سؤال رغم صغره إلا أنه ( أصعب ) من أي سؤال
لأن من يملك الجرأة ليجيب عليه فهو واقع بين واحدة من إثنتين
إما أنه ( صريح ) وهذا نادر الوجود في هذه الأيام
أو أن يكون ( شجاع ) وفي ذلك تكون مصارع الرجال
وسأحاول أن أجد إجابة بين الصراحة والشجاعة لأكتبها ، فأقول
البرد الذي يتعلق بالجو الخارجي أمره سهل
فقد نستطيع التغلب عليه بنار أو بدثار
وإن ساءت الأحوال تجمدنا منه ، فخرجت النفس إلى بارئها
وهو أرحم بالعبد من نفسه سبحانه
ولكن المشكلة الكبرى هو ذلك البرد الذي عبرتي عنه بــ
فذلك قمة الألم والمعاناة ، ولا يخرج عنه كبير أو صغير
فهو ( برد ) لا يصيب إلا من حمله في داخله وأعماقه
فنراه يسير هنا وهناك بحثا عن ( الدفء ) من كلمة أو حرف أو إيماءه
وكلما كان الإنسان صادقا في بحثه عن الدفء كلما ازداد ألمه وعناءه
والعجيب أن ذلك البرد رغم قساوته وقوة زمهريره سرعان ما ينتهى عندما نجد ( بارقة أمل )
فتكون تلك البارقة بوابة إلى ( الربيع ) الذي يعقب الشتاء وثلجه ، والبرد وقساوته
رغم أن ذلك الدفء قد يكون في حجمه صغيرا لا يلتفت إليه الآخرون
ولكنه عند من يحتاجه أكبر من الجبال الرواسي حجما وثقلا
سأكتفي بما كتبت ، ففي الإسهاب ما قد يجعل مني ( شجاعا )
وعندها سأكون ممن يقال عنهم ( كان بيننا رجل )
تحياتي