الأخت الفاضلة العنود النبطية
ما وسمتيه بالخربشات، فيه من العمق المخبأ بالحيرة المفصحة عما يؤكد ما ذهبت إليه روح المقالة..
من يحاول زيارة منطقة سياحية في أوائل الربيع بسيارته، لأول مرة، سيمر بما يمر به كل مثقفٍ حقيقي، فهو تحدوه الرغبة لمعرفة منطقة هيئ إليه أنه أحب معرفة تضاريسها، لكنه كلما صعد بسيارته الى الأعلى يلف الضباب الفضاء ويتعذر عليه رؤية إشارات المرور بوضوح، وسيصل الى نقطة لا يعرف بعدها هل سيكون هناك منحدرٌ أو منعطف، فيتسمر بمكانه، متمنياً أنه لو لم يخوض تلك التجربة..
المثقف في عيون القراء، يجب أن يكون طهرياً، وطهريته تلك لا تقبل مساومة، فهي بنظرهم كالصيام، تفسده جرعة ماء حتى لو كانت درجات الحرارة فوق الخمسين.
ولكنهم إن شاءوا تبرئته، فعلوا، فيتذرعون بالمجاملات والواجب، وصعوبة الحياة والالتفات الى مستقبل العائلة.. لكن في النهاية لا تخلد تلك التبريريات مثقفاً تنازل عن بعض طهريته في سبيل تلك المبررات..
دائماً يفيض كرمكم علينا لنشعر بالنهاية بتقصيرنا
احترامي و تقديري
__________________
ابن حوران
|