بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بقصيدتك الجميلة أخي العزيز الدكتور يوسف ، وهي تعبر عن مرحلة من المؤكد أنك قد تجاوزتها بكثير ، فأنت في هذه القصيدة كخير ما تكون تمكنًا من الوزن واللغة والقافية ، وقد عبرت عن المعاني التي تريد عنها بألفاظ مباشرة جهيرة.
وهذا النهج وإن كان مقبولاً بشكل مرحلي ، فإن المرحلة لابد أن تسلم إلى مرحلة أروع منها ، فنحن الآن ننتقل من أطوار كتابة الشعر مجرد الكتابة إلى مرحلة الكتابة الإبداعية ، وهذا يدل على الجهد الذي تبذله من أجل تطويع اللغة وإحداث نقلة جديدة في كتاباتك .
استوقفتني بعض الصور والتي كانت جميلة ولكنها ربما مكررة ولكن بصياغات أخرى مثل :
فرُحْتُ أقلب الأزمــــــان بحثاً ...... عن الأيـــَّـام في طلب المزيدْ
فبادرني من الصُحُفِ ســـراجٌ ...... يضيءُ بنـــوره الأفق البعيـدْ
فصورة جميلة هي تقليب الأزمان بدلاً من الكتب وكذلك صورة أخرى هي خروج السراج من الصحف وهي صورة فيها قدر من الفانتازية ، وربما يكون الأجمل لو أنك استخدمت أفعالاً ذات طابع حركي أكثر وهجًا وصورة أكثر ديناميكية ، مثل :
فيخرج من سطور الكتب جند
أقبله وقد فلّ الحديد ..
ويشرب من شعاع الشمس نخبًا
فينسى تحته \فيركل روحه العيش الزهيد
هذه على سبيل المثال ، وكان التحول إلى الأقصى ليكون هو الغاية المطلوبة فيه فكرة
جميلة لكنه بحاجة إلى أن يكون الأسلوب أكثر بعدًا عن المباشرة والتقريرية.
وفي النهاية هذه القصيدة -كغيرها من القصائد- تظهِر لنا شاعرًا يؤمن بأخلاقية واجتماعية الدور الذي يقوم به الشعر في التعبير عن دخائل الناس من حوله ، وهكذا هم الشعراء .
باركك الله ووفقك ، وأنتظر المزيد منك آخذًا في الاعتبار أن هذه القصيدة كتِبت من مدة طويلة وأنني قد رأيت لك بالفعل إبداعات فيها قدر أكبر من التطور والروعة
من أكتوبر إلى الأقصى
النمط الخطي
