وبعد أن أوردت سابقا ( كتاب الطلاق )
أكتب في هذا الرد ما يتعلق بالموضوع الأساس ، فأقول بقول مشائخنا حفظهم الله :-
الطلاق هو إنهاء للعلاقة الزوجية بسبب من الأسباب، وقد أباحه الشرع عندما تصبح الحياة بين الزوجين مستحيلة، وعندما يشتد الشقاق والنزاع بينهما ، وبذلك يكون الطلاق حل نهائى لما استعصى حله على الزوجين وأهل الخير والحكمين بسبب اختلاف الأخلاق، وتنافر الطباع، وفشل استمرار مسيرة الحياة بين الزوجين، مما قد يؤدى إلى ذهاب المحبة والمودة وتوليد الكراهية والبغضاء؛ فيكون الطلاق عندئذ طريقًا للخلاص من كل ذلك ، وهذا يعني أن الطرفين كليهما أو أحدهما كان السبب في وقوعه دون إلقاء التبعية على أحد دون آخر ، رغم أن قرار الطلاق يكون بيد الزوج
والمرأة المطلقة لا يجب أن تحمل وزر الطلاق كله ، وكم من إمرأة مطلقة لم يكن لها يد في ذلك الذي لحق بها إلا إنها كانت صالحة في بيت رجل طالح
وأعرف حالات كثيرة يكون الزوج فيها ( سكير عربيد ) لا يعرف حقا لزوجته عليه أبدا ، ولا يقوم بما أوجبه الله تجاهها ، هنا تستحيل الحياة معه ، بل إن مفارقته من الواجبات إذا لم يستقم
فهل تحمل مثل تلك المرأة الإثم لأنها تطلقت ...؟؟
ما ذكرت سبب واحد من بين آلآف الأسباب التي يحدث الطلاق بموجبها ، ونادرا ما يعرف السبب الحقيقي للطلاق حتى من الأقارب أنفسهم ، والطلاق لم يشرعه الله إلا لإنهاء تلك العلاقة الوثيقة إن وصلت الحياة إلى طريق مسدود بينهما
وللأسف فإن نظرة المجتمع نحو المطلقة نظرة قاصرة كانت ولا تزال للأسف على ذات المنوال
وكم من المطلقات اللآتي أقمن أسرا بعد ذلك في زيجات أخرى أكثر تماسكا ، وترابطا وتفاهما وحبا واحتراما
والعجيب أن الزوج عندما يطلق زوجته ومعه أطفال صغار يوكل لتلك الزوجة التي طلقها تربية أطفاله ، وهذا أول إعتراف منه بأنها الأكفاْ في ذلك ، ولكن هذا لا يعني أن الحياة بينهما كانت على ذات الكفاءة ، وكل طرف في تلك العلاقة الربانية يتحمل طرفا من المسئولية المشتركة
ولنا في أحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وفي أفعالة ما يغني عن غيرها
فقد قال في ما معنى الحديث إن المرأة خلقت من ظلع أعوج إن أردت أن تقومه كسرته ، وإن أبقيته بقي أعوجا
وقال عن المرأة أيضا فيما معناه إن ساءك منها أمرا فقد ارتضيت منها آخر
بتلك الطريقة وذلك الأسلوب تكون الحياة ، وتستمر
وإن لم يكن ذلك ، فسيغني الله كل من سعته ، ولعل في البديل خير من الأول لكلا الطرفين
والله أحكم واعلم