العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 07-08-2009, 09:31 AM   #1
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي عن تغيرات جنبلاط- مقال لسعد الله المزرعاني

«خصوصية» جنبلاط: الحل وطني

سعد الله مزرعاني *
لا يمكن أيّ متابع سياسي (فضلاً عن السياسيين طبعاً) أن يمرّ مرور الكرام على «الحدث الجنبلاطي». في الواقع، يغري الموضوع بالكثير الكثير من الكلام. وهذا ما يحصل بالفعل: تفسيراً وتحليلاً وتوقعاً واجتهاداً واستنتاجاً... والأمر يستحقّ كلّ ذلك. فما أقدم عليه رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي ورئيس «اللقاء الديموقراطي» وأحد أقطاب المعادلة السياسية التقليدية السائدة في البلاد، إنما هو تحوّل كبير، ويجب عدم التردّد في القول، إنّه في مصدره وفي شكله وفي أسبابه وفي محتواه وفي نتائجه القريبة والبعيدة، ذو طبيعة تاريخية.
يجب القول بدءاً إنّ موقف جنبلاط الجديد لا يقع خارج الأحكام العديدة التي تطلق على رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي، لجهة السرعة والمزاجية اللتين يمارس عبرهما تغيير مواقفه وعلاقاته وتقديراته... بل إنّ ما أقدم عليه في «البوريفاج» يوم الأحد الماضي، إنما يؤكد هذه الحقيقة التي هي علامة فارقة، أو ماركة مسجّلة لوليد بك (قد تكون، حسب الموضوع والوجهة، فضيلة أو نقيصة). كما لا يمكن إزاء حجم الحدث الجنبلاطي الراهن، ردّ الأمر إلى ثقة الرجل بالتنقّل بين الموقف ونقيضه، دون أن يخشى لومة لائم، أو دون أن يهتزّ موقعه ونفوذه وسط الجمهور الحزبي أو في «الوسط الدرزي» الذي هو ممثله، متمتعاً باستمرار، بأغلبية كاسحة كما تدلّ كلّ النتائج والاختبارات.

غير أنّ هذه العوامل التي تميّز سلوك جنبلاط لجهة المزاجية والثقة وسواهما، لا تكفي وحدها لتفسير الطور الراهن من التغيير في توجهات الرجل، الذي أقام الحياة السياسية في لبنان ولن يقعدها حتى إشعار آخر.
يجب البحث، إذاً، في الأسباب العميقة للتحوّل الجنبلاطي الحالي. وهي أسباب قائمة في صميم تحوّلات المنطقة، وخصوصاً منها «إخفاقات» المشروع الأميركي وملحقاته في المنطقة، عنينا مشروع «الشرق الأوسط الكبير» أو الجديد. ففي كنف هذا المشروع الذي أطلق أصحابه الكثير من الوعيد والوعود، تبلور ما كان قد بدأ في لبنان من مشروع، كان على الأرجح الرئيس الشهيد رفيق الحريري مُطلقه أو حامله أو الاثنين معاً. خلاصة المشروع المذكور هي أنّ استتباب الأمر في لبنان، لتحالف الحريري ــــ جنبلاط وملاحقه، يقتضي تغييراً يبدأ من دمشق ليصل إلى لبنان. ولهذا التغيير مقتضيات ومستلزمات في مجال التوازنات السياسية والطائفية والخارجية (عربية وإقليمية ودولية)، جاءت فرصتها في الغزو الأميركي للعراق وفي الموقف السوري السلبي منه والمناهض له. إثر ذلك دخلت الساحة اللبنانية بقوة في الحسابات الأميركية وباتت ساحة الصراع الأساسية في العمل من أجل تغيير النظام السوري أو تغيير جذري في سياساته وعلاقاته ومواقفه وتحالفاته على الأقل...
يفسّر ذلك الصراع الضاري الذي انخرط فيه الأطراف المعنيون، والذي كان فيه «وليد بك» مبادراً ومُغالياً ومتطرّفاً، بل مجازفاً بالكثير على أمل الحصول على الأكثر. في هذا السياق، تتعدّد التقديرات أحياناً بشأن الأسباب وبشأن الوعود. يذهب بعضها إلى درجة أنّ من بين هذه الوعود إقامة دويلات تتقاسمها مجموعات وأقليات. وتلبّي مشاريع الدويلات هذه، رغبات محلية قديمة لدى الأقليات، بشأن قيامها، كما تجسّد أحد بنود نظرية «الفوضى الخلاقة» لسلطة «المحافظين الجدد» في البيت الأبيض الأميركي.
ليس بالضرورة أن تكون هذه التقديرات في الواقعين والوضعين السوري واللبناني، في ما يتعلّق بتغيير الجغرافيا السياسية، صحيحة، لكنّ التغييرات السياسية الجذرية كانت بالتأكيد هدفاً سعى إليه أطراف عديدون بوضوح ومثابرة وجد. وفي طليعة هؤلاء كان «وليد بك» هو الأكثر بروزاً وتقدّماً ومجازفة، كما ذكرنا.
لا شكّ أيضاً بأنّ هواجس الموقع والنفوذ والدور والحماية، هي أحد ثوابت «وليد بك» في ما يتعلّق بالطائفة الدرزية. وقد تعاظمت وتفاقمت هذه الهواجس ارتباطاً بالصراعات المحلية والإقليمية والدولية. وهي كما حدّدت في الماضي الكثير من السياسات والتحالفات والعلاقات، ستفعل ذلك حتى إشعار آخر، وإن اختلفت الأشكال والأدوات وتعدّدت الوسائل والأساليب.
ووفق هذه المعادلة، يصبح من مقتضيات النفوذ والدور والحماية اليوم، كما كان الأمر بالأمس، التفتيش عن أسباب حماية جديدة وعوامل قوة جديدة، بعدما فشلت أو خابت المراهنات السابقة.
لكنّ الأستاذ وليد جنبلاط «يبدع» في الأداء. وهو يفعل ذلك بطريقة باتت موضوع اهتمام بل إعجاب عام. فالرجل يتجاوز نفسه في اكتساب القدرة على التعبئة، وفي استحضار التاريخ، وفي استخدام الواقع في هذا الاتجاه أو ذاك، حسب الظرف والغرض، ولو كانت المسافات قليلة والأهداف متناقضة، وكذلك التحالفات والعلاقات والدول والمصالح... وهو يفعل ذلك، بالمناسبة على طريقة «السهل الممتنع»!
هذا في الأساس، أما في المجريات، فلا بدّ من التأكيد أنّ إضفاء طابع مبدئي على تحوّل براغماتي (مصلحي)، ليس هو ما يختصر المعادلة الجنبلاطية الجديدة. لقد قدّم «وليد بك» مطالعة كاملة ومتكاملة في فندق البوريفاج. لقد أوحى للمشاهدين والمستمعين بأنه بصدد تحول جذري يطاول «الفكر والسياسة والممارسة». لقد نجح، كالعادة، إلى درجة أن سارع كثيرون إلى بناء استنتاجات «كبيرة»، في ما يتعلق بالمرحلة المقبلة وبالتحالفات والعلاقات خصوصاً.
لا نقلّل من حجم التغيير الذي طرأ على موقف «وليد بك». إنه في الواقع تغيير كبير. لكن قبل الذهاب إلى مرحلة النقاش في نتائجه على «العمل الوطني» والعلاقات والتحالفات... لا بد من نقاش عدد من الهواجس الكبيرة القائمة في أساس توجهات جنبلاط وعلاقاته، ما كان قائماً منها، وما تغير أو سيتغير. وهذه الهواجس، كما أشرنا وأشار هو شخصياً في لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية، هي هواجس «الخصوصية»، وهي سياسية وأمنية.
ما يجب قوله أولاً أن «الخصوصية» التي تستدعي الذهاب في العلاقات إلى حد التعاون «الأسود» (كما وصفه وليد جنبلاط نفسه) مع «المحافظين الجدد» في واشنطن، ليست مسألة تكوينية أو قدرية. إن طلب «الحماية» من الخارج أو الاستقواء به، هو نتيجة استمرار اعتماد نظام الطائفية السياسية، أي نظام التمييز بين اللبنانيين، وبالتالي انقسام هؤلاء واصطراعهم في ما بينهم واضطرارهم إلى طلب الدعم الخارجي لاكتساب النفوذ والغلبة أو للدفاع عنهما. علاج هذا الأمر هو، ببساطة، في إقامة نظام مساواة وإلغاء نظام الطائفية السياسية. وعسى أن يكون «وليد بك» جاداً في المضي في الاستنتاجات التي يكررها منذ بضعة أشهر في هذا الصدد.
أما في الموضوع الأمني المتصل بالفتنة المذهبية السنّية ـــــ الشيعية، التي يحذرها «وليد بك» ويحذّر منها، فعلاج هذا الأمر في إعادة النظر في واقع الاستقطابات الخطيرة القائمة والمتفاعلة مع نتائج مشروع الهيمنة الأميركية على المنطقة ومع تأثيرات قيام المشروع العدواني الصهيوني. إنّ بناء وحدة وطنية، تضمن الحد الأدنى من الأمن والاستقرار والحرية والسيادة والتنمية، باتت حاجة مصيرية، سيعني عدم إدراكها والعمل بمقتضاها، المضي في تهديد وحدة لبنان وحتى وجوده.
في صلب هواجس جنبلاط والكتلة التي يمثل، تقع أيضاً هواجس كبرى من الضروري معالجتها منعاً لهذا العبث المستمر بمصير البلاد وبمصالحها، بعد العبث بمصير مكوناتها، سواء كانت كبيرة أم صغيرة.
أما البناء على المتغيرات الجديدة، وخصوصاً منها «الحدث الجنبلاطي»، فمسألة تحتاج إلى نقاش لا بد من أن يكون مسؤولاً وجدياً وخلاقاً!
* كاتب وسياسي لبناني


البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .