العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 19-01-2009, 12:16 AM   #11
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

يقولون : سنعمل على ألا يكشف مخططنا قبل وقته ولا نهدم قوة الأمميين قبل الأوان .

· يقولون : نحن الذين وضعنا طريقة التصويت ونظام الأغلبية المطلقة ليصل إلى الحكم كل من نريد بعد أن نكون قد هيأنا الرأي العام للتصويت عليهم .

· يقولون : سنفكك الأسرة وننفخ روح الذاتية في كل فرد ليتمرد ونحول دون وصول ذوي الامتياز إلى الرتب العالية .

· يقولون : لا يصل إلى الحكم إلا أصحاب الصحائف السود غير المكشوفة وهؤلاء سيكونون أمناء على تنفيذ أوامرنا خشية الفضيحة والتشهير . كما نقوم بصنع الزعامات وإضفاء العظمة والبطولة عليها .

· يقولون : سنستعين بالانقلابات والثورات كلما رأينا فائدة لذلك .

· يقولون : لقد أنشأنا قوانا الخفية لتحقيق أهدافنا ولكن البهائم من الأمميين يجهلون أسرارها فوثقوا بها وانتسبوا إلى محافلها فسيطرنا عليهم وسخرناهم لخدمتنا .

· يقولون : إن تشتيت شعب الله المختار نعمة وليست ضعفاً وهو الذي أفضى بنا إلى السيادة العالمية .

· يقولون : ستكون كل دور النشر بأيدينا وستكون سجلات التعبير عن الفكر الإنساني بيد حكومتنا وكل دار تخالف فكرنا سنعمل على إغلاقها باسم القانون .

· يقولون : ستكون لنا مجلات وصحف كثيرة مختلفة النزعات والمبادئ وكلها تخدم أهدافنا .

· يقولون : لا بد أن نشغل غيرنا بألوان خلابة من الملاهي والألعاب والمنتديات العامة والفنون الجنس والمخدرات لنلهيهم عن مخالفتنا أو التعرض لمخططاتنا .

· يقولون : سنمحو كل ما هو جماعي وسنبدأ المرحلة بتغيير الجامعات وسنعيد تأسيسها حسب خططنا الخاصة .

· يقولون : سنتصرف مع كل من يقف في طريقنا بكل عنف وقسوة .

· يقولون : سنكثر من المحافل الماسونية وننشرها في كل وسط لتوسيع نطاق سيطرتنا.

· يقولون : عندما تصبح السلطة في أيدينا لن نسمح بوجود دين غير ديننا على الأرض .

الجذور الفكرية والعقائدية :

· الصهيونية قديمة قدم التوراة نفسها وهي التي أججت الروح القومية عند اليهود منذ أيامها الأولى . وحركة هرتزل إنما هي تجديد وتنظيم للصهيونية العديمة .

· تقوم الصهيونية على تعاليم التوراة المحرفة والتلمود . ولكن لا بد من الإشارة إلى أن عدداً من زعماء الصهيونية هم من الملاحدة ، واليهودية عندهم ليست سوى ستار لتحقيق المطامع السياسية والاقتصادية .

· تعتبر أكثرية من اليهود ما يعرف بالتلمود دستوراً دينياً وهو مؤلف من بحوث أحبار اليهود وفقهائهم وقد رسموا فيه الحدود لكل جوانب الحياة الخاصة والعامة وقد دون فيه من الأحكام والتعليمات ما يبرر وضعهم الاجتماعي والسياسي وما يغرس في نفوسهم ونفوس أجيالهم اللاحقة احتقار المجتمع البشري وحب الإنتقام منه وأكل أموال الناس بالباطل والسطو على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم واستنـزاف دماء غير اليهود لا ستعمالها في بعض المناسبات الدينية حيث يستعمل الدم البشري بوضع نقط منه على فطير الفصح أو غيره .

الانتشار ومواقع النفوذ :

· الصهيونية هي الواجهة السياسية لليهودية العالمية وهي كما وصفها اليهود أنفسهم ( مثل الإله الهندي فشنو الذي له مائة يد ) فهي لها في جل الأجهزة الحكومية في العالم يد مسيطرة موجهة تعمل لمصلحتها .

· هي التي تقود إسرائيل وتخطط لها .

· الماسونية تتحرك بتعاليم الصهيونية وتوجيهاتها وتخضع لها زعماء العالم ومفكريه .

· للصهيونية مئات الجمعيات في أوروبا وأمريكا في مختلف المجالات التي تبدو متناقضة في الظاهر لكنها كلها في الواقع تعمل لمصلحة اليهودية العالمية .

· هناك من يبالغ في قوتها مبالغة كبيرة جداً ، وهناك من يهون من شأنها ، والرأيان فيهما خطأ على أن استقراء الواقع يدل على أن اليهود الآن يحيون فترة علو استثنائية .

يتضح مما سبق :

أن الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة ترمي لحكم العالم كله من خلال دولة اليهود في فلسطين ، واسمها مشتق من اسم جبل صهيون في فلسطين ، وقد قامت على تحريف تعاليم التوراة والتلمود التي تدعو إلى احتقار المجتمع البشري وتحض على الانتقام من غير اليهود . وقد قنن اليهود مبادئهم الهدامة فيما عرف ببروتوكولات حكماء صهيون التي تحوي بحق أخطر مقررات في تاريخ العالم
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-01-2009, 01:14 AM   #12
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الأخ الفاضل البدوي الشارد

عفوا لتأخري عن الرد

شرف كبير أن أكون محط ثقتكم .. وشرف كبير أن يقترن اسمي بالأخ علي.

كنت أعتقد أنني باستطاعتي إحالتكم لموضوعات كنت قد كتبتها في هذا المنتدى عام 2005 وعام 2006، ولكني لم أفلح في إيجادها، على أي حال استطعت أن أجد بعض الموضوعات التي تصب في نفس الموضوع أظن أنها ستساهم في إعطاء فكرة، تضاف للجهود التي قام بها الأخوة الأفاضل.

تقبل احترامي و تقديري

موضوع تم نشره في 15/5/2005

لم تكن الحركة الصهيونية، قبل المؤتمر الصهيوني الرسمي الأول الذي عُقد في مدينة "بال" السويسرية عام 1897م، وتولّى تيودور هرتزل زعامتها، قد تبلورت بعد كحركة سياسية تدّعي تمثيل الشعب اليهودي، الذي يسعى للظهور كشعب موحّد القومية، ولاعب فاعل على الساحة الدولية، وظلّت تلك الحركة مجرّد حركة يهودية أوروبية المنشأ، ظهرت في أوائل ثمانينات القرن الثامن عشر، غايتها العامة الهجرة إلى فلسطين بحجة "العودة" إليها بدوافع دينية أو دنيوية أو خليطة بينها، بهدف استيطانها، أملاً بيوم آتٍ يتم فيه إعادة تأسيس الدولة اليهودية المزعومة فيها.ولتحقيق هذا الهدف عملت الحركة الصهيونية على محورين:الأول: العمل على إقناع اليهود، من أنحاء العالم، بالسفر إلى فلسطين.

واستخدم الصهاينة أسلوبي الترهيب والترغيب لجعل الجاليات اليهودية الموزعة على دول العالم تأتي إلى فلسطين لتقيم المستوطنات وتقضم الأراضي العربية شيئاً فشيئاً.الثاني: التقرّب من الدول الفاعلة على الصعيد العالمي، والتأثير عليها، لعقد اتفاقيات، واستصدار وعود تعترف بوجود حق يهودي في فلسطين، وقد أصبحت الفرصة سانحة أمام الحركة الصهيونية في أوائل القرن العشرين، عندما بدأت علائم الموت تظهر على الامبراطورية العثمانية التي كانت تسيطر على المشرق العربي، فاستغلّ اليهود ذلك الوضع لاستصدار وعد من بريطانيا بإقامة وطني قومي لليهود في فلسطين، وهو ما عرف باسم "وعد بلفور".

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ونتيجة لاتفاقية سايكس، وقعت فلسطين تحت الانتداب الانكليزي المباشر، ما أعطى فرصة كبيرة لليهود بتفعيل هجرتهم إلى الأراضي الفلسطينية، حيث عملوا على إقامة عدد كبير من المستوطنات، وبدأوا تدريبات عسكرية لتشكيل عصابات سرية، تتسلح بأسلحة بريطانية، وتهاجم المواطنين العرب وتطردهم من أراضيهم.

وشيئاً فشيئاً بدأ الميزان السكاني والعسكري يميل لصالح اليهود الذين كانوا يخططون للسيطرة على "أرض الميعاد" كما يزعمون.

في العام 1937م ظهرت فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما يهودية والأخرى عربية، وقد اقترح التقسيم لجنة تحقيق أرسلتها الحكومة البريطانية إلى فلسطين عقب اندلاع ثورة فلسطينية ضد الحكم البريطاني عام 1936م بعد أن طفح الكيل من ارتفاع معدلات الهجرة اليهودية الجماعية بحماية بريطانية ارتفاعاً خطيراً..

ورداً على هذا الاقتراح علا لهيب الثورة وسقطت أجزاء مهمة من البلاد في يد المجاهدين، بما فيها القدس القديمة وبئر السبع واضطرت بريطانيا إلى التعبئة الجزئية لقواتها، وأرسلت خيرة قادتها للسيطرة على الوضع في فلسطين، فتمكّنت من قمع الثورة بوحشية بالغة أسفرت عن سقوط حوالي سبعة آلاف شهيد، وعشرين ألف جريح وحوالي خمسين ألف متعقل.

ولم تكتفِ بريطانيا بذلك، بل عمدت إلى حل جميع التنظيمات السياسية الفلسطينية، وطبقت عليها خطة محكمة لنـزع سلاحها، وفي المقابل تغاضت بريطانيا كلياً عن وجود القوات الصهيونية المنتمية إلى عصابات "الهاغاناه" بل على العكس، أخذت تدعمها وتدربها وتزيد عديدها.

بعد ذلك صدرت عدة دعوات لتقسيم فلسطين، وأشهرها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947م، ولم يمض أسبوع على هذا القرار الأخير حتى أعلنت بريطانيا في 8/12/1947م، أنها ستسحب إدارتها المدنية وجيوشها من فلسطين، لتنهي انتدابها عليها نهائياً في 15 أيار/ مايو 1948، وبذلك حددت "ساعة الصفر" للأطراف كلها خلال الأشهر الخمسة المتبقية من عهدها.

ردّت الدول العربية على ذلك بدعوة عرب فلسطين إلى الإضراب العام ثلاثة أيام احتجاجاً على قرار التقسيم، لكن النفوس معبأة، والمشاعر مشحونة عند الطرفين.. ما جعل نطاق المناوشات يتعاظم لتتحول إلى اقتتال واسع.. استدعى تدخلاً من الدول العربية.

عرفت المرحلة الأولى من الحرب باسم "الحرب غير النظامية" بين القوات الصهيونية، من جهة، والقوات الفلسطينية الشعبية المدعومة لاحقاً بمتطوعين من الدول العربية، انتظموا في ما سمّي "جيش الانقاذ" الذي أشرفت عليه الجامعة العربية، وهي فترة امتدت من 29/11/1947م، لغاية 15 أيار/ مايو 1948م، حين انتهى "رسمياً" الانتداب البريطاني على فلسطين وانسحاب القوات البريطانية من البلاد، الأمر الذي استغلته الحركة الصهيونية لتعلن قيام "دولة إسرائيل" في فلسطين.

استفزّ إعلان دويلة الكيان الصهيوني الدول العربية ودعاها إلى التدخل في مرحلة أخيرة من الحرب عرفت باسم "مرحلة الحرب النظامية" بين قوات "دولة إسرائيل" وجيوش عربية أرسلتها سورية ولبنان ومصر والعراق وشرق الأردن بإشراف الجامعة العربية، وامتدّت هذه الحرب من 15 أيار/ مايو 1948م إلى أن تمّ التوقيع على اتفاقية الهدنة في أواخر عام 1948م وأوائل عام 1949 بين "إسرائيل" من ناحية وكل من مصر وشرق الأردن ولبنان وسورية من الناحية الأخرى.

...وهكذا تحوّلت فلسطين إلى جرح عميق في قلب الأمة العربية، فأدماها وقسمها الاحتلال إلى شطرين، وأُضيفت نكبة فلسطين إلى النكبات الأليمة التي تصيب العرب منذ عدة قرون، ونتجت عنها مآس عديدة أصابت الدول العربية المجاورة التي طاولتها الاعتداءات الصهيونية.. ولكن الشعب الفلسطيني بقي شعباً حياً يناضل ويعمل على تحرير أرضه رغم ضعف إمكانياته ومقدراته عبر انتفاضاته المتواصلة.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-01-2009, 01:16 AM   #13
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

وهذاموضوع ساهمت به بتاريخ 21/3/2006

العرب واليهــود

يرد على لسان المؤرخين العرب والأجانب ، قديما و حديثا ، معلومات مفادها ان اليهود والعرب يلتقوا بجذور حضارة مشتركة ، وجذور لغة مشتركة ، وعرق مشترك .. وباعتقادي ان هؤلاء المؤرخون يستندوا في معلوماتهم هذه على أصول معرفية توراتية الأصل من ناحية وعلى ادعاءات اليهود الاعلامية الحديثة، والتي لم تتغير على مر التاريخ .. والتي مفادها انهم ابناء يعقوب عليه السلام الذي هو ابن اسحق ابن ابراهيم عليهما السلام ، ونحن العرب ابناء هاجر
جارية سارة عليهما السلام ، ونحن بذلك لا نرتقي لدرجتهم بالنسب وكان مؤرخوهم لما قبل الاسلام عندما يتكلموا عنا يذكروننا ب (Saracen) أي سارة
قين والقين هم العبيد .

ويعزف الذين يطالبوا بالتعايش مع الصهاينة في العصر الحاضر لحنا ، على نغم تلك الفرية الكبرى ، قائلين و ماذا يعني لو أننا تعايشنا معهم طالما نحن ابناء عمومة؟ والحقيقة او جملة الحقائق التي تدحض تلك الافتراءات هي :

1ـ ان ابراهيم عليه السلام ، هو ابن تلك القبائل التي هاجرت من جزيرة العرب، خلال الموجات الثانية وحطت بالعراق . وقد ظهرت بوادر النبوة عليه عندما كان يحكم العراق ( شمال العراق) رجل فارسي اسمه ( نيوراسمب) او كما يسميه العرب ( النمرود الجبار ) .

2ـ ونتيجة لاضطهاد هذا الجبار لسكان المنطقة ، والذي هو طارئ عليها ، ومن بينهم نبي الله ابراهيم عليه السلام ، والذي كان يمثل قمة الرفض لهذا المتغطرس المجوسي ، فقد طرده بعد تعريضه للنار من اجل حرقه ، وبعد ان حماه الله عز وجل ، خرج متجها صوب فلسطين .

3ـ في تلك الأثناء كانت فلسطين ومصر تتعرضان لغزو قبائل همجية آتية من جنوب أوروبا وهم الرعاع الذين احتلوا ارض كنعان من غزة جنوبا حتى الكرمل شمالا والهكسوس الذين احتلوا مصر .

4ـ لقد تزلفت تلك القبائل الغازية لإبراهيم عليه السلام كما تزلفوا لكل الأنبياء من بعده ، متماهين بذلك مع السكان الأصليين الذين انخرطوا بديانة ابراهيم عليه السلام ومن بعده الأنبياء . وكان تزلف الغزاة هو لإضفاء طابع الشرعية على حكمهم او مطالباتهم بالحكم كما يجري في العصر الحاضر لإضفاء كاريزمية ما على الحاكم او الفصيل السياسي .

في حين كانت حقيقة أمرهم أنهم كانوا أعداء لدودين لكل الأنبياء ، فقتلوا ما قتلوا منهم زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام وكانوا يعاندون موسى ، ولا يطيعوه بل يصنعوا عجلا ليجعلوا منه اله لهم .

أما السكان الأصليون فكانوا مسالمين مطيعين لأوامر أنبياء الله ، مصدقين بالرسالات ، فيكونوا أتباع كل نبي يلي من قبله ، حتى انخرط معظمهم بالإسلام ، أما الغزاة فهم الذين تعرضوا للسبي الأول والسبي الثاني وانتشروا في بقاع الأرض يعيدون كتابات دينهم كما يشتهون ، حتى وصلوا لما وصلوا إليه الآن .

5 ـ بقيت السيادة الكنعانية على فلسطين ما يقرب من 1500 عام أي من سنة 2500 – 1000 ق.م ، حتى تمكن اليهود من إعلان مملكتهم عام 1020 ق.م ونصبوا شاؤول ملكا عليهم مدة 16 عاما وبعدما قتل تولى بعده الحكم داوود ومن بعده ولده سليمان عليهما السلام . وقد اتخذوا في البداية الخليل عاصمة لهم ، ومن بعدها القدس بعد فتحها واتخذوا من جبل صهيون مقرا للحكم ، وبنوا عليه قلعة وقصرا من خشب الأرز اللبناني ، بمساعدة الفينيقيين بلبنان ، وفي عهد داوود عليه السلام بلغت المملكة اليهودية أقصى اتساعا لها فامتدت من جبل الكرمل وتل القاضي وجبل الشيخ شمالا الى حدود مصر ووادي الموجب جنوبا ، والى الصحراء شرقا ، ولكن الساحل من شمال يافا حتى جنوب غزة ، كان تابعا لمصر ، وبالتالي فان عموم فلسطين لم تقع تحت الحكم اليهودي في ذروة مجدهم .

6ـ انقسمت المملكة اليهودية بعد وفاة سليمان عليه السلام الى مملكة إسرائيل في الشمال ومملكة يهوذا في الجنوب ، وقد نشبت بينهما حروب ونزاعات كثيرة ولاسيما فيما يتعلق بالشؤون الدينية . وعاشت المملكة الإسرائيلية نحو قرنين ( 923-722) . وكان القسم الأكبر من أهالي المملكة وملوكها يعبدون الأوثان وكانت نهاية إسرائيل على يد الآشوريين الذين سبوا نخبهم الى العراق .

أما المملكة اليهودية فقد اشتملت على القسم الجنوبي من فلسطين وكانت أفقر
من أختها في الشمال ، ودامت نحو 136 سنة بعد خراب المملكة الشمالية وكانت المملكتان خاضعتين في معظم فترات حياتهما لنفوذ الدول القوية المجاورة في العراق ومصر وكانت نهايتها على يد بختنصر الكلداني الذي فتح القدس وأحرق الهيكل وبيت الملك عام 586ق.م وسبى زهاء 50 ألفا الى بابل .

7ـ مكث اليهود في بابل اكثر من 50 عاما وهي فترة تعرف بالسبي البابلي .. تغير خلالها لسانهم وتنوعت آدابهم .. فلما استولى كورش ملك الفرس على بابل عام 539ق.م ومن ثم على بلاد الشام ، أمر بإرجاع اليهود الذين ساعدوه حين فتح بابل ولكن قسما منهم آثر البقاء في بابل حيث كانوا يتعاطون التجارة .

8ـ بقيت سيطرة الفرس على فلسطين من 538-332ق.م وكانت نهاية الفرس في فلسطين على يد الاسكندر المقدوني ، وبعد موت الاسكندر تولى من بعده نشر الثقافة اليونانية بين اليهود وفرضوا عليهم آدابهم وحضارتهم فانقسم اليهود الى قابل ورافض .

9ـ أثناء وجود الفرس في فلسطين وضع اليهود مجموعة قوانين دينية عرفت بالديانة اليهودية ، وكانت معظم المعلومات الواردة في كتبهم مأخوذة مما نقلوه عن حضارة وادي الرافدين ، فمن يقارن ما ورد في التوراة ( سفر التكوين ) عن قصة الخلق والطوفان ويرجع الى ما كشفه علماء الانثروبولوجيا ، من ملحمة جلجامش عن قصة الطوفان يرى التطابق واضحا .

ومن قرأ هذا النص من شرائع حمورابي ، ( مادة 209) (( اذا ضرب رجل بنت رجل وسبب لها إسقاط ما في جوفها فسوف يدفع 10 شواقل من الفضة اذا كانت حرة و5 شواقل اذا كانت عبدة )) . و الشوقل هو الشيكل الذي يستخدمه الصهاينة الآن .

خلاصة :

من الخطأ النظر الى اليهود على انهم عرق او جنس ، حتى قبل سقوط القدس ، لقد هود سكان الجليل بالقوة ، كما طرد اليهود من روما سنة 139ق.م لتهويدهم بعض السكان ، وتابع اليهود عملية التهويد في العصور اللاحقة . وقد ساهمت عملية تهويد العبيد القسرية ، واعتناق الخزر وشعوب أخرى هذا الدين خلال التشتت الطويل في جعل اليهود خليطا عرقيا متنافرا ، ولم يكن ما اكتسبوه من خصائص مميزة ، كمجموعة إنسانية إلا بفعل الظروف الاجتماعية والوظيفة الاقتصادية لليهود عبر القرون .
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-01-2009, 01:19 AM   #14
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

وهذا موضوع ساهمت به في 28/3/2006

السرد التوراتي للتاريخ

ان من يقرأ ( سفر التكوين ) في التوراة ، ويقرأ للطبري والمسعودي ، يلحظ بسهولة كم هي متفشية الرؤية الإسرائيلية بنفوس المؤرخين العرب وطرق كتابتهم ، والذين لم يظلمهم ابن خلدون عندما وصفهم بعدم الدقة وعدم المعقولية .

فهذه الرؤية تذكر أن الله عز وجل عندما أمر آدم وحواء بالهبوط من الجنة نتيجة خطيئتهما .. قد أهبط آدم على جبل في الهند ، وحواء في جدة أو قربها ، في جزيرة العرب .. وبعد لقائهما وتزاوجهما الذي حدث بعد هبوطهما بمائة عام ولد لآدم ولد اسمه ( قاين ) (قابيل ) ، وبعدها بخمسة أعوام رزق بولد آخر هو (شيت ) وقد استلم (شيت ) الرسالة بعد (آدم) ب 135 سنة من تاريخ الهبوط . وولد لشيت ولد اسماه (أنوش) وذلك بعد أن كان عمر ( شيت ) 105 سنين وولد لأنوش ولد بعد عمر 90 سنة اسماه (قينان ) ، وبعد 70 سنة ولد لقينان ولد اسماه (مهلائيل) وولد لهذا بعد65 سنة ولد اسمه (يرد) ، وعندما أصبح عمر يرد 162 عاما رزق ب ( إدريس او أخنوخ أو هرمس ) . و بعد 65 سنة رزق إدريس ب ( لمك) الذي ولد (نوح) بعد137 ستة . ومجموع السنين التي بين مهبط آدم وحدوث الطوفان هو 2256 عاما !!

ويقال أن (نوح) عليه السلام ، قد حمل معه بالسفينة (8) أشخاص ، وفي رواية أخرى (80) شخصا . وإذا كان الرقم الأخير هو الصحيح ، فان كل نسيج الرواية عما حدث بعد الطوفان سيكون مشكوكا فيه . إذ ان هؤلاء الثمانون سيزاحمون أولاد نوح الثلاثة ، على نسب الخليقة ، فدعنا نسلم بأن نوح حمل زوجته وأبناءه الثلاثة وزوجاتهم الثلاثة .. وبما أننا بصدد الحديث عن العرب فسنتتبع سلالة سام فقط ..


نوح :>> سام (بين مكة وحضرموت وعمان) + حام ( القبط والسودان)+ يافث (الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج )

[][][] سام >> ارم + أرفخشد + لمك ( يقال أنه حي يحرس قبر آدم)

[][] ارم >> لاوذ + عوص + عابر

[] لاوذ>> طسم (اليمامة) + جديس (البحرين ) +عمليق (الفراعنة) +أميم (الفرس)
[] عوص >> عاد (نزلوا الأحقاف) >> الخلود>>رباح>>عبد الله>> هود
[] عابر>>ثمود نزلوا الحجر بين الشام والحجاز>> خادر>> عبيد>> ماسخ>>
أسف >> عبيد >> صالح عليه السلام

[][] أرفخشد >> شالخ >> عابر + فالغ

[] عابر >> قحطان + يقطن( يتبع له جرهم )

** قحطان >> يعرب>> يشجب>> سبأ
*سبأ >> حمير+ كهلان+عمرو(لخم+جذام) +الأشعر +انمار+مر+العاملة
[] فالغ >> رعو>> ساروغ>> ناحور>> تارح(آزر) [ إبراهيم +هاران ]

** إبراهيم >> إسماعيل + اسحق
** هاران >> لوط
*اسحق>> العيص + يعقوب (إسرائيل)

وفيما يذكره الطبري والمسعودي .. وبسلم به كثيرون من المؤرخين العرب ، أن عاد وثمود هم من سموا ب (العرب البائدة) . وان أبناء قحطان والذي ينسب عنهم أنهم أول من حيا بعضهم الآخر ب (أنعم صباحا) و (أبيت اللعن ) . وهم سكان اليمن القديمين ، وما هاجر منها من قبائل نحو الشمال , أو في غزوات المسلمين فيما بعد .. هؤلاء الأقوام كان يطلق عليهم العرب العاربة . و أن الأقوام التي نتجت عن تزاوج إسماعيل عليه السلام مع قبيلة ( جرهم ) القحطانية .. هو ما أطلق عليهم ( العرب المستعربة ) وهذا تلميح بل التصريح بعينه أن إبراهيم وإسماعيل لم يكونا عربيان .. وهذا يحتاج لوقفة أخرى ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-01-2009, 01:23 AM   #15
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أخي الفاضل البدوي الشارد

جاري الآن مساهمتي في موضوعين لم يكتملا بعد هما اليهود في نظر العالم
وموضوع: قضية فلسطين من جديد

عذرا مرة أخرى شاكرا لكم وللأخوة حسن ظنكم

احترامي وتقديري
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-01-2009, 01:35 AM   #16
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

ألف شكر للإخوان المشرقي وابن حوران والبقية ما قصرتم الله يجزيكم الخير
وعسى الناس عندنا تفهم معنى الخطر الصهيوني ولماذا نقول إن أهل غزة كانوا يدافعون عنا جميعا وليس عن أنفسهم فقط
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-01-2009, 06:12 PM   #17
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


الصهيونية المسيحية


اعتاد الناس في عالمنا العربي الإسلامي أن يفسروا التحيز الأميركي لإسرائيل بأسباب سياسية وإستراتيجية، مثل المال اليهودي المؤثر في الحملات الانتخابية، والإعلام اليهودي المتلاعب بالرأي العام الأميركي، والصوت اليهودي الموحد في الانتخابات، ثم موقع إسرائيل رأس حربة في المنطقة العربية، ذات الأهمية الإستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة.

لكن كل هذه التفسيرات -عند التأمل- تبدو سطحية وبعيدة عن الدقة، أو هي -على أحسن تقدير- ليست سوى مظاهر تعبر عن ظواهر أعمق وأرسخ.


ولاية (مينوساتا) الأميركية يمثلها يهودي دائما في مجلس الشيوخ منذ عام 1978 رغم أن عدد اليهود بها لا يتجاوز 1%. وأن المرشحين لهذا المنصب في الولاية يهوديان هما (نورم كولمان) و(ويلستون) الذي قتل في تحطم طائرة أثناء حملته الانتخابية

فالمال اليهودي في الانتخابات لا يصلح تفسيرا للإجماع السياسي الذي يحظى به دعم إسرائيل في الأوساط السياسية الأميركية، حتى تنافس فيه المتنافسون من كل ألوان الطيف السياسي. إضافة إلى أن في أميركا من أهل الثراء غير اليهود ما يكفي وزيادة لمعادلة المال اليهودي.
والإعلام اليهودي لا يكفي تفسيرا لانحياز شعبي كامل يبلغ درجة الاعتقاد، بل هو اعتقاد ديني عميق -كما سنرى لاحقا- في بلد فيه من التعددية الإعلامية وحرية الكلمة ما يكفي لبلورة رأي مخالف لو كان له أنصار.
وموقع إسرائيل في المنطقة العربية لا يكفي لتفسير التحيز الأميركي. فقد كانت إسرائيل دائما مصدر حرج للنفوذ الأميركي في المنطقة العربية، أكثر من كونها مصدر دعم، إضافة إلى أن بعض حكام الدول العربية أغنوا أميركا عن إسرائيل في هذا المضمار.
أما الصوت اليهودي فليس موحدا بالطريقة التي يتخيلها البعض، بل فيه تعدد وتباين واختلاف. كما أن التحيز لإسرائيل أعمق وأرسخ في بعض الولايات الأميركية التي لا تكاد توجد بها جالية يهودية أصلا.

وقد افتخرت صحيفة (جيروسالم بوست) الإسرائيلية مؤخرا بأن ولاية (مينوساتا) الأميركية يمثلها يهودي دائما في مجلس الشيوخ منذ عام 1978 رغم أن عدد اليهود بها لا يتجاوز 1%. وبأن المرشحين لهذا المنصب في الولاية يهوديان هما (نورم كولمان) و(ويلستون) الذي قتل في تحطم طائرة أثناء حملته الانتخابية (جيروسالم بوست 27/10/2002).

ويكفي أن تعرف أن نسبة اليهود في أميركا أقل من 3%، وأن نسبتهم في مجلس الشيوخ 10% لتدرك أن الصوت اليهودي ليس أهم عامل هنا.

إن الرجوع إلى التاريخ والتعمق في الخلفية الدينية المؤطرة للعلاقات بين أميركا وإسرائيل، هو وحده الذي يقدم تفسيرا مقنعا لتلك العلاقات. ومن الكتب التي تقدم رؤية تاريخية موثقة للعلاقات الأميركية الإسرائيلية كتاب (المسيح اليهودي) للكاتب المصري رضا هلال وكتاب (فرض إرادة الرب) Force Gods Hand للكاتبة الأميركية غريس هالسل Grace Halsellوسنرجع إلى هذين الكتابين في بعض المعطيات الواردة في هذا التحليل.

من "التدنيس" إلى "التقديس"
ظل اليهود في نظر العالم المسيحي بأسره "أمة ملعونة" لمدة ألف وخمسمائة عام، لأنهم -في اعتقاد المسيحيين- هم قتلة السيد المسيح. وقد عانى اليهود صنوفا من الاضطهاد والازدارء بناء على هذا التصور الذي ترسخ في العقل المسيحي.
ورغم أن هذا التصور -من وجهة نظر إسلامية- تصور ظالم أنتج ممارسات ظالمة، إلا أنه صمد على مر القرون، مدعوما بنصوص كثيرة من الإنجيل، وظروف اجتماعية وسياسية خاصة.

لكن القرن الخامس عشر الميلادي أظهر تحولات عميقة في النفس المسيحية -الغربية على الأقل- مع بزوغ ما عرف بحركة الإصلاح، وما استتبعه ذلك من انشقاق سياسي وعقائدي داخل الديانة المسيحية بشكل عام، والكاثولوكية الغربية بشكل خاص.

كان من نتائج هذه التحولات أن أصبحت المسيحية الجديدة التي عرفت باسم البروتستانتية ربيبة لليهودية: فقد أصبحت للتوراة -أو العهد القديم- أهمية أكبر في نظر البروتستانت من الإنجيل أو العهد الجديد، وبدأت صورة الأمة اليهودية تتغير تبعا لذلك في أذهان المسيحيين الجدد.


ولم يكن الانشقاق داخل الكنيسة -رغم الطابع الأديولوجي الذي اصطبغ به- بعيدا عن صراعات السيادة بين الأمم الأوروبية يومها، خصوصا بين فرنسا وإنجلترا وألمانيا، فقد انحازت الكنيسة الكاثوليكية إلى جانب فرنسا، مما جعل الشعبين الإنجليزي والألماني يميلان إلى اعتناق المذهب البروتستانتي الذي يدعو للتحرر من سلطة الكنيسة.

وقد ظهر هذا التحول في النظرة المسيحية إلى اليهود في كتابات رائد الإصلاح البروتستانتي، القس الفيلسوف (مارتن لوثر). فقد كتب لوثر عام 1523 كتابا عنوانه: "المسيح ولد يهوديا" قدم فيه رؤية تأصيلية للعلاقات اليهودية المسيحية من منظور مغاير تماما لما اعتاده المسيحيون من قبل، فكان مما قال في كتابه: "إن الروح القدس شاءت أن تنزل كل أسفار الكتاب المقدس عن طريق اليهود وحدهم. إن اليهود هم أبناء الرب، ونحن الضيوف الغرباء، وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل من فتات مائدة أسيادها" (رضا هلال ص63).

ومع ذلك لم يكن مارتن لوثر حاسما في موقفه من اليهود، بل كان مترددا مثقلا بتراث الماضي السحيق، ولذلك عاد فألف كتابا آخر في ذم اليهود سماه "ما يتعلق باليهود وأكاذيبهم"، بعدما يئس من دفعهم لاعتناق المسيحية. لكن (لوثر) فتح ثغرة في تاريخ المسيحية لصالح اليهود ظلت تتسع إلى اليوم. وظلت كفة الصراع بين مدرسة "المسيح ولد يهوديا" ومدرسة "ما يتعلق باليهود وأكاذيبهم" تتأرجح في الضمير الغربي طيلة القرون الأربعة التالية لكتابة هذين الكتابين، حتى انحسم الأمر أخيرا للمدرسة الأولى.


إن علاقة أميركا بإسرائيل أكثر من مجرد علاقة خاصة. لقد كانت ولاتزال علاقة فريدة، وهي علاقة لا يمكن تقويضها، لأنها متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأميركي
جيمي كارتر


ومما يلاحظ أن هذا المسار التاريخي لم يعرف العدل ولا التوسط: فاليهود تحولوا من "أمة ملعونة" إلى "أبناء الرب"، من "الغيتو" إلى قمة المجتمع، من "أمة مدنسة" ظلمها المسيحيون كثيرا، إلى "أمة مقدسة" يظلم بها المسيحيون شعوبا أخرى لا صلة لها بتاريخ التدنيس والتقديس هذا.

كما يلاحظ أيضا أن المذاهب المسيحية تفاوتت في استيعابها لهذا التحول تفاوتا كبيرا، فالبروتستانت (الأميركيون والبريطانيون) تمثلوا هذا التحول كأعمق ما يكون، حتى أصبحت اليهودية جزءا من لحمهم ودمهم، والكاثوليك (فرنسا وإيطاليا وإسبانيا) ظلوا أكثر تحفظا إلى حد ما، ولذلك لم يبرئ الفاتيكان اليهود من دم المسيح إلا عام 1966، أما الأورثوذكس (الأوروبيون الشرقيون) فلايزالون يحتفظون بتلك النظرة المتوجسة تجاه اليهود واليهودية. وهذا ما يفسر التفاوت في المواقف السياسية: حيث التماهي مع الدولة اليهودية في أميركا وبريطانيا (وأخيرا في ألمانيا البروتستانتية)، والتحفظ في أوروبا الجنوبية على السياسات الإسرائيلية (خصوصا من طرف فرنسا أكبر الأمم الكاثوليكية الغربية) والريبة في أوروبا الشرقية، وخصوصا روسيا، لكن ما يهمنا هنا هو التماهي الأميركي مع الدولة اليهودية، ومحاولة فهمه.

الصهيونية المسيحية قبل أختها اليهودية

إن الذين يقرؤون التحيز الأميركي لإسرائيل بعيون سياسية وإستراتيجية، يغفلون حقيقة تاريخة على قدر كبير من الأهمية، وهي أن الصهيونية المسيحية سبقت الصهيونية اليهودية في الزمان.


الجماعات اليهودية بدأت في الأعوام الأخيرة تميل إلى الحزب الجمهوري، لأن ولاءه للمسألة اليهودية نابع من اعتقاد ديني ثابت، مجرد من الاعتبارات السياسية والإستراتيجية في الغالب، بخلاف الحزب الديمقراطي ذي الميول الليبرالية، الذي يتعامل مع إسرائيل باعتبارها "دولة دنيوية" إلى حد ما

ففي عام 1844 وفد إلى القدس أول قنصل أميركي، (واردر كريستون)، وكان من الأهداف التي رسمها القنصل لنفسه أن "يقوم بعمل الرب، ويساعد على إنشاء وطن قومي لليهود في أرض الميعاد" (رضا هلال: المسيح اليهودي ص 95). وبذل (كريستون) جهدا مضنيا في الاتصال بالقادة الأميركيين وحثهم على العمل من أجل "جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود حتى يلتئم شمل الأمة اليهودية، وتمارس شعائرها وتزدهر" (رضا هلال ص 95) كما ألح على القادة العثمانيين للتعاون في هذا السبيل دون جدوى.
وعلى خطى كريستون جاء الرحالة الإنجيلي الأميركي (ويليام بلاكستون)، الذي نشر كتابا بعنوان "المسيح قادم" عام 1878 بيعت منه ملايين النسخ، وأثر تأثيرا عميقا على البروتستانتية الأميركية. والفكرة الرئيسية للكتاب أن "عودة المسيح" التي ظل المسيحيون ينتظرونها على مر القرون لن تتم إلا بعودة اليهود إلى أرض الميعاد. وفي العام 1891 تقدم بلاكستون بعريضة إلى الرئيس الأميركي يومها (بنيامين هاريسون) مطالبا بتدخل أميركا لإعادة اليهود إلى فلسطين. وجمع على العريضة توقيعات 413 من كبار رجال الدين المسيحي في أميركا، إضافة إلى كبير قضاة المحكمة العليا، ورئيس مجلس النواب، وعدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ، ورؤساء تحرير عدد من الصحف الكبرى (رضا هلال ص 97).
ففكرة إنشاء "وطن قومي لليهود في فلسطين" آمن بها المسيحيون البروتستانت قبل إيمان اليهود بها، وسعوا إلى تنفيذها قبل أن يسعى اليهود إلى ذلك، بل قبل أن يؤمن اليهود بإمكانية تحقيقها. ويمكن الجزم بأنه لولا الدعم الاعتقادي لهذه الفكرة من طرف البروتستانت الأميركيين والبريطانيين لما اهتم بها اليهود اهتماما عمليا.

إن (تيودور هرتزل) مؤسس الحركة الصهيونية حينما طرح فكرة "الدولة اليهودية" لم تكن دوافعه دينية بالأساس، فهو قومي علماني في الصميم، ولذلك كان مستعدا لقبول استيطان اليهود في أوغندا أو العراق أو كندا أو الأرجنتين. أما المسيحيون الصهاينة في أميركا وغيرها فقد آمنوا من أول يوم بفلسطين وطنا لليهود، واعتبروا ذلك شرطا في "عودة المسيح" ، وأخرجوا "المسألة اليهودية" من الإطار السياسي إلى الإطار الاعتقادي. ولذلك فقد "انتقدوا الموقف المتساهل لهرتزل، والمؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897، حتى إن بلاكستون أرسل إلى هرتزل نسخة من العهد القديم، وقد علَّم على صفحاتها، مشيرا إلى الفقرات التي عين فيها النبيون فلسطين تحديدا بأنها "الوطن المختار للشعب المختار" (رضا هلال ص 99).

وحينما بدأت فكرة الوطن اليهودي تتبلور سياسيا، وصدر وعد بلفور لصالحها، تلقف أغلب السياسيين الأميركيين الفكرة، وتعاملوا معها بمنطق الاعتقاد الديني الراسخ, ومن أمثلة ذلك خطاب ألقاه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي (هنري كابوت لودج) في مدينة (بوسطن) عام 1922، حيث قال في الخطاب "إنني لم أحتمل أبدا فكرة وقوع القدس وفلسطين تحت سيطرة المحمديين.. إن بقاء القدس وفلسطين المقدسة بالنسبة لليهود، والأرض المقدسة بالنسبة لكل الأمم المسيحية الكبرى في الغرب، في أيدي الأتراك، كان يبدو لي لسنوات طويلة وكأنه لطخة في جبين الحضارة من الواجب إزالتها" (رضا هلال ص 102).
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 19-01-2009 الساعة 06:22 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-01-2009, 06:14 PM   #18
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

الصحوة المسيحية في ربع القرن الأخير
وزاد من تهود المسيحية الأميركية التحولات العميقة في الثقافة الدينية الأميركية منذ السبعينيات حتى اليوم، فقد خرجت الكنائس من الزوايا وهوامش المجتمع، إلى صدارة الحدث السياسي والاجتماعي، بفضل ثورة الإعلام والاتصال، وخصوصا عبر ما يدعى (الكنائس التلفزيونية)، وتوسعت الطوائف الأصولية كالمعمدانية Babtist والمنهجيةMethodist وغيرها على حساب المسيحية التقليدية. وأصبح تيار "المسيحيين المولودين من جديد" Born Again Christians في اتساع مطرد، وهو أكثر التيارات المسيحية تماهيا مع اليهودية، وبالتالي مع عصمة الدولة اليهودية وقدسيتها.


إن إسرائيل التي نعتبرها آخر جيوب الاستعمار والعنصرية، هي في أذهان أغلب الأميركيين مشروع إلهي لا يقبل الإدانة والنقد، فضلا عن المقاومة والنقض

ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة وصل إلى البيت الأبيض عام 1974 رئيس يعتز بانتمائه إلى هذا التيار، وهو الرئيس (جيمي كارتر)، الذي عبر عن حقيقة الرباط العقدي بين اليهود والمسيحية الأميركية في خطاب له أمام الكنيست الإسرائيلي عام 1979 قال فيه: "إن علاقة أميركا بإسرائيل أكثر من مجرد علاقة خاصة.. لقد كانت ولاتزال علاقة فريدة، وهي علاقة لا يمكن تقويضها، لأنها متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأميركي" (رضا هلال ص 166-167)، ومن بعد كارتر زادت قوة هذا التيار رسوخا برئاسة (بوش) الأول، ثم بوش الثاني.

وقد توصل أحد الباحثين الأميركيين مؤخرا -بعد دراسته لكل أحاديث الرئيس الحالي بوش وخطاباته- إلى أن بوش "أصولي مسيحي، يؤمن بأن الضفة الغربية وقطاع غزة منحة ربانية لليهود لا يجوز التنازل عنها". وهو نفس الاعتقاد الذي عبر عنه (التحالف المسيحي) بقيادة (بات روبرتسون) مؤخرا في مسيرة له بواشنطن العاصمة، طالب فيها القادة الإسرائيليين بعدم التنازل عن الضفة الغربية وقطاع غزة، لأن ذلك "مناقض لإرادة الرب".


ومما يدل على أصولية الرئيس بوش أنه أول رئيس أميركي يمول التعليم الديني من ميزانية الدولة الأميركية التي يفترض فيها أنها دولة علمانية تقف من الدين موقف الحياد. وحينما سأل الصحفي الشهير (جيم لهرر) جورج بوش أثناء مناظرة تلفزيونية مع (آل غور) عن برنامجه اليومي، رد بوش بأنه يبدأ يومه بقراءة في الكتاب المقدس، وإطعام كلبه، وإعداد القهوة لزوجته. كما صرح مرارا بأن المسيح هو مثاله السياسي. وهذه مظاهر جديدة على السياسة الداخلية الأميركية، كما لاحظ البروفسور (جون أسبوزيتو) مدير مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة (جورج تاون)، في كتابه الجديد "الحرب غير المقدسة".

وقد شاهدت بنفسي الرئيس بوش خلال العام الماضي وهو يصرح بأن "اليهود هم شعب الله المختار الوحيد على وجه الأرض".

ورغم وجود يهود في الحزب الديمقراطي، نظرا لانقسام اليهود إلى ليبراليين ومتدينين -وأحيانا تفاديا لوضع البيْض في سلة واحدة- فإن الجماعات اليهودية بدأت في الأعوام الأخيرة تميل إلى الحزب الجمهوري، لأن ولاءه للمسألة اليهودية نابع من اعتقاد ديني ثابت، مجرد من الاعتبارات السياسية والإستراتيجية في الغالب، بخلاف الحزب الديمقراطي ذي الميول الليبرالية، الذي يتعامل مع إسرائيل باعتبارها "دولة دنيوية" إلى حد ما.

الوجه الجديد للمسيحية الأميركية


فكرة إنشاء "وطن قومي لليهود في فلسطين" آمن بها المسيحيون البروتستانت قبل إيمان اليهود بها، وسعوا إلى تنفيذها قبل أن يسعى اليهود إلى ذلك، بل قبل أن يؤمن اليهود بإمكانية تحقيقها

في عام 1983 وصلت إلى القدس الكاتبة الأميركية (غريس هالسل) ضمن مئات من المسيحيين الأميركين جاؤوا في رحلة إلى الأراضي المقدسة على نفقة القس (جيري فالويل)، ولاحظت الكاتبة الأميركية أن فالويل لم يشر في منشوراته التي وزعها على المسافرين على الإطلاق إلى "أن هؤلاء الحجاج المسيحيين قادمون إلى الأرض التي ولد بها السيد المسيح، ونشر دعوته.. بل كان كل تركيزه على إسرائيل" كما لاحظت أن "المسيحيين [الفلسطينيين] كانوا حولنا في كل مكان، لكن فالويل لم يرتب لنا لقاء مع أي من هؤلاء المسيحيين"(غريس هالسل ص 59).

ولو أن هالسل عاشت لترى حصار الجنود الإسرائيليين لكنيسة المهد أمام سمع وبصر العالم المسيحي، لأدركت أن المسيحية الجديدة لم تعد تمت بصلة للمسيحية التي آمنت بها.

واستغربت هالسل كيف أصبح اليهود في نظر العديد من المسيحيين الأميركيين أقرب وأهم من المسيحيين الآخرين، بمن فيهم المسيحيون الفلسطينيون، كما استغربت كيف أن بعض المسيحيين الأميركيين مستعدون لتجاوز الخطوط الحمراء في خدمة الأهداف اليهودية، أكثر من اليهود أنفسهم، كما دلت عليه حاثة اعتقال الشرطة الإسرائيلية مجموعة من الأميركيين كانوا يخططون لنسف المسجد الأقصى عام 1999(هالسل ص 89).

ويمكن أن نضيف نحن إلى ذلك أن الأصوليين المسيحيين أكثر جرأة في الطعن في الإسلام، وجرح مشاعر المسلمين، من حلفائهم اليهود. كما تدل عليه تصريحات (فرانك غراهام) و(بات روبرتسون) و(جيري فالويل) حول الإسلام خلال العام المنصرم.

ولاحظت الكاتبة الأميركية أن الأصوليين المسيحيين في أميركا "مستعدون لتقبل نقد موجه لفرنسا أو إنجلترا، أو ألمانيا، أو إيطاليا، أو الولايات المتحدة، أو أي بلد آخر في العالم، لأن ذلك شأن سياسي، أما نقد إسرائيل فهو يساوي عندهم نقد الرب ذاته" حسب تعبيرها (هالسل ص 80).


اليهود تحولوا من "أمة ملعونة" إلى "أبناء الرب"، من "الغيتو" إلى قمة المجتمع، من "أمة مدنسة" ظلمها المسيحيون كثيرا، إلى "أمة مقدسة" يظلم بها المسيحيون شعوبا أخرى

إن فهم المسار التاريخي الذي أدى إلى تهود المسيحية البروتستانتية هو المدخل الصحيح -في اعتقادي- لفهم السياسة الأميركية في فلسطين، وفي العالم الإسلامي بشكل عام، فالوقوف عند المظاهر السياسية والانتخابية لهذه السياسة لم يعد مجديا اليوم، وتفسيره بمجرد "شطارة" الأقلية اليهودية في أميركا تفسير سطحي لظاهرة تاريخية عميقة ضاربة الجذور "متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأميركي" حسب تعبير الرئيس (كارتر).

لقد آن الأوان لفهم الحقيقة المرة: إن إسرائيل التي نعتبرها آخر جيوب الاستعمار والعنصرية، هي في أذهان أغلب الأميركيين مشروع إلهي لا يقبل الإدانة والنقد، فضلا عن المقاومة والنقض، فهل ندرك مدلول ذلك في الوقت الذي يترسخ فيه أثر الدين في السياسة الأميركية يوما بعد يوما؟؟!!

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6...2BBEC982F3.htm
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-01-2009, 09:20 PM   #19
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


إخواني الأعزاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد :
الموضوع الذي بين يدينا هو موضوع له أهمية خاصة فهو موضوع يتعلق بالصهيونية من جانب ، ومن جانب
آخر فهو يتعلق بالأسلوب التربوي الذي يعتمد عليه في تنشئة أبناء هذه العقيدة.
ولا أعرف هل من المناسب أن تكون هذه المقالة في هذا الركن أم في خيمة الأسرة والمجتمع؟
لكن على كل حال لي عودة بعد حين بإذن الله لذكر جوانب استراتيجية تتعلق بالتربية وعلاقتها بوجود
هذا الجيل من العسكريين المتعطشين للدماء . هل تفعل التربية كل ذلك ؟ هذا ماسوف يجيب
عليه المقال الذي بين يديكم وهو مكتوب من أسبوعين فقط بل أقل من ذلك . وكذلك يجيب على
هذا السؤال مشاركات أوردها فيما بعد ..
***
التربية العسكرية الصهيونية.. صورة واقعية!!

خلال العقود الثلاثة الماضية تركزت المجهودات الرسمية العربية على مواجهة القتل والإفراط في إراقة الدماء الذي حدث بناءً على التوظيف الخاطئ لشروط الجهاد ومعناه من اتجاهات مختلفة، واستخدمت المؤسسات الرسمية في ذلك وسائل عدة يخشى البعض أن يكون قد نتج عنها تفريط بيّن في الأثر الإيجابي لمعنى فريضة نص عليها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بشروطها ووظيفتها الصحيحة الصائبة وبضوابطها العلمية المقبولة والمشروعة .

تلك الفريضة التي عمد الغرب إلى محاربتها ومحاولة طمس مفرداتها من الخطاب العربي، وإحداث هالة من الرعب يتوهمها البعض ويتوجس فيها الخيفة عند ذكر كلمة الجهاد، مع أنها فريضة إسلامية قد ينبني على تركها هلاك الفرد والأمة في الدنيا والآخرة.

وعلى العكس التام من ذلك وفي ذات الفترة نجد الكيان الصهيوني يغرس في مواطنيه منذ نعومة أظفارهم روح العسكرية والقتل انطلاقاً من وهم صهيوني باطل مفاده أن اليهودي يتقرب إلى الله بدماء المسلمين.

تأملات تربوية عسكرية بين الواقع الصهيوني والعربي تستوقف المتأمل للعدوان الجاري على أرض غزة وبسالة المقاومة الإسلامية التي تربت تربية عسكرية صحيحة، وعلى النقيض اختفاء روح المقاومة للمحتل عند قطاع عريض من المسلمين.

أما عن الجانب الصهيوني وعلى الرغم من حبهم للدنيا وكراهيتهم للموت وجبنهم الشديد أمام العقيدة الصلبة للمسلم المجاهد، إلا أن لديهم قدرا من التشكيل التربوي العسكري الذي يدعم قتلهم للمسلمين.

وعلى هذا النحو سنحاول في هذه المقالة إلقاء الضوء على التربية العسكرية عند الصهاينة وعقد مقارنة سريعة مع ما عند المسلمين في وقتنا الحاضر.

التربية العسكرية في الكيان الصهيوني:
إن المسلمة الرئيسية في التربية العسكرية الصهيونية أنها تربية عقدية، تنطلق من اليهودية المحرفة، وتستمد مرجعيتها من المطامع الصهيونية، إذن فهي مبنية على أساس ديني.

وعلى الرغم من أننا نعتقد في انحراف هذا الأساس، إلا أنه يعطي الناشئين قوة معنوية يستمدون بها تحركاتهم العسكرية في الميادين وفي الحياة العامة.

والتطبيقات العملية لهذه التربية العسكرية الصهيونية يمكن إيراد نماذج منها بالصور التالية:
- التجنيد إجباري داخل الكيان الصهيوني للرجل والمرأة حيث تبدأ الخدمة العسكرية عند المرأة والرجل من سن 18عام حتى 38 عام للنساء و40 عام للرجال، وتمتد خدمة المرأة في الجيش الصهيوني مدة عام ونصف العام، في حين يخدم الرجل لمدة ثلاث سنوات إجبارية، وشهر كل عام، إضافة إلى الخدمة الاحتياطية التي يدعى إليها في حالات الطوارئ. إذًا فنحن أمام مجتمع عسكري ذكوراً وإناثاً، والمناخ العام داخل المحيط الصهيوني هو مناخ عسكري، والتآلف مع الوضع العسكري سواء كان شكلياً في الزي والحركات أو مضموناً في التدريب والممارسات هو تآلف دائم اعتادت العين عليه وتربى الوجدان في ظلاله، وبالتالي فهو بمثابة تربية عسكرية بالقدوة للمجتمع ككل، كما أن هذه الفترة العسكرية من عمر اليهودي كافية للتكوين النفسي والعملي العسكري، ومن ثم يكون الجندي اليهودي مهيأً لتصدير ما تربى عليه عسكرياً لمن هو أصغر منه.

- الأم هي العماد التربوي داخل الأسرة والكيان الصهيوني له تعامل عسكري خاص ومتفرد مع المرأة الصهيونية حيث تخدم المرأة في الجيش الإسرائيلي خدمة إجبارية؛ فالجيش الصهيوني يعتبر أول جيش ألزم المرأة بالخدمة العسكرية، وتمثل المرأة في الجيش الصهيوني ثلث القوات العسكرية، وهذا يعطيها أهمية قصوى في الجيش وتواجدها يمثل عاملاً أساسياً في قوة الجيش الصهيوني؛ فقد تم دمجهن في أفرع الجيش العسكرية مثل سلاح الطيران والمدفعية والمشاة وكافة الأقسام الأمنية والإدارية التابعة له، واعتبر هذا القرار من قبل المنظمات النسائية الصهيونية قراراً تاريخياً واعترافاً رسمياً بدور المرأة والمجندة داخل الجيش. كما شهد عام 1978 تخريج أول دفعة من النساء الطيارات برتبة قائد طائرة وخاصة الطائرات من نوع "ستايلوك"، وكانت المجموعة تضم 12 فتاة وهو العام الذي شهد تخريج دورة ضابطات في سلاح المدفعية يتولين مسؤولية إطلاق المدفعية وإصدار الأوامر للجنود لإطلاق المدفعية، هذا فضلاً عن استخدام المرأة الصهيونية في تحقيق الأهداف العسكرية وفق القواعد الاستخباراتية الصهيونية المنحلة.

وبالتالي فنحن أمام إمرأة عسكرية، تكوينها النفسي ووعاؤها التربوي عسكري فكيف سينشأ أبناؤها؟

- ينشأ الطفل الصهيوني في أسرة خدمت أباً وأما في الجيش الصهيوني، ويدر كان عملياً معنى الجندية والعسكرية ودورهما في خدمة الأهداف الصهيونية، ومحاربتهم للمسلمين، ومن ثم تكون مرجعيتهم التربوية لطفلهم سائرة وفق نهج عسكري تزداد حدته كلما ازداد التدين اليهودي للأسرة، ليأتي دور التعليم ليكون مكملاً للدور التربوي العسكري الأسري.

- المناهج التعليمية جميعها تكرس كراهية اليهودي للمسلم وتصور المسلم بصور عكسية تسقط عليه كل الجرائم الصهيونية التي يرتكبها اليهودي، وفي ضوء ذلك يزيف واضعي المناهج الحقائق التاريخية والجغرافية من أجل إيجاد جيل من اليهود ليس لديه أدنى استعداد لمناقشة ما غرس فيه من أباطيل.

- تعمل المناهج التربوية في التعليم الصهيوني على بث روح الجندية والعسكرية وشرف القتال في سبيل العقيدة اليهودية في نفوس الطلاب، ليصير الطالب وكأنه جندي في الجيش أو على أقل تقدير يكون معد إعداداً نفسياً جيداً للانخراط في صفوف الجيش الصهيوني.

- تقوم حضانات رياض الأطفال بتنظيم رحلات للأطفال إلى قواعد الجيش الصهيوني وتحرص الإدارات على أخذ صور تذكارية لكل طفل وهو يقف فوق دبابات الجيش، وبعد ذلك يتم توزيع رايات ألوية الجيش على الأطفال، فالصور الذهنية المطلوب رسمها في الأطفال هي إكبار الجيش وحبه وتقديره، وفي ذات الوقت إبراز اهتمام الجيش بالطفل ليصنع معه رابطة وجدانية، يتوق الطفل من خلالها للمساهمة مع الجيش بأي شئ وهنا تأتي الخطوة التالية.

- في حالات الحروب يحفز الأطفال على كتابة رسائل عدائية على الصواريخ الصهيونية قبل إطلاقها على المسلمين، وجزء من هذا تم ابرازه إعلامياً في الحرب على لبنان.

- يتم تنظيم رحلات لطلاب المرحلة الثانوية إلى مواقع الجيش الصهيوني، حيث يشاهد الطلاب مناورات وتدريبات بالذخيرة الحية، هذا فضلاً عن زيارتهم إلى المواقع التاريخية التي شهدت معارك بين الجيش الصهيوني والجيوش العربية، ليربط الماضي بالحاضر ويجعل النفس اليهودي دائماً مشتاقة لأرض المعركة.

- هناك عمليات متبادلة بين المدارس في الكيان الصهيوني وبين ألوية الجيش والوحدات المختارة حيث تكلف المدارس الطلاب وتحثهم على إرسال رسائل إلى الجنود لشكرهم على الجهود التي يبذلونها لحماية الكيان الصهيوني.

- تقوم ألوية الجيش الصهيوني بإلصاق لوحات دعائية لها في المدارس الثانوية لحث الطلاب على التطوع في صفوفها بعد تجنيدهم الإجباري للجيش.

- تتعاون المدارس الصهيوينة مع شعبة القوى البشرية في الجيش لتنظيم دورات تجنيد للطلاب خلال المرحلة الثانوية وذلك لإعدادهم لمرحلة الجيش، حيث يقوم الضباط والجنود بالتحدث إلى الطلاب في فصولهم الدراسية متفاخرين بما يقومون به من أجل الكيان الصهيوني، ومن أجل قضيتهم العقدية.

- قامت وزارة التعليم الصهيونية بتمويل مشروع يطلق عليه (تسافنا) ويهدف إلى تأهيل الضباط المتقاعدين من الجيش والمخابرات للانخراط في سلك التعليم، والضباط الذين تم تخرجهم من هذا المشروع عملوا فعلياً في المدارس والادارات، ويدرسون للطلاب في الفصول لتزداد التنشئة العسكرية الصهيونية ثقلاً وحيوية.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-01-2009, 09:22 PM   #20
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

إذًا فنحن أمام منظومة تربوية عسكرية متكاملة تبدأ من الطفل وتنتهي إلى الطفل، فما واقع هذه المنظومة في عالمنا العربي؟

التربية العسكرية في العالم العربي والإسلامي:
قبل تناول هذه الجزئية وحتى لا نفتح مجالاً للهزيمة النفسية قبالة العدو الصهيوني نؤكد على حقيقة هامة أنه على الرغم من توظيف الصهاينة لكافة الأساليب التربوية في التنشئة العسكرية لكل المجتمع الصهيوني إلا أن أساسها العقدي باطل، ولو استخدم المسلمون الأساليب التربوية العسكرية ذاتها في تنشئة أطفالهم عسكرياً وفق الضوابط الشرعية ما خرج يهودي واحد من بيته.

ويبقى أنه رغم هذا التوظيف اليهودي المتميز لأدوات التربية العسكرية إلا أن مخرجات هذا المحضن التربوي في النهاية تفتقر إلى الشجاعة القتالية الحقة التي تستلزمها المعارك الحربية وتوفرها التربية العسكرية الاسلامية يقول الله تعالى: {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ} [سورة الحشر: 14].

أما بالنسبة لواقع التربية العسكرية عندنا فنجد أن الغارة على العالم الإسلامي عمدت منذ لحظاتها الأولى على تغييب فريضة الجهاد تماماً عن العقل والوجدان العربي والمسلم، وعن كافة المحاضن التربوية في العالم الإسلامي وظل هذا الأمر قائماً حتى يومنا هذا، حتى ولو كان الرمز للجهاد شكلياً، وما الحرب على المناهج الشرعية والدراسية في العالم الاسلامي لحذف كل ما له صلة بالجهاد منها إلا جزء من هذه الغارة.

ولذا فإن الصور على طمس التربية العسكرية كثيرة حتى يكاد المتابع يجزم أنه لا يوجد إلا نذر قليل من التربية العسكرية في العالم الإسلامي.

والعالم العربي والإسلامي بحاجة إلى إعادة النظر في توظيفه للأساليب التربوية العسكرية مقارنة بتوظيف اليهود لها، لأن المرحلة القادمة من التصعيد الصهيوني تستدعى جيلاً متفرداً من المقاتلين المسلمين المربين تربية عسكرية إسلامية وفق قواعد فريضة الجهاد دون إفراط أو تفريط.

ومن هنا يمكن تلمس بعض الومضات التربوية العسكرية التي يمكنها أن تعين في بناء هذا الجيل:
1- إحياء سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام في غزواتهم مع الكفار والمشركين وكذا المواقع الحربية التي انتصر فيها المسلمون عبر التاريخ وكيف كان بذلهم وتضحياتهم من أجل خدمة الدين الإسلامي وإعلاء رايته. وهذا الإحياء واسقاطه على الواقع الراهن يكون بكافة الوسائل التربوية داخل المجتمع فالأسر تغرس في نفوس الأبناء هذه العزة وتلك الانتصارات، والعلماء والدعاة يرفعون من جرعة تناولهم التربوي لهذا المجد، ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تكثف من موادها الإعلامية التي تحوي تلك المضامين بما يخدم العملية التربوية، والقائمون على أمر التعليم يكثفون من تضمينهم لتلك الانتصارات والفتوحات في الكتب الدراسية وصياغتها بصور تربوية تناسب المراحل العمرية المتعددة.

2- قيام أحد دور النشر أو المراكز البحثية بعمل مشروع بحثي قومي يعمد إلى جمع وتوثيق التراث الإسلامي في المجال العسكري منذ بداية الغزوات الإسلامية إلى عهدنا هذا لخروجها في موسوعة ضخمة من داخلها يتم نشر مجموعات وسلاسل متوسطة الحجم تؤرخ للأمجاد العسكرية الإسلامية مع صياغتها بصورة تربوية تنمي في المجتمع روح البسالة والشجاعة والصمود. وهذا المشروع الضخم يحتاج إلى تمويل وفير ويمكن عمل وقفية خاصة به تمكن فريق البحث من انجازه في أسرع وقت وبأفضل جودة.

3- على درب الخطوة السابقة يمكن للباحثين والمتخصصين أن يقوموا بالبحث في سير أعلام قادة المسلمين عبر التاريخ وكيف رباهم الإسلام، وما الذي صنعوه ليصبحوا أعلاماً عسكريين، وتقديم هذه النماذج للمجتمع في صورة قدوات عسكرية اسلامية ينبغي الاقتداء بها.

4- تضمين مادة مستقلة خاصة بالتربية العسكرية لكل المراحل العمرية في المدارس والجامعات؛ وتكون مادة إجبارية وتهدف إلى تقوية عقيدة المسلم، وغرس قيم الصمود والاستبسال في المقاومة بداخله، إضافة إلى تفتيح مدارك الطلاب العسكرية لفهم واستيعاب خطوط سير المعارك مع العدو ومخطاطتهم في غزو الأمة. وهذه المادة يمكن إسناد تدريسها إلى الضباط المتقاعدين حيث يتم تأهيلهم تربوياً وتعيينهم بالمدارس والجامعات ليتولون تدريسها.

5- إعادة ربط الجيش بالمجتمع وتكوين علاقة وجدانية فيها حب وألفة بين أفراد المجتمع والجيش.

6- تنظيم الرحلات الطلابية للوحدات العسكرية والمتاحف الحربية لترسيخ الصورة العسكرية في نفوس الطلاب.

7- العمل على تنشئة الفتيات على الإيجابية في الحروب ليكون لهم أدوار أثناء الحروب ولاتتسم مواقفهم بالسلبية أو الضعف، وهذه الايجابية يمكن أن تكون في صورة التدريب على التطبيب، مع التهيئة للقيام بأدوار معاونة للمقاتلين في ساحات المعارك من إعداد الأطعمة وحياكة الملابس، والبذل والعطاء بالمال وغير ذلك من وسائل المعاونة.

8- على مستوى الأسرة فالآباء مطالبون بتضمين ثقافة التربية العسكرية ضمن أساليبهم التربوية مع أبنائهم، والمصحوبة بتقوية العقيدة الإسلامية في نفوس الأبناء، وفي ظل الأجواء العدوانية الراهنة المتمثلة في الاحتلال الصهيوني للأراضي الاسلامية يتم تنمية روح المقاومة والاستبسال والصمود في نفوس الأبناء، والحرص على تنشئتهم على روح الأخوة مع المسلمين المستضعفين هناك وأن القضية ليست مسألة شعب يبحث عن حقه في الأرض ولكنه صراع بين حق وباطل لابد فيه للحق أن ينتصر بإذن الله.

وبعد فهذه بعض الومضات التربوية السريعة في المجال العسكري والساحة مفتوحة لطرح مزيد من الرؤى والأفكار المعينة لتضمين ثقافة التربية العسكرية داخل المجتمعات الاسلامية لتكون محصنة وصامدة ضد أي عدوان عليها.


هذه الحلول المقترحة من جانب الكاتب لن يكون لها قدر من الواقعية إلا إذا تغيرت الفلسفة السياسية
للدولة أو إذا قام العلماء المختصون بأمور الدين بجعل هذه القضية محورية في التثقيف الديني والدعوي.

http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...rticle_id=5027
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .