العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 07-03-2010, 12:27 PM   #1
منبر الحقيقة
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1
إفتراضي نعم... القرآن يخالف الواقع أحيانا!

نعم... القرآن يخالف الواقع أحيانا!
غالب حسن الشابندر

كنت أقرا في كتاب (تاريخ الإنسانية) لـ (ولز) الذي اعتبره درّة البحث التاريخي العالمي عن (الاسكندر المقدوني) وما يدور حوله وعنه، وفي أثناء القراءة تذكرت أن بعض علماء المسلمين يدَّعون بأن الأسكندر المقدوني هذا هو نفسه (ذو القرنين) الوارد في الكتاب الكريم، وهو الرحالة العالمي المشهور الذي جال العالم بين الشرق والغرب (حتى بلغ مطلع الشمس، حتى بلغ مطلع الغرب)، فقادني الفضول إلى تقصي حياة (ذي القرنين) هذا في الكتاب الكريم، وكان ممّا قرأته في تضاعيف النص القرآني عن هذه الشخصية الغامضة قوله تعالى: (حتى إذا بلغ مغرب الشّمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تُعذَّب وإمّا أن تُتّخذ فيهم حُسنا / الكهف آية 86 /).
لقد قرأت سورة الكهف أ كثر من مرّة ومرّة، ولكن هذه القراءة ولأني بصدد البحث في شخصية الاسكندر، ولان بعض علماء المسلمين يدعون إنه هو (ذو القرنين) استجلب النص انتباهي، ولم أكن قد خلقت بدعا، فإن ما جلب انتباهي وجدته عند الكثير من المفسرين، إذ كيف تغيب (الشّمس) في (عين حمئة)، والحمئة هي عين من عيون الارض، ماء وطين كريه الرائحة في بعض التفاسير، وأنّى للبشر أن يكون قريبا من الشمس، وهي التي تدور على الأرض. هذه الأسئلة أثيرت لدى علماء التفسير، وكان لهم فيها جولات وصولات أحصاها الفخر الرازي في تفسيره الكبير، ومنها أن (ذي القرنين) توهم ذلك من خلال حالات من الانعكاس الكاذب كما لو أن راكب البحر يرى الشمس تغيب في البحر، ومنها إن للجانب الغربي من الأرض مساكن يحيط بها البحر والناظر إلى الشّمس يحس كأنها غابت في هذا البحر، وغيرها من التبريرات أو التأويلات الأخرى.
ليس هذا فقط، بل إن ظاهرة الغروب كذلك الشروق هي ظاهرة أرضية وليست شمسية، لسبب بسيط هو أن الأرض تدور على الشّمس، فالذي يغرب ويشرق هو الأرض وليس الشمس، ومهما يكن، النص يثير أكثر من سؤال.
إن القرآن هنا لا يتكلم عن الواقع كما هو بحد ذاته، بل يتكلم عن الواقع في عين (رائيه)، كلنا يتصور كيف أنّ أشعة الشمس تنطبق على أفق الساحل المقابل بالنسبة لنا ونحن نراقب سقوط أشعتها ونحن وقوف على حافة الساحل نستمتع بنسيم عليل أو جمال جسد أنثوي بدأ يخاف على عريه من غرائب ليل بهيم (قل أعوذ بربِّ الفلق... ومن شر غاسق إذا وقب)!
لم تكن الشمس بطبيعة الحال هنا ذات مشهد حقيقي كما تترآى لعيوننا، أبدا، ولكننا نقول إن الشمس غابت في البحر، أو إنها سقطت وراء البحر!
القرآن هنا لا يتكلم عن المغرب، مغرب الشمس بما هو في (حاقِّ) ذاته، وإ نما يتكلم عن هذا المغيب كما كان في عين (ذي القرنين).
يقول تعالى: (وزيَّنا السماء الدنيا بمصابيح)... حيث يمكن أن نسأل عن المصابيح هذه، ترى هل هي زينة بحد ذاتها، أو هي زينة كما نراها بأعيننا، وتتركه من أثر في نفوسنا؟ النجوم كتل نارية ملتهمة، و القمر كتلة أرضية وحشة، فاي زينة هذه التي تختزنها تلك النجوم وهذا القمر، أقصد بحد ذاتها، وليس كما تترآى لنا!
القرآن الكريم يصف الارض بأنها فراش ومهاد وبساط بل وسطح أيضا (سُطِحّت)! وما إلى هناك من مواصفات وخصائص تتناقض مع كر ويتها، فإن البسط والمد والفرش والسطح ليست من خصائص (الكريِّة) على حد تعبير الزمخشري، ولكن الزمخشري يجيب بدقة على هذا التساؤل بقوله: (... ومعنى جعلها فراشا وبساطا ومهاد للناس: أنّهم يقعدون عليها وينامون ويتقلبون كما يتقلَّب أحدهم على فراشه، وبساطه، ومهاده، فإن قلت: هل فيه دليل على أن الأرض مسطّحة وليست بكريِّة؟ قلتُ: ليس فيه إلاّ أن الناس يفترشونها كما يفعلون بالمفارش، وسواء كانت على شكل سطح أو شكل الكرة، فإن الفراش غير مستنكر ولا مدفوع، لعظم حجمها واتساع جرمها، وتباعد أطرافها /الجزء الأول ص 94 /).

إن هناك واقعين، الأول هو الواقع بحد ذاته، ولنقل هو كون الأرض (كرويَّة)، فيما إذا ثبت حقا بأنها كذلك، وهناك الواقع بعين هذا وذاك من البشر، كأن تكون الأرض مسطّحة، ولذا ليس بالضرورة أن يتطابق الواقعان، الواقع بما هو واقع، والواقع بما هو في نظر صاحبه، وهكذا، مع غروب الشمس، فهي كانت تغرب في عين حمئة في نظر أو بصر (ذو القرنين)، ولكن ليس من هذا الواقع شي في (حاقِّه) الأول، أي كما هو في حقه وعينه، فإن غروب الشمس له قوانينه ونظامه، وهو غرب أرضي وليس شمسيِّا في الأساس، ولا علاقة له بهذه العين المزعومة.
القرآن كثيرا ما يحكي الواقع بالمنحى الثاني، أي الواقع كما نراه، وكما نحسبه، فالنجوم زينة، نراها زينة، فهي (زينة للناظرين) ولكن ليس بالضرورة زينة بحد ذاتها.
القرآن في كثير من الأحيان ـ وليس كلها ـ يمضي الواقع بالمنظور الثاني ويحسبه علينا، يحاسبنا في ضوء إقراره، في ضوء إمضائه، وليس في ذلك ضير... أبدا...
القرأن إ ذن قد يحتوي أحكاماً أو تقريرات أو إمضاءات ليست حقيقية، ليست متطابقة مع الواقع في صميمه، بحد ذاته، كما هو... هو، بل قد تناقض الواقع بالصميم، ولكن سر ذلك، هو إن القرآن يتحدث في كثير من الأحيان ـ وليس كلها ـ بلغتنا، ويمضينا على هذه اللغة، ولا يصححها، وبالتالي، ليس كل ما في القرآن صحيحا، بل هناك في القرآن المجيد ما هو كاذب، نعم، هو صحيح في هذه الناحية، أي من حيث إنّه ترجمان حقيقي وصادق لكيفية رؤيتنا للأشياء، إننا نرى الشمس تغرب في (عين حمئة)، وهذه قضية كاذبة، وهو ينقل هذا القضية بعينها، ويمضيها بحقنا، كما هو الحال في مدِّ الأرض، وتسطيحها وبسطها فيما هي كروية، ولا ينفع تبرير ذلك بضخامتها وعظمتها رياضيا كما هو معروف، فالقرآن كـ(كتاب) يحتوي قضايا كاذبة حتما، فيما هو أصدق كلام... والقضايا الكاذبة ليست قضايا أمضاها الله، بل أمضاها البشر... وهو جلَّ وعلا أمضاها بحقهم، وعلى ذمتهم، وبها يحاكمهم، ويحاججهم، وهذا اسلوب تربوي وفكري راق، فما في القرآن من حق قد يكون من ناحية إنّه نقل ما يراه الآخرون حقا فيما هو ليس بحق في أصل القضية، وممّا يدعو للدهشة حقا أن القرآن لم يصحح هذا البصر الزائف، وهذا السمع الزائف، وهذا الرأي الزائف، وفي ذلك أسرار عميقة، نأتي عليها يوما من الأيام...
تباركت اللهم تباركت.



آخر تعديل بواسطة المشرف العام ، 07-03-2010 الساعة 03:40 PM.
منبر الحقيقة غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .