العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة القصـة والقصيـدة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-02-2010, 12:36 AM   #1
حفيد المحارب
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2010
المشاركات: 5
إفتراضي الأنثى التي لا تمرح إلا في الأحداق/ نص قصصي

دخــــــــول :

إليك أيتها الأنثى التي تمرح في الأحداق ، دون أن تعير فارسها إكليل المحبة ، ستندمين ذات يوم قادم لا ريب فيه ، و ستأكلين من فرط الندم أصابعك على أنها حلوى ، ستندمين على ما وهبك الله ذات عمر لا يرجع .. بيني و بينك هذا الحكي ، فانتظري ، سوف أهب هذا البياض كل الحقيقة .. حقيقة نبضي .



1 ــ اعتراف:
دمي لم ينم البارحة كعادته دائما ، كان قلقا و متألقا ، متدفقا حتى حدود الحافة ، الشرفة التي في المدى ، كنت أحس به يقفز كأرنب مضرج بالبارود ، يتنامى كما الوهج .. دمي لا يشبه الماء ، أشرح توهج الحالة ، مع أن الشرح مقرف و سمج ، كان به ما يشبه الوحم ، كنت على استعداد تام لأن أزحف الليل كله ذهابا و إيابا ، و أن أسلك جميع الممرات التي أعرفها و التي لا أعرفها ، اعترف بيني و بين أناي أنني لأول مرة اسلك الممر المؤدي إلى بيت جلالتها ، الأنثى التي في الأحداق ... ـ أنثاي ـ دون أن أجد المبرر الكافي لمثل هذا الفعل المخل بالخجل ـ كما يبدو لها ـ في غالب اعترافاتها التي لا تتكرر إلا نادرا .

2 ـــ رسمها :
جلالتها كانت على قد القامة التي ما بعدها و لا قبلها قامة ، وقفتها ، تغري بالولاء المطلق للرياحين ، لا فرق بينها و بين قامات الورد ، ابتداءا من قمة الرأس إلى منتهى الأصابع ، كانت هي و فقط حالة كاملة بذاتها، كأنما رسمت خصيصا لكي تلهب جمرات القلب بما ملكت من بهاء ، حين أبصرها النبض ذات عشية ، أقسم بكل الأيمان أنها هي ، الأنثى التي ظلت شامخة في جهة ما من الحنين ، لذلك يكون النبض الذي نام لسنين عدة قد استفاق و هام ، و لذلك لم ينم دمي البارحة حتى حدود الصباح الذي انزاح جهة القامة التي لا تلين أو تنحني للحنين .

3 ـــ طلتها :
حينما جاءت تسعى حيث شاء لها نبضها ، كانت في منتهى المبهى ، حتى أن النبض الذي تدفق ،لأول طلتها ، لم يكن في وسعه أن يلتزم الصمت ، ظل مساءه ذاك متدفقا و راكضا على غير عادته في مثل هذي الوضعيات الطارئة ، كأنما به حنين لرسم ما ، كانت هي الأنثى بكل المقاييس المتعارف عليها و المقاييس التي تحدثت عنها كتب الرهافة في أول المنبت من العمر ـ منبتي ـ كانت هي ، بإقبالها و إدبارها مختالة كما الطواويس ، ترفل في ثيابها كما الملائكة ، ربما تكون حورية من الحور العين تنزلت بغتة إلى جنتها التي نشأت في البال على مر التصاوير ؟ من يدري ؟ .. شيء من هذا على الأقل ، طلتها ذاك المساء الأرجواني تشبه إلى حد بعيد آية السهو ، تفاجات لوجودها أمامي كما رسمتها ريشتي في أول العمر عند نعومة الشرايين و الأوردة .. قفزت من نومتي التي حاكت نومة اليتم و فجائع النرجس ، تمنيت لأول مرة أن لها كتاب القلب دفعة واحدة دون نقاط أو فواصل و استطرادات ، لم يكن لبصري أن يستقر على نقطة محددة من مبهاها ، كنت انظر إليها بكامل الصحو و الإصرار ، دون أن أقول كتابي .. كانت هي كتابي المفتوح على أنايْ ،، كتابي الذي قالني ذلك المساء للنبض و جلالة الأنثى .

4ـــ همسها :
كيف لها أن تغرد بكل هذي اللحون ؟ لكأنها استمدت وترياتها من حناجر الطير ، كنت أسمعها و هي تغرد حوالي ، حوطتني ترانيمها .. تدفق البهجة بزلال الحكي ، شلال المحبة ، سلسبيل/ اللحن .. كان همسها يعزف بشكل سمفوني على وتر القلب أغنية الاحتلالات اللطيفة ، بامكاني الآن أن أصرح تصريحا شرفيا على مرأى الشاشات و ما طل من بيان الشرفات أن همسها قد جرى مجراه الخالد في النبض .
بما كانت تغرد أنثاي التي في الموال يا أيها البياض الذي لم يعد يسع فرحي و مهجتي ؟ سؤال الدهشة التفاجؤ ، أكان عزفها يقول شيئا آخر غير الذي أتلمسه عند العشيات و عند الأوبات ؟ .. كم يكفيني من الوقوف في مهب هذا الهمس / همسها ؟ الوقت بعقاربه و ثعابينه لم يعد يعنيني ، أسكن خارج الميقاتات و العقارب ، يكفي التلويح بالهمس لأعيش زمنا أطول من الحياة نفسها ، لذلك كان لهمسها كل هذا النقر المتتالي .. و لذلك استفاق النبض نبضي من وحشته و انتمى لجدول الألفة.

5 ـــ عطرها :
بحكم صوفيتي القصوى و انتمائي المصرح به سلفا ، كنت استطيع أن أتلمس عطرها على بعد آلاف السنوات الضوئية و لا احتاج في ذلك لأن تدخل مجالي الكوني كي أميز بين عطرها و عطر العابرات هكذا في الوقت دون معنى و مغنى ، ما دامت هي قد صارت مجالي الذي أمارس فيه فعل التنفس بعمق و سباحتي المفضلة على الإطلاق ، أشير إلى العشق دون مقابل معنوي أو مادي أو حيواني ، يكفي أن اعشق على طريقتي الخاصة كي أعيش ما شاء قلبي من خلود ، تبدو الفكرة عابرة كما أختياتها لكن بالنسبة لي فهي خير ما زودتني به وحشة الأرض على رحابتها .. بدون حب أنت ( هايشة من الهوايش) . قالها لي قلبي ذات مساء حين كنت ألعن جميع النساء بلا انتقاء و حتى تلك التي انحدرت من ضلعي عند أول المنبت الذي حدث في العشب ، حينئذ انتبهت للعطر الذي استباح مكاني ، لم اقل شيئا .. تنهدت بعمق الفجيعة الأولى ثم استرقت ما استطعت من عطرها و انتميت لقطيع هام من السنونوات.

6 ــ ملبسها
كانت على استحياء لا يضاهى ، على الفطرة .. دُرة ، نادرا ما تصادف مثيلة لها ، كانت تأتي كل صباح في لباسها متأنقة حتى حدود الابتهاج ، لم يكن لها لتمر هكذا دون أن نلفت انتباه النبض ، لذاك أكون أنا السيد المفجوع قد استفقت من غيبوبة دامت لعشرية كاملة ، منذ متى و أنا هنا ؟ بالتحديد المتعارف عليه لا أدري مطلقا ، بإمكانكم أن تصدقوني هذي المرة ، اعرف إنني موجود هنا منذ البارحة فقط ، لذلك أتبرأ من كل غمز و لمز و ملا قيل عني من هذر و همز .. فجلالتها تستحق الانحناء ، أننحني الآن .. لك السمع و الطاعة العمياء و البصراء ، و لك ما أشاء ، فيا أيتها الأنثى التي ورثتني إياها تباريح العشيات لك ما ارتضيت من زلال المحبة ، ربما غدا يصطفيني دلالك فأكون بهجتك التي في المهب ، ربما من يدري غيرك يا كل الأنثى التي تمرح في الأحداق ؟ فمنبت الخلود دائما يأتي سهوا مباركا دون استئذان و ترتيبات ، فانتظريني في الربيع القادم ، إنني أسترق الآن النظر و أُمني الروح بركوب الأراجيح المفقودة من طفولة النبض .. فيا أيتها الأنثى التي في البال و الدم تتمرجح كما تشاء الطواويس ، لك إمارة القلب و الحب .. تاج المنتهى من الدلال ، فاعتدلي سيدتي كي أبلغ رأس الحقيقة .

7 ــ وقعها :
كل هذا الوقع وقعها وحدها .. احتلال لطيف و مباغت ، كيف لها أن تفردت بنبضي .. هكذا؟ مستحيل ، أنا الرقم الصعب في كل المعادلات التي أنتجتها كتب الحداثة و علم الرقميات ، فكيف استطاعت أن تفك ما تفردت به وحدي من سر ، يبدو أن قوة هذا الجوق الذي ساير تربعها على العرش أهداها وصفة لاحتلالي طواعية ، هل تدري سيدتي الأنثى بما أحدثه احتلالها لي ؟ لقد أتت على كل مرج من مروج الروح ، لم تترك شبرا واحد إلا و احتلته ، غزوها لي فيه شيء من الانتشاء و شيء ما حدثت به كتب الهمس و اللمس من قبل على كثرتها و اتساع تداولها ، و مع ذلك فإن النبض يحتفل دائما بالذي أيقضه و دله على الجهة المثلى .. بهاء سيدتي الأنثى ، ياااااااااااااااااااه ، كم يكفيك من الترتيل كي تلمسي توهجي بجمراتك ؟ كم يكفيك من الدمع كي تلتفتي جهة التساقط ؟ اترك التوقيع لك .

8 ـــ التماس:
أتسمح لي سيدة المقامات ، جميع المقامات الهمذانية و ما شابهها ، أتسمح بان اقرأ كفها خطا بخط بدل أن تقرأ هي حظها كل مساء على ركح الجرائد ؟ هل تأذن لي جلالتها بذلك ؟ أفسحي الطريق كي أزف لك اشتعالات الروح و توهجها ، أرجو أن لا تصدقي إحساسي بك بعد اليوم لأنك إن صدقت ذلك فسوف تحترقين بكتلة لا تضاهى من لهب و حب ، كما أرجو أن لا تصدقي دمعي لأنك سوف تغرقين في نبع المحبة الخالدة خلود القلم و الألم ، و مع ذلك أتمنى من كل قلبي أن تصدقي لمرتك الأولى و الأخيرة كي تفهمين معنى الدمع حين يتفجر شلالات مطر و كي تفهمي لغة الشمع حين يذوب دون أن ينتبه لذلك محيط النور ، فتنزلي إلى قاع المحبة حيث أصدافها و مرجانها يغري بالبقاء و الدهشة و تسامي إلى سماء الخلود كي تدركي أن للشمع لغة لا يفهما إلا هو ، صدقيني هذي المرة و فقط فأنا لا أنتظر منك قبول قولي لهذا البياض الأفاك ، لأنني أكون أنا قد قلتك قبل ميلادي ربما لنبض الروح و صفائح الدم ، فلا أدري لماذا تظل صورة الفراشات المحلقات في سماء الزرقة من بين الصور التي لا تمحى و لا تتنازل عنها ذاكري أبدا ، اعتقد أننا كننا كذلك قبل أن نكون كما نحن الآن ـ ذكر و أنثى ـ فيا كل الأنثى التي في الأحداق تمرح كما الفراشات كم أتمنى أن أكون هذا الذي كناه قبل حدوث الميلاد ، و كم أتمنى أن يكون هذا الزلال من الحكي شاهدا أوحدا على ولائي المطلق للحقيقة ، حقيقة ما كنّاه في ذاك الأول من العهد ، إنه تحليقي الذي أراه ، و نبضي الذي يغني مواله محتفلا بمقدمك و حضورك ، كم أتمنى أن تصدقي خجلك ، فقط كي تدركي أن هناك في جهة ما من جهات القلب و الحبور مطرحا لك مزركش بحكايا الفراشات و لغة الشمع و الدمع ، و ما لم تهمس به المساءات المطيرة يوما ، اعني مساءاتنا التي في الاختلاس و الخوف.

9 ـــ هامش من عمري :
( أنت وحدك) .. قالته البارحة تعقيبا على عزلتي الكونية و وحشة المكان و الزمان .. و البارحة / لم تسعني البهجة بما حوت أو رحبت كما لم ينم دمي أيضا ، كان قلبي على وشك الانفجار أو انه انفجر فعلا ، لقد ألقى بي همسها إلى الجهة الأخرى من اليقين ، هذي الأنثى الوحيدة التي لم أشك أبدا في أنها أنثى ، همسها كان قد استباح فصوص الروح و ألهب الفتيل ، ما قالته لي في أول المساء ربما هو كل الحقيقة التي غيبتها عني الارتباطات الحياتية و المستلزمات اليومية ، لذلك ربما تكون روحي قد هبّت هبيتها ركضا على العشب الفسيح ، آه يا أيتها الأنثى ، لست وحيد الروح كما يبدو لك أنا المتفرد بحب المصبّات و ركوب الخطر ، لا علاقة لي بأشباه البشر ، هم يأتون و يذهبون هكذا ثم ينتهون في الحفر ، أما وحدتي التي تبدو لك غير عادية فتلك خلوة احتاج إليها كلما دب النمل الأسود و الأحمر القاني في رأسي ، أوضح جيدا الحالة و الصورة ، لا علاقة لي بالبقر و ما يدرّه من حليب ، علاقتي أنا بالمطر ، و ما همست به سنونوات العمر لطفل مازال يعشق انتماءه الأول المعلق بعنان السماء التي لا تبين عن وجهها ، علاقتي أنا بحقول الفراشات التي ظل تحليقها يسكنني مثل دمي ، فلا شيء يماثل مرحي و ل شيء يعادل رهبتي ، لذلك أرجوك إذا ما نحن التقينا سهوا مرة أخرى .. أرجوك أن تحسني الرمي جيدا و أن تصوبي فوهة المسدس إلى الجهة التي يركض بها قلبي كي أعود إلى التحليق الذي حدثتك عنه أسراب الفراشات.

خروج على غير العادة :

من لم يفهم لغة الشمع و الدمع فلا يستحق إمارة القلب
و من لم يفهم تحليق الفراشات فتلك مصيبة أخـــــرى

آخر تعديل بواسطة عصام الدين ، 09-02-2010 الساعة 03:36 PM.
حفيد المحارب غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-02-2010, 12:56 AM   #2
زهير الجزائري
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: من قلب الاعصار
المشاركات: 3,542
إفتراضي

كلمات رائعة مروان ساكون دوما متابع
__________________
زهير الجزائري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-02-2010, 08:55 PM   #3
ازيرا
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2010
المشاركات: 3
إفتراضي

غاااادرت الكلمات مخليتي و لم اجد ما اقول امام هذا الصرح الممرج باعذب الالفاظ و ارق التعابير الله عليك يا مروان ربما انت الوحيد الذي تعرف سبب جماد مخليتي لانني لم انعشها منذ فترة طويلة بهذه مقالات
اخي مروان تقبل مروري
ازيرا غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .