العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 29-12-2006, 04:56 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الهوية العربية تلازم العقل العربي حتى داخل الهوية الإسلامية

( 1 )


لم ينصهر العرب خلال فتوحاتهم بالشعوب التي دخلوا إلى أقطارها، بل كونوا ثقافة ووضعوا أسسا لحضارة، وسلوكهم ذلك يعتبر من الظواهر الفريدة في التاريخ، حيث تنصهر الشعوب القادمة الى أقطار بواقع السكان الأصليين. وكان شعارهم الإسلام أولا ثم العربية ثانيا، ومن هنا جاء قوام النظام المعرفي (البياني) .. الفقه و اللغة ..

وقد لوحظ أن الحركة الثقافية والحضارية انطلقت مع انطلاق الدعوة للدين الجديد من مجتمع مدني ـ عكس ما يعتقد الكثيرون ـ فقد كان في مكة مجتمع يقسم الأدوار فيه كما هي في الدول الراقية وكانت حركة التجار في مكة والمدينة المنورة ـ فيما بعد ـ تسمح لهم بالاحتكاك بمجتمعات ذات طابع مدني، ومنذ الانطلاقة الأولى للإسلام فقد حض على العلم والتعلم واستنكر الأسلوب البدوي (الأعراب) وربط بين العلم والتعلم والدين ..

وقد نشطت الحركة الثقافية العربية الإسلامية مع الفتوحات مباشرة، فبعد أن كانت المدينة المنورة، تم تنشيط مراكز الكوفة والبصرة ثم الفسطاط والقيروان وأوكلت مهمة الريادة فيها لعرب معروفين بقدرتهم القيادية وإيمانهم الشديد بالدين الجديد. في حين لم يكن الاهتمام بالمراكز الثقافية القديمة: (حران، أفاميا، الإسكندرية ، أنطاكيا، جنديسابور) إلا متأخرا في القرن الثالث الهجري، بعد أن اعتقد العرب أنه لا خوف عليهم من الإطلاع على ثقافات غيرهم بعد أن أسسوا لنفسهم شخصية عربية إسلامية.

وقد انتبه الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، والذي كان يشغل قبل الإسلام منصب السفارة المحصور بآل نوفل قبل الإسلام، لظاهرة صيانة عروبة الشخصية الإسلامية في بداية الفتوحات فأرسل الى الأمصار رجالا قادرين على تعليم الآخرين أصول الدعوة، مثل ابن مسعود (الكوفة) وأبو الدرداء (الشام) وأبو موسى الأشعري (البصرة) وهؤلاء الذين علموا الناس كيفية قراءة القرآن وكيفية فهم ما يقرءون، فتكونت حولهم حلقات من القراء و توحدت النظرة في الفهم لهذا الدين الجديد الذي بشر بالعدالة والتحرر.

ثم ظهر التابعون بعد الموجة الأولى من الرواد الأوائل الذين توزعوا بالأمصار، وأدى التباين في الظروف المحلية لكل منطقة وما ورثه سكانها الأصليون من ماضيهم، فكانت النشاطات تختلف بالكيفية التي يتعامل بها المبشرون في الدين (في المرحلة الأولى)، ثم حراسة الإنجاز وعدم انحرافه، وكان هذا يتطلب الى العودة الى النموذج الأساسي التي بُنيت عليه الدعوة الجديدة، وكان الأساس لغوي بالدرجة الأولى ومن ثم فقهي يتعامل مع النصوص الأساسية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.

وعندما تطورت فكرة جمع الأحاديث وفرزها كان على الجامعين أن يكونوا محترفين لغويا، فتشعب النشاط الثقافي والفكري الى محورين أساسيين الفقه واللغة .. فكانت مساحة توكيد الهوية اللغوية ( العربية) تلازم وتحاذي أي نشاط، فظهر معها التفاخر و ذكر الأنساب (قحطان عدنان ربيعة بكر تغلب أزد الخ) وبقيت ملازمة كل نشاط ومتدخلة فيه الى بداية العصر العثماني.

لقد توحدت اللغة العربية بلهجاتها ( حتى الفصحى منها) في بلاد الفتوحات، وساعدها بل أسس لها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، فغدت لغة التخاطب لغة موثقة بشكل أسس له وفق علوم القواعد واللغة والبلاغة و العروض، حتى توحدت معه الشخصية العربية على مر التاريخ وفق جدر و قنوات لا يمكن الخروج منها، حتى من قبل الأقوام التي انصهرت مع العرب (حملة الرسالة)، رغم ما جاء لتلك الأقوام من فرص كثيرة للتخلص من السلطة السياسية العربية ولكن ذلك ثبت عند الشعوب التي كان لديها استعداد للتلاقح الروحي مع العرب، لعلاقات قربى قديمة سبقت الإسلام بآلاف السنين، كما في مثال شعوب شمال إفريقيا والتي لم يدم فيها حكم العرب سوى قرون قليلة، فبقيت تفكر و(تعقل ) الأمور بنفس الأدوات التي يفكر فيها أبناء العرب الأقحاح و (يعقلون) بها. في حين لم يدم هذا الوضع في مناطق تفتقد الاستعداد للتلاقح الروحي، كما حدث عند شعوب اسبانيا رغم طول المدة التي حكم العرب بها تلك الشعوب.

