العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 16-02-2008, 02:12 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي المعراج النبوي وأثره في الشعر الفارسي . د شيرين عبد المنعم حسنين

[FRAME="11 70"]

مجلات >آفاق الحضارة الاسلامية>شماره 10



المعراج النبوي وأثره في الشعر الفارسي

الأستاذة الدكتورة شيرين عبدالنعيم حسنين

أستاذة الفارسية ورئيسة قسم لغات الأمم الإسلامية وآدابها

كلية الآداب ـ جامعة عين شمس

القاهرة ـ جمهوريّة مصر العربيّة


الهبت المعجزة الكبرى التي خصّ بها اللّه‏ سبحانه وتعالى الكريم سيدنا محمداً (ص).. وهي المعراج النبوي... فما من نبي صعد إلى السماوات حتى سدرة المنتهى وتجاوزها ليرى الآية الكبرى للّه‏ في السماوات ثم عاد في نفس الليله ليكمل حياته على الأرض إلاّ خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (ص).

لذا فقد دفع المعراج النبوي بمشاعر الأدباء المسلمين على اختلاف لغاتهم ومشاربهم، فتناولوه من خلال أعمالهم الأدبية، حيث وظّفه كلّ منهم بما يخدم الهدف الذي أ ّلف عمله من أجله.

وقد تأثرت الآداب الغربية بالتراث الفكري الإسلامي، فراحوا يحاكونه، وأبرز شاهد على ذلك دانتى وكوميديته الإلهية المستمدة من الفكر الإسلامي(1)، والمصطبغة بالروح الأوروبية.

وقد كان الأدب الفارسي من بين الآداب الشرقية الإسلامية التي حفلت بالأعمال الأدبية التي عالجت فكرة المعراج النبوي.

وقد اخترت من بين روائع الأدب الفارسي عملين للدراسة من خلال هذا البحث أحدهما منظومة (منطق الطير) للشاعر الصوفي الكبير فريد الدين العطّار الذي يعد من أكبر مشايخ التصوف الفارسي، والثاني منظومة (جاويدنامه)، أي رسالة الخلود للمفكر الإسلامي الكبير محمد إقبال.

وسوف تقوم الدراسة في هذا البحث ـ بعد الحديث عن المعراج النبوي ـ على هاتين المنظومتين اللتين تعدان من روائع الأدب الفارسي مبينة كيف نجح كلّ من العطّار وإقبال في توضيف فكرة المعراج النبوي ليخدم الهدف الذي أ لّف منظومته من أجله ولنبدأ أولاً بالحديث عن المعراج النبوي، واللّه‏ الموفّق.


أولاً : المعراج النبوي

كان الرسول الكريم محمد (ص) قد قوبل بالإيذاء والجحود والنكران من قبل المشركين والكفار، وفي عام واحد ـ وهو عام الحزن ـ قد ماتت زوجته خديجة رضي اللّه‏ عنها التي كانت سكناً له، تداوي ما يلقاه من مشقة في سبيل الدعوة، وفي نفس العام مات عمه أبو طالب الذي كان حماية خارجية له يحميه من الأذى، فلم يكن أمامه إلاّ السماء تلك التي كلّفته بالرسالة ليبلغها للناس، فرفع الرسول (ص) أمره إلى السماء، يشكو ظلم أهل الأرض، فناجى ربّه قائلاً: (اللّهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين، أنت ربّ المستضعفين وأنت ربّي، إلى مَن تَكِلني، إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدوٍ ملَّكته أمري، إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي، ولكنّ عافيتك أوسعُ لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمرُ الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك، أو يحلّ عليَّ سخطُكَ، لك العُتبى حتى ترضى ولا حولَ ولا قوةَ إلاّ باللّه‏ِ العليّ العظيم).

فأراد الحقّ سبحانه وتعالى أن يُلفت نظر الرسول الكريم أنه إذا ضاقت عليه الأرض فإنّ ملكوت السماء يحتفي به ويرحب، وأنّ ربه الذي كلّفه بهذه الرسالة السامية، بلا شكّ سينصره رغم كلّ هذه الشدائد.

ومن هنا جاءت معجزة الإسراء والمعراج فجاء جبريل وهو (ص) نائم في الكعبة وأيقظه، ثم أتى له بالبراق(2)، فركبها حتى أتى إلى بيت المقدس، فربط الدابة في الحلقة التي يربط بها الأنبياء دوابّهم.

ثم دخل الرسول (ص) المسجد، وصلّى فيه إماماً بالأنبياء، ولما خرج أتاه جبريل بإناء من خمر، وآخر من لبن؛ فاختار اللبن، فقال جبريل أصبت الفطرة.

وكما هو واضح مما سبق أن معجزة الإسراء والمعراج قد تمّت بالروح والجسد، وأنها معجزة من اللّه‏ سبحانه تعالى سجلها في محكم تنزيله بقوله تعالى: «سبحان الّذي أسرى بعبدهِ ليلاً مِنَ المسجدِ الحرامِ إلى المسجد الأقصى » (3).

وكان الحقّ سبحانه وتعالى قد أراد بهذا الإسراء أن يعطي رسوله (ص) للناس الدليل المادي والعقلي ـ برؤية أشياء وأحداث تخضع لقوانين البشر ـ على صدق المعجزة الكبرى وهي عروج الرسول (ص) إلى السماء.


تلك المعجزة التي تفوق طاقة وقدرات العقل البشريّ.

أما عن المعراج النبوي، فقد عرج الرسول الكريم إلى السماوات السبع يصطحبه جبريل عليه السلام مرشداً له في رحلته السماوية.

فرأى في السماء الأولى آدم وفي السماء الثانية رأى يحيى وعيسى عليهما السلام وفي السماء الثالثة رأى يوسف وفي السماء الرابعة رأى إدريس وفي السماء الخامسة رأى هارون وفي السماء السادسة رأى موسى وفي السماء السابعة رأى إبراهيم صلاوات اللّه‏ عليهم أجمعين.

وقد شاهد الرسول عليه الصلاة والسلام خلال معراجه إلى السماوات السبع أشياء كثيرة نذكر بعضها: إنه مرّ على قوم يزرعون ويحصدون في يوم وكلّما حصدوا عاد الزرع في نفس ساعة الحصاد كما كان من قبل أن يحصدوا فسأل جبريل مَن هؤلاء؟ فأجابه: هؤلاء هم المجاهدون في سبيل اللّه‏ تضاعف لهم الحسنة إلى سبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فإنه يضاعف لهم.

كما رأى عليه الصلاة والسلام امرأة عجوزاً حاسمة ذراعيها وعليها من كلّ زينة، فسأل الرسول الكريم عنها، فأجابه جبرائيل: هذه هي الدنيا التي تفتن الناس بزينتها.

ثم رأى الرسول الكريم أشخاصاً يرضخون رؤوسهم بالصخر، حتى تشقّ وتسيل منها الدماء، ثم تعود كما كانت، ويعودون هم مرة أخرى ليضربوا رؤوسهم بقوة في الصخر، ثم تعود كما كانت، فسأل الرسول عليه الصلاة والسلام من هؤلاء يا جبريل، فأجابه: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن تأدية الصلاة.

كما رأى الرسول الكريم خلال المعراج قوماً تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد وكلّما قُرضت عادت كما كانت فسأل من هؤلاء يا جبرئيل؟ فأجابه: هؤلاء خطباء الفتنة الذين يقولون ما لا يفعلون.

كذلك رأى الرسول الكريم صخرة يخرج منها ثورٌ كبير، ويريد أن يرجع من حيث خرج، فلا يستطيع، فسأل جبرئيل عليه السلام عنه، فأجاب: إنّ هذا مثل الرجل الذي يعطي الوعد ويقسم عليه، ثم لا يفي به.

وأيضاً رأى الرسول الكريم (ص) قوماً يسبحون في بحر من الدماء، ويلقفون الحجارة بأفواههم، فأسال عنهم جبرئيل عليه السلام، فأجابه: هؤلاء أكلة الرباء.

كما رأى الرسول الكريم أُناساً يتركون اللحم الطيب أمامهم ويأكلون اللحم النتين، فسأل جبريل عليه السلام عنهم فأجابه: هؤلاء هم الزُناة الذين يتركون المرأة الحلال ويذهبون إلى المرأة الحرام.

كذلك رأى الرسول الكريم (ص) رجلاً يحمل حملاً لا يقدر عليه ثم يمدّ يده إلى شيء آخر ليزيد حمله فسأل جبرئيل عليه السلام عنه، فأجاب: هذا الذي يحمل الأمانة ويعجز عن أدائها وإذا استتبعنا المعراج النبوي فقد ظلّ الرسول الكريم (ص) وبرفقته جبريل يصعدان حتى وصلا إلى سدرة المنتهى وهي المكان الذي ينتهي عنده علم الخلائق فتوقف جبرئيل قائلاً للرسول الكريم: أنت يا رسول اللّه‏ إن تقدّمت إخترقت وإن تقدّمتُ أنا إحترقت.

فتقدم الرسول الكريم (ص) وتجاوز سدرة المنتهى ليرى الآية الكبرى للّه‏ في السماوات كما ذكر اللّه‏ عزّ وجلّ في محكم تنزيله «لقد رأى من آيات ربّه الكبرى » (4) وقد كانت رؤية الرسول الكريم للآية الكبرى هي المرحلة الأخيرة في رحلة المعراج حيث عاد في نفس الليلة ليكمّل حياته على الأرض كخاتم الأنبياء والمرسلين.

وبعد أن استعرضنا رحلة المعراج النبوي ما تحويه من معجزة إلهية يعجز العقل البشريّ عن إدراكها سنقوم بدراسة مدى تأثير هذا المعراج النبويّ في الأدب الفارسيّ وذلك من خلال رائعتين من روائع أعماله، فلنبدأ أولاً بمنظومة (منطق الطير) للشاعر الصوفي الكبير فريد الدين العطّار.


ثانياً : منظومة (منطق الطير)

أ ـ التعريف بها

تعد منظومة الطير للشاعر الصوفي الكبير فريد الدين العطّار(5) إحدى روائع الأدب الصوفي في الشعر الفارسي ويرجع تاريخ نظمها إلى عام 583 ه وقد نظمها العطّار في فن المثنوي في قالب الشعر القصصي وتقع في حوالي أربعة آلاف وستمائة وخمسين بيتاً من الشعر وقد حظيت هذه المنظومة بشهرة واسعة فترجمت إلى اللغات العربية والتركية والهندية والفرنسية والإنجليزية وذلك لأهميتها وقد استمد العطّار اسم المنظومة من القرآن الكريم من تلك الآية الكريمة رقم (16) التي وردت في سورة النمل إذ يقول المولى عزّ وجلّ : «وورثَ سليمانُ داوودَ وقال يا أيُّها النّاسُ علمنا منطقَ الطيرِ وأوتينا مِن كُلِّ شيء أنَّ هذا لهو الفضلُ المبينُ » .

وقد اختار العطّار لمنظومة طيوراً حقيقية فيما عدا إله الطير حيث رَمَزَ له بطائر وهمي يعرف بالسيمرغ(6).

والمنظومة عبارة عن مقدمة طويلة و 45 مقالة تتضمن سرد أحداث القصة ويتخلل بين كلّ مقالة وأخرى روايات عن مشايخ الصوفية ثم خاتمة.


وإذا استعرضنا أحداث المنظومة نجد أن العطار قد استهلها بمقدمة طويلة في حمد اللّه‏ عزّ وجلّ ونعت الرسول عليه السلام والحث على عدم التعصب بين السنة والشيعة والحديث عن شفاعة النبي (ص) التي اختص بها دون سائر الأنبياء لمنزلته الكريمة.

ثم انتقل إلى الحديث عن قصة معراج الطيور، فبدأ الحديث بذكر أن الطيور عقدت اجتماعاً كبيراً للتشاور فيما بينهم من أجل معرفة إله لهم يهديهم ويرشدهم، فأقبل الهدهد لرئاسة هذا الاجتماع، فرحّب به سائر الطيور هادياً ومرشداً لهم، لكونه فريد الحضرة ورسول الغيب مزوداً من الحضرة بالعلم.

ثم بدأ الهدهد في الحديث إلى الطيور لحثهم على سلوك الطريق فأخبرهم بأن جميع الممالك لها ملك يدير أمورها ويمتثل الجميع لأمره ثم اطلعهم بأن لهم ملكاً يدعى السيمرغ يعيش خلف جبل قاف لكن الطريق إليه تكتنفه الصعاب والأهوال ولابد من التحلي بالشجاعة والتضحية بالأرواح حتى يمكن الوصول إليه.

فتحمس الطيور بعد حديث الهدهد لخوض الطريق وإن كان هناك من الطيور من تملكها الخوف فراحت تقدم المعاذير الواهية لمرشدها الهدهد.

ونذكر بعضاً من هذه المعاذير التي تمثل علل البشر لعدم سلوك الطريق الصوفي، فقد اعتذر البلبل بسبب عشقه للوردة فردّ عليه الهدهد بالحجج عن زيف هذا العشق.

كما اعتذرت الببغاء عن المضي لأنها خضر الطيور وتكتفي برشفة واحدة من ينبوع الحياة وقد ردّ عليها الهدهد بأن هذا ليس ينبوع السعادة فلابد من نثر الروح من أجل الحبيب وطلب ماء الحياة منه.

كما تقدمت الصعوة واعتذرت عن عدم المضي لاحساسها بضعفها، فلامها الهدهد لهذا العذر الواهي.

ثم راح الهدهد يشد من أزر الطيور ويقنعها بضرورة السلوك حيث أن العشق أسمى مكانه من الإيمان والكفر ويبين لها رسومه وآدابه.

فاستجابت الطيور للهدهد، وعقدت العزم على سلوك الطريق، وفي أثناء قطع الطريق تقاعس البعض وتخلف، وذلك لقلة إيمانهم وعدم صدقهم في سلوك الطريق، أو لانشغال البعض بما فتن الطريق، كما هلك البعض.

وقد استعرض العطّار هنا أودية الطريق التي تُعدّ هنا المقامات التي يسلكها السالك الصوفي كمراحل لتصفية روحه، حتى يحظى في نهاية الطريق بالمشاهدة الإلهية، التي هي هدف كلّ سالك.

وقد كانت أودية الطريق عند العطّار سبعة وهي : وادي الطلب، وادي العشق، وادي المعرفة، وادي الاستغناء، وادي التوحيد، وادي الحيرة، وأخيراً وادى الفقر والغناء.

وإلى أن قطعت الطيور أودية الطريق السبعة كان قد فنى معظمها، فلم يصل منها غير ثلاثين طائراً إلى الحضرة الإلهيّة.

وعندما نظر الثلاثون طائراً إلى السيمرغ، كان هو نفسه الثلاثين طيراً، وحينما نظروا إلى أنفسهم كانو هم أنفسهم السيمرغ، فغلبتهم الحيرة فجاءهم الخطاب من الحضرة قائلاً بلا لفظ: إن صاحب الحضرة مرآة ساطعة كالشمس، كلّ من يقدم إليها يرى نفسه فيها، ومن يقبل بالروح والجسد يرى الروح والجسد فيها، وحيث أنكم وصلتم ثلاثين طائراً فبدوتم في هذه المرآة ثلاثين طائراً، فلا تدركنا عين، فكيف تدرك عين النملة نور الثريا؟! وكيف تحمل نملة سنداناً؟! وكيف تحمل بعوضة فيلاً بين فكيها؟! لقد سلكتم الأودية من أجلنا، فبقيتم في وادي الذات والصفة فاقدي الأرواح ونحن الجوهر الحقيقي للسيمرغ، فامحوا أنفسكم فينا بعز وإجلال لتجدوا أنفسكم فينا فانمحوا فيه إلى الأبد مثلما ينمحي الظل في الشمس.

.
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .