العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال تحديات مجنونة: كسر حدود التحمل (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال باربي الاوكرانية وحلم الدمى البشرية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال أنين الموتى ورعب القبور (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال المنقرض الأفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: السحر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الشجرة الملعونة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال السرنمة (المشي اثناء النوم) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الحيوانات تنطق وتتكلم حقيقة أم خيال؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال البحث عن الكنوز المفقودة .. ما بين العلم والسحر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-01-2008, 07:38 PM   #11
مغربي
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 298
إفتراضي

تسارعت في الآونة الأخيرة إحصائيات ضحايا الحصار المفروض على قطاع غزة من المرضى، حتى بات كل مريض حرمه الحصار من العلاج مؤمنا قانعا بأنه قد يكون شهيد الحصار التالي.



(و إذا مرضت فهو يشفين)، آية قرآنية ملؤها التفاؤل تستقبل كل من يدخل قسم الأورام و الدم في مستشفى الشفاء في غزة، بين هذه الجدران الخضراء الكئيبة ينتظر مرضى السرطان الموت بصمت، يعانون بصمت ويصرخون بصمت، ثم يرحلون بصمت.



يخبرني المسؤول في الاستقبال- وقد رفض ذكر اسمه- أن المرضى ينتظرون الموت البطيء في ظل الحصار، فبعضهم ممنوعون تحت ذرائع أمنية بأمر من السلطات الإسرائيلية من التحويل للعلاج بالخارج، بينما بعضهم حصل على الموافقة و لا يجد معابر مفتوحة ليخرج منها ، و الهم الأكبر الذي يتقاسمه مرضى السرطان هو نقص الأدوية الكيماوية و قد باتوا يعيشون- كما مرضى الكلى- على المسكنات و حسب!!



فاطمة رضوان محمد سلمان، جاوزت السبعين من العمر، أدخلت المستشفى قبل أربع سنوات لوجود بقع حمراء في رجلها متزامنة مع ارتفاع حرارتها، و اكتشفوا أن الصفائح الدموية لديها عالية و أنها تعاني من سرطان في الدم، فأخذوا ينقلون لها وحدة دم كل شهر، و ظلت حالتها تسوء حتى تقرر نقل وحدة دم كل أسبوع.



تخبرني زوجة ابنها أن الحاجة فاطمة لا تعلم بمرضها، و أنها تعاني بشدة من فقد الشهية للطعام و الجفاف المستمر، و أن الحصار حرمها من دوائها.



في السرير المجاور لها ترقد نادية يوسف العمري، 28 عاما، أم لخمسة أطفال أكبرهم يبلغ الحادية عشر من عمره و أصغرهم يبلغ العامين،تعلو الصفرة وجهها المتضائل بفعل المرض و قد بدت آثار العلاج الكيماوي واضحة عليها،يجلس بجوارها أخوها و والدتها التي تركت حوادث الزمن علامات غائرة على جبهتها الصامدة كما كل أمهات فلسطين الصابرات.



عن حالة نادية يحدثني شقيقها بأنها عانت من انسداد في الأمعاء و أجرت عمليات في المعدة و فتحوا لها الاثني عشر و أزالوا المرارة و فحصوا عينة من المعدة فشكّوا في وجود سرطان بالمعدة، و أعطوها العلاج الكيماوي و أعلن الأطباء في غزة عجزهم عن علاجها في القطاع، و طلبوا سرعة تحويلها لإسرائيل، وحتى هذه اللحظة ما يزال أهلها في انتظار استخراج تنسيق إسرائيلي لها و في انتظار فك الحصار لتسافر للعلاج.

تخبرني والدتها و قد تدافع الدمع في عينيها أن نادية لا تأكل و لا تشرب و ظلت تعيش على المحلول، و منذ ثاني أيام عيد الأضحى لم تدخل قطرة ماء واحدة إلى جوفها، فحتى المحلول ما عاد يصل إلى أمعائها فاضطر الأطباء إلى إعطائها الدواء عبر الوريد.

كالدمية الجميلة الجامدة لم تحدثني نادية بأي كلمة، فليست قادرة على الحديث أو التجاوب مع أي أحد حولها لشدة ضعف جسمها، شعرت بأسى شديد على حالها، فها هي زهرة شبابها تذبل ببطء شديد في ظل الحصار الذي حرمها العلاج و الحياة الطبيعية مع زوجها و أطفالها الذين ما عادت تراهم كثيرا كي لا يروها في هذه الحالة الصعبة.



تمنيت لها الشفاء العاجل و سرعة السفر للعلاج و خرجت من الغرفة برفقة والدتها الحاجة أم محمد و صورتها لا تفارقني، و في الممر خارج الغرفة و بعيدا عن مرأى ابنتها احتضنتني الوالدة بشدة و قد أجهشت في بكاء تقطع له قلبي و هي تخبرني أن الأطباء أخبروهم أن لا أمل لها بالشفاء و أن ابنتها لا تعلم عن مرضها بالسرطان.



قاومت دموعي بعناد و حاولت تصبيرها فكل شيء مكتوب لنا عند الله ، وقالت لي : توكلنا على الله فلا كبير عليه.



فارقتُ هذه العائلة و لم تفارقهم أحزانهم بسبب الحصار، تمنيت لو كانت نادية طائرا بجناحين كبيرين يطيران بها فوق كل الحدود المغلقة في وجه الفلسطينيين إلى حيث يجد العلاج و الرحمة.



في الغرفة المجاورة يرقد الطفل نور الدين محمود ماضي،14 عاما، و قد فارق محياه نور الصحة و العافية، التقيت والده في قسم الاستقبال و قد بدا منهكا للغاية و قد دفن رأسه بين يديه سارحا فيما ينتظر ابنه. أخبرني عن كيفية اكتشاف المرض حين أُصيب بكسر في فخذه الأيمن و انتفخ مكان الإصابة جدا و تم تحويله للعلاج في مستشفى المقاصد في القدس حيث أخذوا عينة و لم يتوصلوا لنتيجة، و تم تحويله لمستشفى هداسا الإسرائيلي حيث اكتشفوا أن سرطان العظام مستشرٍ بشكل كبير في عظامه، سألته إن علم نور الدين بمرضه فنفى علمه بأي شيء، كل ما يعرفه الطفل عن سبب وجوده في المستشفى منذ أكثر من خمسة شهور هو كسر ساقه و التهاب في العظام!



سألته عن دراسة نور الدين فأخبرني أنه انقطع تماما عن المدرسة منذ مرضه حيث يعيش الآن على المسكنات و يحتاج كل يومين أو ثلاثة لوحدة دم و حالته تسوء يوما بعد يوم في ظل الحصار و تأخر سفره للعلاج و انقطاع دوائه من القطاع.



اليوم يتساءل نور الدين كل صباح: متى سيذهب للمدرسة و قد ترك مقعده فارغا منذ بداية العام الدراسي؟

و أتساءل أنا : هل سيعود نور الدين حقا لمقعده؟

أم أن الحصار الإسرائيلي لن يرحم طفولته و براءته و يسمح له بالسفر للعلاج؟

و هل تعود نادية إلى بيتها لتوقظ أطفالها و تلبسهم مراييل المدرسة و تذاكر لهم دروسهم من جديد؟

و هل ستعيش الحاجة فاطمة حتى ترى أحفادها و تفرح بهم و يفرحوا بها ؟



لعل الزمن كفيل بإيجاد أجوبة لكل تساؤلاتي..


http://www.freegaza.ps/index.php?sci...a=news&type=40
مغربي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .