه عندما تزوجها كان قراره حينها أفضل قرار يمكن أن يتخذه ، ولهذا لا يجب أن يحاسب نفسه على قرار اتخذه في وقت محدد وظروف معينة
وأيضا في المقابل لا يجوز أن يحاسبه الآخرين على قراره الذي اتخذه في وقت محدد وفي ظروف محددة ، لأن من الإنصاف أن يحكم على المرء بناء على الوقت والزمان والظروف التي أحاطت به عند قيامه بالسلوك
حتى أن القاتل عندما يقتل إنسانا ، فإنه في ذات اللحظة يرى أن فعله ذاك هو أفضل قرار يمكن أن يتخذه ، وهذا الأمر يكون على كل أنواع السلوك مهما كان نوعها
أتمنى أن أكون أوصلت رسالة مفيدة للجميع من خلال هذا الموضوع
تحياتي