طبقات الحقيقة
كثيراًُ ما نختلف على تفسير العديد من الظواهر الطبيعية والحياتية . وعادةً ما يقوم كل منا بإيراد الشواهد والنظريات العلمية التي تثبت رؤيته . ويزيد مدى الاختلاف في تفسير الظواهر الطبيعية والحياتية باختلاف التخصصات والخلفيات العلمية ، إذ يقوم علماء الاقتصاد مثلاًُ بشرح العديد من الظواهر الحياتية من منظور اقتصادي منطقي ، في حين يقوم علماء الاجتماع أو النفس أو الطبيعة مثلا بإيراد تفسيرات منطقية أخرى لنفس هذه الظواهر ،كلُ من منظور تخصصه العلمي وخلفيته الثقافية.
إلا أن صحة أو منطقية أي من هذه الأطر العلمية والقوانين في تفسير الظواهر الطبيعية والحياتية لا يعني بالضرورة خطأ الآخر . ذلك أن هذه الأطر العلمية والقوانين التي تم اكتشافها ما هي إلا جوانب أو مستويات يسيرةً من طبقات الحقيقة المطلقة .
وإن تجانس واتساق الظواهر الطبيعية والحياتية بالرغم من تعدد القوانين التي تحكمها
ما هو إلا دليل على وحدانية مبدع هذه القوانين .
" وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إلهٍ بما خلق ".
صدق الله العظيم.
يتبع