كان ثقة فاضلا وشيخه الثاني: محمد بن إبراهيم بن سعيد بن أبي القراهند قال الحميدي في تاريخ الأندلس: كان من أضبط الناس لكتبه وأفهمهم لمعاني الرواية ولي القضاء بمدينة سالم وشيخه الثالث: محمد بن عبد الله بن حكم الأموي القرطبي وثقه ابن حزم فيما نقله الحميدي وأما محمد بن معاوية فهو ابن الأحمر أحد رواة السنن للنسائي عنه وثقه ابن حزم وغيره وأما الفضل بن الحباب أبو خليفة فوثقه ابن حبان وغيره واحتج به هو والحاكم في المستدرك
وقال أبو يعلى الخليلي: «احترقت كتبه منهم من وثقه ومنهم من تكلم فيه وهو إلى التوثيق أقرب» قال: والمتأخرون أخرجوه في الصحيح ونسبه السليماني إلى الرفض وهو غير صحيح أنكره الذهبي في الميزان
وهشام بن عبد الملك الطيالسي احتج به الشيخان ووثقه أبو حاتم وغيره
وشعبة ذكر طريق آخر للحديث ومع هذا فلم ينفرد به أبو الزبير بل قد روي من طريق ابن المنكدر عن جابر
3 - أخبرني به أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الهادي فيما أذن لي مشافهة أن أرويه عنه ...عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): «من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته»
ومحمد بن يونس السامي بالمهملة هو الكديمي أحد الضعفاء وكذلك عبد الله بن إبراهيم الغفاري ضعفهما أبو داود والدارقطني نعم إسماعيل الخطبي وثق الكديمي ذكر بعض المتابعات للراوي: محمد بن علي الهجمي وقد رواه عن الكديمي أيضا: أحمد بن عبيد الصفار ومحمد بن عبد الله العمري أما حديث العمري: فقرأته على ست العرب بنت محمد بن علي بن أحمد بن عبد الملك ...عن محمد بن المنكدر مثله سواء وأما حديث أحمد بن عبيد الصفار: أخبرني به: محمد بن أبي عبيد الله بن محمد الحنبلي بقراءتي عليه بالقاهرة عن علي بن أحمد بن عبد الواحد أنا عبد الرحيم بن عبد الرحمن الشعري كتابه أنا محمد بن المفضل أو زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ثنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا محمد بن يونس فذكره بنحوه وقال: هذا إسناد ضعيف وقال: وروي من وجه آخر
حديث ابن مسعود رضي الله عنه أما حديث ابن مسعود:
4 - فأخبرني به: محمد بن إسماعيل بن عيسى الأيوبي مشافهة ...عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي (ص) قال: «من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل في سعة سائر سنته» رواه الطبراني هكذا في المعجم الكبير وقد تابع علي بن أبي طالب عليه علي بن مهاجر المصري
5 - أخبرني به محمد بن محمد بن محمد الحنبلي بقراءتي عليه ...عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): «من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه في سائر سنته» رواه البيهقي هكذا في شعب الإيمان من الطريقين وقال: تفرد به هيصم عن الأعمش وكذلك أبو حاتم حبان في تاريخ الضعفاء في ترجمة هيصم وقال: يروي الطامات غير محفوظة
ذكر طريق آخر للحديث ولحديث ابن مسعود طريق آخر:
6 - رواه الحافظ أبو القاسم بن عساكر ...عن الربيع بن خيثم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص): «من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه وعلى عياله إلى مثلها من السنة المقبلة وأنا الضامن له وكل درهم سينفق في يوم عاشوراء يريد به ما عند الله , يحسب بسبع مائة ألف في سبيل الله وكان عند الله أكثر ثوابا من في السموات والأرض ومن تصدق في يوم عاشوراء فكأنما تصدق على ذرية آدم صلوات الله عليه وسلم» قال ابن عساكر: غريب جدا قلت: وهو حديث منكر وأحسب آفته من متأخري رواته فإن الربيع بن خيثم ثقة لا يسأل عنه كما قال يحيى بن سعيد: احتج به الشيخان كرز بن وبرة أحد الزهاد العباد ذكره ابن حبان في الثقات وأبو طيبة اسمه عيسى بن سليمان بن دينار الدارمي ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ وقال حمزة السهمي: كان من العلماء الزهاد نعم قال ابن معين: ضعيف وأما سعد بن سعيد الجرجاني ولقبه سعدويه قال فيه البخاري: لا يصح حديثه وقال ابن عدي: رجل صالح له عن الثوري ما لا يتابع عليه
تنبيه واعلم أن حديث ابن مسعود في التوسعة ليس في شيء من الكتب الستة ولا تغتر بذكر أبي السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري له في جامع الأصول فإن ذلك وهم عجيب وهذا الكتاب كأنه ليس بمجرد فإن فيه عدة أوهام وأعجب من ذلك أن أخاه أبا الفتح نصر الله بن محمد بن الأثير الجزري ذكره في اختصاره لجامع الأصول وهذا الحديث وزاد من عنده أن علم عليه صورة خ م يعني أخرجه البخاري ومسلم وهذا غلط فاحش منهما جميعا والحديث ليس في شيء من الكتب الستة البتة
حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأما حديث أبي هريرة:
7 - فأخبرني به: أبو الحرم محمد بن محمد القلانسي ...عن سليمان بن أبي عبيد الله عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: «من أوسع على عياله وأهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته»
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان هكذا من طريق ابن عدي وأورده ابن عدي في ترجمة محمد بن ذكوان الطاجي وقد ضعفه البخاري وأبو حاتم والعجلي والنسائي ووثقه ابن معين وابن حبان وأثنى عليه شعبة فقال: كان كأخير الرجال وأما العقيلي فأعل الحديث بسليمان بن أبي عبد الله وأفرده في ترجمته في الضعفاء وقال: حدثنا جدي ثنا حجاج بن نصير فذكره وقال: سليمان مجهول والحديث غير محفوظ قال: ولا يثبت هذا عن رسول الله (ص) في حديث مسند انتهى قلت: سليمان هذا روى عن جماعة من الصحابة: سعد بن أبي وقاص وصهيب وأبي هريرة
قال البخاري في التاريخ: أدرك المهاجرين وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور فيعتبر حديثه وذكره ابن حبان في الثقات وقد ذكره أبو الحسن بن القطان في كتاب بيان الوهم والإبهام أن الراوي إذا وثق زالت جهالته وإن لم يرو عنه إلا واحد وقد روى له أبو داود في سننه: أنه رأى سعد بن أبي وقاص أخذ رجلا قصيرا في حرم المدينة الحديث وسكت عليه فهو عنه صحيح أو حسن ولكن الحجاج بن نصير ضعفه ابن المديني والبخاري وأبو حاتم والعجلي وأبو داود والنسائي والدارقطني نعم قال يعقوب بن شيبة عن ابن معين: صدوق ولكنهم أخذوا عليه أشياء في حديث شعبة وقال صاحب الميزان: لم يأت بمتن منكر وذكره ابن حبان في الثقات وعلى هذا فالحديث صحيح على رأي ابن حبان فإنه ذكر الحجاج بن نصير ومحمد بن ذكوان وسليمان بن أبي عبد الله في الثقات وباقي رجاله معروفون بالثقة
ذكر طريق آخر للحديث
ولحديث أبي هريرة طريق آخر رجاله ثقات ولكنه منكر
8 - أخبرني به: محمد بن أبي عبد الله بن محمد بن الفارض ....عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): «إن الله عز وجل افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من المحرم فصوموه ووسعوا على أهاليكم فيه فإنه من وسع على أهله من ماله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته فصوموه فإنه اليوم الذي تاب الله على آدم» فذكر حديثا طويلا نحو ورقة وفيه «من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض مرضا إلا مرض الموت ومن اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عينيه تلك السنة كلها» الحديث قال الحافظ أبو الفضل بن ناصر: هذا حديث حسن عزيز ورجاله ثقات وقد أخرج عن أكثرهم في الصحيحين قال: وهذا أحسن من الحديث الذي يرويه أبو بكر النقاش المقرئ في فضائل عاشوراء عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهر عن ابن عباس قال: وما سمعنا بإسناد أصح من هذا الإسناد المذكور ومن عمل به أعطي ثواب من صدق ولم يكذب وذكر أبو الفرج بن الجوزي في فضائل الشهور عن ابن ناصر أيضا أنه قال: هذا إسناد صحيح وإسناده على شرط الشيخين انتهى هكذا أقتصر على حكاية كلام ابن ناصر في هذا الكتاب
وأما في الموضوعات فرواه بسنده كما تقدم ثم قال: هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه ولقد أبدع من وضعه وكشف القناع ولم يستحي وأتى فيه بالمستحيل وهو قوله: وأول يوم خلق الله يوم عاشوراء وهذا تغفيل من واضعه لأنه إنما يسمى عاشوراء إذا سبقه تسعة وقال فيه: خلق الله السموات والأرض والجبال يوم عاشوراء
وفي الحديث الصحيح: «أن الله تعالى خلق التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد » وفيه من التحريف في مقادير الثواب الذي لا يليق بمحاسن الشريعة قال: «وكيف يحسن أن يصوم الرجل يوما فيعطى ثواب من حج واعتمر وقتل شهيدا وهذا مخالف لأصول الشرع» قال: ولو ناقشناه على شيء بعد شيء لطال وما أظنه إلا دس في أحاديث الثقات
وكان مع الذي رواه نوع تغفيل ولا أحب ذلك إلا في المتأخرين وإن كان يحيى بن معين قد قال في ابن أبي الزناد: ليس بشيء ولا يحتج بحديثه واسم أبي الزناد: عبد الله بن ذكوان واسم ابنه: عبد الرحمن كان ابن مهدي لا يحدث عنه وقال أحمد: مضطرب الحديث وقال أبو حاتم الرازي لا يحتج به فلعل بعض أهل الزيغ والإلحاد قد أدخله في حديثه انتهى كلام ابن الجوزي في الموضوعات وقال الشيخ تقي الدين بن تيمية في الفتوى التي تقدم نقل بعضها " وهذا هو الذي يجب القطع به فإنه لا يستريب من تدبر هذا الكلام من المؤمنين أن هذا لا يجوز أن يقوله مؤمن فضلا عن أن يقول مثل هذا رسول الله (ص) فإن فيه من المجازفات والفرية على الله تعالى وخلقه ما لا يجوز أن يذكر إلا على وجه الإنكار وذكر كلاما طويلا ثم قال: وما ذكره ابن ناصر قاله بناء على أن رأى ظاهر حال رجاله السلامة عنده ولكن هو من رواية الشيوخ المتأخرين ليس له ذكر في شيء من كتب الحديث المعروفة ولا هو معروف من رواية علماء الحديث المتقدمين وأكثر الشيوخ المتأخرين لا يحتج بمجرد روايتهم لكنهم لا يضبطون حديثهم حفظا ولا كتابا
|