إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة اسم المستخدم
و اني لما اقرأ القرآن يا صديقي/ اشعر بتعاطف كبير مع الانبياء اذ انهم اناس اصحاب مبادئ يتبعهم "اراذل الناس و العبيد و العامة "، و يعاديهم اصحاب الجاه و السلطان عكس علمائك الذين يستعدون العامة و يزينون للسلاطين سوء اعمالهم و يقبضون منهم ثمن ذلك.
و لما اقرا سير الائمة الاربع و سير الصالحين و الصادقين ممن هم حقا من ورثة الانبياء ارى اوجه الشبه بالانبياء حاضرة فيهم... و اولها القهر و التنكيل و التعذيب و السجن و الوعيد و التهديد من الملأ و اصحاب النفوذ و السلطة من جهة و تعاطف "المحقورين" و الفقراء و المساكين معهم من جهة اخرى
فهل ينطبق هذا على علمائك؟
لا طبعا
و ما فتواهيم اوقات الحرب و السلم و وقوفهم في صف و الامة في صف آخر الا دليل على جهل بالمعطيات و النتائج في احسن الاحوال.
يقول السيد المسيح : "الحق اقول لكم انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السموات". البشير متى 19 . 23
و الحق اقول لك انه من اغترف من نعيم السلطان يعسر عليه التشبه بالانبياء
فلا تحاول وصل الثرا بالثريا و لا تقل لي لحوم العلماء مسمومة فقد دب السم فينا مذ اغتيل نموذج ذلك الاعرابي الذي رفع سيفه في وجه عمر بن الخطاب قائلا لو راينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا
لا ادر في اي زمن بالضبط لكني متأكد ان لامثال "علمائك" يد فيما حدث له و لنا من بعده.
دام لك السرور بغنيمتك من "العلم" و دام لي فقري منه فقليلي عن كثيرك يغنيني
|
أخي الكريم لقد فتحت بابا واسعا عن معرفة العلماء الربانيين , وهذا موضوع مهم لأنه ملتبس على كثير من المسلمين , معتقدين أن العلماء فقط هم الموجودون في السجون , وأن فتاواهم لا توافق أبدا ما يرغبه السلاطين .
والسؤال الذي يطرح نفسه : لو كان الأمر كذلك فكيف يمكن للناس معرفة دينهم و علمائهم معذبين في السجون ؟
كيف يخلوا زمن بلا علماء وهم بحاجة ماسة إليهم ؟ هل يقبض الله العلم بسجن العلماء ؟
هذه المعطيات مخالفة لما جاء في السنة الصحيحة لأن النبي - صلى اله عليه وسلم - قال :
" إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"
فهذا وعد إلهي لابد أن يتحقق، لا يمكن أن يتخلف بأي حال من الأحوال، وهو بهذا الاعتبار من البشارات النبوية العظيمة، فالتجديد قدر، ومن ذا الذي يستطيع أن يرد قدر الله، مسكين هذا الذي يفكر في ذلك فضلاً عن أن يحاول، حاله أشبه ما يكون بالذي يريد أن يفتت الجبل فينطحه برأسه.
ففي كل الأزمنة لا تخلو من العلماء ، إلا في آخر الزمان يقبض الله العلم ولكن ليس بسجنهم لأنهم خالفوا حكامهم و إنما بموتهم لقوله صلى الله عليه وسلم :
"إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا "
فالعلماء في هذا الزمان كثيرون ولله الحمد.
أما القول بأنهم لا يختلفون مع سلاطينهم فهذا خطأ , لأن هناك عدة أمور وقضايا سياسية و إجتماعية إختلف فيها علمائنا مع حكامهم ولا يتسع المجال لذكرها كلها.
أما قولك يا أخي العزيز بأنك درست سيرة الأئمة الأربعة وأنك وجدت فيه اوجه الشبه بالانبياء حاضرة فيهم., فهذا صحيح , وهل درست موقف أحمد بن حنبل رحمه الله مع الخليفة المعتصم حين أراد مواجهة الثورات والفتن التي كانت من قبل الزط، وهم قوم من السند (باكستان وبنجلاديش الآن) , وكذلك ضد "الخُرَّمية" التي تنسب إلى أحد الزنادقة، ويسمى بابك الْخُرَّمى،وغيرهم
لقد كان موقفه واضحا مع الخليفة ضد أولئك الزنادقة , بالرغم أن أحمد بن حنبل - رحمه الله - تعرض للتعذيب والسجن على يد المعتصم في محنة خلق القرآن (وهي مسألة كفرية) إلا أنه لم يدعوا أبدا للخروج عليه و شق العصا عن طاعته تجنبا للفتن وحقنا لدماء المسلمين , على عكس ما نراه اليوم من دعاة الضلالة و الخوارج الذين أوقعوا العديد من شبابنا في متاهات و نتائج كارثية لم تخدم الإسلام أبدا.
ولمناقشة هذا الموضوع أكثر فقد فتحت بابا في الخبمة الإسلامية :
http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=76364