نقد كتاب أحوال النساء في الجنة
نقد كتاب أحوال النساء في الجنة
المؤلف سليمان بن صالح الخراشي وهو يدور حول مجموعة من الأسئلة تدور فى نفوس المسلمات وقد قدم الإجابة على شكل فوائد كل فائدة فيها إجابة سؤال على ما تطرحه النسوة وفى مقدمته قال :
"أما بعد :
فإني لما رأيت كثرة أسئلة النساء عن أحوالهن في الجنة وماذا ينتظرهن فيها أحببت أن أجمع عدة فوائد
تجلي هذا الموضوع لهن مع توثيق ذلك بالأدلة الصحيحة وأقوال العلماء فأقول مستعينا بالله "
وأول ما ذكره هو مشروعية تساؤل المسلمات عما يحدث معهم فى الجنة فقال:
"فائدة ( 1) :
لا ينكر على النساء عند سؤالهن عما سيحصل لهن في الجنة من الثواب وأنواع النعيم ، لأن النفس البشرية مولعة بالتفكير في مصيرها ومستقبلها ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينكر مثل هذه الأسئلة من صحابته عن الجنة وما فيها ومن ذلك أنهم سألوه صلى الله عليه وسلم : ( الجنة وما بنائها ؟ ) فقال صلى الله عليه وسلم : ( لبنة من ذهب ولبنة من فضة ...) إلى آخر الحديث .
ومرة قالوا له : ( يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة ؟ ) فأخبرهم بحصول ذلك."
وبالقطع أحيانا ما يدور فى أخيلة المسلمين والمسلمات عديد من الأسئلة تتعلق بموضوعات مختلفة مثل هل سنموت هل المتع كلها متع مادية كالطعام والشراب والجماع أم توجد متع من نوع أخر
وفى الفائدة الثانية بين الخراشى أن النفوس تتمنى دخول الجنة ولكن عليها أن تعمل المطلوب لدخولها فقال:
"فائدة (2) :
أن النفس البشرية – سواء كانت رجلا أو امرأة – تشتاق وتطرب عند ذكر الجنة وما حوته من أنواع الملذات
وهذا حسن بشرط أن لا يصبح مجرد أماني باطلة دون أن نتبع ذلك بالعمل الصالح فإن الله يقول للمؤمنين :
( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) الزخرف آية 72.
فشوقوا النفس بأخبار الجنة وصدقوا ذلك بالعمل ط
وبين الرجل فى الفائدة الثالثة كون الجنة للرجال والنساء على السواء طالما كانوا مؤمنين مسلمين وطالما كن مؤمنات مسلمات فقال:
"فائدة ( 3 ) :
أن الجنة ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء إنما هي قد ( أعدت للمتقين ) – آل عمران آية 133-من الجنسين كما أخبرنا بذلك تعالى قال سبحانه : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك
يدخلون الجنة ) – النساء آية 124- ."
وفى الفائدة الرابعة ناقض الخراشى نفسه فبعد أن احل كل الأسئلة فى الفائدة الأولى عاد وطلب منهم الاقتصار على اسئلة دون أسئلة أخرى فقال :
فائدة ( 4 ) :
ينبغي للمرأة أن لا تشغل بالها بكثرة الأسئلة والتنقيب عن تفصيلات دخولها للجنة : ماذا سيعمل بها ؟
أين ستذهب ؟ إلى آخر أسئلتها .. وكأنها قادمة إلى صحراء مهلكة !
ويكفيها أن تعلم أنه بمجرد دخولها الجنة تختفي كل تعاسة أو شقاء مر بها .. ويتحول ذلك إلى سعادة دائمة
وخلود أبدي ويكفيها قوله تعالى عن الجنة : ( لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ) – الحجر آية48-
وقوله : ( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ) – الزخرف آية 71- .
ويكفيها قبل ذلك كله قوله تعالى عن أهل الجنة : ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) – المائدة 119-."
وهذا النهى يتعارض مع إباحة الله سؤال أهل الذكر عن أى شىء بقوله تعالى:
"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
واعتبر الخراشى فى الفائدة الخامسة الله قد اختص الرجال دون النساء بمغريات محددة هى الحور العين فقال :
"فائدة ( 5 ) :
عند ذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلة والمساكن والملابس فإنه يعمم ذلك للجنسين ( الذكر والأنثى ) فالجميع يستمتع بما سبق .
ويتبقى : أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( الحور العين ) و ( النساء الجميلات )
ولم يرد مثل هذا للنساء .. فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا !؟
والجواب :
1- أن الله : ( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ) – الأنبياء 23- ولكن لا حرج أن نستفيد حكمة هذا العمل
من النصوص الشرعية وأصول الاسلام فأقول :
2- أن من طبيعة النساء الحياء – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله – عزوجل – لا يشوقهن للجنة بما يستحين منه .
3- أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله شوق الرجال بذكر نساء الجنة مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) – أخرجه البخاري –
أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى ( أومن ينشأ في الحلية ) – الزخرف آية 18-
4- قال الشيخ ابن عثيمين : إنما ذكر – أي الله عزوجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج .. بل لهن أزواج من بني آدم ."
وما ذكره الخراشى هو كلام ناتج من الفهم الخاطىء لكلام الله فالله لم يقل أن الحور العين شىء غير المسلمات فى الدنيا لأنه لو أدخل أحد لا يستحق الجنة لكان إلها ظالما تعالى عن ذلك علوا كبيرا وهو ما نفاه بقوله" وما ربك بظلام للعبيد"
ولو أدخل أحد غير المسلمات لاحتج الكفار والكافرات عليه بأنه أدخل من لا يستحقون الجنة
وحكاية كون الحور العين غير مسلمات الدنيا هى مخالفة ومناقضة لقوله تعالى :
"وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
وقال :
" ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
بالقطع ما قلته سيجعل بعض الرجل يقولون حرام عليك أليس كافيا أن ينكدن عليمنا فى الدنيا حتى يكن معنا فى الآخرة وهو كلام يتناسى أن الله يذهب الكراهية وكل المشاعر السيئة من أهل الجنة كما قال تعالى :
"ونزعنا ما فى صدورهم من غل "
ومن يراجع آيات الزواج فى الجنة سيجد "وزوجناهم بحور عين" ويجد"ولهم فيها أزواجا مطهرة " ويجد " ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون"وليس فيها أى دليل على أن الزواج يكن من غير نساء مسلمات فالحور العين كلمة البصر الغضيض ولا تغض البصر سوى نساء المسلمات كما قال تعالى "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وفى الفائدة السابعة ذكر أحوال زواج المسلمات فى الدنيا فقال:
|