بسم الله الرحمن الرحيم
اختيار الزوجة هو عملية تخضع للعديد من المعايير التي يتفق الكثير من الناس أو الأغلبية منهم على
الإطار العام لها . وكل من الجسم والعقل ليستا في الحديث الشريف المذكور آنفًا ،لأن النساء ناقصات عقل ودين وهذا يشير إلى تفاوتهن في رجاحة العقل .
إذا كان اختيار المرأة ذات الدين أمرًا مفروغًا منه ولا اختلاف عليه بين العقلاء ، فتأتي بعد ذلك العديد من
الجوانب والتي تعكس اختلاف الأفراد في أولويات الجوانب التفصيلية . وهذا أمر يختلف باختلاف الثقافات
والرؤى والرغبات .فرجاحة العقل أمر ضروري لكي يأمن المرء على أن زوجته لن تكون مبذرة ولن تتصرف
بشكل غير مقبول داخل الأسرة وفي العلاقات بالآخرين .وبالمقابل فإن الإنسان بطبعه مفطور على حب
الجمال وعلى تحقيق ما يشبع رغباته المختلفة ،والجسم قد يحقق المصلحتين الجسمية والجمالية من حيث أنه لا يشعر بالضيق من بدانتها أو نحافتها الزائدتين .
والذي قد لا يستوعبه البعض هو أن المرأة بما تكستبه من مقومات تجعلها أهلاً للزواج إلا أن بدانتها الزائدة أو نحافتها الزائدة قد تمثلان خطرًا على الأبناء ،وقد تكون خطرًا عليها نفسها ، وذلك من خلال المشاكل المتعلقة بترسب الدهون وصعوبات التنفس وبطء الحركة ،أضف إلى ذلك أنها عندما تصل إلى سن الكبر قد تتفاقم المشكلة بشكل كبير .كما أن النحافة الزائدة قد تطمس بعض الملامح الجمالية للمرأة وتنفّر من النظر إليها أقصد نظر الزوج إليها ،وقد تكون البدانة والنحافة سببًا في رفض الزوجة. ولكن المهم ألا تكون شديدة البدانة ولا شديدة النحافة ،وقد تكون هذه البدانة أو النحافة عنصرًا خارجًا عن إرداتها كأن تكون إصابة وراثية أو نتيجة مجموعة من العوامل النفسية والغذائية.
والذي يمكن قوله هو أن كلا العنصرين في غاية الأهمية ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر ، إلا إذا اختلفت فلسفة الأفراد في تقبل عيب ما في طريقة تفكيرها أو جسمها .
وأنا شخصيًا أرى أن العنصرين مترابطان بالشكل الذي يمكن أن أشبهه بعلاقة الجذع بالشجرة ،واختلال أي من الجانبين قد يحدِث آثارًاسلبية على استقرار الحياة الزوجية .