لقد تدخلت الدولة العربية بعد أن استقر وضع شخصيتها في توجيه ومركزية تكوين الشخصية المتعلمة، وكان ذلك بشكل واضح في القرن الرابع الهجري، عندما تأسست المدارس و الكليات لتوزع علما موحدا يحمل نفس عناصر الشخصية أينما وجد، فكان الأزهر في عهد الفاطميين وكانت المدارس النظامية (نسبة لنظام الملك) .. و القرويين في المغرب.. وكانت حرية التنقل بين طالبي العلم والأساتذة بغض النظر عن طبيعة الحكم السياسي ودرجة العداء بين دولتي الحركة لهؤلاء ..

هذا التحرك الأفقي الذي كان يتم بين الأمصار فتجد عراقي يذهب ويقيم في الهند و مغربي يذهب ويقيم في الشام، ويذهب كلاهما إذا كان أستاذا فتسبقه شهرته (الاستعداد لتقبله) ويتبوأ مكانة علمية واضحة في مكانه الجديد.. أما التحرك العمودي والذي كان ينتقل عبر الزمن فتجد أنصار ومؤيدي وجهة نظر معينة يتنقلون عبر التاريخ الى عصرنا الحاضر، فمن يعتبر الخلاف السياسي الذي جرى بين علي ابن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان رضوان الله عليهما هو محرك لشكل تاريخ الأمة الإسلامية، فإنه يلحظ بسهولة مدى النظرة (الشعوبية) والعرقية.. فاهتمام الفرس ( المسلمين) ليس منبعه الحرص الديني، فلو كان كذلك لما أقيم لقاتل عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وهو الخليفة العادل الذي شهد بعدله الفرس، مقاما ومزارا و ميدانا في طهران باسمه (أبو لؤلؤة المجوسي) .. ولما خلت كل إيران من اسم خالد وعمر وهما اللذان توفيا قبل فتنة علي ومعاوية وقبل مقتل الحسين .. لكن المسألة لها علاقة بزوال إمبراطورية (فارس) على يدي هذين القائدين !
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-02-2007, 08:15 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

التأريخ للعقل العربي .. هل هو تضليل .. أم حقيقة لا نحسن التعبير عنها؟

نلاحظ أحيانا بأن هناك مثلا من أبناء الخليج العربي أو بلاد الشام قد غاب عن وطنه عشرة أو عشرين أو ثلاثين سنة وأحيانا أكثر .. عندما يعود لمسقط رأسه فإنه لا يحتاج من يذكره بما سيقوم به، فهو إن كان قبل مغادرته موطنه قد اعتاد بعض أشكال التعامل والسلوك، كأن ينزع حذاءه في باب الغرفة أو يقبل يد من هو في مقام والده .. فإن السنين التي غابها عن بلاده لن تنسيه تلك العادات إطلاقا ..

كما أن مذاق الطعام وطرق تناوله كما كانت في السابق ستجد طريقها لنفس الغائب الحاضر على وجه السرعة .. وقد يكون الذي نتحدث عنه قد تزوج أو عاشر من نساء المهجر .. ولكنه لن يجد صعوبة في التكيف السريع، حتى في شكل النظرة للمرأة، ليس كما كانت عليه عندما غادر موطنه، بل وما طرأ على تلك النظرة والتعامل أثناء غيابه!

فما الذي يحدث؟ هل كان الإنسان الذي نتحدث عنه في رحلة جوية، سواء كانت (أجواءها) العلوم التي تعلمها أو الأيديولوجيات التي اعتنقها أو العادات اليومية التي تعايشها .. فإن كل تلك الأجواء ستزول بمجرد هبوطه على الأرض (واقعه بجذور ماضيه) ..

لقد قابلت ذات يوم أحد أبناء حيفا الذين هاجروا الى الأرجنتين، وكان قد غاب زهاء خمسين عاما، كان هو وزوجته الأرجنتينية يحاولا أن يسألا أحدا عن مسألة ما، وكان يبدو عليهما ذلك، فهيأت نفسي لتمثيل دور الذي يقبل أن تنهال عليه وجبة من الأسئلة، وحدث ما أردت .. فعلمت ما علمت عن الرجل وأخبرني بطبيعة عمله، بلهجة عربية صعبة الفهم، فهو لم يمرنها منذ وقت طويل، فامرأته أرجنتينية .. وعمله غريب نوعا ما، حيث عندما سألته عنه أجاب، حيث كنت أساعده ليعبر عما في نفسه في مناولته بعض الكلمات لإسعافه من الثأثأة، فكان عمله هو (مصادقة الحيوانات!) هكذا ترجمته .. وتلخيص طبيعة عمله هو أنه يقدم الأعلاف للجاموس البري (البافلو) مجانا، لينفرد بأحدها (دون انتباه الآخرين) .. ويذبحه ويبيع لحمه .. إذن لا احتكاك مهني يؤثر على تنمية اللغة كأداة للعقل، وليس هناك مجال لتنمية رصيده السابق من المعرفة ..

ومع ذلك فاجأني من خلال تطفلي لسؤاله عن تلك (البقج) أو (الأكياس) التي كانت مطروحة جانبا .. فقال: إنها ملابس فولكلورية .. حيث أريد إنشاء فرقة دبكة فلسطينية! لقد كان عمره فوق الخمس وسبعين عاما عندما قابلته، ولكن (أس) معرفته وهويته لم تمحه سنون الغربة أو تستطيع حوافر أو قرون الجاموس أن تزيله من ذاكرته أو مخزونه المعرفي (العقل كوعاء) ..

ظاهرة أخرى تسترعي وجوب سؤالنا، عن التضليل والحقيقة في مسألة التأريخ للعقل .. وتلك الظاهرة هي التي تتعلق بعودة الملحدين من شيوعيين ويساريين وغيرهم الى دينهم ومواظبتهم على صلواتهم وقيامهم بمعظم فرائض الدين، هذا خلاف تحول بعضهم الى فلاسفة ودعاة دينيين ( مثل مصطفى محمود) .. إنهم يتعاملون مع إلحادهم وكأنها فترة احتراف رياضي في مجال ما، ثم تلي ذلك الاحتراف حالة اعتزال، لكن الاعتزال يعود الى حالة الإيمان السائدة قبل رحيل هؤلاء لمساحات الإلحاد ..

هناك من يقول أو سيقول: إنها حالة التوبة .. وتتعاظم الرغبة للتوبة كلما تقدم العمر .. حسنا .. لقد أسس هؤلاء التائبون على قاعدة (عقائدية) أقروا بها سابقا ثم تمردوا عليها وعادوا إليها .. إن كان كذلك .. فسنجد أن تلك القاعدة العقائدية تملك سلطات واسعة مستترة، قد ينطق بها أناس (كُلفوا) أو (تطوعوا) ليكون وعاظا .. أو أن تلك السلطة (تسكن) في أي نفس من المجموع العام للمجتمع ..

هنا يبرز سؤال: كم عمر هذه الشخصية المستترة والتي تحتل الكيان الجماعي لشخصية الأمة .. ومن يحصنها من العبث؟ ومن يطور عليها .. وهل تلك الجيوش من الباحثين الذين يقرؤون ويكتبون ويخطبون ليلا ونهارا، هم من يصون تلك الشخصية (العقلية) أم أن وجودهم وعدمه له نفس الأثر؟

إن تعجلنا في الإجابة على السؤال السابق سندخل في حالة من اللبس والارتباك، فإن قلنا إن هؤلاء ليسوا لهم أثر فإننا سنكون ظالمين لهم وللنظرية العلمية التي تستوجب التطور والحتمية. لكن سيدهشنا أكثر أن أكثر الملتزمين بالدين وفرائضه هم من الأميين أو الناس التي لا تقرأ .. وهي حالة وجدناها في صدر الإسلام .. حيث كانت تضحيات من حفظ عشرة آيات في بدء الرسالة أكبر من تضحيات من تعلم الفقه والحديث ونال الشهادات العليا هذه الأيام ..

إن تلك الظاهرة سنجد لها تفسير سنني يرتبط بالمجموع وسلوكهم ومصالحهم، وطرق اتقاءهم الأخطار و تغنيهم ببطولة أبناء مجموعتهم .. تماما كما تكون فنون (أصناف أو تحت أصناف ) الكائنات الحية الأخرى فهناك أصناف كثيرة من الثعالب، كل صنف له طرائقه في الصيد وقوائم أعداء وأمكنة اختباء تختلف عن الصنف الآخر ..

فلذلك نجد أن الدين لا يمنع أن يتضاد أبناء الدين الواحد فيما بينهم ليجدوا مبررات تفلسف عدائهم لأخوانهم في الدين ( إيران ـ العرب) .. سيقول قائل: إنها الفوارق الطائفية .. وعنا سنقول لقد اصطف أبناء الكرد السنة مع الفرس الشيعة وتعاونوا مع الأمريكان أصحاب الدين المختلف ضد أبناء العرب.. أين التضليل وأين الحقيقة في فواصل التأريخ للعقل العربي؟؟
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .