العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 05-11-2008, 02:09 PM   #11
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

تعليل العبادات



يعتقد كثير من الناس أن التكاليف والأحكام الشرعية المندرجة في باب العبادات لا معنى لها ولا غرض منها سوى أداء حق الله

تعالى بالتعبد له سبحانه، ثم ابتغاء ثواب الدار الآخرة. وحتى القائلون من العلماء بتعليل الشريعة على وجه الإجمال، يذهب

كثير منهم إلى أن قسم العبادات منها غير قابل للتعليل، أو أن التعليل فيه استثناء.

وهذا تصور غير سديد، ويحتاج إلى المراجعة والتدقيق..

فأولا: ما تقدم من نصوص قرآنية وحديثية في تعليل بعثة الرسل وشرائعهم تعم وتشمل أحكام العادات والمعاملات والعبادات

على حد سواء، كما تعم وتشمل مصالح الدنيا والآخرة على حد سواء. والحق أنه ليس في الآخرة مصلحة إلا وهي امتداد

وثمرة لمصلحة ثم إنجازها وتحقيقها في هذه الدنيا، وكذلك المفسدة. فالقول بوجود مصالح أخروية أو مفاسد أخروية لم يكن

لها أصل وبداية وأثر في هذه الدنيا، هو مجرد قصور في فهم مقاصد الشريعة وإدراك مراميها.

وثانيا: لأن ً جميع التكاليف الشرعية ً التي سميت عبادات، قد جاءت في القرآن الكريم معللة ـ في أصولها وجملتها ـ تعليلات

مصلحية دنيوية وأخروية ، من غير تفريق ولا استثناء.

ـ الصلاة ـ



ونبدأ بالصلاة أم العبادات: قال الله تعالى ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر. والله يعلم ما

تصنعون ). سورة العنكبوت 45 .

فها هنا عللت فريضة الصلاة بمصلحتين جامعتين عظيمتين، وإحداهما أعظم من الأخرى. المصلحة الأولى هي كونها تنهى

عن الفحشاء والمنكر. ولا يخفى على أحد أن النهي عن الفحشاء والمنكر، والإبعاد عنهما، والتخفيف منهما، إنما هي مصالح

فردية وجماعية في هذه الحياة الدنيا، مصالح تعود على الناس بالنفع في أبدانهم وعقولهم وأموالهم وأحوالهم النفسية

والاجتماعية.. ثم هي بعد ذلك ونتيجة له سبب لنيل ثواب الله تعالى في الدار الآخرة.

وأما المصلحة الثانية التي عللت بها الصلاة في هذه الآية، فهي ذكر الله، الذي هو أكبر من مصلحة النهي عن الفحشاء

والمنكر. ولذلك جاء التعليل به وحده في آية أخرى، هي قوله تعالى ( وأقم الصلاة لذكري ) سورة طه 14 .

وقد يقال إن ذكر الله مصلحة تعبدية أخروية خالصة، وقد جعل هو المقصد الأعظم للصلاة. فأقول: إن ذكر الله عز وجل من

أعظم المصالح الدنيوية.

أو ليس أسمى ما يرغب الناس فيه في حياتهم ويبحثون عنه ليلهم ونهارهم هو السعادة؟ وهل السعادة سوى الشعور بالارتياح

والابتهاج والطمأنينة والمتعة؟

إذا كان الأمر كذلك ـ وهو لا شك كذلك ـ فإن أعلى درجات السعادة الدنيوية وأسمى مقاماتها، هي التي يتحصلها الذاكرون لله،

الخاشعون في كنفه، يملؤهم اليقين، ويغمرهم الرضى والطمأنينة ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن

القلوب ).

ثم إن هذه الحالة القلبية الروحية السامية يكون لها انعكاس شامل على صاحبها، في بدنه ونفسه وفكره وسلوكه...ومن

انعكاساتها أنها تفضي إلى النهي عن الفحشاء والمنكر، فتصير هذه المصلحة فرعا عن الأخرى وثمرة من ثمراتها.

فلذلك كله كانت مصلحة ذكر الله هي كبرى مصالح الصلاة، واعتبرت المقصد الأول لها.

يتبع


__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-11-2008, 03:30 PM   #12
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

ـ الزكاة ـ



وأما الزكاة: فمصالحها الدنيوية والتربية والاجتماعية، يدركها ويلمسها الخاصة والعامة، وهي أوضح

وأظهر من أن تحتاج إلى بيان واستدلال.

ـ الصوم ـ



وأما الصوم: فقد وقع التنبيه على مصالحه في عدد من نصوص القرآن والسنة ، منها قوله عز وجل: ( كتب عليكم

الصيام...لعلكم تتقون ) سورة البقرة 183 . ً فقوله تعالى ( لعلكم تتقون ) بيان لحكمة الصيام وما لأجله شرع... والتقوى

الشرعية هي اتقاء المعاصي...فجعل الصيام وسيلة لاتقائها، لأنه يعدل القوى الطبيعية التي هي داعية تلك المعاصي، ليرتقي

المسلم به عن حضيض الانغماس في المادة إلى أوج العالم الروحاني. فهو وسيلة للارتياض بالصفات الملكية والانتفاض من

غبار الكدرات الحيوانية ً التحرير والتنوير 158 .

وفي الحديث الصحيح: ً الصيام جنة، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل. فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم،

إني صائم ً رواه مالك في موطئه والبخاري ومسلم في صحيحيهما. فالمقاصد التربوية للصيام واضحة جلية في ألفاظ الحديث

وتوجيهاته. إلا أن وصفه الصيام بكونه ( جنة ) يحتاج إلى مزيد من التوضيح. فقد اشتهر تفسير ( الجنة ) ـ ومعناها

اللغوي الوقاية وما يستعمل لها ـ بأن الصيام وقاية من النار. وهذا صحيح إذا أريد به أن أعظم وقاية في الصيام هي وقايته

من النار. أما إذا أريد به حصر وقاية الصيام في الوقاية من النار، وأن هذا هو المعنى الوحيد لوصف ( الجنة )، فهذا ما لا

تساعد عليه قواعد اللغة ولا شهادة الواقع. يقول الإمام ابن عاشور: ً حذف متعلق ( جنة ) لقصد التعميم، أي التكثير

للمتعلقات الصالحة بالمقام... فأفاد كلام الرسول عليه الصلاة والسلام أن الصوم وقاية من أضرار كثيرة. فكل ضر ثبت عندنا

أن الصوم يدفعه فهو مراد من المتعلق المحذوف...ً كشف المغطى من الألفاظ والمعاني الواقعة في الموطأ،17 .

وقد أصبحت فوائد الصيام الصحية معلومة بالتجربة والدراسة لدى المسلمين وغير المسلمين.

ـ الحج ـ



وأما الحج فهو منجم لما لا يحصى من المصالح الدينية والدنيوية. فقد اجتمع فيه ما تفرق في غيره. فمن حيث العبادة، ففيه

الصلاة والذكر والدعاء، وفيه الإنفاق بأشكال متعددة، وفيه الجهاد المالي والبدني، وفيه كبح الشهوات وتهذيب العادات. ومن

حيث المصالح الدنيوية المباشرة، ففيه فرصة نادرة للتبادل التجاري، والتداول السياسي والاجتماعي، وفيه ما في الأسفار

والرحلات من التجارب والخبرات والتداريب، ومن إغناء للعقل والعلم والمعرفة...

وإلى هذا كله يشير قوله وتعالى: ( وأذن في الناس بالحج... ليشهدوا منافع لهم...) سورة الحج 27 ـ 28 . ً وتنكير

( منافع ) للتعظيم المراد منه الكثرة. وهي المصالح الدينية والدنيوية، لأن في مجمع الحج فوائد جمة للناس ً التحرير

والتنوير لابن عاشور246 .

وإذا كان عموم المنافع في الآية لا ينكره أحد، فإن أكثر المفسرين ركزوا خاصة على ما نبهت عليه الآية من مشروعية ابتغاء

المنافع الدنيوية في الحج، وفي مقدمتها ممارسة الأعمال التجارية. قال ابن عطية ً والمنافع في هذه الآية: التجارة، في قول

أكثر المتأولين، ابن عباس وغيره ً المحرر الوجيز 195 .

وقد جاء التنصيص على مشروعية هذا المقصد في الحج بشكل أكثر خصوصية وصراحة في هذه الآية ( الحج أشهر

معلومات...) إلى قوله ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ). سورة البقرة 197 ـ 198 .

قال القرطبي ً ففي الآية دليل على جواز التجارة في الحج مع أداء العبادة، وأن القصد إلى ذلك لا يكون شركا ولا يخرج

المكلف عن رسم الإخلاص المفترض عليه ً. الجامع لأحكام القرآن 413 .

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-11-2008, 12:34 AM   #13
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي




هذا عن التعليلات العامة لأصول العبادات، أما عن التعليلات الجزئية لتفاصيل العبادات، بما فيها من مواقيت زمانية ومكانية،

ومن مقادير وكيفيات وشروط... فهذه يطول الكلام فيها ويصعب. وأكثرها ليس فيه تنصيص على العلل والمقاصد، ولكني في

هذه العجالة أسجل الملحوظات التالية:

1 ـ الأحكام العامة والكلية تسري على جزئياتها، ولا يكون الحكم الكلي صحيحا إلا حين يصدق على جزئياته كلها أو معظمها

على الأقل. فإذا كانت العبادات معللة ـ في أصولها وعموميتها ـ بتعليلات مصلحية متعددة ومتنوعة، دنيوية وأخروية، فإن

تفاصيلها وأحكامها الجزئية واقعة على هذا المنوال، سواء ظهرت أو خفيت، علمت أو جهلت.

2 ـ كثير من الأحكام الجزئية التطبيقية قد لا تكون مقصودة لذاتها على وجه التحديد، ولكنها ترمي إلى تحقيق الانضباط

وسهولة التنفيذ للمكلفين. ذلك أن التفصيل والتحديد والضبط عناصر ضرورية لتنفيذ التكاليف والتشريعات. وحتى في القوانين

الوضعية نجد ما لا يحصى من التحديدات الزمانية والمكانية والمالية التي رسمت وقدرت على نحو ليس له معنى في ذاته

وبتمام حده، ولكن التحديد ـ من حيث المبدأ ـ هو المقصود، إذ به ينضبط الخلق ويتوحدون في تطبيق الأحكام. على أن القصد

التعبدي قائم ومعتبر في جميع الأحكام الشرعية، سواء تعلقت بالعبادات أو بغيرها، وسواء في ذلك ما عقلنا معناه وما لم نعقله.

وهو مقصد يضفي على الأفعال، وعلى الحياة المشكلة منها، المعنى الحقيقي والمعقولية الحقيقية التي بدونها تصير الحياة

أقرب إلى العبث والتيه.


3 ـ وبالإضافة إلى ما جاء في الفقرتين السالفتين، فإن عددا من فطاحل الفقهاء المجتهدين يقتحمون مجال التعليلات التفصيلية

للأحكام، ويغوصون وراء أسرارها وحكمها. وما ذلك إلا ليقينهم واطمئنانهم بأن وراء كل حكم حكمة ومصلحة. وأنقل فيما

يلي نموذجا لذلك النظر التعليلي والفقه المقاصدي الاستصلاحي.



يقول الإمام شهاب الدين القرافي رحمه الله في باب التيمم من ذخيرته: ً وهو من خصائص هذه الأمة لطفا من الله تعالى بها

وإحسانا إليها، وليجمع لها في عبادتها بين التراب الذي هو مبدأ إيجادها، والماء الذي هو سبب استمرار حياتها، إشعارا بأن

هذه العبادة سبب الحياة الأبدية والسعادة السرمدية، جعلنا الله تعالى من أهلها من غير محنة...

وأوجبه لتحصيل مصالح أوقات الصلوات قبل فواتها، ولولا ذلك لأمر عادم الماء بتأخير الصلاة حتى يجد الماء. وهذا يدل

على أن اهتمام الشرع بمصالح الأوقات أعظم من اهتمامه بمصالح الطهارة.

فإن قلت: فأي مصلحة في إيقاع الصلاة في وقتها دون ما قبله وبعده مع جزم العقل باستواء أفراد الأزمان؟

قلت: اعتمد العلماء رضوان الله عليهم في ذلك على حرف واحد، وهو: أننا استقرأنا عادة الله تعالى في شرعه، فوجدناه جالبا

للمصالح ودارئا للمفاسد. وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنه: إذا سمعت نداء الله تعالى فارفع رأسك، فتجده إما يدعوك إلى

خير أو يصرفك عن شر.

فمن ذلك إيجاب الزكوات والنفقات لسد الخلات، وأروش الجنايات جبرا للمتلفات، وتحريم القتل والزنا والمسكر والسرقة

والقذف صونا للنفوس والأنساب والعقول والأموال، وإعراضا عن المفسدات، وغير ذلك من المصالح الدنيويات

والأخرويات. ونحن نعلم بالضرورة أن الملك إذا كان من عادته إكرام العلماء وإهانة الجهلاء، ثم رأيناه خصص شخصا

بالإكرام ونحن لا نعرف حاله، فإنه يغلب على ظننا أنه عالم، على جريان العادة. وكذلك ما تسميه الفقهاء بالتعبد: معناه أننا لا

نطلع على حكمته وإن كنا نعتقد أن له حكمة، وليس معناه أنه لا حكمة له ً. الذخيرة 334 ـ 335 .

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-11-2008, 02:56 AM   #14
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

الدعاء بين التعبد والتعليل



معلوم أن الدعاء هو أحد أبرز المناسك والشعائر الدينية في جميع الديانات وهو من التكاليف الشرعية المصنفة بلا خلاف في

باب العبادات، بالإضافة إلى كونه حاضرا في سائر العبادات الأخرى. بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يصرح أن ً الدعاء

هو العبادة ً. رواه أبو داود والترمذي.

ولا شك أن المقصد الأسمى للدعاء هو كونه يحقق أعلى وأرقى درجات العبودية والعبادة لله سبحانه وتعالى. ولذلك كان

الدعاء مطلوبا في كل حين وعلى كل حال، وكان مطلوبا بتذلل وتضرع وافتقار وعبودية ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية )

سورة الأعراف 55 ، وجاءت الأدعية النبوية طافحة بروح الضراعة والإجلال للباري جل وعلا

ً اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك...ً رواه البخاري والترمذي والنسائي. ً يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ً

رواه الترمذي. ً اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل

التوراة والإنجيل والفرقان...ً رواه مسلم وأبو داود والنسائي في ً عمل اليوم والليلة ً.



والمقصد الآخر من المقاصد الكبرى للدعاء هو قضاء الحاجات واستجلاب الخيرات ودفع الشرور والآفات. يشير إلى ذلك

قوله تعالى ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) سورة النمل 62 . وقوله ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي

الآخرة حسنة ) سورة البقرة 201 . وما جاء في الأحاديث الكثيرة من مثل ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: ً كان

النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

ً اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي...ً رواه مسلم. وما رواه طارق بن أشيم

رضي الله عنه قال: ً كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات ً اللهم

اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني ً رواه مسلم.

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-11-2008, 10:56 PM   #15
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

المقاصد التربوية للدعاء



لقد جعل الدعاء في الإسلام وسيلة للتوجيه التربوي والتأثير السلوكي العملي. ولا شك أن الممارسين للتربية ـ من أساتذة

ومعلمين، ووعاظ مرشدين، وخطباء موجهين، وعلماء مفتين، ومن آباء وأمهات ـ لا شك أنهم كلما كانوا على بينة من الأبعاد

والتأثيرات التربوية للدعاء، كلما أمكنهم الاستفادة منه وتوظيفه فيما يرومونه ويضطلعون به من إصلاح وتهذيب وتزكية. بل

إن عموم الناس إذا نبهوا وتفطنوا لما تقتضيه أدعيتهم ـ والأدعية المأثورة خاصة ـ من لوازم وشروط وغايات، فإنهم يصبحون

أكثر تفاعلا مع الدعاء ومغزاه العملي. وفيما يلي نماذج للمضامين التربوية لبعض الأدعية المشروعة في القرآن والسنة.

1 ـ المساعدة على الطاعة والامتثال:



ومن ذلك ما نبه عليه أبو بكر الطرطوشي، حيث قال وهو يسرد فوائد الدعاء: ً منها أن الدعاء إشغال الهمة بذكر الحق

سبحانه وتعالى، وذلك يوجب قيام الهيبة للحق عز وجل في القلوب، والزيادات في الطاعات، والانقطاع عن المعاصي...ً

الدعاء المأثور وآدابه.

ذلك أن من تعلق قلبه وفكره بربه داعيا مبتهلا، كان أقرب إلى طاعته والتجافي عن معصيته. وهذا أمر واضح ومجرب ولا

يحتاج إلى إثبات أو شرح.

ثم إن بعض الأدعية المأثورة تتضمن بألفاظها تذكير الداعي بطاعة الله وترغيبه فيها وتنفيره من العصيان، مثل ما جاء في سيد

الاستغفار ً ...وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت ً ومثل ما جاء في الوصية النبوية: ً

أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ً رواه ابن السني في ً

عمل اليوم والليلة ً. ومثل دعائه صلى الله عليه وسلم يعلمنا بقوله: ً اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ً رواه

مسلم.

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-11-2008, 11:40 PM   #16
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

المقاصد التربوية للدعاء

****

2 ـ توجيه العناية إلى الذات:



كثير من الناس حين يتوجهون بالدعاء إلى ربهم، يرفعون أكفهم وأبصارهم نحو الأعلى، سائلين حاجاتهم، متعوذين من الشرور

النازلة بهم، تنصرف عقولهم وأذهانهم عن ذواتهم ونفوسهم، غافلين أو متغافلين عن مسؤولياتهم فيما جرى وما يمكن أن

يجري، وأن الأمور بأسبابها وشروطها. ولذلك جاءت الأحاديث والأدعية النبوية توجه عناية الداعين إلى ذواتهم وإلى مكامن

الداء في أنفسهم، حتى لا يكون الدعاء ـ الذي هو تعلق بقدرة الله وإرادته ـ صارفا عن الشعور بواجبهم وبدورهم وبتبعات

صفاتهم وتصرفاتهم. فعن شكل بن حميد رضي الله عنه قال: ( قلت يا رسول الله، علمني دعاء، قال قل: ً اللهم إني أعوذ

بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي ) رواه أبو داود و الترمذي.

فالحديث يحملنا على الالتفات والتفكير في الشرور التي تقع فيها، أو يمكن أن تقع فيها، أسماعنا وأبصارنا وألسنتنا وقلوبنا

وفروجنا، وغير ذلك من أعضائنا وأدوات تصرفنا. وقريب منه ما رواه زيد بن أرقم قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول. كان يقول: ً اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، إنك وليها ومولاها. اللهم إني

أعوذ بك من قلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، وعلم لا ينفع، ودعوة لا يستجاب لها ً رواه مسلم. وفي الحديث ً ثم ذكر الرجل

يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب

له؟! ً رواه مسلم، وفي الحديث الآخر: ً يا سعد أطب مطعمك تجب دعوتك ً.

وهكذا يتخذ من الدعاء سبب ووسيلة لحمل الناس على التفكير في نفوسهم وتصرفاتهم وأحوالهم ومسؤولياتهم في ذلك كله.

ومن مثل هذه الأدعية والأحاديث استخلص الواعظ الزاهد إبراهيم بن أدهم رحمه الله كلمته الجامعة، حين قالوا له: ما لنا

ندعو الله فلا يستجيب لنا؟ فقال: ً لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه، وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به،

وأكلتم نعمة الله فلم تؤدوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار فلم تهربوا منها، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه، بل

وافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم موتاكم فلم تعتبروا بهم، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس ً. الدعاء المأثور

للطرطوشي: 126 ـ 125 .

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-03-2009, 05:40 PM   #17
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
Lightbulb


3 ـ التنفير من الآفات :



وهذا امتداد لما جاء في النقطة السابقة وفرع له :

فهو من قبيل عطف الخاص على العام. وأعني بذلك

أن الأدعية النبوية كانت تركز على التشنيع والتنفير

من آفات معينة يكثر اتصاف الناس بها ووقوعهم

في أسرها. من ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال :

كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت أسمعه

يكثر أن يقول :

ً اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل،

والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال ً متفق عليه.


وهذه الآفات كلها تجتمع في كونها تدفع إلى الشلل في

الإرادة والمبادرة والفعل، وتجعل المتصف بها كلا لا يقدر

على شيء فجاء الدعاء النبوي يحمل جرعات من التحذير

والتنفير من هذه الآفات، ويجعل من هذه الجرعات زادا

ودواء يوميا. وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

" يكثر " من التعوذ من هذه الآفات ، وهو أبرأ الناس منها

وأبعدهم عنها، فكيف بمن دونه، وكل الناس دونه؟!



إن من شأن المداومة على هذا الدعاء مع تدبر معانيه

واستيعاب مراميه، أن يحدث في النفس نفورا واشمئزازا

من هذه الآفات المستعاذ منها. وهذا الاشمئزاز والنفور

يدفع إلى اتقائها وتجنب أسبابها ومقاومة مظاهرها وآثارها.

وغير خاف على أحد أن هذه الآفات هي من أكثر الآفات

انتشارا وتنغيصا للحياة الفردية والاجتماعية للناس : فهي

مصدر الاكتئاب والانهزام، ومصدر الضعف والتخاذل،

ومصدر الغش والتقاعس، ومصدر التدهور والانحطاط

في المعنويات الخلقية. ويوضح ذلك ـ أو بعضه ـ بيان

رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قيل له :

ما أكثر ما تستعيذ من المغرم!! فقال :

" إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف "

متفق عليه.


يتبع



__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-03-2009, 05:42 PM   #18
جمال الشرباتي
كاتب إسلامي مميز
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 639
إرسال رسالة عبر MSN إلى جمال الشرباتي إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جمال الشرباتي
إفتراضي

لطيف جدا --


بارك الله بك
__________________
مؤسس ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb/

جمال الشرباتي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-03-2009, 05:45 PM   #19
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة جمال الشرباتي مشاهدة مشاركة
لطيف جدا --


بارك الله بك
شكرا لمرورك الطيب

تحياتي
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-03-2009, 06:45 PM   #20
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
Lightbulb


4 ـ تمتين الأخوة الإسلامية :



هناك أدعية كثيرة في القرآن والسنة ترمي

إلى بث الأخوة والمحبة بين المسلمين، وتعمل

ـ من خلال تكرارها والمداومة عليها ـ إلى جعل

تلك الأخوة والمحبة في حالة توهج وتجدد

مستمرين،وتحرك بين المؤمنين عواطف الرحمة

والشفقة والتناصر والتآزر. وفيما يلي نماذج من

تلك الأدعية التي لا يسع مسلما أن يخلو من

نصيبه منها،قل أو كثر :

فمن القرآن الكريم :



ـ ( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا

ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في

قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم ).

ـ ( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ).

ـ ( رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم

الحساب ).

ـ ( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي

مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ).


ومعلوم أن الدعاء الذي يتكرر في سورة

الفاتحة مرات ومرات في كل يوم وليلة قد

جاء بصيغة الجماعة ( اهدنا الصراط المستقيم )

ليكون الشعور بالانتماء وما يقتضيه هذا

الانتماء من طلب جماعي وسعي جماعي

للهداية والتمسك بصراطها المستقيم، حيا

متجددا في نفس كل مسلم.

ومن السنة :



نبدأ من حيث انتهينا، ومن أدعية الصلاة التي

يكررها المسلم يوميا مرات ومرات بصورة

جماعية وإلزامية.

ـ ففي دعاء التشهد : ً السلام علينا وعلى عباد

الله الصالحين
ً ، فالمصلي يدعو بالسلام

والسلامة والأمان والنجاة لكل عبد من عباد

الله الصالحين. ومن روائع التأملات ودقائق

الاستنباطات، ما حكاه تاج الدين السبكي

عن والده علي بن عبد الكافي من أنه

سمعه يقول :

لكل مسلم عندي وعند كل مسلم حق في

أداء هذه الصلوات الخمس، ومتى فرط مسلم

في صلاة واحدة كان قد اعتدى على مسلم

وأخذ له حقا من حقوقه...لأن المصلي يقول :

ً السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ً والنبي

صلى الله عليه وسلم يقول :

ً إن المصلي إذا قال هذا أصاب كل عبد صالح

في السماء والأرض...ً


معيد النعم ومبيد النقم 149 ـ 159 .



ـ ومن هذا الباب صلاة الجنازة، التي هي في

جوهرها ومقصدها الأول دعاء للميت. غير أن

هذا الدعاء المسنون لهذه الصلاة التي تخيم

عليها الرهبة والخشوع، لم يقتصر على الدعاء

للميت وحده، وإنما امتد ليشمل كل مسلم، على

غرار دعاء التشهد : ً اللهم اغفر لحينا وميتنا،

وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا

وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على

الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ً

رواه الترمذي وأبو داود.


ـ وترغيبا في استحضار المؤمن لإخوانه

وتشجيعا على ذكرهم وتجديد عهدهم والدعاء

لهم، جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه

وسلم قال : ً من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال

الملك الموكل به : آمين ولك بمثل ً رواه مسلم.


يتبع



__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!


آخر تعديل بواسطة ياسمين ، 13-03-2009 الساعة 06:51 PM.
ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .