صمت الكلام

[إيناس]

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

فلنبدأ التعليق بقولي صباحك وصباح الذين ردوا على هذا العمل لاسيما العنود النبطية العزيزة سكر

أحصي أوراقي ..وأرتبها

أبعثر أقلامي ...ثم أرتبها
كانت هذه الجزئية جميلة للغاية ، فهي أعطت شرارة الانطلاق لحالة الصراع بين كل من الأوراق
والقلم ، ويمكن لكل فرد أن يؤول الأوراق والأقلام بما يتناسب مع طبيعة فكره ، فهي دليل على اختلاف كبير جوهري (الزوج والزوجة- الرغبة والرهبة- القدرة والتمني -العقل والعاطفة ...إلخ)
كلمة ثم تفيد الترتيب مع التراخي كما يرى النحاة مما يجعل عملية الإحصاء للأوراق عملية آلية سريعة لكن ترتيب الأوراق عملية تحتاج إلى وقت ، كأننا بإزاء العقل وكيفية تنظيم أفكاره .وهذا الشطر به رسالة مفادها أن جمع ما تناثر من الذهن أمر يحتاج إلى وقت طويل لتبرز معاناة إنسانية بين صراع إرادتين.
أوراقي تكره الصمت
وأقلامي الصمت قاتلها
أقد هذا الصمت برسم وردة
ترسمني عشرات المرات
وأرسمها
لأخرج من حاضري نحو المغيب
ومن كوني نحو المُتمنى
الصمت في هذه الجزئية يأتي كعامل مشترك تجتمع فيه كراهية الورق والصمت ،وكأننا نعبر عن حالة إنسانية فريدة تتوحد فيها المشاعر المتناقضة في مواجهة خطر ما . هنا الصمت لا يأتي ليكون صمتًا حقيقيًا وإنما يأتي ليكون ذا معان مختلفة ،كتبلد الحس
الفتور النفسي ، الملل ..إلخ
الجزء الموجود أمامي أقلد هذا الصمت .....نحو المتمنى عبر عن فكرة فلسفية ربما كانت تحتاج إلى قدر أكبر من الإتقان لكنها دليل على أن النضج لديك زاد خانة وهذا أمر جيد هنا يأتي الصمت بمعنى الملل المتمثل في شكل الوردة الذي يكشف النص عن أنها شبه ذابلة ، أما لفظة ترسمني عشرات المرات فهي دليل -حسب فهمي- أن حالتها هي التي تستثير الفرد .في عرف الإبداع نقول القصيدة تكتبه أي أنه في حالة تسيطر القصيدة عليه ويشعر بالانسياب الطبيعي لكتابة ما يريد .بهذا المعنى نجد أن الوردة تعبر عن حالة تستثير المشاعر لديها فتجعلها ترسم ،كأن الرسم هو لغة حوار حزين بين كل الجانبين.
ثمة ما لا أفهمه في الهروب نحو المتمنى ومن الحضور حتى المغيب .ربما تقصدين صورة متحركة كأن الوردة امتصت فيها الكاتبة واخرجتها من هذا الكون وهي وإن كانت صورة جميلة لكنها منبتة الصلة عن باقي النص .
وأعود ...
لرهبة الصمت
لصقيع هذا السكون المخيف
جميل للغاية تعبير صقيع السكون ، فرغم أن السكون حالة هادئة إلا أنك جعلت منها رعبًا
وحالة حركية مختبئة
تخشبت أصابعي
وتجمد الكلام
التعبير تجمد الكلام كان متسقًا مع طبيعة الصقيع وأحدث مراعاة للنظير فمقابل
صقيع السكون هناك جمود الكلام ،ويأتي الكلام ظاهرة إنسانية ككلمة الحق المختنقة
أو الأماني المختنقة التي لم تجد طريقها إلى من يستمع إليها فضلاً عن أن يحققها.
وإحتبست أسراري في الصدر
كشهقة وردة قُطفت بغتة
جميل للغاية هذا التعبير وما هو ملوّن بالأحمر أرجو أن تستبعديه عن إعادة كتابة النص
لأنه إضافة لا داعي لها ومفهوم معناها من السياق ومن طبيعة الحالة .كان التعبير شهقة وردة قطفت بغتة جميلاً للغاية ، إذ أنه اتسم بأنسنة الوردة ،وكان تعبير بغتة موحيًا بشدة المفاجأة والألم.التعبيرات انتقلت من الطبيعة المادية للصمت والكلام لتبحث عما وراءها من شعور ربما بالقهر وربما بالملل وربما بالتجاهل ......إلخ وكل هذه المعاني كانت حاضرة إلى ذهني من خلال المعاني والمدخلات المخبوءة في ثقافة كل واحد منا عن معاني الصمت والكلام .وهذه التعبيرات أعجبتني للغاية واتسم هذا العمل بقدر كبير من المرونة ومحاولة التفرد بأسلوب خاص يميز كتاباتك عن كتابات غيرك.
عمل جيد أعجبني للغاية وإن كان (الفصل الأخير)أفضل منه .أحسنت وارجو لك التوفيق دمت مبدعة دائــــــــــــــــــــــــــــــــمًا
والوردة في الروح
والأرض صحاري
والصحاري دون ماء

........

أخي المشرقي الإسلامي
وكعادتك، هاأنت تعري خبايا كلماتي وتُشَرِّح بمشراط الناقد المتمكن معان ظنت نفسها مختفية برداء الصمت

فشكرا لك أيها الأخ العزيز على هذا التشجيع الدائم الذي أحضى به منك ...
وكما ترى فلازلت أتتلمذ وأحاول أن أسمو بلغتي حتى تكون في مستوى مرورك .