قصيدة القلم
قصيدة (القلم)
لولاكَ كانَ وجودي كلّهُ عدمُ
أنتَ الحياةُ وأنتَ الموتُ يا قلمُ
هل تُعْرَفُ الشمسُ لولا الضوءُ يصحبها
أو يَنْطقُ الصمتُ لولا للحروفِ فَمُ
على سلالمكَ التأريخ ألف خطاً
سارتْ ولولاكَ أفنى خطوها العدمُ
ففيكَ بابلُ تحكي عن حضارتها
وفي مراياكَ للأجيالِ تبتسمُ
وكلمةُ (اقرأْ) أليسَ الله قائلها
كي ما تشقّ طريقا حرفهُ القيمُ
أنتَ الصراطُ الذي لو سار عابرهُ
إلى السماءِ لما زلّتْ بهِ قدمُ
لولا خطاكَ لما كانت مسافتنا
إلّا الفناءُ وإلا الموتُ والرممُ
فأنتَ أنتَ ثراءٌ ربّ يملكهُ
ذاكَ الفقيرُ الذي في زادِه حِكمُ
أنتَ الرسالةَ للإنسانِ يحملها
إلى الحياةِ إذا ما خيّمتْ ظلمُ
والنهجُ أنتَ إلى الأحرار في لغةٍ
لو قيلَ موتوا لقالوا للردى نعمُ
ألستَ ريحا إذا ما صاحَ ثائرها
عرشُ الطغاةِ من الأركانِ ينهدمُ
إذ بتّ معيارَ أوطانٍ وما حَمَلتْ
تعلو وتهبطُ في ميزانكَ الأممُ
وللعقولِ مرايا بتَّ في نظرٍ
حيثُ الملامحُ كالأفكارِ تُرتسمُ
شبهتكَ الماء ...شيءٌ فيكَ أنعتهُ
إذ مثلُ رقمكَ لا شيءٌ لهُ رقمُ
|
النمط الشجري
