أختنا الفاضلة
استوقفني العنوان .. فحرت أبحث عن جذر الاختيار والانتقاء والتفضيل، ووجدت أن العنوان لغويا جائزاً، لكن ذلك لم يقنعني تمام القناعة.
فالمرأة تختار زوجها أم تنتقيه أم تفاضل بين من يتقدم إليها، والرجل يختار زوجته أم ينتقيها أم يفاضل بينها وبين من يستطيع التقدم لهن من النساء.
في أسواق الخضار والفواكه (في رمضان مثلا) يذهب أحدهم متأخرا الى السوق ليشتري شيئا من ثمار الطماطم، فلا يجد إلا ما استبعده من سبقه الى السوق من المشترين، فيضطر الى المفاضلة ما بين الأسوأ والأكثر سوءا. وفي حالات المدربين لفرق كرة القدم، ينحصر مجال انتقاء أفضل اللاعبين من بين من يُعرض على المدرب ممن ينتسبون للنادي، بعكس رغبته فهو لو أطلق له مجال الانتقاء والاختيار لاختار أفضل لاعبين من كل العالم!
ولو عدنا لاختيار المرأة والرجل، سنجد أن مجال حركة الرجل في اختيار زوجته أوسع من مجال اختيار المرأة. فهو بإمكانه التحرك بمدى أوسع قد يصل عدده الى مئات الفتيات وبمناطق أكثر اتساعا قد تعبر القارات، في حين يكون المدى للمرأة محصورا بين ما يتقدم إليها من الخاطبين، وهم في أحسن الأحوال عشرات (هذا في بلادنا وبيئتنا).
عليه، فإن العنوان وإن أجازه (لسان العرب) و (تاج العروس)، فأراه عنوانا يحتاج لتوصيف أدق.
هذا ما حاولت المشاركة به
شاكرا لأختنا الفاضلة ما قدمته
وشاكرا لمن سبقني ما أسهموا فيه من مداخلات قيمة
__________________
ابن حوران
|