أخي محيي الدين :
كلما غلبني الحزن واشتد بي الكرب عصفت بي كلمات هذه
القصيدة لا أدري ما سبب تعلقي بها، لقد سكنتني واحتلت
أعماق أعماقي منذ لحظة لقائنا الأول عام ١٠ ـ ٢ ـ ١٩٨٥ .
أدركت حينها أنها لن تغادرني أبدا؛ لأن كل حرف من حروفها
يضرب في أعماق ذاكرة مثخنة بجراح أمة...لا أستطيع الانفلات
من قبضتها، فغداة كل ضربة جديدة ينفتح الجرح فأجدها
تدعوني لقراءة تحيي بداخلي مرارة الحروب والهزيمة ...لكم
أرهقتني.
لكنني قررت هذه المرة أن أدعوكم لقراءتها معي بالصور
ما دام حزننا مشتركا وهمنا واحدا..
وهي للشاعر الفلسطيني الكبير طه محمد علي.
القصيدة من الشعر الحر وتعج بالكثير من الدلالات القابلة
للتأويل وما أوردته هنا من صور عبرت من خلالها عن جزء من
مشاعري أثناء قراءتي لسطورها، لكن الحزن الذي استقر على
راحتي باشقا أليفا يقتات من لحمي ودمي كل يوم أصبح يكتنفه
الغموض!!
ألا تصبح الأحزان من شدة ضراوتها وتكدسها مبهمة لا طعم لها
ولا رائحة تميزها عن بعضها لهذا انتقيت صورة مطموسة
المعالم على هذا النحو، فالأحزان عندما تتراكم بسرعة البرق
كتلك التي عشناها في شكل ضربات متتالية زمن الكوارث
لتتشابك وتختلط وتصبح غريبة .
أنا أيضا لست فنانة يا محيي الدين، هذه فقط قراءة مبسطة
للقصيدة بعيني قد ينقلها آخر غيري بلون آخر وبشكل مختلف..
شكرا للمتابعة ولك مني أطيب المتمنيات بحلول السنة الهجرية
الجديدة وكل عام وأنت بألف خير.