قراءة فى كتاب الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان
قراءة فى كتاب الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان
الكتاب تأليف عبد الله بن جار الله آل جار الله وهو يدور حول الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان واستهل مقدمته بالحديث عن عداوة إبليس لنا فقال : "أما بعد: فإن عدو الله إبليس -أعاذنا الله والمسلمين منه- هو عدونا اللدود الذي أخرج أبانا آدم من الجنة، وسعى في منع بني آدم من العود إليها بكل سبيل، وأقسم على أن يغوي بني آدم ويصدهم عن صراط الله المستقيم وقال: { قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } وأخبر الله تعالى أن إبليس صدق عليهم ظنه فاتبعوه إلا من عصمه الله من عباده المؤمنين وأوليائه المتقين وحزبه المفلحين، قال تعالى: { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين } وإذا كان يوم القيامة ودخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قام الشيطان خطيبا فيهم وتبرأ منهم، قال الله تعالى: { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم } وأمرنا الله بالدخول في جميع شرائع الإسلام وأن لا نطيع الشيطان بتركها، أو ترك بعضها، فقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين } أي بين العداوة، وأن الشيطان يعدنا الفقر لئلا ننفق أموالنا في سبيل الله، والله يعدنا مغفرة منه على الإنفاق وفضلا منه بالخلف العاجل والآجل، فقال: { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } وأخبرنا ربنا أن الشيطان يخوفنا بأوليائه ويعظمهم في صدورنا، ونهانا أن نخافهم، وأمرنا أن نفرد ربنا بالخوف إن كنا مؤمنين، فقال تعالى: { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } ونهانا ربنا عن اتباع خطوات الشيطان وهي طرقه التي يدعو إليها من الفواحش والشهوات المحرمة وترك الواجبات وفعل المحرمات، وأخبرنا مولانا أن الشيطان لنا عدو وأمرنا أن نتخذه عدوا وأنه يدعو أتباعه ليكونوا من أهل النار -أعاذنا الله والمسلمين منها-، فقال تعالى: { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } ولكن بعض الناس اتخذوه صديقا لهم فأطاعوه في معصية الله، وأخبرنا ربنا عن خسران من اتخذ الشيطان وليا فأطاعه في معصية الله فقال: { ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا } فالعجب ممن عرف ربه ثم عصاه وعرف الشيطان فأطاعه قال تعالى: { أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا } وقد حذرنا مولانا منه وقد أعذر من أنذر فقال تعالى: { يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة }." ثم تحدث عن الاحتماء من عدونا بالأذكار والأدعية والتعوذات فقال : "ومن رحمة الله بعباده أن شرع لهم من الأذكار والأدعية والتعوذات ما يتحصنون به من هذا العدو، فلنحارب عدونا ولنجاهد بالاستعاذة بالله منه ومخالفته والعزم على عصيانه -أعاذنا الله والمسلمين منه." وهذا الكلام هو مفهوم خاطىء للاحتماء فالاحتماء ليس مجرد كلمات تردد فهى لن تحمى أحد وإنما هناك طريقة وحيدة للاحتماء من وشاوش الشيطان وهى طاعة أحكام الله وتحدث عن جمعه لأسباب الحماية فقال : أيها القارئ الكريم لما تقدم من بيان عداوة الشيطان لبني آدم ولما سيأتي من بيان مظاهر عداوته من الوسوسة وبث الخوف عند الإنسان وإيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين، وصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة، فقد جمعت في هذه الرسالة ما أمكن جمعه من الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان، وبيان مظاهر عداوته، وبيان مداخله التي منها الغضب والشهوة والعجلة وترك التثبت في الأمور وسوء الظن بالمسلمين والتكاسل عن الطاعات وارتكاب المحرمات، والرفيق السيء الذي قال عنه النبي (ص)«المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»[رواه أبو داود والترمذي وحسنه]" والحديث لا يصح فالفرد ليس على دين من يصاحب بدليل أن عداوة الأخلاء لبعضهم عدا المتقين كما قال تعالى : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو" فلو كان الأخلاء على دين واحد كان أحدهم فى الجنة والأخر فى النار كما حدثنا الله فى قوله : " "فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إنى كان لى قرين يقول أإنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه فى سواء الجحيم" وأكمل ما اعتقد أنه من مداخل الشيطان فقال : "ومن أعظم مداخل الشيطان: اتباع الهوى وعدم الاستجابة للحق، قال تعالى: { فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله } كما أن من أخطر مداخل الشيطان الكبر، وهو عدم قبول الحق واحتقار الناس، كما تكبر إبليس عن طاعة ربه حين أمره بالسجود لآدم فلعن وطرد من رحمة الله، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر كما في الحديث الذي رواه مسلم. كما ذكرت في هذه الرسالة وسائل العلاج من مداخل الشيطان وعلاج وسوسته، وأنواع شر الشيطان وما يعصم منه، وبيان أهداف الشيطان، وذكر أسلحة المؤمن في حربه مع الشيطان، إلى غير ذلك مما سيراه القارئ موضحا في هذه الرسالة على طريق الاختصار." وتحدث عن سبب تأليف الرسالة وهى الكتاب فبين أنه انتشار طاعة الشيطان فقال: "والذي