قراءة فى بحث رجــل فى القرآن
قراءة فى بحث رجــل فى القرآن الكريم
الكتاب يبدو أن مؤلفه من مصر لأن اللغة الدراجة فيه لغة أهل مصر وهو ينتقد مقولة تقول أن كلمة رجل ما وردت فى كتاب الله إلا فى موقف مدح للرجل أو للرجال وقد حاول الرجال ان يصل إلى سبب شيوع هذا المقولة فقال:
" وبعد ..
فهذا مبحث مجمل عن كلمة " رجل " فى القرآن الكريم والذى دعانا إلى هذا المبحث اللغوى أنه شاع بين بعض المسلمين أن كلمة "رجل" ما وردت فى القرآن الكريم إلا مقترنة بموقف محمود .
( ولعلهم أخذوا هذا المعنى من بعض آيات من كتاب الله سبحانه ورد فيها مواقف محمودة للرجال ومن أمثلة ذلك الآيات التالية :
1- { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } سورة المائدة آية 23.
2- { لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } سورة التوبة آية 108.
3- { رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } سورة النور آية 37 .
4- { وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ } سورة القصص آية 20 .
5- { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } سورة الأحزاب آية 23 .
6- { وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } سورة يس آية 20 .
وكلها آيات تشير إلى مواقف محمودة للرجال . ولو كانت هذه الآيات التى سبق ذكرها هى التى وردت فقط فى كتاب الله سبحانه لسلمنا لهم بذلك ."
هذه الآيات ما قاله المؤلف فى سبب شيوع أن الكلمة أتت فى مواقف محمودة لبعض الرجال
وأما أدلته على بطلان تلك المقولة فهو ورود الكلمة فى آيات كثيرة فى مواقف ذم فقال :
"( ولكن هناك آيات تدل على بعض المواقف المذمومة واليك الآيات التى ورد ذكرها فى ذلك :-
1- { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } سورة الأعراف 81 .
2- { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا } سورة الكهف آية 32 ."
الآية الثانية فيهما رجلين رجل له موقف محمود وهو الذى قال للمذموم " أكفرت بالذى خلق من تراب ثم سواك رجلا لكن هو الله ربى"
وقال :
3- {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } سورة النمل آية 55 .
4- {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } سورة العنكبوت آية 29 .
5- { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } سورة الجن آية 6 ."
وزعم الرجل أن البعض قال مقولة مخالفة وهى أن كلمة رجل أو رجال لم تأت إلا فى مواقف سواء محمودة أو مرذولة فقال :
( وهناك من قال أن الرجل ما ذكر فى القرآن الا مقترن بموقف محمود أو مذموم وهذا الكلام غير مسلم لمن قاله وهناك طائفة من الآيات أتت على هذا الرأى بالكلية :-
1- { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } سورة الأعراف 81 .
- فأى موقف لرجل ...) ( يعلوه رجل آخر .. ؟
وتكفينا الآية السابقة إثباتا لذلك ، ولكن نسوق أمثلة لآيات أخرى تدلل على عدم وجود مواقف مقترنة بالرجولة:-
2- { وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } سورة النحل آية 76 .
- فأى موقف لهذا الرجل الذى وصفه القرآن بأنه لا يقدر على شئ ؟
3- { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء .. } سورة النور آية 31 .
- فأى موقف لهذا الرجل التابع لا المتبوع الذى حتى لا حاجة له فى النساء ؟
4- { .. وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ .. } سورة النساء آية 12 .
- فأى موقف لهذا الرجل المبهم الذى لم يذكره القرآن إلا أنه ترك لورثته ثروة مالية ؟
5- { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } سورة الأعراف آية 46
- فأى موقف لهؤلاء الرجال الذين تركوا على الأعراف لا هم الى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ؟"
والخطأ فى الاستدلال هنا هو أن رجال الأعراف ليسوا مسلمين ولا كفار ولكنهم مسلمون موقفهم كما قال الله أنهم اقسموا على دخول بعض الناس النار وفى هذا قال تعالى :
" أهؤلاء الذين أقسمتم الله لا ينالهم برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون"
ثم قال :
6- { وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } سورة القصص آية 15 .
- فأى موقف لهذين الرجلين فى قتالهما ؟"
بالقطع قتال الرجلين يدل إما على أنها سيئا الخلق أو أو أنهم أحدهما رجل سوء فالقتال فهناك موقف أساسا ويبدو أن كل منهما متعصب لشيعته
وقال :
7- { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا } سورة النساء آية 7 .
- فأى موقف لهؤلاء وليس لهم من فضل إلا أن الله ساق لهم رزقا عن طريق الميراث ؟"
الآية ليست فى مجال المواقف وإنما فى مجال الحكم الإلهى ومن ثم فهى ليست فى وصف مواقف
ثم استدل بما فى كتب اللغة على فساد المقولات السابقة فقال :
"ملحوظة 1:
ثم من الذى وضع هذه القاعدة ؟!
? لقد رجعنا إلى كتب للغة من قديم وحديث فلم نجد من أشار إلى هذا المعنى :-
* ففى القديم : جاء فى لسان العرب لابن منظور :-
رجل : الرجل : معروف الذكر من نوع الإنسان خلاف المرأة ، وقيل إنما يكون رجلا فوق الغلام ، وذلك إذا احتلم وشب ، وقيل هو رجل ساعة تلده أمه إلى ما بعد ذلك ,
ثم تابع المعجم معانى الكلمة ولم يذكر شيئا كهذا .
* وفى الحديث : جاء فى معجم ألفاظ القرآن الكريم ( إعداد مجمع اللغة العربية ج1 ) :-
الرجل : الذكر من نوع الإنسان وقد يطلق على الذكر من الجنى أيضا وجمعه رجال .
ثم تابع المعجم معانى الكلمة ولم يذكر شيئا كهذا .
|