ان من رحمة الله سبحانه بهذه الامة أن رفع عنها الحرج في الدين٠
فقال سبحانه:هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج.
ومن هذا الحرج ،الحرج الذي يمكن ان يتعرض له المسلم بالنسبة للصلوات الخمس٠
فالصلاة هي عماد الدين وهي على المسلمين كتابا موقوتا كما قال تعالى٠
فالمسلم قد يجد نفسه في حيرة من أمره في الربط بين هذه الآية وما قد يتعرض له من أعذارفي حياته قد تجبره على عدم أداألصلوات في وقتها،مما قد يؤدي به الى جمعها كلها حتى آخر الليل حينما يكون متفرغا٠وهذا للجهل بالدين وبالسنة النبوية٠
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جمع بين الصلاتين لعارض قد يعرض له٠
أخرج مسلم من طريق أبي الزبيرعن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال:صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصرجميعا،والمغرب والعشاء جميعا في غير خوف ولا سفر٠
وأخرج مسلم عن عبد الله بن شقيق قال: خطبنا ابن عباس يوما بعد العصر حتى غربت الشمس،وبدت النجوم ،وجعل الناس يقولون:الصلاة! الصلاة، قال فجاءه رجل من بني تميم لايفتر ولا ينتني:الصلاة! الصلاة.فقال ابن عباس :أتعلمني السنة لا أم لك!?ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صلى الظهر والعصر والمغرب و العشاء٠
وفي صحيح مسلم عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال:صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا بالمدينة في غير خوف ولا سفر٠ قال أبوا الزبير :فسألت سعيدا لم فعل ذلك? قال سألت ابن عباس كما سألتني فقال:أراد أن لا يحرج أحدا من أمته٠
وقد قال الشيخ شقرة في رسالته "إرشاد الساري إلى عبادة الباري" بعد كلام مطول في مسؤلة الجمع :"يجوزالجمع مطلقا ،سواأ أكان جمع تقديم أم جمع تأخير، وسواأ أكان في سفر أم في حضر،وسواأ أكان في مطر أم في صحو، وسواء أكان في صحة أم في سقم ٠وذلك إذا خشي المسلم فوت أمر أو مصلحة حضرته يتحقق فيها النفع وينتفي منها الحرام" فإذا علم المسلم هذا فسيتمكن من آداء صلواته في أوقاتها وبدون حرج ٠
رخصة الجمع بين الصلاتين
النمط المتطور