في ذكرى تفجير السفارنين الأمريكيتين

[صفاء العشري]

قبل 17 عاما في مثل هذا اليوم، ضرب الإرهاب.
في تمام الساعة 10:30 صباحا، انفجرت شاحنة ملغومة ضخمة خارج السفارة الأمريكية في نيروبي، كينيا. وبعد ذلك بدقائق، انفجرت شاحنة ملغومة أخرى خارج السفارة الأمريكية في دار السلام، عاصمة تنزانيا المجاورة. قتلت الهجمتان الإرهابيتان المزدوجتان 224 شخصا، بينهم 12 أمريكيا، وجرحت أكثر من 4500.
تسبب الهجوم على السفارة في نيروبي، التي كانت تقع في منطقة وسط المدينة المزدحمة، بمزيد من الدمار والخسائر في الأرواح. هناك، اقتحمت شاحنة محملة بألفي باوند من TNT المدخل الخلفي للسفارة وانفجرت، مما أدى إلى تحطيم السفارة، وهدم تعاونية Ufundi المجاورة ، واندلعت النيران في البنك التعاوني المكون من 17 طابقا . مع نهاية عمليات الإنقاذ ، كان هناك 213 شخصا قد لقوا حتفهم معظمهم من المدنيين الكينيين، بينهم 12 أمريكيا. وأصيب الآلاف من الناس، كما شوه المئات أو أصيبوا بالعمى. الهجوم على السفارة الاميركية في دار السلام قتل 11 وجرح 85.
في نوفمبر 1998، اتهمت الولايات المتحدة بن لادن و 21 آخرين، ووجهت لهم تهمة تفجير السفارتين الاميركيتين والتآمر لارتكاب أعمال أخرى من أعمال الإرهاب ضد الأمريكيين في الخارج. حتى الآن، بن لادن لم يعد موجودا، وعدة أشخاص آخرين لقوا مصرعهم في الخارج، وتسعة من أعضاء تنظيم القاعدة وردت أسماؤهم في لوائح الاتهام قد تم القبض عليهم. ستة منهم في الولايات المتحدة، وثلاثة في بريطانيا يصارعون ضد تسليمهم للولايات المتحدة.
بالمقابل، كان هناك العديد من الدروس المستقاة من هذا الحدث الأليم والعديد من القصص المدهشة التي تشهد على وجه آخر للقوة والرد على الإرهاب.
من بين العديد من الذين أصيبوا بالعمى ، كان الكيني دوغلاس سيديالو الذي عاد إلى الحياة من جديد. فمن خلال الصمود والتقبل والشجاعة والعزم والإيمان، أصبح مصدر إلهام للكثيرين حول العالم. قال: "كنت أشعر بمرارة كبيرة وكنت غاضبا عندما أدركت أنني لن أرى النور مرة أخرى. لكنني أدركت أن علي أن استجمع نفسي ".
خرج سيديالو من المأساة وهو الآن مصدر إلهام للعديد من ضحايا الهجمات الإرهابية في المنطقة. لقد أصبح واحدا من أبرع المغامرين العميان الأفارقة ، ولم يسمح أبدا لفقدان بصره أن يعرقل حبه لرحلة ملؤها الوفاء والرضى والانسجام. ويعتقد أن دوغلاس أول أعمى في أفريقيا يصل إلى ذروة أعلى قمة جبل كليمنجارو-اوهورو ، كما إنه قاد الدراجة عبر أفريقيا من الشمال إلى الجنوب، قاطعا بنجاح 10 بلدان، في جولة أفريقيا (القاهرة إلى كيب تاون)، ومستكملا 12000 كيلومترا في 95 يوما، ليصبح أول شخص أعمى، وأول أفريقي يحقق هذا الانجاز.
إن قصة سيداليو، مثل العديد من ضحايا الإرهاب تبرهن أن الإرهاب لا ينتصر في النهاية ويمكن هزمه بالصمود وإرادة بالرد.