العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 10-01-2011, 10:11 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي من مآثر المواعظ

من مآثر المواعظ

(1)

روى أن داود عليه السلام، بينما هو يسيح في الجبال إذ أوفى على غار، فنظر إليه فإذا فيه رجل عظيم من بني آدم، وإذا عند رأسه حجر مكتوب بكتاب محفور فيه: أنا دوسوم الملك ملكت ألف عام، وفتحت ألف مدينة، وهزمت ألف جيش، وافترعت ألف بكر من بنات الملوك، ثم صرت إلى ما ترى فصار التراب فراشي والحجارة وسادي، فمن رآني فلا تغرنه الدنيا كما غرتني.

(2)


وقال وهب بن منبه رضي الله عنه: خرج عيسى عليه السلام يوماً مع جماعة من أصحابه، فلما ارتفع النهار، مروا بزرع قد أمكن من الفرك فقالوا: يا رسول الله إنا جياع. فأوحى الله تعالى إليه أن ائذن لهم في قوتهم، فأذن لهم فتفرقوا في الزرع يفركون ويأكلون، فبينما هم كذلك إذ جاء صاحب الزرع وهو يقول: زرعي وأرضي ورثته عن آبائي، بإذن من تأكلون يا هؤلاء? قال:فدعا عيسى ربه فبعث الله تعالى جميع من ملك تلك الأرض من لدن آدم إلى ساعته، فإذا عند كل سنبلة أو ما شاء الله رجل أو امرأة كل ينادي زرعي وأرضي ورثته عن آبائي! ففزع الرجل منهم، وكان قد بلغه أمر عيسى وهو لا يعرفه، فلما عرفه قال: معذرة إليك يا رسول الله! إني لم أعرفك، زرعي ومالي لك حلال! فبكى عيسى عليه السلام وقال: ويحك هؤلاء كلهم قد ورثوا الأرض وعمروها، ثم ارتحلوا عنها وأنت مرتحل عنها وبهم لاحق، ليس لك أرض ولا مال!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-01-2011, 10:26 AM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

(3)


وقال أبو هريرة: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أريك الدنيا جمعاً بما فيها? قلت: بلى. قال، فأخذ بيدي وأتى بي إلى واد من أودية المدينة، فإذا مزبلة فيها رؤوس الناس وعذرات وخرق بالية وعظام البهائم، ثم قال: يا أبا هريرة هذه الرؤوس كانت تحرص حرصكم وتأمل آمالكم، ثم هي اليوم تساقط جلداً بلا عظم ثم هي صائرة رماداً رمدداً، وهذه العذرات ألوان أطعمتهم اكتسبوها من حيث اكتسبوها وقذفوها في بطونهم فأصبحت والناس يتحامونها، وهذه الخرق البالية رياشهم ولباسهم ثم أصبحت والرياح تصفقها، وهذه العظام عظام دوابهم التي كانوا ينتجعون عليها أطراف البلاد فمن كان باكياً على الدنيا فليبك! فما برحنا حتى أشتد بكاؤنا.

(4)


ولما دخل يزيد الرقاشي على عمر بن عبد العزيز قال: عظني يا يزيد! فقال: يا أمير المؤمنين، اعلم ما أنت أول خليفة يموت! فبكى عمر وقال: زدني يا يزيد. فقال: يا أمير المؤمنين ليس بينك وبين آدم إلا أب ميت! فبكى وقال: زدني يا يزيد. فقال: يا أمير المؤمنين ليس بينك وبين الموت موعد. فبكى وقال: زدني يا يزيد. فقال: يا أمير المؤمنين ليس بين الجنة والنار منزل! فسقط مغشياً عليه.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-01-2011, 01:05 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

(5)

ولقد أصاب ابن السماك لما قال له الرشيد: يا ابن السماك عظني، وبيده شربة من ماء، فقال: يا أمير المؤمنين أرأيت لو حبست عنك هذه الشربة أكنت تفديها بملكك? قال: نعم. قال: يا أمير المؤمنين أرأيت لو حبس عنك خروجها أكنت تفديها بملكك? قال: نعم. قال: فلا خير في ملك لا يساوي شربة ولا بولة!

(6)

وممن استبصر من أبناء الملوك، فرأى عيب الدنيا وفناءها وتقضيها وزوالها، إبراهيم بن أدهم بن منصور من أبناء ملوك خراسان من كورة بلخ، ولما زهد في الدنيا زهد عن ثمانين سريراً. قال إبراهيم بن بشار: سألت إبراهيم بن أدهم كيف كان بدء أمرك حتى صرت إلى هذا? قال: غير هذا أولى بك! قلت: يرحمك الله لعل الله ينفعني به يوماً ما. ثم سألته ثانية فقال: ويحك اشتغل بالله سبحانه! ثم سألته ثالثة فقلت: إن رأيت يرحمك الله أن تخبرني به لعل الله أن ينفعني به. فقال: كان أبي من ملوك خراسان وكان من المياسير وكان قد حبب إلي الصيد، فبينما أنا راكب فرساً ومعي كلبي، فأثرت أرنباً أو ثعلباً، فحركت فرسي فسمعت نداء من ورائي: يا إبراهيم ليس لهذا خلقت ولا بهذا أمرت! فوقفت أنظر يمنة ويسرة فلم أر أحداً فقلت في نفسي: لعن الله الشيطان، ثم حركت فرسي فسمعت نداء أقوى من الأول: يا إبراهيم ليس لهذا خلقت ولا بهذا أمرت! فوقفت مقشعراً وجعلت أنظر يمنة ويسرة فلم أر شيئاً فقلت: لعن الله إبليس! ثم حركت فرسي فسمعت نداء من قربوس سرجي: يا إبراهيم ليس لهذا خلقت ولا بهذا أمرت! فوقفت وقلت: هيهات قد جاءني النذير من رب العالمين، والله لا عصيت ربي ما عصمني بعد يومي هذا!

فتوجهت إلى أهلي وخلفت فرسي، وجئت إلى بعض رعاة أبي فأخذت جبته وكساءه وألقيت إليه ثيابي، فلم تزل أرض تقلني وأرض تضعني، حتى صرت إلى العراق وعملت بها أياماً فلم يصف لي شيء من الحلال، فسألت المشايخ عن الحلال، فقال: عليك بالشام. قال: فانصرفت إلى الشام إلى مدينة يقال لها المنصورية وهي المصيصة، فعملت بها أياماً فلم يصف لي منها شيء من الحلال، فسألت بعض المشايخ فقال: إن أردت الحلال فعليك بطرطوس، فإن العمل بها والمباحات كثير.

قال: فبينما أنا قاعد على باب البحر إذ جاءني رجل فاكتراني أنظر له بستاناً، فتوجهت معه فمكثت في البستان أياماً كثيرة، فإذا بخادم قد أظلل ومعه أصحاب له، ولو علمت أن البستان لخادم ما نظرته، فقعد في مجلسه ثم قال: يا ناظورنا. فأجبته، قال: اذهب فأتنا بأكبر رمان تقدر عليه وأطيبه. فأتيته برمان فأخذ الخادم رمانة فكسرها فوجدها حامضة، فقال: يا ناظورنا أنت منذ كذا وكذا في بستاننا تأكل من فاكهتنا ورماننا لا تعرف الحلو من الحامض? قلت: والله ما أكلت من فاكهتكم شيئاً وما أعرف الحلو من الحامض! قال: فغمز الخادم أصحابه وقال: ألا تعجبون من هذا? ثم قال لي: لو كنت إبراهيم بن أدهم ما زاد على هذا! فلما كان من الغد حدث الناس في المسجد بالصفة، فجاء الناس عنقاً إلى البستان، فلما رأيت كثرة الناس اختبأت والناس داخلون وأنا هارب منهم.

وكان إبراهيم بن أدهم يأكل من عمل يده مثل الحصاد وحفظ البساتين والعمل في الطين. وكان يوماً يحفظ كرماً فمر به جندي فقال: أعطنا من هذا العنب. فقال: ما أمرني صاحبه. فأخذ يضربه بالسوط فطأطأ رأسه وقال: اضرب رأساً طالما عصى الله. فانحجز الرجل ومضى.

وقال سهل بن إبراهيم: صحبت إبراهيم بن أدهم فمرضت فأنفق علي نفقته، فاشتهيت شهوة فباع حماره وأنفق علي، فلما تماثلت قلت: يا إبراهيم أين الحمار? فقال: بعته. قلت: فعلام أركب? قال: يا أخي على عنقي! قال: فحملني ثلاث منازل رحمه الله. وأنشدوا:

أيها المرء إن دنياك بحر
طافحٌ موجهُ فلا تأمننها

وسبيل النجاة فيها منيرٌ
وهو أخذُ الكفافِ والقوت منها
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-02-2011, 01:27 PM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

في مواعظ الملوك


لقد خاب وخسر من كان حظه من الله الدنيا. اعلم أيها الرجل، وكلنا ذلك الرجل، أن عقول الملوك وإن كانت كباراً إلا أنها مستغرقة بكثرة الأشغال فتستدعي من الموعظة ما يتولج على تلك الأفكار، ويتغلغل في مكامن الأسرار، فيرفع تلك الأستار ويفك تلك الأكنة والأقفال، ويصقل ذلك الصدأ والران؛ قال الله تعالى: " قل متاع الدنيا قليل" النساء77.

فوصف الله تعالى جميع متاع الدنيا بأنها متاع قليل. وأنت تعلم أنك ما أوتيت من ذلك القليل إلا قليلاً، ثم ذلك القليل إن تمتعت به ولم تعص الله فيه فهو لهو ولعب وزينة. قال الله تعالى: " اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة" الحديد: 20. ثم قال: " وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون" العنكبوت: 64. فلا تبتع أيها العاقل لهواً قليلاً يفنى بحياة الأبد حياة لا تفنى وشباب لا يبلى، كما قال الفضيل رحمه الله تعالى: لو كانت الدنيا ذهب يفنى، وكانت الآخرة خزفاً يبقى، لوجب أن نختار خزفاً يبقى على ذهب يفنى، فكيف وقد اخترنا خزفاً يفنى على ذهب يبقى? تأمل بعقلك هل آتاك الله تعالى من الدنيا ما آتى سليمان بن داود عليهما السلام، حيث آتاه ملك جميع الدنيا والإنس والجن والطير والوحش والريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، ثم زاده الله تعالى ما هو خير منها فقال له تعالى: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب" ص: 39.

فوالله ما عدها نعمة كما عددتموها، ولا حسبها كرامة كما حسبتموها، بل قال عند ذلك: هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر. وهذا فصل الخطاب لمن تدبره أن يقول له ربه في معرض المنة: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب". ثم خاف سليمان عليه السلام أن يكون استدراجاً من حيث لا يعلم. هذا وقد قال لك ولسائر أهل الدنيا: " فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون" الحجر: 92و93.

وقال: " وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين" الأنبياء:47.

تأمل بعقلك إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء! وألق سمعك إلى ما نزل به جبريل على محمد عليه السلام، فقال: يا محمد، إن الله تعالى يقول لك عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به. فانظر إلى ما اشتملت عليه هذه الكلمات من صرعة الموت وفراق الأحبة والجزاء على الأعمال، فلو لم ينزل من السماء غيرها لكانت كافية.


انظر بفهمك إلى ما رواه الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمنزل قوم قد ارتحلوا عنه، وإذا طلى مطروح فقال: أترون هذا هان على أهله? فقالوا: من هوانه عليهم ألقوه. قال: فو الذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذا على أهله. فجعل الدنيا أهون على الله من الجيفة المطروحة.


وقال أبو هريرة: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أريك الدنيا جمعاً بما فيها? قلت: بلى. قال، فأخذ بيدي وأتى بي إلى واد من أودية المدينة، فإذا مزبلة فيها رؤوس الناس وعذرات وخرق بالية وعظام البهائم، ثم قال: يا أبا هريرة هذه الرؤوس كانت تحرص حرصكم وتأمل آمالكم، ثم هي اليوم تساقط جلداً بلا عظم ثم هي صائرة رماداً رمدداً، وهذه العذرات ألوان أطعمتهم اكتسبوها من حيث اكتسبوها وقذفوها في بطونهم فأصبحت والناس يتحامونها، وهذه الخرق البالية رياشهم ولباسهم ثم أصبحت والرياح تصفقها، وهذه العظام عظام دوابهم التي كانوا ينتجعون عليها أطراف البلاد فمن كان باكياً على الدنيا فليبك! فما برحنا حتى أشتد بكاؤنا.

وقال ابن عمر: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال: يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل واعدد نفسك في الموتى. أيها الرجل، إن كنت لا تدري متى يفاجئك الأجل فلا تغتر بطول الأمل، فإنه يقسي القلب ويفسد العمل، وقد غير الله أقواماً مد لهم في الأجل فقست منهم القلوب، وطال منهم الأمل، فقال:


" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون" الحديد:16.
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنـت

ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بهـا

وعند صفو الليالي يحدثالكدر
يا أيها الرجل ألق سمعك وأعرني لبك.
فإن كنت لا تدري متى الموت فاعلمن

بأنك لا تبقى إلـى آخـرالـدهـر

أين آدم أبو الأولين والآخرين? أين نوح شيخ المرسلين? أين إدريس رفيع رب العالمين? أين إبراهيم خليل الرحمن الرحيم? أين موسى الكليم من بين سائر النبيين والمرسلين? أين عيسى روح الله وكلمته رأس الزاهدين وإمام السائحين? أين محمد خاتم النبيين? أين أصحابه الأبرار المنتخبون? أين الأمم الماضية? أين الملوك السالفة? أين القرون الخالية? أين الذين نصبت على مفارقهم التيجان? أين الذين اعتزوا بالأجناد والسلطان? أين أصحاب السطوة والولايات? أين الذين خفقت على رؤوسهم الألوية والرايات? أين الذين قادوا الجيوش والعساكر? أين الذين عمروا القصور والدساكر? أين الذين أعطوا النصر في مواطن الحروب والمواقف? أين الذين اقتحموا المخاطر والمخاوف? أين الذين دانت لهم المشارق والمغارب? أين الذين تمتعوا في اللذات والمآرب? أين الذين تاهوا على الخلائق كبراً وعتياً? أين الذين استلانوا الملابس أثاثاً ورئياً?

" وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثاً ورئياً?" مريم: 74. أين الذين ملأوا ما بين الخافقين عزاً? أين الذين فرشوا القصور خزاً وقزاً? أين الذين تضعضعت لهم الأرض هيبة وهزاً? أين الذين استذلوا العباد قهراً ولزاً? " هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزاً?" مريم: 98

ـــــــــــ
من كتاب سراج الملوك/ للطرطوشي
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-02-2011, 09:42 AM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

(7)

روي أن عيسى عليه السلام كان مع صاحب له يسيحان، فأصابهما الجوع وقد انتهيا إلى قرية، فقال عيسى لصاحبه: انطلق فاطلب لنا طعاماً من هذه القرية. وقام عيسى عليه السلام يصلي، فجاء الرجل بثلاثة أرغفة فأبطأ عليه انصراف عيسى فأكل رغيفاً، فانصرف عيسى فقال: أين الرغيف الثالث? فقال: ما كانا إلا رغيفين!

قال: فمرا على وجوههما حتى مرا بظباء فدعا عيسى عليه السلام ظبياً منها فذكاه فأكلا منه، ثم قال عيسى عليه السلام للظبي: قم بإذن الله، فإذا هو يشتد. فقال الرجل: سبحان الله! فقال عيسى عليه السلام: بالذي أراك هذه الآية من أكل الرغيف الثالث? فقال: ما كانا إلا رغيفين!

قال: فمضيا على وجوههما فمرا بنهر عظيم عجاج، فأخذ عيسى عليه السلام بيده فمشيا على الماء حتى جاوزا الماء فقال الرجل: سبحان الله! فقال عيسى عليه السلام: بالذي أراك هذه الآية من أكل الرغيف الثالث? فقال: ما كانا إلا رغيفين.

فخرجا حتى أتيا قرية عظيمة خربة، وإذا قريب منها ثلاث لبنات من ذهب، فقال الرجل: هذا مال! فقال عيسى عليه السلام: أجل هذا مال، واحدة لي وواحدة لك وواحدة لصاحب الرغيف. فقال الرجل: أنا صاحب الرغيف! فقال عيسى: هي لك كلها!

ففارقه فأقام عندها ليس معه ما يحملها عليه، فمر به ثلاثة نفر فقتلوه وأخذوا الثلاث لبنات، فقال اثنان منهم لواحد: انطلق إلى القرية فأتنا منها بطعام. فذهب فقال أحد الباقيين للآخر: تعال نقتل هذا إذا جاء ونقتسم هذا بيننا! فقال الآخر: نعم. وقال الذي ذهب: أجعل في الطعام سماً فأقتلهما وآخذ اللبن! ففعل، فلما جاء قتلاه وأكلا من الطعام الذي جاء به، فماتا. فمر بهم عيسى وهم حولها مطروحون، فقال: هكذا تفعل الدنيا بأهلها!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-02-2011, 12:21 AM   #6
rabah.guiz
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
المشاركات: 14
إفتراضي

ربي إن في قلبي أشياء كثيرة ,,,, لا أستطيع البوح بها لأحد سواك ,,,,
أنت تعلم سري وما يضمره قلبي ,,, ربي بكلمة ( كن ) منك تسعد حياتي ,,, ربي قل لأمنياتي كوني ,,, فتكون
rabah.guiz غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-03-2011, 10:38 AM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي



ومن عجائب أخبار الخضر عليه السلام، قال: سئل الخضر عليه السلام عن أعجب شيء رأيته في الدنيا في طول سياحتك وكثرة خلواتك وقطعك القفار والفلوات? فقال: أعجب ما رأيت أني مررت على مدينة لم أر على وجه الأرض أحسن منها، فسألت بعضهم: متى بنيت هذه المدينة? فقال: سبحان الله ما يذكر آباؤنا وأجدادنا متى بنيت وما زالت كذلك من عهد الطوفان.

ثم غبت عنها نحواً من خمسمائة عام وعبرت عليها بعد ذلك فإذا هي خاوية على عروشها، لم أر أحداً أسأله عنها، وإذا رعاة غنم فدنوت منهم فقلت: أين المدينة التي كانت ههنا? فقالوا: سبحان الله ما يذكر آباؤنا ولا أجدادنا أن ههنا قط كانت مدينة.

فغبت عنها نحواً من خمسمائة عام ثم انتهيت إليها، فإذا موضع تلك المدينة بحر وإذا غواصون يخرجون منه شبه الحلية، فقلت لبعض الغواصين: منذ كم كان هذا البحر ههنا? فقالوا: سبحان الله ما يذكر آباؤنا وأجدادنا إلا أن هذا البحر منذ بعث الله الطوفان.


ثم غبت عنها نحواً من خمسمائة عام ثم انتهيت إليها، فإذا ذلك البحر قد غاض ماؤه وإذا مكانه غيضة ملتفة بالقصب والبردى والسباع حولها، وإذا صيادون يصيدون السمك في زوارق صغار فقلت لبعضهم: أين البحر الذي كان ههنا? فقال: سبحان الله ما يذكر آباؤنا ولا أجدادنا أنه كان ههنا قط بحر.


فغبت عنها نحواً من خمسمائة عام ثم أتيت إلى ذلك الموضع، فإذا هو مدينة على حالته الأولى، والحصون والقصور والأسواق قائمة. فقلت لبعضهم: أين الغيضة التي كانت ههنا ومتى بنيت هذه المدينة? فقال: سبحان الله ما يذكر آباؤنا ولا أجدادنا إلا أن هذه المدينة على حالها منذ بعث الله الطوفان.


فغبت عنها نحواً من خمسمائة عام ثم انتهيت إليها، فإذا عاليها سافلها، وهي تدخن بدخان شديد، فلم أر أحداً أسأله، ثم رأيت راعياً فسألته: أين المدينة التي كانت ههنا ومتى حدث هذا الدخان? فقال: سبحان الله ما يذكر آباؤنا ولا أجدادنا إلا أن هذا الموضع كان هكذا منذ كان!..

فهذا أعجب شيء رأيته في سياحتي في الدنيا، فسبحان مبيد العباد ومفني البلاد، ووارث الأرض ومن عليها إلى يوم التناد!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-04-2011, 12:31 PM   #8
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

(9)

وممن زهد في الدنيا وأبصر عيوبها من أبناء الملوك أبو عقال علوان بن الحسن، من بني الأغلب وهم ملوك المغرب، وكان ذا نعمة وملك وله فتوة ظاهرة، فتاب إلى ربه ورجع عن ذلك رجوعاً فاق نظراءه، فرفض المال والأهل وهجر النساء والوطن، وبلغ من العبادة مبلغاً أربى فيه على المجتهدين، وعرف بإجابة الدعوة، وكان عالماً أديباً قد صحب عدة من أصحاب سحنون وسمع منهم، ثم انقطع إلى بعض السواحل فصحب رجلاً يكنى أبا هارون الأندلسي منقطعاً متبتلاً إلى الله. فلم ير منه كبير اجتهاد في العمل.

فبينا أبو عقال يتهجد في بعض الليالي وأبو هارون نائم إذ غالبه النوم فقال لنفسه: يا نفس هذا عابد جليل القدر ينام الليل كله وأنا أسهر الليل كله، فلو أرحت نفسي! فوضع جنبه فرأى في منامه شخصاً فتلا عليه: { أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء } إلى آخر الآية الجاثية: 21. فاستيقظ فزعاً وعلم أنه المراد فأيقظ أبا هارون وقال له: سألتك بالله هل أتيت كبيرة قط? قال: لا يا ابن أخي ولا صغيرة عن تعمد والحمد لله. فقال أبو عقال: لهذا تنام ولا يصلح لمثلي إلا الكد والاجتهاد. ثم رحل إلى مكة ولزم بيت الله الحرام وحج مراراً وأربى على عباد المشرق.


وكان يعمل بالقربة على ظهره لقوته ومات بمكة وهو ساجد في صلاة الفريضة بالمسجد الحرام سنة ست وتسعين ومائتين. وقال له رجل كان يصحبه يوماً: لي إليك حاجة. فقال بعد الجهد به: حاجتك مقضية. قال: إن كانت لك شهوة أخبرني بها. قال: نعم أشتهي أن آكل رأساً. فاشتريت له رأسين ولففتهما في رقاق وجئته بهما، ثم سألته بعد ذلك بأيام: هل طاب لك الرأسان? قال: لا، ما هو إلا أن فتحتهما فإذا هما محشوان دوداً ليس فيهما لحم البتة إلا الدود! فأتيت الرواس فأخبرته فأطرق متعجباً ثم قال: ما كنت أظن أن في زماننا أحداً يحتمي من الحرام هذه الحماية، تلك الرؤوس كانت من غنم انتهبها بعض العمال. ثم أعطاني رأسين من غير تلك الغنم فأتيت بهما أبا عقال فأكلهما، وأخبرته بما قاله الرواس فبكى ثم قال: يا رب ما كان يستحق عبدك أبو عقال مثل هذه الحماية، ولكنه يا رب فضلك وكرمك فلك علي يا رب أن لا آكل طعاماً بشهوة أشتهيها حتى ألقاك إن شاء الله!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-04-2011, 12:03 PM   #9
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

(10)


قال جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه: عجبت لمن بلى بخمس كيف يغفل عن خمس عجبت لمن ابتلى بالضر كيف يذهب عنه أن نقول {مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} الأنبياء: 83. والله تعالى يقول {فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر}الأنبياء: 84

وعجبت لمن بلي بالغم كيف يذهب عنه أن يقول{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} الأنبياء: 87 والله تعالى يقول {فاستجبنا ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} الأنبياء:88

وعجبت لمن خاف شيئاً كيف يذهب عنه أن يقول {حسبنا الله ونعم الوكيل} آل عمران: 173 والله تعالى يقول {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} آل عمران:174

وعجبت لمن مُكر به كيف يذهب عنه أن يقول {وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد} غافر:44والله تعالى يقول {فوقاه الله سيئات ما مكروا} غافر: 45

وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها كيف يذهب عنه أن يقول {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} الكهف: 39 والله تعالى يقول {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} الكهف: 39 كذا سنة الله تبارك وتعالى فيمن صدق في التجائه إليه، ولم يتوكل في مهماته إلا عليه.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .