من قتل هذا المُنْتَحِر؟ هل قتلته أنا؟

[محمد محمد البقاش]

من قتل هذا المُنْتَحِر؟ هل قتلته أنا؟

بالأمس الجمعة 12 يونيو 2020م ووري الثرى خمسيني وضع حدا لحياته في بيته شنقا بمدينة فاس، وتم اكتشاف موته من خلال انبعاث روائح من جثته التي بدأت تتحلل، وقد حمله على ذلك الجوع، جوَّعوه بالحجر الصحي، وليست هذه هي الحالة الوحيدة للانتحار في ظل جائحة كورونا في المغرب، بل هناك غيرها وجميعها تتعلق بالإهمال الذي طال المواطنين، والتسويف في تقديم المساعدات الغذائية لهم.
وكنا قد نبهنا إلى هذه الظاهرة قبل وقوعها في كتاباتنا، وحذرنا السلطات منها، ونصحناهم باتخاذ ما يلزم لتفاديها، ولكن لا حياة لمن تنادي، وكيف تنادي على أموات قد تقلدوا مناصب ليست لهم ولا هم يستحقونها، كيف تحبس الناس في بيوتهم ولا تقدم لهم ما يقتاتون به؟ الدجاج والخرفان والحيوانات بصفة عامة إذا تم حبسها يُجلب لها ما يقيم أوَدها فكيف بالبشر؟ ثم من جوَّع هذا الرجل حتى وضع حدا لحياته؟ أليست الدولة السفيهة بمسؤوليها السفهاء؟
ترك المسكين رسالة مكتوبة بلهجته العامية يقول فيها: ((أَنَ كَنْموتْ بْجُّعْ مَكَيْنْس دَعْمْ سولْطا كْدَّبِينْ مُنَفِقينْ))، أي: أنا أموت جوعا ولا يوجد دعم من السلطة فهم كذّابون منافقون.
أية سفاهة في السفهاء الذين بيدهم أمور الناس؟ أي صنف من الناس يتقلدون مسؤولية رعاية المواطنين؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي على الناس سنين خداعات يُكَذَّب فيها الصادق ويُصَدَّق فيها الكاذب وينطق فيها الرُّوَيْبِضة قالوا وما الرويبضة يا رسول الله قال: ((الرجل التافه يتكلم في أمور العامة)).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة بتاريخ: 13 يونيو 2020م