بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة من طرائف العرب والتي تدل على فطنة المأمون وقدرته على فهم أساليب التفكير لدى الآخر ، كما أنها تؤكد أهمية الكتابة الصحيحة لأنها من الممكن-إذا لم تتحقق- أن تحدِث مشاكل عدة تتعلق بالأرواح والأعراض والأموال ..
ذكرتني بقصيدة للراحل إبراهيم ناجي رحمه الله حين قال فيها تقريبًا :
رأينا من جفائك ما رأينا
وبالحرمان والذل ارتضينا
(الشطر الثاني هو الصحيح ومتأكد منه أما الأول فسأعود إليه لاحقًا بإذن الله).ولكن الخطأ المطبعي في ديوان أعماله الكاملة جعل الغبي الذي قام بالطباعة والأغبى الذي قام بالمراجعة يغفل عن الخطأ الشديد إذ وجدت مكتوبًا فيه :
وبالرحمن والذل ارتضينا
وظننت هذا الخطأ معبرًا عن جهل بالدين من الشاعر إلا أنني عندما قرأت دراسة أسلوبية عن قصائده وجدت فيها تصحيحًا لهذا العيب الغريب.
مثل هذه المواقف الطريفة تحدث في حياة الجامعيين من المعلمين ، ومن طريف ما يُذكر أن عميد إحدى الكليات عاتب زميلاً له على أنه (قلل من قيمته) كيف ؟
بدلاً من أن يكتب "إلى السيد العميد ......."
كتب "إلى السيد المعيد........"
أخطاء مضحكة مبكية ، وليت الاهتمام بالكتابة الصحيحة يكون أحد محاور تدريس اللغة العربية!