دعاني إلى تأليفها ما لوحظ في اتباع كثير من الناس لعدوهم الشيطان، حيث أطاعوه في معصية الله بترك الواجبات وفعل المحرمات، وتحذيرهم من ذلك ومن سوء عاقبته، والأخذ بأيديهم إلى اللجوء إلى الله والاعتماد عليه والاعتصام به وحده، والتحصن به من هذا العدو اللدود، وأن الله قد أعطانا أسلحة نكافح بها هذا العدو من الإيمان الصادق والعمل الصالح والتوبة النصوح ثم الإكثار من ذكر الله ودعائه، واستغفاره والاستعاذة به من هذا العدو فهو المعيذ وحده وهو الكافي لعبده القادر على حمايته من عدوه وحفظه منه بحوله وقوته وقدرته الكاملة، وقد قال الله تعالى لإبليس: { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا } وقال تعالى: { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } " وحدثنا الرجل عن أسباب الاعتصام فقال : "الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان: الاستعاذة بالله منه قال تعالى: { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } وقال تعالى: { وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون } وفي صحيح البخاري عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد قال: كنت جالسا مع النبي (ص)ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فقال: النبي (ص)«إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ذهب عنه ما يجد»." والاستعاذة بالله لا تعنى قول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وإنما تعنى الاحتماء بطاعة أحكام الله والحديث لا يصح لأنه ينسب للنبى(ص) الجهل بأحكام الإسلام فالرجلان استبا أمامه واكتفى بالمشاهدة كما يزعم الحديث بدلا من أن ينهاهما عن السب ويأمرهما بالمعروف والأغرب أنه بدلا من أن يتوجه لهما بالكلام تكلم مع غيرهما وهو منطق غريب لا يمكن أن يكون النبى(ص) فعله أو قاله ثم قال الرجل: "قراءة المعوذتين { قل أعوذ برب الفلق } { قل أعوذ برب الناس } فإن لهما تأثيرا عجيبا في الاستعاذة بالله من شره ودفعه والتحصن منه، ولهذا قال النبي (ص)«ما تعوذ المتعوذون بمثلهما» وكان النبي (ص)يتعوذ بهما كل ليلة عند النوم، وأمر عقبة بن عامر أن يقرأ بهما دبر كل صلاة، وأخبر (ص)أن من قرأهما مع سورة الإخلاص ثلاثا حين يمسى وثلاثا حين يصبح كفته من كل شيء." والأحاديث التى ذكرها لا يصح منها شىء فقراءة القرآن مثل المعوذتين لا تمنع من طاعة الشيطان فقد كان بعض أهل الكتاب يقرئون الوحى يخالفونه وكذلك المنافقون كما قال تعالى : "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون" والتعوذ عند النوم هو كذب أخر فالتعوذ المفروض أن يكون وقت الصحو وليس وقت النوم حيث لا يعمل الإنسان ذنوب وهو نائم وأما قراءة سورة كذا وكذا عدة مرات فلا يحمى أحد فكما سبق القول المنافقون كانوا يقرئون ويخالفون ثم قال : "قراءة آية الكرسي ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: «وكلني النبي (ص)بحفظ زكاة رمضان، فأتى آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله (ص)فذكر الحديث فقال: (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح). فقال النبي (ص)«صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان» وهي أعظم آية في كتاب الله لاشتمالها على أسماء الله الحسنى وصفاته العلى." الحديث لا يصح وقراءة القرآن قبل النوم بلا وضوء لا تصح والغريب أن القائل وهو ليس الرسول(ص) بالقطع يأمر بهذا عند النوم وأساسا من ينام أو يريد النوم لن يرتكب ذنوبا لأن النوم هو حالة لا يصنع فيها الإنسان شىء من الحسنات أو السيئات ثم قال : قراءة سورة البقرة "ففي الصحيح عن أبي هريرة: أن رسول الله (ص)قال: «لا تجعلوا بيوتكم قبورا، فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان» [رواه مسلم]" نلاحظ الخبل فى الحديث فالشيطان يذهب من نفس من لا يطيعه وليس من البيت لأن شياطين الإنس كانوا وما زالوا موجودين فى بيوت المسلمين فقد كان فى بيت نوح(ص) شيطانان وله وزوجته وكان موسى(ص) فى بيت شيطان كبير هو فرعون فالشياطين المذكورة عن إنس وجن كما قال تعالى : "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا" ثم قال : قراءة خاتمة سورة البقرة فقد ثبت في الصحيح: أن رسول الله (ص)قال: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» [متفق عليه] أي: من شر ما يؤذيه" الحديث ليس قفيه شىء من الاحتماء وإنما هو فى بيان أن قراءة الآيتين هو قيام لليل وهو ما يخالف كتاب الله فى كون القيام أقله ثلث الليل كما قال تعالى: " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك" ثم قال : قول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» مائة مرة ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك» فهذا حرز عظيم النفع جليل الفائدة يسير سهل على من يسره الله عليه." والخطأ أن القول المذكور بعشر حسنات ومحو عشر سيئات وعدل عشر رقبات مؤمنات لوهو ما يخالف الأجر فى القرآن وهو عشر حسنات للعمل غير المالى مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والعمل المالى ب700 أو 1400حسنة مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "وأما السيئات فتمحا كلها مصداق لقوله تعالى بسورة هود"إن الحسنات يذهبن السيئات ".
|