مناجاة طيف مهزوم
عجيب ..
أردت هذا الطيف لى وحدى .. يا إلهى ما أروعه ..
أريده لكنه ليس ملكى .. إنه فى أحضانها هى .. هذه التى لا أعرف عنها سوى أنها إنحدرت من جبل الأولمبس .. يقولون أنها أفروديت والبعض يدعى أنها أثينا .. لا يهم .. المهم أن أسلبها طيفها فيكون لى وحدى ..
يا إلهى من تكون .. لقد جربت كل أسلحتى فعدت مهزوما وبكيت كالأطفال .. رميتها بطيفى الأزرق والأحمر .. لا يجدى .. جربت كل شىء .. الآن عرفت .. إن طيفها هو الأبيض .. يا رباه إنه يغلب كل أطيافى ومنه خلقت كلها وأمامه تتفت كحبات السكر ..
من تكونين يا أنت ؟ لا أريد طيفى .. لا أريده ..
لقد عرفت الآن كل ما أريد .. إنه أنت .. خذى طيوفى السبعة وامنحينى إبتسامة رقيقة .. فهى عندى أروع من حبات المطر حين تترقرق فأخرج بعدها إلى النور .. إمنحينى بسمة واحدة ..
إنتظرتها هذا الصباح .. طويلا .. تمر الدقائق كأنها الدهر ..
ناجيت طيفها .. فلم تسمعنى .. فأصابنى الهذيان ..
ناجيت كل طيوف السماء لكننى من داخلى كنت أناجى طيفها هى .. طيفها وحدها .. غلبنى الشوق فناجيت نسمة الصباح وتبسمت حين مرت على خدودى تحمل هذا العطر المميز ، عرفت أنها هنا فأنا أعرف أن نسمة الصبح هذه زفرة من أنفاسها .. قلت لها كل الكلمات لعلى أتنفس بعضا من هذه النار التى تأكلنى .. ناجيتها وصورتها فى عينى أنا .. لماذا لم تأتى .. تحركت أصابعى لتنتقم منها هى .. عفوا بل منى أنا .. سطرت أحرفى على سطح الماء بأقسى الكلمات .. هكذا أتمرد كالأطفال وتصبح ثورتى طفولية .. لكنها حرمتنى من طيفى .. روحى .. هى تستحق .. أن أنتقم منها كل صباح .. وأقبل أناملها كل مساء ..
هذيان طيف
النمط الخطي
