الأخ الفاضل د علي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتفق مع ما تفضلتم به حضرتكم وباقي الأخوات والأخوة، أن هناك هبوطا في مستوى ما يعرض على القنوات العربية من دراما وكوميديا وحتى أعمال وثائقية، وهذا الأمر لا يقتصر على الدول الخليجية، وإن كان ما يبرز الأمر فيها كثرة عددها وعدد مراكز الإنتاج والتمويل.
لمست في الطرح والردود على الطرح، تساؤلات حول عدة محاور:
هل هناك أزمة في الموضوعات التي يتم تناولها؟ أم أن المسألة تتعلق بسياسة إعلامية تقيد ما يُطرح من مواضيع، سواء كان التقييد آتٍ من الدولة أو من إدارة المحطة التلفزيونية نفسها؟ أم أن الموضوع يتعلق بسياسة تجارية تحاول كسب المشاهد (المتفرج) وبالتالي تكسب ما يتعلق بهذا الموضوع من عائد قادم من بدل الإعلانات التجارية؟
هل هي أزمة موضوعات؟
لا أعتقد ذلك، فإن الفترة الحالية تحمل تنوعا هائلا من محدثات المشاكل التي يمكن للأديب والسياسي والإعلامي والمخرج والمنتج تناولها، لا بل وإتقان تمثيل الدور فيها لمعايشة كل أطراف العملية الإنتاجية للموضوعة التلفزيونية واستطاعتهم استلهامها.
هل هي مسألة رقابة؟
قد يكون الأمر كذلك، خصوصا وأن القائمين على إدارة التلفزيونات يقومون هم بأنفسهم بردع أنفسهم قبل أن يوجه لهم ما يردعهم، والوثيقة أو الميثاق الإعلامي العربي خير دليل على ذلك للامتزاج بين الرقابتين.
هل الموضوع تجاري؟
هنا بيت القصيد!
لقد شاهدت حوارا، لا أذكر بأي محطة، بين مخرجين جادين كيوسف شاهين وكتاب سيناريو، وبين مخرجين ومنتجين من أولئك الذين ينتجون لمحمد هنيدي و (اللمبي) .. وقد استوقفني كلام أحد المنتجين الذين يخرجون أفلام اللمبي، عندما استهزأ من كتاب كبار ومنتجين كبار ومخرجين كبار، عندما قال: شباك التذاكر هو من يقرر من هو المرغوب، وكان مردود أحد أفلام هذا المنتج (هابط المستوى) قد تجاوز 100 ضعف ما يعود على فلم ليوسف شاهين.
هنا المسألة، نجدها في المنتديات، وفي الصحافة، وفي المهرجانات الغنائية التي تقام بأكثر من عاصمة عربية، يتمايل فيها الحضور ويقومون بأداء الأغنية الهابطة أكثر من المغنين أنفسهم.
إنها أزمة عامة لمجتمعات مأزومة أصلا
عفوا على الإطالة
تقبل احترامي وتقديري
__________________
ابن حوران
|