معلّقة لبيد بن ربيعة
البحر : الكامل . عدد الأبيات : 89 موزّعة فيما يلي : 11 في ديار الحبيبة . 10 في رحلة الحبيبة وبعدها وأثره . 33في الناقة . 21 في الفخر الشخصي . 14 في الفخر القبلي .
يبدأ الشاعر معلقته ببكاء الأطلالووصفها ، وكيف أنّ الديار قد درست معالمها حتّى عادت لا ترى فقد هجرت ، وأصبحت لايدخلها أحدٌ لخرابها :
عفتالديار محلّها فمقامها بمنىً تأبّد غولهافرجامها
رزقتمرابيع النجوم وصابها ودقَ الرواعد جودهافرهامها
ثمّ عاد بمخيلته شريط الذكريات،ذكريات فراق الأحبّة فيتحدّث عن الظعائن الجميلات الرشيقات ، وعن هوادجهنّ المكسوّةبالقماش والستائر :
مشاقتكظعن الحيّ يوم تحمّلوا فتكنّسوا قطناً تصرّخيامها
منكلِّ محفوف يظلّ عصيّه روح عليه كلّةٌ وقرامها
ويرى أن يقطع أمله منها ويتركرجاءه فيها ما دامت نوار قد تغيّر وصلها :
ما قطعلبانه من تعرّض وصله ولشرّ واصل خلّة صرّامها
ثمّ يأخذ في وصف ناقته بألفاظغريبة وتعابير بدوية متينة ، فهو يشبهها بالغمامة الحمراء تدفعها رياح الجنوبفيقول :
فلهاهبابٌ في الزمامِ كأنّها صهباء خفّ مع الجنوبحمامُها
واُخرى يشبّهها بالبقرة الوحشيّةقائلاً :
خنساءُضيّعتِ الغريرَ فلم ترِمْ عُرْضَ الشّقائقِ طوفهاوبُغامُها
لمعفّرقَهْد تنازعَ شلوهُ غبسٌ كواسبُ ، لا يُمَنّطعامُها
وعلى الرغم من تعرّضه لوصف الناقةفلم تفته الحكمة :
صادفْنَ منها غرّة فأصبنها إنّ المنايا لا تطيشسهامها
ويقول :
لتذودهنّ وأيقنت إن لم تَزُدْ أن قد أحمّ منالحتوفِ حمامها
فهو مؤمن بقضاء الله ، قانع بماقسم له وكتب عليه ، راض بذلك ، ويدعو النّاس إلى الرضا :
فاقنعبما كتب المليكُ فإنّما قسم الخلائق بينناعلاّمها
ثمّ ينتقل لبيد للفخر بفروسيّته،وكونه يحمي قومه في موضع المحنة والخوف ، يرقب لهم عند ثغور الأعداء وهو بكاملعدّته متأهّباً للنزال ، حتّى إذا أجنّه الظلام نزل من مرقبه إلى السهل ، وامتطىجواده القوي السريع :
ولقد حميت الحيّ تحملمثكتي
فرطٌ وشاحي إذ غدوتلجامها
فعلوت مرتقباً علىذي هبوة
حرج إلى أعلامهنّقَتَامُها
حتّى إذا ألقت يداًفي كافر
وأجنّ عورات الثغورظلامها
أسهلت وانتصبتْكجذعِ منيفة
جرداءَ يَحْصَرُ دونَهاجرّامُها