في زمن الصبا كان حلمنا لعبة هي عالمنا الجميل المليء بالعطر و الياسمين ... رحنا نسعى ، شققنا الأرض، ذهبنا ذات اليمين و ذات الشمال ، كبرنا و كبرت أحلامنا ، تعدت طموحاتنا حد المعقول حتى أدخلتنا في متاهات الخلود، و رحنا نخاطب ما تبقى من عقول ، فقالت لنا : عودوا إلى الصبا... عذرا فقد أطلت الكلام... لكم مني أرق التحيات.
حلاوة النجاح تكمن في أن نرى ثمر ما زرعته أيدينا و بذلنا له الغالي والنفيس للحصول عليه
و حصولنا على مرادنا بدون أي مجهود يقلل من قيمة ما حصلنا عليه و يقلل من لذة الإنتصار
لا أؤمن بشئ يدعى حظ ..
لكن أؤمن بطاقة أثيرية إيجابية تعكس إيجابيتنا و تردها لنا ..
و تعكس بؤسنا فترد عليه أيضا ..
الحالة النفسية لها دور كبير فيما يحدث لنا ..
فالله سبحانه وتعالى عند حسن ظننا به
عموما الطرق الصحيحة المختصرة لنيل المطالب و المنى تقلل من مدة دوامها لنا
بسبب عدم أعطائنا لها القيمة المناسبة و بالتالي التفريط بها
و غالبا لا تكون صحيحة تلك الطرق
روى ان أحد الملوك خرج مع أبنه فى رحلة للصيد
و بينما هم يصطادون شاهدوا أسدا يهاجم فريسة و بعد ان نال منها
جاء ذئب فأكل ما تبقى من صيد الأسد
فقال الابن لابيه يا أبت هذا الذئب لم يتعب و يجهد نفسه و آتاه رزقه من غير كد و لا تعب
فقال له أبوه كلمة تقطر حكمة :
" يا بنى كن أسدا تأكل من بقاياك الذئاب
و لا تكن ذئبا يأكل من بقايا الاسود
و هنيئا لاصحاب المعالى فى كل أمرهم
النمط الخطي
