يا حبيب ألبي خلينا بصلب الموضوع لا في جزيئات مقتطعة، وأنا متأكد أنك تفهمني عال العال من خلال كلامي السابق... وعن أوباما مثلا، ألا ترى أنك أنت أيضا، تحب الفقراء وتعيش في حي الفقراء ؟
وتأكل وتنام مثله وتشرب وتستيقظ، وبالنهاية سوف تمووووووووت ؟
إذن فعندما ينظر إليكما سيدي حرازم يطرونس فإنه لا يرى فيكما، مسلما ومسيحيا، بل شخصان يحبان مساعدة الفقراء وفعل الخير إلى غير ذلك..
ابن تيميتك أو دينك، وهي العبارة التي قصدت بها يمامة مضاربنا، كنت أقصد بها فهمها الخاص لعقيدتها بالشكل الذي ورثته عن أجدادها، وكيف أنها باسم ذلك الذي في رأسها، تحرم أناسا آخرين من نفس الحق. وبالتالي حقوقا مدنية أخرى هكذا بجرة قلم متعسفة.
ما أجملني.
وما أروعني..
وما أحلى هذا الكلام الذي أنطق به.. والذي ينم عن منطق عذب ومتسامي.
إقتباس:
والقاعدة تقول الاختلاف لا يفسد للود قضية
|
وهناك قاعدة أخرى تقول بعكس ذلك، أن الإختلاف يولد التفجير والقتل والارهاب.
أليس كذلك ؟
عزيزي، لما أتينا إلى هذا العالم، وجدناه جالسا على كرسي افتراضات قديمة، واثقا أنه عرف كل شيء وميز بين الخير والشر (نظر إلى حالة اليمامة)، وعليه كان وما يزال صدق المرء من عدمه رهين هذه الافتراضات القديمة، التي وحدها تحدد معيار الحق، وهكذا ظلت حياة الانسان وحقائقه ومسلماته لا تقوم على معقولية الخطاب وتماسكه المنطقي بل تعتمد أكثر على القوى الكامنه وراءه، فتمة قوانين من اللازم علينا القبول بها، ونحن ككائنات بشرية سنظل متورطين بكل غباء في هذه العلاقة السلطوية.
أليس حريا بنا أن يكون انتماؤنا أصليا ؟؟؟؟ إلى الإنسانية وحسب، إلى عقلها ومنطقها وواقعها ؟
ثم لاحظ جيدا...
ها أنتذا تحترمني، وتناديني بالصديق، مع أنني طلعت في نهاية الحلقة، يهودي.
أليس هذا أجمل وأروع وأرقى من أن نقزم علاقاتنا إلى علبتين منتفختين بهلاوس الهوية الضيقة ؟؟؟؟ ويقف كل واحد منا فوق هضبة انتماءاته العرجاء، فيتحدث الواحد عن مسيحيته او يهوديته او اسلامه ونحن هنا، دون أن ندري، نؤكد ذلك الشرخ ونعمق، ونزيد من جرح الانسانية.
كن جميلا يا صديقي. وسمحا، وواسعا ومتعددا، وإنسانيا.
أختم بمطلع قصيدة لإيليا :
قال السماء كئيبة وتجهما.. قلت ابتسم يكفي التجهم في السما.
وتحيا البضائع السيديحرازمية اليطرونسية.
نهاية الفاصل.